بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
ومضات يمانية عن العالم المنسي (عالم الذر)
يقول احمد الحسن عليه السلام عن عالم الذر :
((..وحقيقة عالم الذر انه عالم الأنفس وهو في هذه السماء الدنيا&
وتنزل منه إلى الأرض نطف بني آدم
فإذا نمت النطفة بعد أن أخذت طريقها إلى وعاءها وتهيأت الصورة الجسمانية لولوج النفس إليها ولجت النفس في تلك الصورة الجسمانية وتعلقت بالنطفة التي نزلت منها
فإذا مات الإنسان خرجت منه تلك النطفة مرة أخرى من فمه أو من أي مكان آخر مع خروج نفسه من جسمه
وبقيت هذه النطفة متعلقة بالنفس الإنسانية ،
فالنفس متعلقة بالنطفة والنطفة متعلقة بالنفس
وهما من عالم واحد وهو عالم الذر أو عالم الأنفس
فإذا نزلت النطفة إلى الأرض تبعتها النفس
وإذا فارقت النفس الجسم تبعنها النطفة..))
المصدر: المتشابهات/ الجزء الثاني: ص (61 – 62)
-----------------
النطفة المتعلّقة بالنفس لا تتبدل،
ولكنّها يمكن أن تتشكل في هذا العالم الجسماني بأكثر من صورة،
ألا ترى أنّ صورتك الجسمانية تتغير وتتبدّل مع الزمن، فصورتك وأنت طفل صغير ليست تماماً كصورتك وأنت شاب ﴿أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ)،
والنطفة المقصودة هي النازلة من عالم الذر،
وليس النطفة المنوية،
بل هي تتعلق بها كتعلق النفس بها.
وليس ضرورياً أن تتعلق النطفة النازلة من عالم الذر بالنطفة المنوية ليوجد الإنسان في هذا العالم الجسماني،
كما ترى هذا بوضوح في نطفة عيسى (ع)،
فلم تتعلق بنطفة منوية، بل هي نفخت إلى رحم مريم (ع) مباشرة.
فيمكن أن يتجسد الإنسان في هذا العالم الجسماني قبل أن يدخل إليه للامتحان (أي قبل أن يولد فيه)،
وكذا يمكن بعد أن ينتهي امتحانه (أي بعد موته)،
فكم من ميت بعثه الله بعد موته والقرآن شاهد على ذلك. والنفس هي هي والنطفة هي هي، أمّا الصورة الجسمانية فربما نفسها أو يتبدّل بعضها أو كلها.
الذي يجب أن تفهمه: إنّ ولادة الإنسان في هذا العالم لا تعني أول خلقه، بل تعني أول دخوله إلى هذا العالم الجسماني للامتحان.
فالإنسان مخلوق قبل ذلك،
بل وجرى عليه الامتحان الأول في عالم الذر،
وهذا الذي نحن فيه هو الامتحان الثاني.
المصدر: الجواب المنير عبر الأثير/ الجزء الثاني: من سؤال 96
-----------------------
هو أكيد فرصة أخرى وامتحان آخر، ولكن إن كنت تسأل عن النتيجة فيه فهي نفسها في الذر،
ليس لأن الناس مجبورون على تحقيق نفس النتيجة،
وإنما هم يعيدون نفس التقصير.
وفي هذه الحياة الدنيا إذا أطاع الإنسان ربه
وسعى لرضاه سبحانه
وكان له حظ في السماوات الملكوتية
اصبح من أصحاب اليمين
وكتب من الأحياء وسطر اسمه في سجل الحياة
وممن يرثون الجنان
وان جد في الطاعة
كان من المقربين ، أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون
وان عصى الإنسان ربه وسعى لسخطه سبحانه وتعالى
لم يكن له حظ في السماوات الملكوتية
ولم يكتب من الأحياء بل عد من الأموات
ولم يسطر اسمه في سجل الحياة
وأمسى ممن يردون جهنم بل هو قطعة من جهنم
المصدر: الجواب المنير عبر الأثير/ الجزء الخامس: من سؤال 474
-----------------------------------
"ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون"
النشأة الأولى: هي عالم الذر، وفيها الامتحان الأول،
وقد أحاط بها بنو آدم علماً،
ولكنهم لما جاءوا إلى هذا العالم حجبتهم الكثافة الجسمانية،
ثم شهواتهم
ومعاصيهم
وغفلتهم عن ذكر الله،
والأولياء من الأنبياء والرسل والحجج (ع) يتذكرون هذه النشأة
ويعرفون أولياءهم فيها،
وكل من كانت فطرته نقية يتذكر هذا العالم السابق،
ويعلم حاله فيه،
ولكن عامة الناس ﴿نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾ .
