بين العشرة آلاف وصاحب مقام -القاب قوسين- (ص)
- العشرة آلاف...
[ومن هنا يتبين أنّ هذا الوصف لخاصة من المؤمنين بالرسالات السماوية عموماً، ورسالة محمد (ص) خصوصاً.
ولم يرَ تاريخ الإسلام إلا أفراداً قلائل منهم، وإلا فمعظمهم هم أصحاب المهدي الثلاث مائة وثلاث عشر، ثم الخط الثاني الذي يتبعهم وهم العشرة آلاف؛ أنصار الإمام (ع).
﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾: وهذا الهدى سابق لحالة الإيمان بالرسالة الجديدة، فهم على هدى من ربهم؛ لأنهم أطاعوه. هؤلاء أصحاب أسرار مع ربهم ولهم حالات مع خالقهم، ولذلك كما قدمت لم يحتاجوا إلى معجزة، بل مجرد رؤية الرسول أو سماع شيء من القرآن آمنوا؛ لأنهم على هدى من ربهم ، فالذي عرَّفهم بأنّ محمداً (ص) صادقٌ ومرسلٌ هو الله الذي أرسل محمداً (ص)، وكمثال لهؤلاء من أصحاب محمد (ص) هو سلمان الفارسي وقد كان نصرانياً، والحمد لله وحده.]
المتشابهات ج2 من السؤال45
- الثلاث مائة وثلاث عشر ...
[...أصحاب الإمام المهدي (ع) الثلاث مائة وثلاثة عشر، فهم: صفوة الخلق منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وكما قال عنهم سيد الموحدين وأمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدةٍ أسماؤهم في السماء معروفة، وفي الأرض مجهولة، لا يسبقهم الأولون بعمل، ولا يلحقهم الآخرون) ([115]).
وهم قطعاً أفضل من أصحاب رسول الله، وأفضل من أصحاب الحسين (ع)، بل كما ورد في الرواية عنهم (ع): يمرّون هؤلاء الثلاث مائة وثلاثة عشر وهم أمة محمد (ص) يوم القيامة فتقول الأمم: إنّ هؤلاء كلّهم أنبياء ([116]).
وقال عنهم رسول الله (ص)شوقاً إليهم: (اللهم لقّني أخواني) ([117]). وبكى لأجلهم جعفر بن محمد الصادق (ع) ودعا لهم ([118]) قبل أكثر من ألف سنة، وتمناهم لوط النبي (ع) قبل آلاف السنين ([119]). وإن الأرض التي يمرّون عليها لتفتخر بهم وتتباهى بسيرهم عليها ([120]).
فطوبى لهم وحسن مآب، وهذا هو الشرف العظيم والفضل الجسيم، أسأل الله أن يجعلني من أوليائهم وأنصارهم، وممن يجاهد معهم لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.]
المتشابهات ج3 من السؤال80
- الثلاث مائة وثلاث عشر والنقباء الاثنا عشر والنبي محمد (ص)...
[...وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا من يكون، هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر، وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم، وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة …) ([227])، وقالوا (ع) فيهم: (إنّ الأرض تفتخر بسيرهم عليها) ([228])، وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقال ما معناه: (يا رب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك)، وقال الصادق (ع) ما معناه: (ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص)) ([229]).
فتدبّر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع)، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع)، وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص)، ومن طينة خلق منها محمد (ص)، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص)، فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص)؟
أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص)؟؟ أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
أخي العزيز:
أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول: (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها) ([230]).
ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة فما حالنا نحن؟؟
والحق أقول لك:إنّ الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعضّ على إصبعه حسرة وندماً على قلة حيائه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم، ويردد هذه الكلمات: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة، والحمد لله وحده.]
المتشابهات ج3 من السؤال107
- الرسول (ص)...
[...وكيف ببقية الخلق إذا كان محمد (ص) خير خلق الله سبحانه وتعالى إحتاج في مواجهة الله سبحانه وتعالى الرحمة، فقدم له سبحانه وتعالى بقوله: (سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي) فقال الرسول : (اللهم عفوك عفوك).
فقد سأل أبو بصير أبا عبد الله (ع)، فقال: (جعلت فداك كم عرج برسول الله ؟ فقال (ع): مرتين، فأوقفه جبرئيل موقفاً فقال له: مكانك يا محمد، فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إن ربك يصلي، فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي ؟ قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي ، فقال: اللهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله " قاب قوسين أو أدنى "، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى ؟ قال: ما بين سيتها إلى رأسها، فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق، ولا أعلمه إلا وقد قال: زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، ...).
ومما طلب العفو صلوات الله عليه، أمن تقصير ؟ أم أن كلامه صلوات الله عليه لغو لا طائل من ورائه ؟ حاشاه وهو النبي الكريم الحكيم خير ولد آدم صلوات الله عليه، ولما قدم الله سبحانه وتعالى الرحمة وبين أنها سبقت غضبه، ولما واجه نبيه الكريم بهذا الكلام الذي يستشعر منه أنه موجه إلى مستحق لمواجهة الغضب ولكن الله يريد أن يواجهه بالرحمة، ثم إنه سبحانه وتعالى فتح له الفتح المبين، وغفر له ذنبه الذي استحق به الغضب وهو الأنا، والذي بدونه لا يبقى إلا الله الواحد القهار، ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾. ...]
