بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمةوالمهديين وسلم تسليما
السيد احمد ع يكلّم إخوته و..إضاءة
((بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين.
﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ .
قال عيسى بن مريم (ع): (يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة، اقضوها لي، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم. فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال إنّ أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم. ثم قال عيسى (ع): بالتواضع تعمر الحكمة، لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع، لا في الجبل) . في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.
أيها الاخوة الأعزاء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تواضعوا في الأرض تعرفوا في السماء، واعلموا أنّ الخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله.
كونوا رحماء بينكم ، أشداء على الكفار، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ .
تعلموا تعاليم الأنبياء، واعملوا بها، فسيرى الله عملكم ورسوله والأئمة والأنبيـاء والمرسلون وعباد الله الصالحون، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾.
وتيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار (ع): (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.
واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.
وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي (ع) اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد.
اعلموا أيها الأحبة أنّ الحسين (ع) ذبيح الله وطريق الحسين (ع) هو كهف الله الحصين.
أيها الأحبة، كثيرون راسلوا الحسين (ع) في هذا الزمان وقالوا أقدم يا بن رسول الله على جند لك مجندة، فلما جاءهم وامتحنهم الله بقليل من تراث الدنيا والخوف من الدجال الأكبر (أمريكا) قالوا: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، وقالوا ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾ ، وأعاد أهل الكوفة في هذا الزمان الكرة فتعساً لهم بما قدمت أيديهم ونطقت ألسنتهم من الباطل، وهم ذراري قتلة الحسين بن علي (ع).
وأقسم بالله ما قدمنا عليهم إلا بعدما دعونا صباحاً ومساءً وهم يئنّون من وطأة الظالمين والفراعنة، فلما حللنا بين أظهرهم عَدْوا علينا يقاتلوننا، وسلّوا علينا سيفاً لنا في أيمانهم، وأمسوا ظهيراً لأعدائهم على أوليائهم، فويل لمن كان أولياؤه أعداءه يوم القيامة، وخصمهم جدّي رسول الله (ص)، رضينا بالله حكماً والموعد القيامة ومن ورائهم جهنم يصلونها وبئس الورد المورود.
يا أنصـار الله.
يا أنصـار الأنبياء والمرسلين.
يا أنصـار الحسين (ع).
يا أنصـار الإمام المهدي (ع).
اتقوا الله وتيقنوا وانظروا كيف تخلفون الإمام المهدي (ع) في أمانته عندكم ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ .
والحمد لله وحده.
﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ .
المذنب المقصر
أحمد الحسن)).مقدمة المتشابهات3
_____________________
إضاءة من الجب
"﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾.
أراد يعقوب (ع) بالذئب النفس الأمارة بالسوء، ﴿وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ عن ذكر الله، وتذكر حالكم في الذر، وفي بداية سورة يوسف: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾، فأنتم غافلون عن الذئب المستعر في بواطنكم، أي أنفسكم الأمارة بالسوء، كغفلتكم عن حالكم في الذر الأول، ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ﴾.
فلما ألقوه في الجب بيَّن لهم يعقوب هذا الذئب الذي أكل يوسف: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾، وفي الجب رأى يوسف (ع) أن هذه الذئاب سيهذبها الجوع وستأتيه خاضعة ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، رأى يوسف في الرؤيا هذه الذئاب تتخضع بين يديه ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾، وهو يذكرهم أنهم كانوا الذئاب التي أكلته من قبل ﴿وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾، ﴿قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾، لا تذكرون الله، غافلون عن ذكر الله وهذه آية للسائلين، فإذا اجتمع الجهل والغفلة أمسى الإنسان ذئباً متوحشاً لا يعرف الرحمة، فيعقوب يخاطبهم ﴿وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾، ويوسف يخاطبهم ﴿إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾، ويوسف الوصي النبي المرسل ماذا يكون رده على إخوته الذين حسدوه وأرادوا قتله ؟ ﴿قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
إنه كرد هابيل ابن آدم أول وصي مقتول على من أراد قتله: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾، وكرد موسى (ع) على السامري الذي أراد قتل هارون وموسى (ع): ﴿قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاس﴾.
قصة كل مرة تتكرر، فهل من متذكر، وهل من معتبر إن ﴿فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب﴾.
وبعد الجريمة يأتي الإعلام ليقلب الحقائق، وربما يجعل من القاتل مقتولاً ومن المقتول قاتلاً، ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾.
ولم يكتفِ الذئب البشري بإلقاء يوسف (ع) في الجب وتزوير الحقائق، بل ذهب في التنكيل بيوسف إلى أبعد من هذا، فلما أخرجه أهل القافلة من الجب وفرحوا به جاءهم الذئب، وقال هذا عبدي، ولم يقل إخوة يوسف عن يوسف إنه عبدنا ليبيعوه ويحصلوا على المال من أهل القافلة، بل للتنكيل بيوسف وتسليمه إلى الرق والعبودية، فهم باعوه بثمن بخس دراهم قليلة، وذلك لأنهم زاهدون فيه يريدون الخلاص منه بكل صورة، ويريدون أن يجعلوه عبداً مملوكاً بكل طريقة ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾.".اضاءات ج3ق1
--------------------
اللهم لاحول ولاقوة الابك بك نستغيث فأغثنا وأجرنا وأعذنا يا غياث المستغيثين
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمةوالمهديين وسلم تسليما
السيد احمد ع يكلّم إخوته و..إضاءة
((بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين.
﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ .
قال عيسى بن مريم (ع): (يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة، اقضوها لي، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم. فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال إنّ أحق الناس بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم. ثم قال عيسى (ع): بالتواضع تعمر الحكمة، لا بالتكبر، وكذلك في السهل ينبت الزرع، لا في الجبل) . في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.
أيها الاخوة الأعزاء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تواضعوا في الأرض تعرفوا في السماء، واعلموا أنّ الخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله.
كونوا رحماء بينكم ، أشداء على الكفار، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ .
تعلموا تعاليم الأنبياء، واعملوا بها، فسيرى الله عملكم ورسوله والأئمة والأنبيـاء والمرسلون وعباد الله الصالحون، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾.
وتيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار (ع): (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.
واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.
وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي (ع) اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد.
اعلموا أيها الأحبة أنّ الحسين (ع) ذبيح الله وطريق الحسين (ع) هو كهف الله الحصين.
أيها الأحبة، كثيرون راسلوا الحسين (ع) في هذا الزمان وقالوا أقدم يا بن رسول الله على جند لك مجندة، فلما جاءهم وامتحنهم الله بقليل من تراث الدنيا والخوف من الدجال الأكبر (أمريكا) قالوا: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، وقالوا ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾ ، وأعاد أهل الكوفة في هذا الزمان الكرة فتعساً لهم بما قدمت أيديهم ونطقت ألسنتهم من الباطل، وهم ذراري قتلة الحسين بن علي (ع).
وأقسم بالله ما قدمنا عليهم إلا بعدما دعونا صباحاً ومساءً وهم يئنّون من وطأة الظالمين والفراعنة، فلما حللنا بين أظهرهم عَدْوا علينا يقاتلوننا، وسلّوا علينا سيفاً لنا في أيمانهم، وأمسوا ظهيراً لأعدائهم على أوليائهم، فويل لمن كان أولياؤه أعداءه يوم القيامة، وخصمهم جدّي رسول الله (ص)، رضينا بالله حكماً والموعد القيامة ومن ورائهم جهنم يصلونها وبئس الورد المورود.
يا أنصـار الله.
يا أنصـار الأنبياء والمرسلين.
يا أنصـار الحسين (ع).
يا أنصـار الإمام المهدي (ع).
اتقوا الله وتيقنوا وانظروا كيف تخلفون الإمام المهدي (ع) في أمانته عندكم ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾ .
والحمد لله وحده.
﴿إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ .
المذنب المقصر
أحمد الحسن)).مقدمة المتشابهات3
_____________________
إضاءة من الجب
"﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾.
أراد يعقوب (ع) بالذئب النفس الأمارة بالسوء، ﴿وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ﴾ عن ذكر الله، وتذكر حالكم في الذر، وفي بداية سورة يوسف: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾، فأنتم غافلون عن الذئب المستعر في بواطنكم، أي أنفسكم الأمارة بالسوء، كغفلتكم عن حالكم في الذر الأول، ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ﴾.
فلما ألقوه في الجب بيَّن لهم يعقوب هذا الذئب الذي أكل يوسف: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾، وفي الجب رأى يوسف (ع) أن هذه الذئاب سيهذبها الجوع وستأتيه خاضعة ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، رأى يوسف في الرؤيا هذه الذئاب تتخضع بين يديه ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾، وهو يذكرهم أنهم كانوا الذئاب التي أكلته من قبل ﴿وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾، ﴿قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾، لا تذكرون الله، غافلون عن ذكر الله وهذه آية للسائلين، فإذا اجتمع الجهل والغفلة أمسى الإنسان ذئباً متوحشاً لا يعرف الرحمة، فيعقوب يخاطبهم ﴿وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾، ويوسف يخاطبهم ﴿إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ﴾، ويوسف الوصي النبي المرسل ماذا يكون رده على إخوته الذين حسدوه وأرادوا قتله ؟ ﴿قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾.
إنه كرد هابيل ابن آدم أول وصي مقتول على من أراد قتله: ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾، وكرد موسى (ع) على السامري الذي أراد قتل هارون وموسى (ع): ﴿قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاس﴾.
قصة كل مرة تتكرر، فهل من متذكر، وهل من معتبر إن ﴿فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب﴾.
وبعد الجريمة يأتي الإعلام ليقلب الحقائق، وربما يجعل من القاتل مقتولاً ومن المقتول قاتلاً، ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾.
ولم يكتفِ الذئب البشري بإلقاء يوسف (ع) في الجب وتزوير الحقائق، بل ذهب في التنكيل بيوسف إلى أبعد من هذا، فلما أخرجه أهل القافلة من الجب وفرحوا به جاءهم الذئب، وقال هذا عبدي، ولم يقل إخوة يوسف عن يوسف إنه عبدنا ليبيعوه ويحصلوا على المال من أهل القافلة، بل للتنكيل بيوسف وتسليمه إلى الرق والعبودية، فهم باعوه بثمن بخس دراهم قليلة، وذلك لأنهم زاهدون فيه يريدون الخلاص منه بكل صورة، ويريدون أن يجعلوه عبداً مملوكاً بكل طريقة ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾.".اضاءات ج3ق1
--------------------
اللهم لاحول ولاقوة الابك بك نستغيث فأغثنا وأجرنا وأعذنا يا غياث المستغيثين
Comment