بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.. من كلمات الإمام أحمد الحسن (ع)
(مقدمة)
قال تعالى:
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران : 191]
قبل قراءتي لعلوم الإمام أحمد الحسن (ع)، كنت دائماً أتساءل؛ لماذا في هذه الآية المتفكرين يقولون (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ)؟!
كنت دائماً أفكر بيني وبين نفسي، أنا عندما أتفكر في خلق السماوات والأرض؛ غاية ما أصل له عندما أنظر لبديع خلق الله هو مثلاً (سبحانك يا رب ما أعظمك، ما أجملك، ما أبدع خلقك... الخ)، لكن لا أقول (يارب ما خلقت هذا باطلاً)!!
بمعنى آخر؛ الآية تخبرنا أن المتفكرين في خلق الله يقولون أن الله سبحانه لم يخلقه عبثاً وهذا معناه أنهم يعرفون معنى ما خلق الله ولماذا، وماذا الله يقول من هذا الخلق...
لكني لم أتوصل إلى هذه الحقيقة، أي أني لا أقول: يا رب أنت خلقت هذا الخلق لسبب وليس عبثاً؛ وذلك لأني لا أعرف ما معنى ما خلق الله! لم أستطع فهم ما يقوله الله من آثاره!
فقررت أن أجمع كلمات الإمام أحمد الحسن (ع) التي فسرت لي معنى ما خلق الله سبحانه من شجر وثمر وبحر ونحل وجبل ...الخ، لنستمع لكلمات الله..
(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) [ الكهف:109]
(1)
ليرى أحدكم الله في كل شيء...
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء ، حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار .
قال الإمام الحسين (ع) : ( إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار ، فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك ، كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ، عميت عين لا تراك عليها رقيباً ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيباً … ) (بحار الأنوار : ج95 ص225).
اغسلوا الطين عن أعينكم وآذانكم حتى تروا الله ، وتسمعوا الله وهو يكلمكم حتى في الحجر …
لا تركنوا إلى الجهَّال الذين يسمّون أنفسهم علماء ، فيملئوا آذانكم وأعينكم بالطين ، ويشدوكم إلى هذا العالم المادي الزائل وما فيه من زخرف .
لا تسمعوا كلامهم ، فهم لا يرون أيديهم … وهذا العالم الزائل مبلغهم من العلم .
لا تركنوا إليهم وهم يكفرون بالرؤيا ، وهي الطريق إلى ملكوت السماوات .
انظروا في ملكوت السماوات ، واسمعوا من ملكوت السماوات ، وآمنوا بملكوت السماوات فهو الحق الذي آمن به الأنبياء والأوصياء ، وكفر به العلماء غير العاملين الذين حاربوا الأنبياء والأوصياء في كل زمان . ]
من مقدمة كتاب رسالة الهداية للإمام أحمد الحسن (ع)
يتبع....
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.. من كلمات الإمام أحمد الحسن (ع)
(مقدمة)
قال تعالى:
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران : 191]
قبل قراءتي لعلوم الإمام أحمد الحسن (ع)، كنت دائماً أتساءل؛ لماذا في هذه الآية المتفكرين يقولون (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ)؟!
كنت دائماً أفكر بيني وبين نفسي، أنا عندما أتفكر في خلق السماوات والأرض؛ غاية ما أصل له عندما أنظر لبديع خلق الله هو مثلاً (سبحانك يا رب ما أعظمك، ما أجملك، ما أبدع خلقك... الخ)، لكن لا أقول (يارب ما خلقت هذا باطلاً)!!
بمعنى آخر؛ الآية تخبرنا أن المتفكرين في خلق الله يقولون أن الله سبحانه لم يخلقه عبثاً وهذا معناه أنهم يعرفون معنى ما خلق الله ولماذا، وماذا الله يقول من هذا الخلق...
لكني لم أتوصل إلى هذه الحقيقة، أي أني لا أقول: يا رب أنت خلقت هذا الخلق لسبب وليس عبثاً؛ وذلك لأني لا أعرف ما معنى ما خلق الله! لم أستطع فهم ما يقوله الله من آثاره!
فقررت أن أجمع كلمات الإمام أحمد الحسن (ع) التي فسرت لي معنى ما خلق الله سبحانه من شجر وثمر وبحر ونحل وجبل ...الخ، لنستمع لكلمات الله..
(قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) [ الكهف:109]
(1)
ليرى أحدكم الله في كل شيء...
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء ، حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار .
قال الإمام الحسين (ع) : ( إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار ، فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك ، كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ، عميت عين لا تراك عليها رقيباً ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيباً … ) (بحار الأنوار : ج95 ص225).
اغسلوا الطين عن أعينكم وآذانكم حتى تروا الله ، وتسمعوا الله وهو يكلمكم حتى في الحجر …
لا تركنوا إلى الجهَّال الذين يسمّون أنفسهم علماء ، فيملئوا آذانكم وأعينكم بالطين ، ويشدوكم إلى هذا العالم المادي الزائل وما فيه من زخرف .
لا تسمعوا كلامهم ، فهم لا يرون أيديهم … وهذا العالم الزائل مبلغهم من العلم .
لا تركنوا إليهم وهم يكفرون بالرؤيا ، وهي الطريق إلى ملكوت السماوات .
انظروا في ملكوت السماوات ، واسمعوا من ملكوت السماوات ، وآمنوا بملكوت السماوات فهو الحق الذي آمن به الأنبياء والأوصياء ، وكفر به العلماء غير العاملين الذين حاربوا الأنبياء والأوصياء في كل زمان . ]
من مقدمة كتاب رسالة الهداية للإمام أحمد الحسن (ع)
يتبع....
Comment