بسم الله الرحمن الرحيم

{قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ ﴾ ، أي أنكم كنتم في عالم الذر مخلوقين وأمتحنكم الله ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ .

وهذه الآية فيها رد على من يقول ما ذنب من لم يصل إليه الإسلام ولم يبلغ برسالات السماء كمن عاش في مجاهل أفريقيا أو في أطراف الأرض أو في أرض بعيدة عن أرض المرسلين عليهم السلام، والرد أن الآية الأولى تثبت أن الناس تم امتحانهم وكل أخذ مقامه وتبين حاله واستحقاقه والآية الثانية تبين أنهم غير معذورين بإتباع ضلال آبائهم في هذه الأرض أو أنهم عاشوا في أرض لم يطأها نبي ولم يصل لها الحق ولم يبلغهم به أحد لان الله يقول لهم إني امتحنتكم في عالم الذر وعلمت حالكم واستحقاقكم فلا تقولوا (إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) ، أي أن الله يقول لهم أنا اعلم انه لو جاءكم الأنبياء والأوصياء والمرسلون وبلغكم برسالات السماء المبلغون لما آمنتم ولما صدقتم (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) ،
أما من يقول فلماذا لم يسووا مع الكفار في ارض الرسالات في إيصال البلاغ فالرد أن تبليغ هؤلاء فضل على من لا يقبل الفضل ولا يستحقه وأنت تعلم علم مسبق انه لا يقبله يقيناً فعرضه عليه تحصيل حاصل، وبالتالي فلا يضر أن تعرضه على بعضهم لبيان أن الباقي كهؤلاء الذين عرض عليهم الحق فلم يقبلوه فالعرض على بعضهم لإتمام الحجة وانه لا عذر لمن يقول (إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ)؛ لأن نظرائهم عرض عليهم الحق فاختاروا ضلال آبائهم على هدى المرسلين (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) ، بل جعلوا ضلال آبائهم هو الهدى والحق (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) }.
----------
جواب الامام احمد الحسن على السؤال
المصدر :
الجواب المنير الجزء3
او
اضاءات من دعوات المرسلين ع الجزء3 القسم الاول

{قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ ﴾ ، أي أنكم كنتم في عالم الذر مخلوقين وأمتحنكم الله ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ .

وهذه الآية فيها رد على من يقول ما ذنب من لم يصل إليه الإسلام ولم يبلغ برسالات السماء كمن عاش في مجاهل أفريقيا أو في أطراف الأرض أو في أرض بعيدة عن أرض المرسلين عليهم السلام، والرد أن الآية الأولى تثبت أن الناس تم امتحانهم وكل أخذ مقامه وتبين حاله واستحقاقه والآية الثانية تبين أنهم غير معذورين بإتباع ضلال آبائهم في هذه الأرض أو أنهم عاشوا في أرض لم يطأها نبي ولم يصل لها الحق ولم يبلغهم به أحد لان الله يقول لهم إني امتحنتكم في عالم الذر وعلمت حالكم واستحقاقكم فلا تقولوا (إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) ، أي أن الله يقول لهم أنا اعلم انه لو جاءكم الأنبياء والأوصياء والمرسلون وبلغكم برسالات السماء المبلغون لما آمنتم ولما صدقتم (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) ،
أما من يقول فلماذا لم يسووا مع الكفار في ارض الرسالات في إيصال البلاغ فالرد أن تبليغ هؤلاء فضل على من لا يقبل الفضل ولا يستحقه وأنت تعلم علم مسبق انه لا يقبله يقيناً فعرضه عليه تحصيل حاصل، وبالتالي فلا يضر أن تعرضه على بعضهم لبيان أن الباقي كهؤلاء الذين عرض عليهم الحق فلم يقبلوه فالعرض على بعضهم لإتمام الحجة وانه لا عذر لمن يقول (إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ)؛ لأن نظرائهم عرض عليهم الحق فاختاروا ضلال آبائهم على هدى المرسلين (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) ، بل جعلوا ضلال آبائهم هو الهدى والحق (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) }.
----------
جواب الامام احمد الحسن على السؤال
المصدر :
الجواب المنير الجزء3
او
اضاءات من دعوات المرسلين ع الجزء3 القسم الاول
Comment