"إنّ كرامة هذا القميص هي أنه لامس قلب يوسف ليس إلا، هذا هو سر القميص، ففي كل تلك الآيات كان هذا القميص شاهداً عدلاً يشهد بنقاء قلب يوسف وطهارته، هذا القميص تكلم ولكن بالأفعال لا بالأقوال، وما أحوج الناس ليتعلموا من قميص يوسف (ع) الصدق والأمانة وقول الحق وإعطاء كل ذي حق حقه، ويتعلموا ترك الحسد والأنا والأخلاق الذميمة.
والآن، لنضع قميص يوسف هذا الجماد في مقابل أناس التصقوا بيوسف (ع) وعرفوا يوسف (ع) كما التصق وعرف القميص يوسف (ع)، ولنرى كم أن الناس كانوا ظالمين ليوسف (ع)، وكم أن القميص كان منصفاً عادلاً مع يوسف (ع)، وكم خذل الناس يوسف (ع)، وكم أعان وأغاث القميص يوسف (ع)، وكل مرة كان الناس والقميص يتبدلون، ولكن دائماً كان القميص ينصف ويعين يوسف (ع)، وكان الناس يظلمون ويخذلون يوسف (ع). "
اضاءات ج3ق2, أحمد الحسن ع