[سؤال/ 129: قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ ([58]). من هم المقربون؟ ومن هم الأولون؟ ومن هم الآخرون؟ ولماذا من الأولين ثلة ومن الآخرين قليل؟!
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
المقربون: هم سبعون ألفاً شيعة علي بن أبي طالب (ع)، أو: الإنسان الكامل المذكور في القرآن، وهؤلاء فيهم بعض الأنبياء والمرسلين والأئمة (ع) ([59])، وقليل من أمة محمد (ص) كسلمان ومالك الأشتر والثلاثمائة وثلاثة عشر أصحاب الإمام المهدي (ع) ([60]).
والأولون: هم الأمم السالفة وفيهم كثير من الأنبياء والمرسلين، وهم (124) ألف نبي، فيهم كثير من المقربين.
والآخرون: هم أمة محمد (ص)، وفيهم جماعة من المقربين أقل بكثير من العدد الموجود في الأمم السالفة، والذين معظمهم أنبياء ومرسلون.
والمقربون من الأمم السالفة وهم أنبياء ومرسلون عددهم إذا قيس إلى عدد بني آدم فهم جماعة قليلة، ولذلك عبر عنهم بالثلة، فهم عشرات الآلاف نسبة إلى مليارات البشر.
أما المقربون من أمة محمد (ص)، فعددهم نسبة إلى هذه الثلة من الأمم السالفة قليل، فهم مئات نسبةً إلى المقربين من الأمم السالفة وهم عشرات الآلاف، ونسبةً إلى بني آدم وهم مليارات.
وأيضاً المقربون هم شيعة رسول الله محمد (ص)، وفي هذه الحالة يدخل فيهم قائدهم وسيدهم علي (ع)، فيكون هو وخاصته القليل من الآخرين.]
المتشابهات ج4
(( المقربون: هم سبعون ألفاً شيعة علي بن أبي طالب (ع) ))
(فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) [سورة الواقعة : 88-94]
ولمعرفة حال المقربين والفرق بينهم وبين اصحاب اليمين والمكذبين الضالين...
[سؤال/ 26: ما معنى الآية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ ([38]) ؟ وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ ([39]). وهل هذه الآيات تنفي الشفاعة؟
الجواب: هذه الآيات لا تنفي الشفاعة مطلقاً.
﴿وَاتَّقُوا يَوْماً﴾: أي خافوا يوماً، وهذا اليوم هو يوم الموت، أي ساعة الموت أو لحظات الموت. ومع أنّ شفاعة من له شفاعة تنفع كل ساعة في الدنيا وبعد الموت في القبر والبرزخ والقيامة ولكن لا شفاعة عند الموت لأحد، بل ولا يقبل عند الموت عدل ولا عمل صالح.
وهذا بسبب أنّ الموت هو نزع الروح عن الجسد، وهذا النزع أو الأخذ أو الاستيفاء لابد أن يرافقه تقطيع علائق الروح مع الدنيا، وهذه العلائق بحسب كثافتها وكثرتها يكون اشتباك الروح مع الجسد كثيفاً، فلابد أن يرافق تقطيع هذه العلائق آلام ولا تنفع شفاعة الشافعين لمنعها أو إزالتها، بل ولا ينفع عمل الإنسان في رفع أو إزالة هذه الآلام.
﴿لا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾: وذلك لأن تعلق الإنسان بالدنيا (البيت والزوجة والأولاد والمال وغيرها من المتعلقات الدنيوية) هو عبارة عن حبال عقدها الإنسان بنفسه ولا خروج للروح من الدنيا ولا انفصال له عن الجسد دون قطع هذه الحبال والعلائق، ولا ينجو من آلام الموت إلا من رافق الدنيا بجسده وروحه معلقة بالملأ الأعلى، وهؤلاء هم المقربون، قال أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (إنما كنت جاراً لكم، جاوركم بدني أياماً) ([40])، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾.
ولا تنفع الشفاعة ولا ينفع العمل الصالح في لحظات الموت، إلا في حالة واحدة وهي حالة خرق القانون التكويني، وذلك بأن يصبح تقطيع هذه الحبال غير مؤلم، كما أصبحت نار إبراهيم (ع) غير محرقة، أو أنها لم تؤثر فيه لمانع ما شاء الله أن يجعله فيه (ع). وهذا الخرق للقانون التكويني لا نرى أنه من الأمور المعتادة، بل لا يحصل إلا في حالات تتعلق بوجود الله سبحانه أو علاقته سبحانه وتعالى بأمر أو شخص ما، وتأييده بهذا الخرق للقوانين التكوينية.
