بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
التيه في الأمة الإسلامية
ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله ، حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله ، وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله المعيّن من الله علي بن أبي طالب، حيث نصبه رسول الله بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين من بعده في غدير خم في حجة الوداع، ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء وهي بنت رسول الله الوحيدة من صلبه، وهي والحسن والحسين وعلي من فرض الله مودتهم في القرآن، قال تعالى:
﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.
ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمـام لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها، وهي التي قال فيها رسول الله : (أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين) .
فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، قال رسول الله : (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل).
وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها، فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء، فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى...إلى.... رحلة رهيبة مرّت بها هذه الأمة، فكم من مدينة هتكت حرمتها وقُتل خيارها واعتدي على أعراض نسائها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله والكعبة المكرمة ( أرسل يزيد لعنه الله مسلم بن عقبة - والأولى أن يسمى مجرماً - فقتل في المدينة أكثر من عشرة آلاف مسلم فيهم سبعمائة صحابي، واعتدي على أكثر من ألف بكر، ولم يكتفِ بهذا حتى قصد الكعبة المشرفة ولكن الله أهلكه كما أهلك أصحاب الفيل ).
وكم عُذّب الأحرار وقُتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يُعرف فيها الليل من النهار، ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعباً، ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجباً.
يقول المسعودي في أحدهم، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مروج الذهب: (غناه ابن عائشة صوتاً فطرب فقال له الوليد أحسنت والله يا امرئ أعد بحق عبد شمس فأعاد فقال: أعد بحق أمية فأعاد .. فقال الوليد إلى المغني فأكب ولم يبق عضو من أعضائه إلاّ قبله، وأهوى إلى إحليله ليقبله فضمه المغني بين فخذيه فقال له الوليد لا والله حتى أقبله, وما زال به حتى قبله, وأعطاه ألف دينار وأركبه بغلة وقال: مر بها على بساطي ففعل ووضع حوضا في بستان وملأه خمراً, فكان يسبح فيه مع الفواحش ويشرب منه حتى يبين فيه النقص ونزل يوماً على ابنته وقال من راقب الناس مات غماً).
وقال السيد المرتضى في الأمالي: (أخبرنا أبو عبيد الله المزرباني قال: حدثني أحمد بن كامل قال: كان الوليد بن يزيد زنديقاً، وإنه افتتح المصحف يوما فرأى فيه (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)فاتخذ المصحف غرضاً ورماه حتى مزقه بالنبل وهو يقول:
أتوعد كل جـبار عنـيد ... فها أنا ذاك جـبار عنيد
فإن لاقيت ربك يوم حشر ... فقل يا رب خرقني الوليد).
وإني لآسف أن أنقل تاريخ مثل هذه القذارات، وما ذكرت غيضاً من فيض ولو لم يكن إلاّ قتل هؤلاء الحكام الظلمة لذرية رسول الله وتشريدهم إلى أقاصي البلاد؛ حيث نجد اليوم ذرية رسول الله يعيشون في إيران وأفغانستان والهند والبلاد البعيدة عن مدينة جدهم ؛ لكفى به دليلاً على خروجهم عن الدين ومحاربتهم الإسلام، ولكفى به دليلاً على حقدهم على رسول الله .
واستمر هذا الظلم والفساد حتى يومنا هذا؛ ثرواتنا بيد طواغيت يعيثون بها فساداً في البلاد والعباد ويغدقون على من يعبدهم من دون الله، سجونهم لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، فيها من أساليب التعذيب ما تقشعر له الأبدان، وجيوشهم مزودة بكل أنواع الأسلحة، لا للدفاع عن البلاد الإسلامية بل لقمع الشعوب الإسلامية، وكل من يعلو صوته بكلمة لا إله إلاّ الله ويدعو المسلمين إلى الحكم بما أنزل الله يلقى في تلك الدهاليز المظلمة أو يقتل، ولا نعلم متى سينتهي هذا التيه والضياع ومتى سيعود الإسلام ليحكم المسلمين كما كان في عهد رسول الله وينشر العدل في البلاد الإسلامـية وبالتالي في كل الأرض، لكننا نعلم يقيناً أنه سيعود؛ لأنّ رسول الله وعدنا وأخبرنا أنّ الإسلام يعود غضاً طرياً في آخر الزمان على يدي ولده المهدي.
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
التيه في الأمة الإسلامية
ضيع المسلمون الطريق بعد وفاة رسول الله محمد بن عبد الله ، حيث قفز أبو بكر وجماعة من المنافقين إلى السلطة واغتصب خلافة رسول الله ، وتخاذل معظم الصحابة عن نصرة وصي رسول الله المعيّن من الله علي بن أبي طالب، حيث نصبه رسول الله بأمر من الله أميراً للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين من بعده في غدير خم في حجة الوداع، ولم يكتفوا باغتصاب حق الإمام علي وحق الإنسانية بأن تصل لها كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، بل تجاوز الأمر إلى محاولة عمر بن الخطاب وجماعة من المنافقين إحراق بيت فاطمة الزهراء وهي بنت رسول الله الوحيدة من صلبه، وهي والحسن والحسين وعلي من فرض الله مودتهم في القرآن، قال تعالى:
﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.