من كتاب التوحيد صفحة(23-24)
إن كان خير البشر صاحب مقام قاب قوسين أو ادنى يقول (اللهم عفوك عفوك) فماذا عساي ان اقول ؟! فماذا عساي ان اقول؟!
وقائم آل محمد (ص) يقول:
[إلهي إن عظيم ذنبي كف يدي عن انبساطها إليك، وكثرة ودوام تقصيري سوّدا وجهي عندك، فاغفر ذنبي وبيض وجهي فإنه لا سبيل لذلك إلا فضلك ومنك، وعطاؤك الابتداء، وأنت تعلم أني لا أريد بذلك إلا أن أكون أهلاً أن أقف بين يديك وأحـمدك وحدك لا شريك لك على كل نعمة أنعمت وتنعم بها عليَّ وعلى والديَّ وعلى كل أحد من خلقك.
إلهي وعزتك وجلالك وعظمتك، لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة وكل طرفة عين سرمد الأبد بحمد الخلائق وشكرهم أجمعين، لكنت مقصراً في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمك عليَّ، ولو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي، وحرثت أرضها بأشفار عيني، وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والأرضين دماً وصديداً، لكان ذلك قليلاً في كثير ما يجب من حقك عليَّ، ولو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين، وعظمت للنار خلقي وجسمي، وملئت جهنم وأطباقها مني حتى لا يكون في النار معذب غيري، ولا يكون لجهنم حطب سواي، لكان ذلك بعدلك عليَّ قليلاً في كثير ما استوجبته من عقوبتك.
إلهي فمع عظيم ما استحق من عقوبتك بعدلك، تفضلت عليَّ وجعلتني انطق بحمدك وأذكر أسماءك وأسماء سادتي من الأوصياء أنبياءك ورسلك الذين أتشرف أن أكون حفنة تراب تحت أقدامهم المباركة، إلهي فاغفر لي وأقل عثرتي واجعلهم يغفرون لي ويقيلون عثرتي.]
من كتاب اضاءات من دعوات المرسلين ج3 ق2 صفحة(47-48)
(سبقت سبقا بعيدا وأتعبت من يأتي بعدك تعبا شديداً)
- العشرة آلاف...
[ومن هنا يتبين أنّ هذا الوصف لخاصة من المؤمنين بالرسالات السماوية عموماً، ورسالة محمد (ص) خصوصاً.
ولم يرَ تاريخ الإسلام إلا أفراداً قلائل منهم، وإلا فمعظمهم هم أصحاب المهدي الثلاث مائة وثلاث عشر، ثم الخط الثاني الذي يتبعهم وهم العشرة آلاف؛ أنصار الإمام (ع).
﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾: وهذا الهدى سابق لحالة الإيمان بالرسالة الجديدة، فهم على هدى من ربهم؛ لأنهم أطاعوه. هؤلاء أصحاب أسرار مع ربهم ولهم حالات مع خالقهم، ولذلك كما قدمت لم يحتاجوا إلى معجزة، بل مجرد رؤية الرسول أو سماع شيء من القرآن آمنوا؛ لأنهم على هدى من ربهم ، فالذي عرَّفهم بأنّ محمداً (ص) صادقٌ ومرسلٌ هو الله الذي أرسل محمداً (ص)، وكمثال لهؤلاء من أصحاب محمد (ص) هو سلمان الفارسي وقد كان نصرانياً، والحمد لله وحده.]
المتشابهات ج2 من السؤال45
- الثلاث مائة وثلاث عشر ...
[...أصحاب الإمام المهدي (ع) الثلاث مائة وثلاثة عشر، فهم: صفوة الخلق منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وكما قال عنهم سيد الموحدين وأمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدةٍ أسماؤهم في السماء معروفة، وفي الأرض مجهولة، لا يسبقهم الأولون بعمل، ولا يلحقهم الآخرون) ([115]).
وهم قطعاً أفضل من أصحاب رسول الله، وأفضل من أصحاب الحسين (ع)، بل كما ورد في الرواية عنهم (ع): يمرّون هؤلاء الثلاث مائة وثلاثة عشر وهم أمة محمد (ص) يوم القيامة فتقول الأمم: إنّ هؤلاء كلّهم أنبياء ([116]).
وقال عنهم رسول الله (ص)شوقاً إليهم: (اللهم لقّني أخواني) ([117]). وبكى لأجلهم جعفر بن محمد الصادق (ع) ودعا لهم ([118]) قبل أكثر من ألف سنة، وتمناهم لوط النبي (ع) قبل آلاف السنين ([119]). وإن الأرض التي يمرّون عليها لتفتخر بهم وتتباهى بسيرهم عليها ([120]).
