بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
• (رواية السمري) ..
تعتبر رواية السمري (1) مما تشبث به المعترضون على خليفة الله واليماني الموعود السيد أحمد الحسن (ع) ورفض دعوته اليمانية المباركة، بالرغم من علمهم هم قبل غيرهم بفساد الاستدلال بها، وللوقوف على هذه الحقيقة بالتفصيل أدعو جميع من يريد الاطلاع على ذلك مراجعة ما كتبه الشيخ الناصح ناظم العقيلي في كتابه (الرد القاصم على منكري رؤية القائم)، والأستاذ الفاضل ضـياء الزيدي في كتابه (قراءة جديد في رواية السمـري) أحد إصدارات أنصـار الإمام المهدي(ع).
ولكن ولما لم أكن مطلعاً على ما خطه الأخَوَان وفقهما الله بالتفصيل، وهذا بالتأكيد قصور مني، وكثرة ما يتردد على ألسنة المعترضين من ذكر هذه الرواية، سألته (ع) عنها.
فأجابني (ع): (توجد كثير من المناقشات لهذه الرواية وهي كافية ، ولذا فهم تركوها وأعرضوا منذ زمن بعيد، لأنهم يعلمون أنّ الاحتجاج بها لا قيمة له. فهي مطعون في سندها (2)، وعندهم لو كانت صحيحة السند لا تفيد الاعتقاد دون أن يعضدها ما يوصل إلى اليقين بصدورها (3).
إضافة إلى أن متنها متشابه، وفهمه عدة منهم بأكثر من فهم مختلف (4)، إضافة إلى أنها غير مسوّرة وهذا يطعن في كليتها عندهم (5)، أم أن قواعدهم لعبة عندهم إذا شاءوا عملوا بها وإذا لم يشاءوا أوقفوا العمل بها ؟!
إضافة إلى أنها منقوضة بعدة روايات وأحداث:
منها: رواية اليماني (6)، وما حدث مع الشيخ المفيد من رسائل (7).
فمسألة التعلل بهذه الرواية أمر غير مقبول على كل حال.
ثم إن السمري قال عند موته - عندما سئل عمن بعده - : (لله أمر هو بالغه)، وهذا واضح في أنّ السمري لا يوصي ولا ينكر، بل يؤكد أن الأمر سيعود.
ثم ما هي علة وجود الرسل والحجج بين الناس واتصالهم بهم ؟ إذا كانت الهداية إلى الحق، فهل الآن هم مستغنون عن الهادي، وبمن ؟
ثم الذي أتى اليوم ألم يبين أنهم في ضلال وانحراف، فلينظروا بما أتى به ؟ بل هم قبله مختلفون في المنهج الحق، فمنهم الأخباريون والأصوليون والشيخية أو الاحسائية وغيرهم ربما، بل الأصوليون مختلفون فيما بينهم، فأين الحق ؟
إذن، هناك حاجة للهادي ، فما هو المانع من إرساله بنظرهم مع أنّ الحكمة تقول بإرساله، خصوصاً مع وجود المستقبل ؟! ومع قول الكل بالانتخابات اليوم ، هل يبقى داعٍ لدين الله ؟ هل يبقى سائر على منهج الحسين (ع) ؟ طبعاً لا يبقى، أي لا يبقى من يقول " الملك لله "، ولا يبقى من يعبد الله ويطيع الله، بل لا يبقى من يقول " الله "، فالكل يقولون بالانتخابات وهي بالاتجاه المعاكس لما يريده الله سبحانه، فإذا كان سبحانه يريد أن يعبد في أرضه فالحكمة تقول أن يرسل هادياً ليحفظ الدين، أليس كذلك ؟
هذه الأخيرة لمن يعقلها لا سبيل لردها، فلا معنى للاعتراض برواية السمري، بل لا معنى للقول بعدم وجود الهادي أبداً، كل ما هنالك البحث عنه وتشخيصه من بين الرايات المرفوعة، والحمد لله لم يقل أحد بحاكمية الله غيره، فهل هذا امتحان صعب تراه ؟!
إنّ المسألة حتى لا تحتاج إلى بحث وتحقيق ولا روايات ولا شيء، فقط تحتاج أن يعرف الناس أن دين الله هو حاكمية الله، وهذا ثابت في مذهب أهل البيت (ع).
وبما أن الأمر في هذا الزمان محصور بشخص واحد فلا يحتاج الإنسان إلى شيء لمعرفة الحق، ولهذا قالوا (ع): (أمرنا أبين من الشمس) (8)؛ لأنه محصور بشخص واحد ولا يوجد غيره، فالكل دعاة لحاكمية الناس.
لقرن الماضي اعتبر علماء الشيعة أنّ المشاركة في الانتخابات ضلال وانحراف، فما عدا مما بدا، هل الآن أصبحت هدى ؟ لا، ولكنها رحمة الله بالناس أن جعل الأمر محصوراً وبيّناً.