فبسبب غفلتهم عن الله
واهتمامهم بالعالم الجسماني
وانغماسهم في الشهوات
لا يتذكرون شيئاً عن أنفسهم والعالم السابق الذي عاشوا فيه وحالهم فيه .
المصدر: المشابهات/ الجزء الثالث : من سؤال 114
-------------------------
وفي دعاء يوم الغدير الذي رواه عمارة بن الجوين أبي هارون العبدي،
وذكر الدعاء يرجى الرجوع لمفاتيح الجنان ....
وقوله (ع): (بعد تجديدك خلقي): أي انك خلقتني في هذه الدنيا
بعد أن خلقتني في الذر،
وقوله (ع): (جددت ذلك العهد لي تجديداً): أي ذكَّرتَّني
وجعلتني أقر بولاية أوليائك (الأنبياء والأوصياء (ع)) في هذه الدنيا
كما أقررت بها لما خلقتني في الذر بفضلك
فلماذا لا تتذكرون،
وأيضاً لماذا لا تسعون إلى الله ليذكركم ؟!
وتتذكرون
لما ترفع الحجب
ويكشف للإنسان حقائق الملكوت كأنبياء الله (ع)
﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾
وأيضاً الخطاب في أول سورة يوسف (ع) للرسول (ص) وهو خير خلق الله ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ ،
أي إنك يا محمد (ص) أنزلت إلى هذا العالم،
وحجبت عنك حقيقتك وامتحنك الله بهذا الامتحان الثاني في هذا العالم،
وكنت الفائز بالسباق مرة أخرى،
بعد أن كنت الفائز بالسباق في الامتحان الأول في عالم الذر،
قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
قال رسول الله (ص): (لم أكن أعلم ذلك حتى عرفنيه الآن جبرائيل (ع)، وما كنت أعلم شيئاً من كتابه ودينه أيضاً حتى علمنيه ربي، قال الله (عز وجل): ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ)
وعَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: (سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنِ الْعِلْمِ أَهُوَ عِلْمٌ يَتَعَلَّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، أَمْ فِي الْكِتَابِ عِنْدَكُمْ تَقْرَءُونَهُ فَتَعْلَمُونَ مِنْهُ ؟ قَالَ (ع): الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَوْجَبُ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَما الْإِيمانُ﴾ ثُمَّ قَالَ: أَيَّ شَيْءٍ يَقُولُ أَصْحَابُكُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَيُقِرُّونَ أَنَّهُ كَانَ فِي حَالٍ لا يدري مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا يَقُولُونَ. فَقَالَ لِي: بَلَى قَدْ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى الرُّوحَ الَّتِي ذُكِرَ فِي الْكِتَابِ، فَلَمَّا أَوْحَاهَا إِلَيْهِ عَلَّمَ بِهَا الْعِلْمَ وَالْفَهْمَ وَهِيَ الرُّوحُ الَّتِي يُعْطِيهَا اللَّهُ تَعَالَى مَنْ شَاءَ، فَإِذَا أَعْطَاهَا عَبْداً عَلَّمَهُ الْفَهْمَ)
إذن،
فالأنبياء والأوصياء (ع) ممتحنون بهذا العالم،
فكما حجب غيرهم وأغفل عن الامتحان الأول والإيمان الأول في عالم الذر،
حجبوا (ع) ليكون هذا الامتحان الثاني عادلاً فالكل أغفلوا عن عالم الذر بحجاب الجسد،
والمطلوب
تجريد الروح بمرتبة
ليعرف الإنسان الحقيقة
وينظر في ملكوت السماوات،
وقد تجرد الأنبياء والأوصياء،
والمطلوب من الكل التجرد
لينجحوا في الامتحان
كما أن الله سبحانه وتعالى ساوى كل بني آدم في الفطرة
لتتم كلمته سبحانه أنه هو العادل الحكيم،
فالكل مفطورون على معرفة أسماء الله سبحانه،
ليكونوا وجه الله وأسماءه الحسنى،
. وكل من قصَّر فحظه ضيَّع
المصدر: إضاءات من دعوات المرسلين (ع)/ الجزء الثالث - القسم الأول
-----------------------------
نحن بني آدم
أنزلنا الله إلى هذا العالم الدنيوي
الظلماني
للامتحان الثاني،
وحجبنا بالأجساد
وأنسانا ما كنّا فيه من الامتحان الأول في عالم الذر الذي سبق وكنا فيه.
