بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
لذوي الألباب
![](http://im31.gulfup.com/f2MB1.png)
الهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي
" ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾:
موسى(ع) مهتم جداً بهذه الرحلة.
أهمية هذا اللقاء بالنسبة لموسى(ع) كبيرة حيث قرر أنه إما أن يجد العبد الصالح، أو يبقى هائماً على وجهه حتى يهلك.
اهتمام موسى (ع) الكبير بهذه الرحلة يكشف لنا أهمية لقاء العبد الصالح وأهمية العلم والمعرفة التي سيتلقاها موسى(ع) في هذا اللقاء بالنسبة لموسى (ع).
أمر مهم جداً في هذه الكلمات لكل إنسان سائر إلى الله سبحانه وتعالى، وهو أنّ موسـى (ع) ردّد بين أمرين هما:
الأول: أن يبلغ مجمع البحرين.
والثاني: هو أن يمضي حقباً.
ولو لم يكن الاحتمال الثاني ممكن الوقوع لما كان من الحكمة أن يورده موسى (ع) كاحتمالٍ ممكن الوقوع ومساوق للاحتمال الأول، أي إن موسى (ع) خرج ليبلغ مجمع البحرين، ولكن هناك احتمالاً أن لا يبلغ مجمع البحرين، فلا يوجد أمر مقطوع لموسى(ع) أنه سيبلغ مجمع البحرين، وكان بلوغ موسى (ع) إلى مجمع البحرين يعتمد على إخلاص موسى (ع) ، أي إنّ امتحان موسى(ع) لم يبدأ عندما التقى العبد الصالح، بل هو بدأ منذ أن وجّهه الله إلى أن يجد العبد الصالح ويتبعه ليتعلم منه، وهذا يفسر لنا بوضوح الحدث الأول في الرحلة وهو: إن موسى(ع) مر بالعبد الصالح أو بمجمع البحرين وتجاوزه ثم عاد إليه، ومع أنّ العبد الصالح كان يعرف موسى (ع) وينتظره في هذا المكان ولكنه لم يصرح له بأنه هو عندما مرّ بقربه، بل تركه يتجاوزه دون أن يتكلم معه؛ لأن موسى(ع) ممتحن بمسألة الوصول إلى العبد الصالح (ع) ومعرفته، ولهذا كان قول موسى(ع) عندما حصلت الآية: ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ التي دلته على العبد الصالح(ع) ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ﴾، فكان الذي دل موسى (ع) على العبد الصالح (ع) هو إخلاصه الذي أهّله لسماع كلمات الله حتى في فقد سمكة، إخلاصه الذي ظهر جلياً قبل ذلك بقوله (ع): ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾."
* * *
رحلة موسى الى مجمع البحرين
نصيحة
"موسى ضيع مجمع البحرين (العبد الصالح) مع أنه كان مستعداً أن ينفق عمراً طويلاً في البحث عنه.
موسى ضيع هدفه ولم يعرفه مع أنه جلس بقربه.
موسى (ع) تجاوز هدفه مع أنه مر به، وفي هذا عبرة وعظة بالغة لموسى(ع) ولكل سائر في طريق الله سبحانه.
أما موسى فقد أخذ عظته في حينها وعلم أن تضييع الهدف ممكن حتى مع المبالغة في طلبه وشدة الاهتمام به، ولهذا كان منكسراً عندما عاد للعبد الصالح الذي ضيعه وربما يمكن أن نقول: إنه لما مر بقرب هذا الإنسان لم يتصور أنه هو الهدف الذي يطلبه وكان هذا هو الدرس الأول لموسى(ع) حيث بقدر التفاته إلى نفسه وانشغاله بها ضيعه، ولهذا عندما عاد خاطب العبد الصالح بلغة المذنب (هل تقبل بعد أن ضيعتك مع اقترابي منك أن أرافقك وأتعلم منك) .. ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾.
أما نحن فلابد أن نعتبر ونتعظ بما حدث لموسى (ع) مع العبد الصالح فإذا كان موسى(ع) مع شدة طلبه للعبد الصالح حتى إنه جعل إمضاءه الحقب في البحث عنه أمراً طبيعياً بالنسبة له أي إنه قرر أن لقاءه بالعبد الصالح أمر عظيم يهون معه إمضاء الدهور بحثاً عنه، مع هذا مر بقربه ولم يعرفه، فهل يمكن أن يضيعوا هدفهم من يطلبون العبد الصالح اليوم؟ مع أنهم ليسوا كموسى(ع) لا من جهة الإخلاص ولا من جهة الاهتمام الذي جعل موسى(ع) يرى أن إمضاء الدهور سائحاً هائماً على وجهه أمراً قليلاً إن كانت نتيجته لقاءه بالعبد الصالح، هل يمكن أن يسأل كل إنسان عاقل يخاف سوء العاقبة نفسه هذا السؤال؟"
* * *
نفس المصدر السابق
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
لذوي الألباب
![](http://im31.gulfup.com/f2MB1.png)
الهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي
" ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾:
موسى(ع) مهتم جداً بهذه الرحلة.
