بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
"..هل تعرف ما هو الحسد، وكيف يكون أثره، ولماذا الحسد من الكبائر ويحاسب صاحبه إن لم يكن فعلاً فعله بنفسه وبيديه ؟
الآن، فلننظر في الإنسان وفي وجوده في العالم الجسماني أولاً، فالعالم الجسماني في حقيقته هو تكثف قوة أو قدرة، ولهذا التكثف مدى يتراوح بين أعلى قيمة وأدنى قيمة، وهذا أظنك تراه بوضوح من خلال المواد الجسمانية المختلفة التي تعرفها، مع أنها تقع متقاربة في المستوى والاختلاف بينها ليس كبيراً، فأنت أكيد تصنف الغاز الذي يحيط بالأرض بتصنيف يختلف عن الماء وأيضاً الحجر وهكذا، وأنت لا ترى الهواء أو الغاز المحيط بالأرض، وعدم رؤيتك له لا تنفي وجوده في هذه الأرض.
الآن، الإنسان - أي إنسان - يمتد وجوده من السماء الأولى أو نهايتها السفلى وهذه هي نفسه حتى أكثف ما في هذا العالم الجسماني، ولذا تجد في تركيب جسم الإنسان المعادن، فهناك في الحقيقة نفس وجسم مادي مرئي وجسم مادي غير مرئي، ولكي أسهل عليك الأمر أقول جسم واحد غير مرئي، ولكن الحقيقة أنّ هناك تجليات كثيرة جداً وظهورات كثيرة جداً وبعددها توجد أجسام للإنسان، ولذا قال تعالى: ﴿إِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾، فالعد ممكن ولكن الإحصاء غير ممكن، والسبب: أنّ عدد وجودات الإنسان المفاض عليها النعم يساوي امتداد وجوده تقسيم تجليه ، وبما أنّ التجلي لابد أن يكون أقل ما يمكن لكي يتم الاتصال بين وجودات الإنسان، أي إنه يكون كشريحة تكامل، فيكون أقرب ما يكون للصفر.
فالآن، أي رقم تقسمه على صفر ما هو الناتج ؟ الناتج ما لا نهاية، والما لا نهاية لا تعد ولا تحصى، ولكن نحن ليس لدينا صفر، بل رقم هو أقرب ما يمكن للصفر، وناتج قسمة أي رقم على أقرب رقم للصفر ما هو ؟ الناتج يكون رقماً كبيراً جداً، هو ضمن دائرة الأعداد ولكنه غير قابل للإحصاء ، كبير فوق القدرة على الإحصاء.
لأقرب لك الصورة: تصور أنّ هذا الرقم عبارة عن واحد وأمامه عدد من الأصفار تحتاج أنت مليار سنة ضوئية لتحصيها، فلو كانت نعم الله عشر نعم أو مئة أو ألف فهي تعد وتحصى، وإن قلت لك: عدّد لي نعم الله عليك، فمهما عددت لن تصل لمليون بل أشك أنك تستطيع أن تعد ألف نعمة، فكيف إذن يقول تعالى أنها لا تحصى، وكيف يقول مع أنها ممتنعة على الإحصاء ولكنها واقعة ضمن المعدود ؟
هذه الأمور والتناقضات تحلها معرفتك أنّ الإنسان له تجليات ووجودات كثيرة كما بينت بحيث إنها تعد ولكن لا يمكن إحصاؤها، فكل نعمة من نعم الله مفاضة على كل هذه التجليات وبالتالي تكون نعمة واحدة كافية لأن تسمى لا تحصى. الآن جسم واحد من هذه الأجسام أو التجليات يكفي ليكون وجوداً ثالثاً ويؤثر كما يؤثر هذا الجسم في هذا العالم الجسماني.
فالآن نعود للحسد: شخص يتمنى مثلاً سيارة شخص آخر، ويتمنى أن تزول منه وتصير عنده، فهذه السيارة وهي تسير في الطريق تنقلب وتتحطم، أليس هذا هو نوع من الحسد ؟ لماذا هو حرام ولماذا يعاقب عليه الشخص الحاسد إذا لم يكن هو فعلاً قد قلب السيارة بيديه ؟
نعم قلبها بجسمه الثالث أو وجوده الجسماني غير المرئي، ولكنه مؤثر بهذا العالم الجسماني. فهناك مراتب من هذه التجليات التي ذكرتها سابقاً هي غير مرئية، ولكنها تمتلك من الكثافة ما يكفيها لتكون مؤثرة بهذا العالم الجسماني وما فيه، فالله سبحانه امتحن الإنسان بأن جعل له القدرة على التأثير على الغير بهذا التجلي أو الجسم الغير مرئي، وأمره أن لا يفعل الشر بهذه القدرة، فإن فعل الشر يحاسب؛ لأنه فعله بيده وليس الحسد فقط أمراً نفسياً كما يتوهم الناس..".
