النص:
الكعبة أو بيت الله الحرام إنما هو تجلي وظهور للبيت المعمور الذي وضع في السماء لتطوف عليه الملائكة، وتستغفر عن مجادلتها لله سبحانه وتعالى في أمر خليفته آدم (عليه السلام). ولما تعدّى آدم (ع) على شجرة علم آل محمد وشجرة الولاية ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً﴾ ([1])، أي على تحمّل الولاية لآل محمد ([2])، أنزل إلى الأرض وأمر بالطواف حول الكعبة ليغفر الله له تقصيره.
ثم إنّ الله شرع الحج إلى بيته الحرام (الكعبة) ليعرض الناس على حجة الله في زمانهم ولايتهم ويعترفوا بالتقصير ويستغفروا عن تقصيرهم في حقه ([3])، كما أنّ الله أمر المسلمين أن يجعلوا الكعبة قبلة لهم دون الأمم السابقة حيث كانت القبلة بيت المقدس.
وهنا أمور:
1- الكعبة مرتبطة بالولاية ارتباطاً وثيقاً، حيث جعل الحج إليها للقاء الحجة، وعرض الولاية عليه من الناس والاستغفار عن التقصير في حقه.
2- الكعبة قبلة الصلاة والسجود لله سبحانه وتعالى، مع أنّ السجود قبلها كان لآدم (عليه السلام) خليفة الله وحجته، بل إنّ السجود كان للنور الذي في صلبه وهو نور أمير المؤمنين علي (ع)، فالقبلة الأولى التي ولّى الملائكة وجوههم شطرها هي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فالقبلة الحقيقية ليست الكعبة والأحجار، إنما القبلة هي الجوهرة التي ولدتها الكعبة، وهي ولي الله وحجته التامة علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ولهذا وضع الحجر الأسود في ركن الكعبة؛ لأنه كتاب الميثاق الذي أخذه الله على الناس بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فالذي يتوجه إلى الكعبة يعترف مقهوراً بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بفعله وإن كان كافراً بها بقوله وقلبه، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً﴾ ([4])، طوعاً من اعترف بالولاية وكرهاً من لم يعترف بالولاية.
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ ([5]).
فالذين يسجدون وحق عليهم العذاب هم الذين لا يعترفون بولاية علي (ع) بقولهم ولا بقلوبهم، ولكنهم مقهورون على الاعتراف بها بأفعالهم، وسجودهم إلى الصدفة التي ولدت علياً (ع) وهي الكعبة، والله سبحانه وتعالى أهانهم بهذا السجود وسيكون حسرة عليهم ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ ([6]).
ويبقى أنّ القبلة هي ما يُتَوَجه به إلى الله وتَعرِف به الله سبحانه وتعالى، فالقبلة الحقيقية هي الإنسان الكامل، فبه يعرف الله وهو وجه الله سبحانه وتعالى الذي واجه به خلقه، فالتوجه إليه توجه إلى الله. والإنسان الكامل هو علي بن أبي طالب (ع) سيد الأوصياء والأولياء، وقد أخرجه الله من الكعبة ليقول للناس إنّ هذا الإنسان هو قبلتكم وإليه حجكم، وليقول الله سبحانه وتعالى إني ما خلقت الكعبة إلا لأجل علي (عليه السلام) وليولد فيها علي (عليه السلام)، فلو كان لي ولد لكان الذي ولد في بيتي، ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ ([7]).
فمَن الأولى أن يتخذ قبلة؛ الأحجار، أم الذي قدس الأحجار بولادته فيها؟
قال عيسى (ع) ما معناه: (أنتم علماء السوء تقولون من حلف بالهيكل لا يلتزم بيمينه ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم بيمينه، فأيما أعظم أيها الجهال العميان؛ الذهب أم الهيكل الذي قدس الذهب) ([8]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- طـه : 115.
[2]- عن أبي جعفر(ع) قال: (أخذ الله الميثاق على النبيين، وقال ألست بربكم، وأن هذا محمد رسولي وأن علياً أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة. ثم أخذ الميثاق على أولي العزم أني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ولاة أمري وخزان علمي، وأن المهدي أنتصر به لديني، وأظهر به دولتي، وأنتقم به من أعدائي واُعبد به طوعاً أو كرهاً. قالوا: أقررنا – يا ربنا – وشهدنا. لم يجحد آدم (ع)، ولم يقر ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي (ع)، ولم يكن لآدم عزيمة على الإقرار، وهو قول الله تبارك وتعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) بصائر الدرجات : ص90 ح2.
[3]- عن الفضيل، عن أبي جعفر (ع)، قال: نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: (هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها، ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم، ثم قرأ هذه الآية: واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) الكافي : ج1 ص392 ح1.
[4]- الرعد : 15.
[5]- الحج : 18.
[6]- الحج : 18.
[7]- الزخرف : 81.
[8]- الكتاب المقدس / العهد الجديد – الكنيسة : ص42، وفيه : ( 16 ويل لكم أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشئ. ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم . 17 أيها الجهال والعميان أيما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب … ) .
