اخترت هذا العنوان في مقابل العنوان المطروح عالمياً وهو حوار الحضارات،
فالحضارة الحقيقية هي الحضارة الروحية والأخلاقية المبنيّة على ما جاء به الأنبياء والأوصياء <ع> وهي واحدة:
﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾([1]).
وهي ليست حكراً على قوم دون آخرين،
بل إنّ هذه الحضارة الروحية الأخلاقية موجودة وبنسب متفاوتة هنا وهناك على هذه الأرض، كما أنّ نقيضها موجود في نفس المكان الموجودة فيه ولدى نفس القوم الذين يحملون بعضها ويعملون به.
إذن فأهل الأرض بحاجة للبحث عن الحضارة الروحية والأخلاقية الإلهية،
فالحوار يكون للبحث عمّا يحمله كل طرف وعمّا يحمله الطرف المقابل له من الحضارة الروحية والأخلاقية،
وأيضاً عن مدى انحراف كل طرف ومدى انحراف الطرف المقابل عنها
﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾([2]).
وإذا كان البحث موضوعياً وبعيداً عن التعصب الأعمى ستكون النتيجة هي الوصول إلى الحضارة الإلهية الحقّة،
وبالتالي معرفة صاحب الحق الإلهي والاعتراف بحقّه عندها يتوحد أهل الأرض على طاعة الله الحقة والصراط المستقيم الذي يريده الله.
ويجب أن يعرف من يبحث عن الحضارة أولاً أنّ الحضارة الحقيقية التي يبحث عنها تنسب إلى الأخلاق والروح أو يمكن أن نقول الدين الإلهي والقيم الأخلاقية ولا تنسب إلى الأرض أو القومية
فيمكن أن نقول الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية والحضارة اليهودية
ولا يمكن أن نقول الحضارة العربية أو الأمريكية أو الرومانية .
كما أنّ الحضارة الإسلامية الحقيقية والحضارة المسيحية الحقيقـية والحضارة اليهودية الحقيقية هي المبنية على ما جاء به محمـد <ص> وعيسى (ع) وموسى (ع) وأوصياؤهم <ع>
وليست ما جاء به أو قام به من حكم المسلمين أو المسيحين أو اليهود ولا ما وصى به العلماء غير العاملين وهذه كلها واحدة وهي الحضارة الإلهية الحقة التي ضُيّعت وغُيّبت لمصلحة الحكام الطواغيت والعلماء غير العاملين ،
قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾([3]).
وأيضاً على ضوء ما تقدّم ستكون هنالك نتيجة حتمية يجب أن لا نغفلها أو نتغافل عنها مع أولئك الطواغيت أو العلماء غير العاملين الذين لا يريدون سماع الكلمة الطيبة ولا يريدون البحث بموضوعية عن الحضارة الإلهية الحقيقية،
وأيضاً يريدون تشويه الحضارة الإلهية الحقيقية ونشر مسخ شيطاني على هذه الأرض وإضلال الناس وحرف الناس ليكونوا أتباعاً لإبليس (لعنه الله) في إمتناعه عن السجود لآدم (ع) خليفة الله في أرضه،
أقول إنّ النتيجة الحتمية مع أولئك هي الصدام الذي لا مفر منه ولا سبيل لتجنبه؛
لأنه يكون عندها الطريق الوحيد لنشر الحضارة الإلهيّـة على هذه الأرض،
وهذا ما قام به أنبياء الله ورسله <ع> كما تبيّن مما تقدّم في هذا الكتاب.
فالنتيجة أنّ الحوار لا يكون بين الحضارات، بل هو بين بني آدم للبحث عن الحضارة الإلهية الحقيقية،
وكذلك الصدام لا يكون بين الحضارات بل بين الحضارة الإلهية الحقيقية ونقيضها أو قل بين النور والظلمة كما يمكن أن يكون الصدام بين الظلمات بعضها مع بعض.
فليس كل من يصدم بالظلمة هو النور بل ربما كان ظلمة أيضاً، ولكن كل من يصطدم بالنور هو ظلمة؛ لذا فلابد أن نبحث ونعرف النور وبه نعرف الظلمات.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- الأنبياء: 92.
[2]- سـبأ: 24.
[3]- الشورى : 13.