ولما لم تنفع هذه المحاولة لإخراج الإمـام لبيعة أبي بكر كرها اقتحموا الدار على الزهراء وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها ونبت المسمار في صدرها، وهي التي قال فيها رسول الله : (أم أبيها وبضعة مني ويرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين) .
فلم يكن المسلمون ليخطئوا التيه أو ليخطئهم بعد أن ساروا على نفس طريق بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، قال رسول الله : (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل).
وضيعت هذه الأمة حظها ووالت عدوها وعادت وليها وإمامها وأغضبت ربها، فبدأت تدخل في التيه والضياع منذ ذلك الوقت حتى استقرت اليوم في قلب الصحراء، فمن معاوية وزياد إلى يزيد وابن زياد ومسلم ابن عقبة إلى مروان وعبد الملك وأولاده والحجاج إلى بني العباس السفاح والمنصور الدوانيقي والهادي والمهدي والرشيد الضالين إلى الأمين والمأمون غير المأمونين إلى المتوكل على الشيطان إلى...إلى.... رحلة رهيبة مرّت بها هذه الأمة، فكم من مدينة هتكت حرمتها وقُتل خيارها واعتدي على أعراض نسائها ولم تسلم حتى مدينة رسول الله والكعبة المكرمة ( أرسل يزيد لعنه الله مسلم بن عقبة - والأولى أن يسمى مجرماً - فقتل في المدينة أكثر من عشرة آلاف مسلم فيهم سبعمائة صحابي، واعتدي على أكثر من ألف بكر، ولم يكتفِ بهذا حتى قصد الكعبة المشرفة ولكن الله أهلكه كما أهلك أصحاب الفيل ).
وكم عُذّب الأحرار وقُتل الأبرار وكم قضى منهم في السجون والدهاليز المظلمة التي لا يُعرف فيها الليل من النهار، ولو اطلعت على ما فعله بنو أمية وبنو العباس بالمسلمين لملئت رعباً، ولو علمت فجورهم وكفرهم وخروجهم عن الدين لازددت عجباً.
يقول المسعودي في أحدهم، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مروج الذهب: (غناه ابن عائشة صوتاً فطرب فقال له الوليد أحسنت والله يا امرئ أعد بحق عبد شمس فأعاد فقال: أعد بحق أمية فأعاد .. فقال الوليد إلى المغني فأكب ولم يبق عضو من أعضائه إلاّ قبله، وأهوى إلى إحليله ليقبله فضمه المغني بين فخذيه فقال له الوليد لا والله حتى أقبله, وما زال به حتى قبله, وأعطاه ألف دينار وأركبه بغلة وقال: مر بها على بساطي ففعل ووضع حوضا في بستان وملأه خمراً, فكان يسبح فيه مع الفواحش ويشرب منه حتى يبين فيه النقص ونزل يوماً على ابنته وقال من راقب الناس مات غماً).
وقال السيد المرتضى في الأمالي: (أخبرنا أبو عبيد الله المزرباني قال: حدثني أحمد بن كامل قال: كان الوليد بن يزيد زنديقاً، وإنه افتتح المصحف يوما فرأى فيه (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)فاتخذ المصحف غرضاً ورماه حتى مزقه بالنبل وهو يقول:
أتوعد كل جـبار عنـيد ... فها أنا ذاك جـبار عنيد
فإن لاقيت ربك يوم حشر ... فقل يا رب خرقني الوليد).
وإني لآسف أن أنقل تاريخ مثل هذه القذارات، وما ذكرت غيضاً من فيض ولو لم يكن إلاّ قتل هؤلاء الحكام الظلمة لذرية رسول الله وتشريدهم إلى أقاصي البلاد؛ حيث نجد اليوم ذرية رسول الله يعيشون في إيران وأفغانستان والهند والبلاد البعيدة عن مدينة جدهم ؛ لكفى به دليلاً على خروجهم عن الدين ومحاربتهم الإسلام، ولكفى به دليلاً على حقدهم على رسول الله .
واستمر هذا الظلم والفساد حتى يومنا هذا؛ ثرواتنا بيد طواغيت يعيثون بها فساداً في البلاد والعباد ويغدقون على من يعبدهم من دون الله، سجونهم لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، فيها من أساليب التعذيب ما تقشعر له الأبدان، وجيوشهم مزودة بكل أنواع الأسلحة، لا للدفاع عن البلاد الإسلامية بل لقمع الشعوب الإسلامية، وكل من يعلو صوته بكلمة لا إله إلاّ الله ويدعو المسلمين إلى الحكم بما أنزل الله يلقى في تلك الدهاليز المظلمة أو يقتل، ولا نعلم متى سينتهي هذا التيه والضياع ومتى سيعود الإسلام ليحكم المسلمين كما كان في عهد رسول الله وينشر العدل في البلاد الإسلامـية وبالتالي في كل الأرض، لكننا نعلم يقيناً أنه سيعود؛ لأنّ رسول الله وعدنا وأخبرنا أنّ الإسلام يعود غضاً طرياً في آخر الزمان على يدي ولده المهدي.
يتبع.....
Comment