بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
نصيحة الإمام أحمد الحسن (ع) إلى من يتصدى للمناظرات:
[ إلى ......... وإلى كل من يتصدّى للمناظرات من أنصار الإمام المهدي (ع) حفظهم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلّم تسليما كثيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منك أن تتوكل على الله توكلاً حقيقياً بكلّ قلبك، ولا تعتمد على فهمك، بل أخلص لله سبحانه وتعالى حتى لا ترى نفسك بل تراه هو سبحانه، هو فقط، عندها تجعل الله ينطق على لسانك ويقول ما يريد بك ويظهر حقه من خلالك.
إياك أن تغتر أو أن تظن بنفسك الظنون (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان: ١٨)، فمن أنت، ومن أين مبدأك، وإلى أين منتهاك؟ أنت إن ذكرت نفسك وغفلت عن ربك فأنت ظلمة ومبدأك منيّ ومنتهاك جثة لولا أنها تدفن لتمنّى من تعيش معهم اليوم أنك لم تكن، وإن ذكرت ربّك وكنت من الذاكرين في كل حال وآن فأنت نور وروح قدسية تتمسّح بها الملائكة وتتبرّك بالدنوّ والاقتراب منها؛ حيث إن مبدأك ومنتهاك هو الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فانظر في أمرك وتدبّر حالك واختر من تريد أن تكون.
الله سبحانه وتعالى يحبّكم، ولهذا فإن غفلتم عن ذكره وظننتم أنكم قادرون ومنتصرون بأنفسكم وبقدرتكم فإنه لن يترككم للشيطان ليستحوذ عليكم، بل يذكّركم وينبّهكم كما ذّكر من كان قبلكم ونبّههم بالهزيمة والانكسار أمام الأعداء والكفار، وها أنتم تذكرون أُحد وحُنيناً عندما ظن المسلمون أنهم قادرون على النصر بأنفسهم وغفلوا عن ذكر الله فرحمهم الله وذكّرهم به سبحانه عندما جعلهم يذوقون طعم الانكسار والهزيمة، وهذا لأنّ النصر الحقيقي هو الانتصار على النفس والإخلاص لله سبحانه وتعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة: ٢٥).
فإيّاك أن تفرح بنصر حقّقته، اللهم إلا إن كان فرحك لانتصار دين الله وليس لنفسك وبنفسك، وتذكّر قوله تعالى: (لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص: ٧٦) وقوله تعالى: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد: ٢٣).
واعلموا سددكم الله، أنّ من أراد شيئاً أعدّ له عدته، فكونوا جميعاً كالبنيان المرصوص وأعدوا العدة، وهيّئوا أنفسكم بالعلم والعمل الجادّ والإخلاص لله سبحانه وتعالى، وعليكم بالطهارة والصلاة والدعاء وفقكم الله وسددكم ونصركم نصراً عزيزاً، على الأقل اغتسلوا قبل كل مناظرة ومنازلة غسل التوبة لتبرزوا وقد خرجتم من ذنوبكم، وصلّوا بعد كلِّ مناظرة ركعتي شكر لله سبحانه وتعالى ليرحمكم الله ويزيدكم من فضله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم: ٧). ويا لها من نعمة أن تكونوا عباداً شاكرين قد مدحكم الله في الملأ الأعلى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ: ١٣).
المذنب المقصر
أحمد الحسن
رمضان المبارك 1431 هـ ق ].
من كتاب مع العبد الصالح (الجزء الثاني)، صفحة 81
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
نصيحة الإمام أحمد الحسن (ع) إلى من يتصدى للمناظرات:
[ إلى ......... وإلى كل من يتصدّى للمناظرات من أنصار الإمام المهدي (ع) حفظهم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلّم تسليما كثيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منك أن تتوكل على الله توكلاً حقيقياً بكلّ قلبك، ولا تعتمد على فهمك، بل أخلص لله سبحانه وتعالى حتى لا ترى نفسك بل تراه هو سبحانه، هو فقط، عندها تجعل الله ينطق على لسانك ويقول ما يريد بك ويظهر حقه من خلالك.
إياك أن تغتر أو أن تظن بنفسك الظنون (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (لقمان: ١٨)، فمن أنت، ومن أين مبدأك، وإلى أين منتهاك؟ أنت إن ذكرت نفسك وغفلت عن ربك فأنت ظلمة ومبدأك منيّ ومنتهاك جثة لولا أنها تدفن لتمنّى من تعيش معهم اليوم أنك لم تكن، وإن ذكرت ربّك وكنت من الذاكرين في كل حال وآن فأنت نور وروح قدسية تتمسّح بها الملائكة وتتبرّك بالدنوّ والاقتراب منها؛ حيث إن مبدأك ومنتهاك هو الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فانظر في أمرك وتدبّر حالك واختر من تريد أن تكون.
الله سبحانه وتعالى يحبّكم، ولهذا فإن غفلتم عن ذكره وظننتم أنكم قادرون ومنتصرون بأنفسكم وبقدرتكم فإنه لن يترككم للشيطان ليستحوذ عليكم، بل يذكّركم وينبّهكم كما ذّكر من كان قبلكم ونبّههم بالهزيمة والانكسار أمام الأعداء والكفار، وها أنتم تذكرون أُحد وحُنيناً عندما ظن المسلمون أنهم قادرون على النصر بأنفسهم وغفلوا عن ذكر الله فرحمهم الله وذكّرهم به سبحانه عندما جعلهم يذوقون طعم الانكسار والهزيمة، وهذا لأنّ النصر الحقيقي هو الانتصار على النفس والإخلاص لله سبحانه وتعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة: ٢٥).
فإيّاك أن تفرح بنصر حقّقته، اللهم إلا إن كان فرحك لانتصار دين الله وليس لنفسك وبنفسك، وتذكّر قوله تعالى: (لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص: ٧٦) وقوله تعالى: (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد: ٢٣).
واعلموا سددكم الله، أنّ من أراد شيئاً أعدّ له عدته، فكونوا جميعاً كالبنيان المرصوص وأعدوا العدة، وهيّئوا أنفسكم بالعلم والعمل الجادّ والإخلاص لله سبحانه وتعالى، وعليكم بالطهارة والصلاة والدعاء وفقكم الله وسددكم ونصركم نصراً عزيزاً، على الأقل اغتسلوا قبل كل مناظرة ومنازلة غسل التوبة لتبرزوا وقد خرجتم من ذنوبكم، وصلّوا بعد كلِّ مناظرة ركعتي شكر لله سبحانه وتعالى ليرحمكم الله ويزيدكم من فضله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم: ٧). ويا لها من نعمة أن تكونوا عباداً شاكرين قد مدحكم الله في الملأ الأعلى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ: ١٣).
المذنب المقصر
أحمد الحسن
رمضان المبارك 1431 هـ ق ].
من كتاب مع العبد الصالح (الجزء الثاني)، صفحة 81
Comment