ولذا فإنّ أصحاب اليمين - وهم دون المقربين - ومع أنهم من أصحاب الجنة لا ينجون من عذاب الموت، فقد سكت عن حالهم سبحانه وتعالى في حال الموت، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ ([41])، أي لم يعرض لحالة الشخص عند الموت إن كان من أصحاب اليمين، مع أن الآيات من آخر (سورة الواقعة) كانت لبيان حالة الموت ([42])، ولكنه عرض لحالهم بعد الموت، فقال للنبي سلام لك من أصحاب اليمين.
ومن أعظم الأمثلة التي تتجلى فيها صورة هذه الأصناف الثلاثة أي: (المقربين، وأصحاب اليمين، والمكذبين الضالين) هي امتحان طالوت للجنود الذين معه، فلما مرَّ بأرض قفر وعطشوا ثم عرض لهم النهر في الطريق، قال لهم طالوت: ﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ﴾ ([43])، أي من لم يطعمه فإنه من المقربين، ومن اغترف غرفة هو من أصحاب اليمين، ومن شرب فهو من المكذبين الضالين، فلو كان مصدقاً أن طالوت ملكٌ معينٌ من الله سبحانه وتعالى لأتمر بأمره ولم يشرب من الماء.
وهذا التكذيب هو تكذيب لله سبحانه وتعالى لا لطالوت فقط، وهذا النهر هو: الحياة الدنيا فمن لم يطعمها من المقربين الذين قطعوا علائقهم بها فلا يحتاج أخذ أرواحهم إلى قطع أي علائق أو حبال، ومن اغترف منها فهو يحتاج عند استيفاء روحه إلى قطع حباله التي عقدها بنفسه، وكلما زادت زاد ألمه. أما من شرب منها حتى أسكرته وأمسى لا يعي ما يقول، فهذا عند موته يرى أنه كان يعيش على شفا جرف هارٍ، وموته هو : انهيار هذا الجرف به في نار جهنم.
ويبقى السبيل لأنْ يكون الإنسان من المقربين مع أن له زوجة ومال وولد ودار وما لأهل الدنيا هو أن ينهج بماله منهج الأئمة (ع) عندما أنفقوا على الفقراء والمساكين وخصوصاً اليتامى بلا حدود. وأما الأولاد فينذرهم لوجه الله سبحانه مجاهدين يجاهدون لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، لعلَّ الله يتقبلهم بقبول حسن وينبتهم نباتاً حسناً. وأما الزوجة فيجعل صداقها هو السعي بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويتحرى أن يوصلها إلى مقامات عالية في طاعة الله سبحانه وتعالى ومعرفة الله سبحانه وتعالى ما أمكنه ذلك.]
المتشابهات ج2
ولمعرفة نهر اليوم
ولمعرفة من هم من ال(70 ألف) - الشيعة - المقربين اليوم ؟
والمكذبين الضالين اليوم ؟...
[السؤال/ 40: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على إجابة رسالتي السابقة، ولدي بعض الأسئلة الأخرى أكون شاكراً جدّاً للإجابة عليها:
1- النهر الذي يبتلى به أصحاب القائم (ع)، هل هو نهر مادي معلوم أم هو شيء آخر يرمز له بالنهر؟ ...
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين
ج س1: يبتلى أصحاب القائم (ع) بشيء آخر وليس نهراً مادياً.
عن أبي عبد الله (ع)، قال: (إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَر﴾([104])، وإنّ أصحاب القائم (ع) يبتلون بمثل ذلك) ([105]).
وهو باب آل محمد (ع) الذي كما ورد عن الصادق (ع): (الركن اليماني بابنا الذي يدخل منه الجنة، وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد)([106]). وأركان الإمام المهدي (ع) أربعة: هم الخضر (ع)، وإيليا (ع) (إلياس)، وعيسى (ع)، واليماني.
واليماني هو الحجر الذي في الركن اليماني في الكعبة المسمّى بالحجر الأسود (وكما ورد عنهم (ع) أنّه ملك ابتلع كتاب العهد والميثاق) ([107])، واليماني هو كتاب العهد والميثاق المأخوذ على بني آدم وعلى الأنبياء والمرسلين لنصرة قائم آل محمد (ع)، واليماني هو المهدي الأول المذكور في وصية رسول الله (ص)، واليماني هو النهر الذي يبتلي به أصحاب القائم (ع) ولكن هذه المرّة من شرب منه فإنّه مني ومن لم يشرب فليس مني، وهو السبعة والعشرون حرفاً من العلم التي تبث في الناس ولم تبث في الناس فيما سبق ولم يؤذن لهم بورودها فيما سبق. ...]