الكعبة أو بيت الله الحرام إنما هو تجلي وظهور للبيت المعمور الذي وضع في السماء لتطوف عليه الملائكة، وتستغفر عن مجادلتها لله سبحانه وتعالى في أمر خليفته آدم (عليه السلام). ولما تعدّى آدم (ع) على شجرة علم آل محمد وشجرة الولاية ﴿وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً﴾ ([1])، أي على تحمّل الولاية لآل محمد ([2])، أنزل إلى الأرض وأمر بالطواف حول الكعبة ليغفر الله له تقصيره.
ثم إنّ الله شرع الحج إلى بيته الحرام (الكعبة) ليعرض الناس على حجة الله في زمانهم ولايتهم ويعترفوا بالتقصير ويستغفروا عن تقصيرهم في حقه ([3])، كما أنّ الله أمر المسلمين أن يجعلوا الكعبة قبلة لهم دون الأمم السابقة حيث كانت القبلة بيت المقدس.
وهنا أمور:
1- الكعبة مرتبطة بالولاية ارتباطاً وثيقاً، حيث جعل الحج إليها للقاء الحجة، وعرض الولاية عليه من الناس والاستغفار عن التقصير في حقه.
2- الكعبة قبلة الصلاة والسجود لله سبحانه وتعالى، مع أنّ السجود قبلها كان لآدم (عليه السلام) خليفة الله وحجته، بل إنّ السجود كان للنور الذي في صلبه وهو نور أمير المؤمنين علي (ع)، فالقبلة الأولى التي ولّى الملائكة وجوههم شطرها هي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فالقبلة الحقيقية ليست الكعبة والأحجار، إنما القبلة هي الجوهرة التي ولدتها الكعبة، وهي ولي الله وحجته التامة علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ولهذا وضع الحجر الأسود في ركن الكعبة؛ لأنه كتاب الميثاق الذي أخذه الله على الناس بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فالذي يتوجه إلى الكعبة يعترف مقهوراً بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بفعله وإن كان كافراً بها بقوله وقلبه، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً﴾ ([4])، طوعاً من اعترف بالولاية وكرهاً من لم يعترف بالولاية.
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ ([5]).
فالذين يسجدون وحق عليهم العذاب هم الذين لا يعترفون بولاية علي (ع) بقولهم ولا بقلوبهم، ولكنهم مقهورون على الاعتراف بها بأفعالهم، وسجودهم إلى الصدفة التي ولدت علياً (ع) وهي الكعبة، والله سبحانه وتعالى أهانهم بهذا السجود وسيكون حسرة عليهم ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾ ([6]).
ويبقى أنّ القبلة هي ما يُتَوَجه به إلى الله وتَعرِف به الله سبحانه وتعالى، فالقبلة الحقيقية هي الإنسان الكامل، فبه يعرف الله وهو وجه الله سبحانه وتعالى الذي واجه به خلقه، فالتوجه إليه توجه إلى الله. والإنسان الكامل هو علي بن أبي طالب (ع) سيد الأوصياء والأولياء، وقد أخرجه الله من الكعبة ليقول للناس إنّ هذا الإنسان هو قبلتكم وإليه حجكم، وليقول الله سبحانه وتعالى إني ما خلقت الكعبة إلا لأجل علي (عليه السلام) وليولد فيها علي (عليه السلام)، فلو كان لي ولد لكان الذي ولد في بيتي، ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ ([7]).
فمَن الأولى أن يتخذ قبلة؛ الأحجار، أم الذي قدس الأحجار بولادته فيها؟
قال عيسى (ع) ما معناه: (أنتم علماء السوء تقولون من حلف بالهيكل لا يلتزم بيمينه ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم بيمينه، فأيما أعظم أيها الجهال العميان؛ الذهب أم الهيكل الذي قدس الذهب) ([8]).
أحمد الحسن (ع)
المتشابهات / الجزء الثالث
ص (49-51)
ص (49-51)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- طـه : 115.
[2]- عن أبي جعفر(ع) قال: (أخذ الله الميثاق على النبيين، وقال ألست بربكم، وأن هذا محمد رسولي وأن علياً أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة. ثم أخذ الميثاق على أولي العزم أني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ولاة أمري وخزان علمي، وأن المهدي أنتصر به لديني، وأظهر به دولتي، وأنتقم به من أعدائي واُعبد به طوعاً أو كرهاً. قالوا: أقررنا – يا ربنا – وشهدنا. لم يجحد آدم (ع)، ولم يقر ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي (ع)، ولم يكن لآدم عزيمة على الإقرار، وهو قول الله تبارك وتعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) بصائر الدرجات : ص90 ح2.
[3]- عن الفضيل، عن أبي جعفر (ع)، قال: نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: (هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها، ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم، ثم قرأ هذه الآية: واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) الكافي : ج1 ص392 ح1.
[4]- الرعد : 15.
[5]- الحج : 18.
[6]- الحج : 18.
[7]- الزخرف : 81.
[8]- الكتاب المقدس / العهد الجديد – الكنيسة : ص42، وفيه : ( 16 ويل لكم أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشئ. ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم . 17 أيها الجهال والعميان أيما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب … ) .
Comment