*****
لمن يرغب الاستزاده فليراجع كتاب "مع العبد الصالح " من كتب السيد احمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي ع
والحمدلله
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
"..هل تعرف ما هو الحسد، وكيف يكون أثره، ولماذا الحسد من الكبائر ويحاسب صاحبه إن لم يكن فعلاً فعله بنفسه وبيديه ؟
الآن، فلننظر في الإنسان وفي وجوده في العالم الجسماني أولاً، فالعالم الجسماني في حقيقته هو تكثف قوة أو قدرة، ولهذا التكثف مدى يتراوح بين أعلى قيمة وأدنى قيمة، وهذا أظنك تراه بوضوح من خلال المواد الجسمانية المختلفة التي تعرفها، مع أنها تقع متقاربة في المستوى والاختلاف بينها ليس كبيراً، فأنت أكيد تصنف الغاز الذي يحيط بالأرض بتصنيف يختلف عن الماء وأيضاً الحجر وهكذا، وأنت لا ترى الهواء أو الغاز المحيط بالأرض، وعدم رؤيتك له لا تنفي وجوده في هذه الأرض.
الآن، الإنسان - أي إنسان - يمتد وجوده من السماء الأولى أو نهايتها السفلى وهذه هي نفسه حتى أكثف ما في هذا العالم الجسماني، ولذا تجد في تركيب جسم الإنسان المعادن، فهناك في الحقيقة نفس وجسم مادي مرئي وجسم مادي غير مرئي، ولكي أسهل عليك الأمر أقول جسم واحد غير مرئي، ولكن الحقيقة أنّ هناك تجليات كثيرة جداً وظهورات كثيرة جداً وبعددها توجد أجسام للإنسان، ولذا قال تعالى: ﴿إِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾، فالعد ممكن ولكن الإحصاء غير ممكن، والسبب: أنّ عدد وجودات الإنسان المفاض عليها النعم يساوي امتداد وجوده تقسيم تجليه ، وبما أنّ التجلي لابد أن يكون أقل ما يمكن لكي يتم الاتصال بين وجودات الإنسان، أي إنه يكون كشريحة تكامل، فيكون أقرب ما يكون للصفر.
فالآن، أي رقم تقسمه على صفر ما هو الناتج ؟ الناتج ما لا نهاية، والما لا نهاية لا تعد ولا تحصى، ولكن نحن ليس لدينا صفر، بل رقم هو أقرب ما يمكن للصفر، وناتج قسمة أي رقم على أقرب رقم للصفر ما هو ؟ الناتج يكون رقماً كبيراً جداً، هو ضمن دائرة الأعداد ولكنه غير قابل للإحصاء ، كبير فوق القدرة على الإحصاء.
لأقرب لك الصورة: تصور أنّ هذا الرقم عبارة عن واحد وأمامه عدد من الأصفار تحتاج أنت مليار سنة ضوئية لتحصيها، فلو كانت نعم الله عشر نعم أو مئة أو ألف فهي تعد وتحصى، وإن قلت لك: عدّد لي نعم الله عليك، فمهما عددت لن تصل لمليون بل أشك أنك تستطيع أن تعد ألف نعمة، فكيف إذن يقول تعالى أنها لا تحصى، وكيف يقول مع أنها ممتنعة على الإحصاء ولكنها واقعة ضمن المعدود ؟
هذه الأمور والتناقضات تحلها معرفتك أنّ الإنسان له تجليات ووجودات كثيرة كما بينت بحيث إنها تعد ولكن لا يمكن إحصاؤها، فكل نعمة من نعم الله مفاضة على كل هذه التجليات وبالتالي تكون نعمة واحدة كافية لأن تسمى لا تحصى. الآن جسم واحد من هذه الأجسام أو التجليات يكفي ليكون وجوداً ثالثاً ويؤثر كما يؤثر هذا الجسم في هذا العالم الجسماني.
فالآن نعود للحسد: شخص يتمنى مثلاً سيارة شخص آخر، ويتمنى أن تزول منه وتصير عنده، فهذه السيارة وهي تسير في الطريق تنقلب وتتحطم، أليس هذا هو نوع من الحسد ؟ لماذا هو حرام ولماذا يعاقب عليه الشخص الحاسد إذا لم يكن هو فعلاً قد قلب السيارة بيديه ؟
نعم قلبها بجسمه الثالث أو وجوده الجسماني غير المرئي، ولكنه مؤثر بهذا العالم الجسماني. فهناك مراتب من هذه التجليات التي ذكرتها سابقاً هي غير مرئية، ولكنها تمتلك من الكثافة ما يكفيها لتكون مؤثرة بهذا العالم الجسماني وما فيه، فالله سبحانه امتحن الإنسان بأن جعل له القدرة على التأثير على الغير بهذا التجلي أو الجسم الغير مرئي، وأمره أن لا يفعل الشر بهذه القدرة، فإن فعل الشر يحاسب؛ لأنه فعله بيده وليس الحسد فقط أمراً نفسياً كما يتوهم الناس..".
*****
لمن يرغب الاستزاده فليراجع كتاب "مع العبد الصالح " من كتب السيد احمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي ع
Comment