فطوبى لهم وحسن مآب، وهذا هو الشرف العظيم والفضل الجسيم، أسأل الله أن يجعلني من أوليائهم وأنصارهم، وممن يجاهد معهم لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.]
المتشابهات ج3 من السؤال80
- الثلاث مائة وثلاث عشر والنقباء الاثنا عشر والنبي محمد (ص)...
[...وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا من يكون، هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر، وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم، وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة …) ([227])، وقالوا (ع) فيهم: (إنّ الأرض تفتخر بسيرهم عليها) ([228])، وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقال ما معناه: (يا رب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك)، وقال الصادق (ع) ما معناه: (ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص)) ([229]).
فتدبّر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع)، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع)، وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص)، ومن طينة خلق منها محمد (ص)، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص)، فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص)؟
أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص)؟؟ أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
أخي العزيز:
أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول: (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها) ([230]).
ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة فما حالنا نحن؟؟
والحق أقول لك:إنّ الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعضّ على إصبعه حسرة وندماً على قلة حيائه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم، ويردد هذه الكلمات: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة، والحمد لله وحده.]
المتشابهات ج3 من السؤال107
- الرسول (ص)...
[...وكيف ببقية الخلق إذا كان محمد (ص) خير خلق الله سبحانه وتعالى إحتاج في مواجهة الله سبحانه وتعالى الرحمة، فقدم له سبحانه وتعالى بقوله: (سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي) فقال الرسول : (اللهم عفوك عفوك).
فقد سأل أبو بصير أبا عبد الله (ع)، فقال: (جعلت فداك كم عرج برسول الله ؟ فقال (ع): مرتين، فأوقفه جبرئيل موقفاً فقال له: مكانك يا محمد، فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إن ربك يصلي، فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي ؟ قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح ، سبقت رحمتي غضبي ، فقال: اللهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله " قاب قوسين أو أدنى "، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى ؟ قال: ما بين سيتها إلى رأسها، فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق، ولا أعلمه إلا وقد قال: زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، ...).
ومما طلب العفو صلوات الله عليه، أمن تقصير ؟ أم أن كلامه صلوات الله عليه لغو لا طائل من ورائه ؟ حاشاه وهو النبي الكريم الحكيم خير ولد آدم صلوات الله عليه، ولما قدم الله سبحانه وتعالى الرحمة وبين أنها سبقت غضبه، ولما واجه نبيه الكريم بهذا الكلام الذي يستشعر منه أنه موجه إلى مستحق لمواجهة الغضب ولكن الله يريد أن يواجهه بالرحمة، ثم إنه سبحانه وتعالى فتح له الفتح المبين، وغفر له ذنبه الذي استحق به الغضب وهو الأنا، والذي بدونه لا يبقى إلا الله الواحد القهار، ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾. ...]
من كتاب التوحيد صفحة(23-24)
إن كان خير البشر صاحب مقام قاب قوسين أو ادنى يقول (اللهم عفوك عفوك) فماذا عساي ان اقول ؟! فماذا عساي ان اقول؟!
وقائم آل محمد (ص) يقول:
[إلهي إن عظيم ذنبي كف يدي عن انبساطها إليك، وكثرة ودوام تقصيري سوّدا وجهي عندك، فاغفر ذنبي وبيض وجهي فإنه لا سبيل لذلك إلا فضلك ومنك، وعطاؤك الابتداء، وأنت تعلم أني لا أريد بذلك إلا أن أكون أهلاً أن أقف بين يديك وأحـمدك وحدك لا شريك لك على كل نعمة أنعمت وتنعم بها عليَّ وعلى والديَّ وعلى كل أحد من خلقك.
إلهي وعزتك وجلالك وعظمتك، لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة وكل طرفة عين سرمد الأبد بحمد الخلائق وشكرهم أجمعين، لكنت مقصراً في بلوغ أداء شكر أخفى نعمة من نعمك عليَّ، ولو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي، وحرثت أرضها بأشفار عيني، وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والأرضين دماً وصديداً، لكان ذلك قليلاً في كثير ما يجب من حقك عليَّ، ولو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين، وعظمت للنار خلقي وجسمي، وملئت جهنم وأطباقها مني حتى لا يكون في النار معذب غيري، ولا يكون لجهنم حطب سواي، لكان ذلك بعدلك عليَّ قليلاً في كثير ما استوجبته من عقوبتك.
إلهي فمع عظيم ما استحق من عقوبتك بعدلك، تفضلت عليَّ وجعلتني انطق بحمدك وأذكر أسماءك وأسماء سادتي من الأوصياء أنبياءك ورسلك الذين أتشرف أن أكون حفنة تراب تحت أقدامهم المباركة، إلهي فاغفر لي وأقل عثرتي واجعلهم يغفرون لي ويقيلون عثرتي.]
من كتاب اضاءات من دعوات المرسلين ج3 ق2 صفحة(47-48)
(سبقت سبقا بعيدا وأتعبت من يأتي بعدك تعبا شديداً)
Comment