أهمية هذا اللقاء بالنسبة لموسى(ع) كبيرة حيث قرر أنه إما أن يجد العبد الصالح، أو يبقى هائماً على وجهه حتى يهلك.
اهتمام موسى (ع) الكبير بهذه الرحلة يكشف لنا أهمية لقاء العبد الصالح وأهمية العلم والمعرفة التي سيتلقاها موسى(ع) في هذا اللقاء بالنسبة لموسى (ع).
أمر مهم جداً في هذه الكلمات لكل إنسان سائر إلى الله سبحانه وتعالى، وهو أنّ موسـى (ع) ردّد بين أمرين هما:
الأول: أن يبلغ مجمع البحرين.
والثاني: هو أن يمضي حقباً.
ولو لم يكن الاحتمال الثاني ممكن الوقوع لما كان من الحكمة أن يورده موسى (ع) كاحتمالٍ ممكن الوقوع ومساوق للاحتمال الأول، أي إن موسى (ع) خرج ليبلغ مجمع البحرين، ولكن هناك احتمالاً أن لا يبلغ مجمع البحرين، فلا يوجد أمر مقطوع لموسى(ع) أنه سيبلغ مجمع البحرين، وكان بلوغ موسى (ع) إلى مجمع البحرين يعتمد على إخلاص موسى (ع) ، أي إنّ امتحان موسى(ع) لم يبدأ عندما التقى العبد الصالح، بل هو بدأ منذ أن وجّهه الله إلى أن يجد العبد الصالح ويتبعه ليتعلم منه، وهذا يفسر لنا بوضوح الحدث الأول في الرحلة وهو: إن موسى(ع) مر بالعبد الصالح أو بمجمع البحرين وتجاوزه ثم عاد إليه، ومع أنّ العبد الصالح كان يعرف موسى (ع) وينتظره في هذا المكان ولكنه لم يصرح له بأنه هو عندما مرّ بقربه، بل تركه يتجاوزه دون أن يتكلم معه؛ لأن موسى(ع) ممتحن بمسألة الوصول إلى العبد الصالح (ع) ومعرفته، ولهذا كان قول موسى(ع) عندما حصلت الآية: ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ التي دلته على العبد الصالح(ع) ﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ﴾، فكان الذي دل موسى (ع) على العبد الصالح (ع) هو إخلاصه الذي أهّله لسماع كلمات الله حتى في فقد سمكة، إخلاصه الذي ظهر جلياً قبل ذلك بقوله (ع): ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾."
* * *
رحلة موسى الى مجمع البحرين
نصيحة
"موسى ضيع مجمع البحرين (العبد الصالح) مع أنه كان مستعداً أن ينفق عمراً طويلاً في البحث عنه.
موسى ضيع هدفه ولم يعرفه مع أنه جلس بقربه.
موسى (ع) تجاوز هدفه مع أنه مر به، وفي هذا عبرة وعظة بالغة لموسى(ع) ولكل سائر في طريق الله سبحانه.
أما موسى فقد أخذ عظته في حينها وعلم أن تضييع الهدف ممكن حتى مع المبالغة في طلبه وشدة الاهتمام به، ولهذا كان منكسراً عندما عاد للعبد الصالح الذي ضيعه وربما يمكن أن نقول: إنه لما مر بقرب هذا الإنسان لم يتصور أنه هو الهدف الذي يطلبه وكان هذا هو الدرس الأول لموسى(ع) حيث بقدر التفاته إلى نفسه وانشغاله بها ضيعه، ولهذا عندما عاد خاطب العبد الصالح بلغة المذنب (هل تقبل بعد أن ضيعتك مع اقترابي منك أن أرافقك وأتعلم منك) .. ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾.
أما نحن فلابد أن نعتبر ونتعظ بما حدث لموسى (ع) مع العبد الصالح فإذا كان موسى(ع) مع شدة طلبه للعبد الصالح حتى إنه جعل إمضاءه الحقب في البحث عنه أمراً طبيعياً بالنسبة له أي إنه قرر أن لقاءه بالعبد الصالح أمر عظيم يهون معه إمضاء الدهور بحثاً عنه، مع هذا مر بقربه ولم يعرفه، فهل يمكن أن يضيعوا هدفهم من يطلبون العبد الصالح اليوم؟ مع أنهم ليسوا كموسى(ع) لا من جهة الإخلاص ولا من جهة الاهتمام الذي جعل موسى(ع) يرى أن إمضاء الدهور سائحاً هائماً على وجهه أمراً قليلاً إن كانت نتيجته لقاءه بالعبد الصالح، هل يمكن أن يسأل كل إنسان عاقل يخاف سوء العاقبة نفسه هذا السؤال؟"
* * *
نفس المصدر السابق
Comment