والله، إني لأعجب من هؤلاء الناس كيف يضلون، وهل يجدون الهدى في مكان آخر ليشتبه عليهم الأمر، وهل يجدون الآخرين - الكل ولا يوجد منهم شاذ - غير مصرحين بالباطل وهم يصرخون وينادون بحاكمية الناس، بل حتى هؤلاء الذين يدّعون أنهم يدعون للإمام المهدي (ع) نجدهم جميعاً بين مشارك ومؤيد للانتخابات.
الحمد لله على كل حال، الحمد لله الذي جعل الدنيا أياماً تنقضي ونفارق هؤلاء الذين لا يفقهون قولاً).
إذن، ما يزيد على العشرة نقاط منه (ع) بين علة هداية وحكمة وإيضاح وتذكير بدين الله وجواب على استدلالهم برواية السمري رحمه الله، بل أوضح روحي فداه لهم بكلمات موجزة وبيان واضح أنهم يؤسسون قواعد ويؤمنون بها ثم يسارعون إلى نقضها بأيديهم:
- وضعوا قواعد للأخذ بالحديث، وأفتوا بتكذيب الحق بحديث لا يعترفون به حسب قواعدهم؟!
- قالوا: لا يجوز التقليد في العقائد، وأفتوا لأتباعهم بتكذيب الحق وانحنى لهم المستحمرون ؟!
- وقالوا: إن خبر الواحد لا يفيد العلم ولابد من العلم في العقائد، واكتفوا بتكذيب الحق بخبر هم يقولون إنه ظني ؟!
- وآمنوا بقواعد منطقية يونانية الأصل وبينوا فيها أنّ القضايا غير المسورة هي في قوة الجزئية ثم أفتوا بتكذيب الحق على أساس كلية القضية مع أنها مهملة وفق قواعدهم ؟!
والله ، إنهم المصداق الأمثل لقوله تعالى : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَـارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَـوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾(9)، بل هم ﴿كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً﴾(10)، يغزلون وينسجون ثم ينقضون ويقطعون، فتباً لهم وسحقاً ومن ورائهم حساب قريب في القيامة الصغرى قبل القيامة الكبرى، فانتظروا إنا منتظرون.
فأين إجابتهم وردهم ولو عن واحد مما بينه لهم (ع) ومنذ سنين ؟ لا شيء أبداً، فقط استهزاء واتهام وكذب وتهريج لا يكاد ينقضي وصفه، ولا ينتهي ألم المؤمن إلا بقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا غرو فما هم إلا (نتج الهرج) وحصاده الجائف، كما أوضحه النبي الأعظم (ص).
المصدر : كتاب مع العبد الصالح ج1
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
• (رواية السمري) ..
تعتبر رواية السمري (1) مما تشبث به المعترضون على خليفة الله واليماني الموعود السيد أحمد الحسن (ع) ورفض دعوته اليمانية المباركة، بالرغم من علمهم هم قبل غيرهم بفساد الاستدلال بها، وللوقوف على هذه الحقيقة بالتفصيل أدعو جميع من يريد الاطلاع على ذلك مراجعة ما كتبه الشيخ الناصح ناظم العقيلي في كتابه (الرد القاصم على منكري رؤية القائم)، والأستاذ الفاضل ضـياء الزيدي في كتابه (قراءة جديد في رواية السمـري) أحد إصدارات أنصـار الإمام المهدي(ع).
ولكن ولما لم أكن مطلعاً على ما خطه الأخَوَان وفقهما الله بالتفصيل، وهذا بالتأكيد قصور مني، وكثرة ما يتردد على ألسنة المعترضين من ذكر هذه الرواية، سألته (ع) عنها.
فأجابني (ع): (توجد كثير من المناقشات لهذه الرواية وهي كافية ، ولذا فهم تركوها وأعرضوا منذ زمن بعيد، لأنهم يعلمون أنّ الاحتجاج بها لا قيمة له. فهي مطعون في سندها (2)، وعندهم لو كانت صحيحة السند لا تفيد الاعتقاد دون أن يعضدها ما يوصل إلى اليقين بصدورها (3).
إضافة إلى أن متنها متشابه، وفهمه عدة منهم بأكثر من فهم مختلف (4)، إضافة إلى أنها غير مسوّرة وهذا يطعن في كليتها عندهم (5)، أم أن قواعدهم لعبة عندهم إذا شاءوا عملوا بها وإذا لم يشاءوا أوقفوا العمل بها ؟!
إضافة إلى أنها منقوضة بعدة روايات وأحداث:
منها: رواية اليماني (6)، وما حدث مع الشيخ المفيد من رسائل (7).
فمسألة التعلل بهذه الرواية أمر غير مقبول على كل حال.
ثم إن السمري قال عند موته - عندما سئل عمن بعده - : (لله أمر هو بالغه)، وهذا واضح في أنّ السمري لا يوصي ولا ينكر، بل يؤكد أن الأمر سيعود.
