من كتاب الجواب المنير الجزء السادس للامام احمد الحسن اليماني (ع)
السؤال/ 526: سؤال عن عظائم الأمور:
أين كان ابن نوح (ع) أثناء نداء أبيه إليه عندما قال له يا بني اركب معنا ولا تكن مع القوم الكافرين حيث ذكرت الآية الشريفة أنه كان في معزل ؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
علماً سيدي ومولاي لم يجبني أحد على سؤالي هذا لحد الآن، نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأيتام آل محمد عليهم صلوات الله ودمتم سالمين.
المرسل: رشيد الأسدي - العراق
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
وفقكم الله لكل خير، هو لم يكن ابنه من صلبه بل ربيبه وهو ابن زوجته، ولم يكن يعيش مع نوح (ع) في بيته، ولم يكن مؤمناً بنوح (ع) وكذا هو حال أمه، ونوح (ع) لم يسأل عن زوجته ولم يقل إنها من أهلي؛ لأنها كانت تجاهر نوحاً (ع) بالكفر بدعوته (ع)، أما ابنه أو ربيبه (ابن زوجته) فكان يستحي من نوح (ع) ولم يكن يجاهر بالكفر بدعوة نوح (ع)، ولكن عندما جاء الفيضان وجاء موعد الافتراق اختار مرافقة أمه واعرض عن نبي الله نوح (ع) فهلك، وسؤال نوح (ع) عنه لأنه كان يظهر التعاطف مع نوح (ع) فبين الله لنوح (ع) أنه لم يكن مؤمناً صادقاً بل كان منافقاً يبطن الكفر بدعوة نوح (ع) وإن ما كان يمنعه من الجهر بكفره بنوح (ع) حياؤه من نوح (ع)؛ لأنه رباه.
فقوله تعالى عنه أنه كان في معزل أي في معزل عن دين نوح (ع) أي لم يكن على دين نوح (ع)، وأيضاً هو كان في معزل عن مكان نوح (ع)؛ لأنه لم يكن يسكن معه، وهو لم يكن من أهل نوح (ع)؛ لأن أهل نوح (ع) هم المؤمنون بدعوته.
قال تعالى: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ @ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ @ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ @ وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ @ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ @ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِين﴾([16]).
أحمد الحسن
منتصف شعبان/ 1431 هـ ق
السؤال/ 526: سؤال عن عظائم الأمور:
أين كان ابن نوح (ع) أثناء نداء أبيه إليه عندما قال له يا بني اركب معنا ولا تكن مع القوم الكافرين حيث ذكرت الآية الشريفة أنه كان في معزل ؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
علماً سيدي ومولاي لم يجبني أحد على سؤالي هذا لحد الآن، نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأيتام آل محمد عليهم صلوات الله ودمتم سالمين.
المرسل: رشيد الأسدي - العراق
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
وفقكم الله لكل خير، هو لم يكن ابنه من صلبه بل ربيبه وهو ابن زوجته، ولم يكن يعيش مع نوح (ع) في بيته، ولم يكن مؤمناً بنوح (ع) وكذا هو حال أمه، ونوح (ع) لم يسأل عن زوجته ولم يقل إنها من أهلي؛ لأنها كانت تجاهر نوحاً (ع) بالكفر بدعوته (ع)، أما ابنه أو ربيبه (ابن زوجته) فكان يستحي من نوح (ع) ولم يكن يجاهر بالكفر بدعوة نوح (ع)، ولكن عندما جاء الفيضان وجاء موعد الافتراق اختار مرافقة أمه واعرض عن نبي الله نوح (ع) فهلك، وسؤال نوح (ع) عنه لأنه كان يظهر التعاطف مع نوح (ع) فبين الله لنوح (ع) أنه لم يكن مؤمناً صادقاً بل كان منافقاً يبطن الكفر بدعوة نوح (ع) وإن ما كان يمنعه من الجهر بكفره بنوح (ع) حياؤه من نوح (ع)؛ لأنه رباه.
فقوله تعالى عنه أنه كان في معزل أي في معزل عن دين نوح (ع) أي لم يكن على دين نوح (ع)، وأيضاً هو كان في معزل عن مكان نوح (ع)؛ لأنه لم يكن يسكن معه، وهو لم يكن من أهل نوح (ع)؛ لأن أهل نوح (ع) هم المؤمنون بدعوته.
قال تعالى: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ @ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ @ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ @ وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ @ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ @ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِين﴾([16]).
أحمد الحسن
منتصف شعبان/ 1431 هـ ق
Comment