الجواب المنير ج1 من السؤال40
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
المقربون: هم سبعون ألفاً شيعة علي بن أبي طالب (ع)، أو: الإنسان الكامل المذكور في القرآن، وهؤلاء فيهم بعض الأنبياء والمرسلين والأئمة (ع) ([59])، وقليل من أمة محمد (ص) كسلمان ومالك الأشتر والثلاثمائة وثلاثة عشر أصحاب الإمام المهدي (ع) ([60]).
والأولون: هم الأمم السالفة وفيهم كثير من الأنبياء والمرسلين، وهم (124) ألف نبي، فيهم كثير من المقربين.
والآخرون: هم أمة محمد (ص)، وفيهم جماعة من المقربين أقل بكثير من العدد الموجود في الأمم السالفة، والذين معظمهم أنبياء ومرسلون.
والمقربون من الأمم السالفة وهم أنبياء ومرسلون عددهم إذا قيس إلى عدد بني آدم فهم جماعة قليلة، ولذلك عبر عنهم بالثلة، فهم عشرات الآلاف نسبة إلى مليارات البشر.
أما المقربون من أمة محمد (ص)، فعددهم نسبة إلى هذه الثلة من الأمم السالفة قليل، فهم مئات نسبةً إلى المقربين من الأمم السالفة وهم عشرات الآلاف، ونسبةً إلى بني آدم وهم مليارات.
وأيضاً المقربون هم شيعة رسول الله محمد (ص)، وفي هذه الحالة يدخل فيهم قائدهم وسيدهم علي (ع)، فيكون هو وخاصته القليل من الآخرين.]
المتشابهات ج4
(( المقربون: هم سبعون ألفاً شيعة علي بن أبي طالب (ع) ))
(فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) [سورة الواقعة : 88-94]
ولمعرفة حال المقربين والفرق بينهم وبين اصحاب اليمين والمكذبين الضالين...
[سؤال/ 26: ما معنى الآية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ ([38]) ؟ وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ ([39]). وهل هذه الآيات تنفي الشفاعة؟
الجواب: هذه الآيات لا تنفي الشفاعة مطلقاً.
﴿وَاتَّقُوا يَوْماً﴾: أي خافوا يوماً، وهذا اليوم هو يوم الموت، أي ساعة الموت أو لحظات الموت. ومع أنّ شفاعة من له شفاعة تنفع كل ساعة في الدنيا وبعد الموت في القبر والبرزخ والقيامة ولكن لا شفاعة عند الموت لأحد، بل ولا يقبل عند الموت عدل ولا عمل صالح.
وهذا بسبب أنّ الموت هو نزع الروح عن الجسد، وهذا النزع أو الأخذ أو الاستيفاء لابد أن يرافقه تقطيع علائق الروح مع الدنيا، وهذه العلائق بحسب كثافتها وكثرتها يكون اشتباك الروح مع الجسد كثيفاً، فلابد أن يرافق تقطيع هذه العلائق آلام ولا تنفع شفاعة الشافعين لمنعها أو إزالتها، بل ولا ينفع عمل الإنسان في رفع أو إزالة هذه الآلام.
﴿لا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾: وذلك لأن تعلق الإنسان بالدنيا (البيت والزوجة والأولاد والمال وغيرها من المتعلقات الدنيوية) هو عبارة عن حبال عقدها الإنسان بنفسه ولا خروج للروح من الدنيا ولا انفصال له عن الجسد دون قطع هذه الحبال والعلائق، ولا ينجو من آلام الموت إلا من رافق الدنيا بجسده وروحه معلقة بالملأ الأعلى، وهؤلاء هم المقربون، قال أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (إنما كنت جاراً لكم، جاوركم بدني أياماً) ([40])، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾.
ولا تنفع الشفاعة ولا ينفع العمل الصالح في لحظات الموت، إلا في حالة واحدة وهي حالة خرق القانون التكويني، وذلك بأن يصبح تقطيع هذه الحبال غير مؤلم، كما أصبحت نار إبراهيم (ع) غير محرقة، أو أنها لم تؤثر فيه لمانع ما شاء الله أن يجعله فيه (ع). وهذا الخرق للقانون التكويني لا نرى أنه من الأمور المعتادة، بل لا يحصل إلا في حالات تتعلق بوجود الله سبحانه أو علاقته سبحانه وتعالى بأمر أو شخص ما، وتأييده بهذا الخرق للقوانين التكوينية.