من كتاب " الجهاد باب الجنة " للامام احمد الحسن (ع)
فالحضارة الحقيقية هي الحضارة الروحية والأخلاقية المبنيّة على ما جاء به الأنبياء والأوصياء <ع> وهي واحدة:
﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾([1]).
وهي ليست حكراً على قوم دون آخرين،
بل إنّ هذه الحضارة الروحية الأخلاقية موجودة وبنسب متفاوتة هنا وهناك على هذه الأرض، كما أنّ نقيضها موجود في نفس المكان الموجودة فيه ولدى نفس القوم الذين يحملون بعضها ويعملون به.
إذن فأهل الأرض بحاجة للبحث عن الحضارة الروحية والأخلاقية الإلهية،
فالحوار يكون للبحث عمّا يحمله كل طرف وعمّا يحمله الطرف المقابل له من الحضارة الروحية والأخلاقية،
وأيضاً عن مدى انحراف كل طرف ومدى انحراف الطرف المقابل عنها
﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾([2]).
وإذا كان البحث موضوعياً وبعيداً عن التعصب الأعمى ستكون النتيجة هي الوصول إلى الحضارة الإلهية الحقّة،
وبالتالي معرفة صاحب الحق الإلهي والاعتراف بحقّه عندها يتوحد أهل الأرض على طاعة الله الحقة والصراط المستقيم الذي يريده الله.
ويجب أن يعرف من يبحث عن الحضارة أولاً أنّ الحضارة الحقيقية التي يبحث عنها تنسب إلى الأخلاق والروح أو يمكن أن نقول الدين الإلهي والقيم الأخلاقية ولا تنسب إلى الأرض أو القومية
فيمكن أن نقول الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية والحضارة اليهودية
ولا يمكن أن نقول الحضارة العربية أو الأمريكية أو الرومانية .
كما أنّ الحضارة الإسلامية الحقيقية والحضارة المسيحية الحقيقـية والحضارة اليهودية الحقيقية هي المبنية على ما جاء به محمـد <ص> وعيسى (ع) وموسى (ع) وأوصياؤهم <ع>
وليست ما جاء به أو قام به من حكم المسلمين أو المسيحين أو اليهود ولا ما وصى به العلماء غير العاملين وهذه كلها واحدة وهي الحضارة الإلهية الحقة التي ضُيّعت وغُيّبت لمصلحة الحكام الطواغيت والعلماء غير العاملين ،
قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾([3]).
وأيضاً على ضوء ما تقدّم ستكون هنالك نتيجة حتمية يجب أن لا نغفلها أو نتغافل عنها مع أولئك الطواغيت أو العلماء غير العاملين الذين لا يريدون سماع الكلمة الطيبة ولا يريدون البحث بموضوعية عن الحضارة الإلهية الحقيقية،
وأيضاً يريدون تشويه الحضارة الإلهية الحقيقية ونشر مسخ شيطاني على هذه الأرض وإضلال الناس وحرف الناس ليكونوا أتباعاً لإبليس (لعنه الله) في إمتناعه عن السجود لآدم (ع) خليفة الله في أرضه،
أقول إنّ النتيجة الحتمية مع أولئك هي الصدام الذي لا مفر منه ولا سبيل لتجنبه؛
لأنه يكون عندها الطريق الوحيد لنشر الحضارة الإلهيّـة على هذه الأرض،
وهذا ما قام به أنبياء الله ورسله <ع> كما تبيّن مما تقدّم في هذا الكتاب.
فالنتيجة أنّ الحوار لا يكون بين الحضارات، بل هو بين بني آدم للبحث عن الحضارة الإلهية الحقيقية،
وكذلك الصدام لا يكون بين الحضارات بل بين الحضارة الإلهية الحقيقية ونقيضها أو قل بين النور والظلمة كما يمكن أن يكون الصدام بين الظلمات بعضها مع بعض.
فليس كل من يصدم بالظلمة هو النور بل ربما كان ظلمة أيضاً، ولكن كل من يصطدم بالنور هو ظلمة؛ لذا فلابد أن نبحث ونعرف النور وبه نعرف الظلمات.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- الأنبياء: 92.
[2]- سـبأ: 24.
[3]- الشورى : 13.
من كتاب " الجهاد باب الجنة " للامام احمد الحسن (ع)
Comment