وفي عالم الذر تحدّد حال كل منّا
فأشقى الأشقياء من قصر نظره على نفسه فلم يرَ إلاّ الأنا،
والفائز بالسباق صلوات الله عليه وعلى آله(يعني الرسول محمد ص) مَن قصر نظره على ربّه ولم يلتفت إلى نفسه
لما تجلّى لنا الله سبحانه.
قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ ،
وبين هذين المقامين ترتب بقية بني آدم.
ولم يكن هذا الامتحان الثاني إلاّ ليحتج الله على الناس ولئلا يقول أحد لم نُعط فرصة ثانية،
ولم يكن هذا الامتحان الثاني إلاّ لكرم الله سبحانه وتعالى،
وسيكون هناك امتحان ثالث
لمن محض الإيمان محضاً ولمن محض الكفر محضاً؛
لأنّ ثواب أولياء الله عظيم وعقاب أعداء الله شديد
فيدخلون امتحاناً ثالثاً لبيان أنّ نتيجتهم هي هي،
﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ ،
ولتتم حجة الله على الخلق بتفضيل أوليائه والانتقام من أعدائه (الذين محضوا الإيمان والذين محضوا الكفر)، فلا يقُل أحد لِمَ أعطيت هؤلاء هذا المقام العظيم، ولِمَ عذبت هؤلاء هذا العذاب الذي لم تعذّبه أحداً من العالمين؟؟
وهم مع تكرّر الفرص التي أعطاهم الله ومع أنّ الله أعاد امتحانهم لن يكتفوا بل سيقولون: ﴿رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ ,
والله حذّر الناس أن تكون عاقبتهم بعد الموت الندم، وهذا القول: ﴿رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ .
فأرجو أن تكون قد فهمت أنّ ولادة الإنسان في هذا العالم لا تعني أول خلقه،
بل غاية ما تعنيه أنّها أول دخوله إلى هذا العالم الجسماني للامتحان الثاني،
وبعد أن أنساه الله الامتحان الأول
ونتيجته فيه.
قال تعالى: ﴿نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ﴾ ، أي: على أن نحييكم في حياة جديدة وفي عالم جديد،
بل أنتم كنتم في حياة سابقة فلماذا لا تتذكرون،
بل ولا يتذكر الإنسان إلاّ بمشيئة الله وإرادته سبحانه
المصدر: الجواب المنير عبر الأثير/ الجزء الثاني: سؤال 93
-----------------------------------
&عالم الذر وعالم الرجعة الاثنان حقيقيان وموجودان في السماء الاولى حيث لا زمان ولا مكان، والسماء الاولى هي نهاية السماء الدنيا .
والسماء الاولى : تشمل السماء الدنيا بما فيها، وهذا العالم الكثيف الجسماني المرئي (الكون بأسره) جزء من السماء الدنيا
فهذا العالم المرئي جزء من السماء الدنيا والتي هي جزء من السماء الاولى.
جنة آدم عليه السلام كانت في السماء الاولى وتسمى (الجنة الارضية)
والجنة الموعودة في السماء الثانية
اما جهنم فهي في الارضين السابعة الموجودة في السماء الجسمانية .
Comment