ولذا فإنّ أصحاب اليمين - وهم دون المقربين - ومع أنهم من أصحاب الجنة لا ينجون من عذاب الموت، فقد سكت عن حالهم سبحانه وتعالى في حال الموت، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ ([41])، أي لم يعرض لحالة الشخص عند الموت إن كان من أصحاب اليمين، مع أن الآيات من آخر (سورة الواقعة) كانت لبيان حالة الموت ([42])، ولكنه عرض لحالهم بعد الموت، فقال للنبي سلام لك من أصحاب اليمين.
ومن أعظم الأمثلة التي تتجلى فيها صورة هذه الأصناف الثلاثة أي: (المقربين، وأصحاب اليمين، والمكذبين الضالين) هي امتحان طالوت للجنود الذين معه، فلما مرَّ بأرض قفر وعطشوا ثم عرض لهم النهر في الطريق، قال لهم طالوت: ﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ﴾ ([43])، أي من لم يطعمه فإنه من المقربين، ومن اغترف غرفة هو من أصحاب اليمين، ومن شرب فهو من المكذبين الضالين، فلو كان مصدقاً أن طالوت ملكٌ معينٌ من الله سبحانه وتعالى لأتمر بأمره ولم يشرب من الماء.
وهذا التكذيب هو تكذيب لله سبحانه وتعالى لا لطالوت فقط، وهذا النهر هو: الحياة الدنيا فمن لم يطعمها من المقربين الذين قطعوا علائقهم بها فلا يحتاج أخذ أرواحهم إلى قطع أي علائق أو حبال، ومن اغترف منها فهو يحتاج عند استيفاء روحه إلى قطع حباله التي عقدها بنفسه، وكلما زادت زاد ألمه. أما من شرب منها حتى أسكرته وأمسى لا يعي ما يقول، فهذا عند موته يرى أنه كان يعيش على شفا جرف هارٍ، وموته هو : انهيار هذا الجرف به في نار جهنم.
ويبقى السبيل لأنْ يكون الإنسان من المقربين مع أن له زوجة ومال وولد ودار وما لأهل الدنيا هو أن ينهج بماله منهج الأئمة (ع) عندما أنفقوا على الفقراء والمساكين وخصوصاً اليتامى بلا حدود. وأما الأولاد فينذرهم لوجه الله سبحانه مجاهدين يجاهدون لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، لعلَّ الله يتقبلهم بقبول حسن وينبتهم نباتاً حسناً. وأما الزوجة فيجعل صداقها هو السعي بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويتحرى أن يوصلها إلى مقامات عالية في طاعة الله سبحانه وتعالى ومعرفة الله سبحانه وتعالى ما أمكنه ذلك.]
المتشابهات ج2
ولمعرفة نهر اليوم
ولمعرفة من هم من ال(70 ألف) - الشيعة - المقربين اليوم ؟
والمكذبين الضالين اليوم ؟...
[السؤال/ 40: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على إجابة رسالتي السابقة، ولدي بعض الأسئلة الأخرى أكون شاكراً جدّاً للإجابة عليها:
1- النهر الذي يبتلى به أصحاب القائم (ع)، هل هو نهر مادي معلوم أم هو شيء آخر يرمز له بالنهر؟ ...
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين
ج س1: يبتلى أصحاب القائم (ع) بشيء آخر وليس نهراً مادياً.
عن أبي عبد الله (ع)، قال: (إنّ أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَر﴾([104])، وإنّ أصحاب القائم (ع) يبتلون بمثل ذلك) ([105]).
وهو باب آل محمد (ع) الذي كما ورد عن الصادق (ع): (الركن اليماني بابنا الذي يدخل منه الجنة، وفيه نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد)([106]). وأركان الإمام المهدي (ع) أربعة: هم الخضر (ع)، وإيليا (ع) (إلياس)، وعيسى (ع)، واليماني.
واليماني هو الحجر الذي في الركن اليماني في الكعبة المسمّى بالحجر الأسود (وكما ورد عنهم (ع) أنّه ملك ابتلع كتاب العهد والميثاق) ([107])، واليماني هو كتاب العهد والميثاق المأخوذ على بني آدم وعلى الأنبياء والمرسلين لنصرة قائم آل محمد (ع)، واليماني هو المهدي الأول المذكور في وصية رسول الله (ص)، واليماني هو النهر الذي يبتلي به أصحاب القائم (ع) ولكن هذه المرّة من شرب منه فإنّه مني ومن لم يشرب فليس مني، وهو السبعة والعشرون حرفاً من العلم التي تبث في الناس ولم تبث في الناس فيما سبق ولم يؤذن لهم بورودها فيما سبق. ...]
الجواب المنير ج1 من السؤال40
Comment