ثم ما هي علة وجود الرسل والحجج بين الناس واتصالهم بهم ؟ إذا كانت الهداية إلى الحق، فهل الآن هم مستغنون عن الهادي، وبمن ؟
ثم الذي أتى اليوم ألم يبين أنهم في ضلال وانحراف، فلينظروا بما أتى به ؟ بل هم قبله مختلفون في المنهج الحق، فمنهم الأخباريون والأصوليون والشيخية أو الاحسائية وغيرهم ربما، بل الأصوليون مختلفون فيما بينهم، فأين الحق ؟
إذن، هناك حاجة للهادي ، فما هو المانع من إرساله بنظرهم مع أنّ الحكمة تقول بإرساله، خصوصاً مع وجود المستقبل ؟! ومع قول الكل بالانتخابات اليوم ، هل يبقى داعٍ لدين الله ؟ هل يبقى سائر على منهج الحسين (ع) ؟ طبعاً لا يبقى، أي لا يبقى من يقول " الملك لله "، ولا يبقى من يعبد الله ويطيع الله، بل لا يبقى من يقول " الله "، فالكل يقولون بالانتخابات وهي بالاتجاه المعاكس لما يريده الله سبحانه، فإذا كان سبحانه يريد أن يعبد في أرضه فالحكمة تقول أن يرسل هادياً ليحفظ الدين، أليس كذلك ؟
هذه الأخيرة لمن يعقلها لا سبيل لردها، فلا معنى للاعتراض برواية السمري، بل لا معنى للقول بعدم وجود الهادي أبداً، كل ما هنالك البحث عنه وتشخيصه من بين الرايات المرفوعة، والحمد لله لم يقل أحد بحاكمية الله غيره، فهل هذا امتحان صعب تراه ؟!
إنّ المسألة حتى لا تحتاج إلى بحث وتحقيق ولا روايات ولا شيء، فقط تحتاج أن يعرف الناس أن دين الله هو حاكمية الله، وهذا ثابت في مذهب أهل البيت (ع).
وبما أن الأمر في هذا الزمان محصور بشخص واحد فلا يحتاج الإنسان إلى شيء لمعرفة الحق، ولهذا قالوا (ع): (أمرنا أبين من الشمس) (8)؛ لأنه محصور بشخص واحد ولا يوجد غيره، فالكل دعاة لحاكمية الناس.
لقرن الماضي اعتبر علماء الشيعة أنّ المشاركة في الانتخابات ضلال وانحراف، فما عدا مما بدا، هل الآن أصبحت هدى ؟ لا، ولكنها رحمة الله بالناس أن جعل الأمر محصوراً وبيّناً.
والله، إني لأعجب من هؤلاء الناس كيف يضلون، وهل يجدون الهدى في مكان آخر ليشتبه عليهم الأمر، وهل يجدون الآخرين - الكل ولا يوجد منهم شاذ - غير مصرحين بالباطل وهم يصرخون وينادون بحاكمية الناس، بل حتى هؤلاء الذين يدّعون أنهم يدعون للإمام المهدي (ع) نجدهم جميعاً بين مشارك ومؤيد للانتخابات.
الحمد لله على كل حال، الحمد لله الذي جعل الدنيا أياماً تنقضي ونفارق هؤلاء الذين لا يفقهون قولاً).
إذن، ما يزيد على العشرة نقاط منه (ع) بين علة هداية وحكمة وإيضاح وتذكير بدين الله وجواب على استدلالهم برواية السمري رحمه الله، بل أوضح روحي فداه لهم بكلمات موجزة وبيان واضح أنهم يؤسسون قواعد ويؤمنون بها ثم يسارعون إلى نقضها بأيديهم:
- وضعوا قواعد للأخذ بالحديث، وأفتوا بتكذيب الحق بحديث لا يعترفون به حسب قواعدهم؟!
- قالوا: لا يجوز التقليد في العقائد، وأفتوا لأتباعهم بتكذيب الحق وانحنى لهم المستحمرون ؟!
- وقالوا: إن خبر الواحد لا يفيد العلم ولابد من العلم في العقائد، واكتفوا بتكذيب الحق بخبر هم يقولون إنه ظني ؟!
- وآمنوا بقواعد منطقية يونانية الأصل وبينوا فيها أنّ القضايا غير المسورة هي في قوة الجزئية ثم أفتوا بتكذيب الحق على أساس كلية القضية مع أنها مهملة وفق قواعدهم ؟!
والله ، إنهم المصداق الأمثل لقوله تعالى : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَـارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَـوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾(9)، بل هم ﴿كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً﴾(10)، يغزلون وينسجون ثم ينقضون ويقطعون، فتباً لهم وسحقاً ومن ورائهم حساب قريب في القيامة الصغرى قبل القيامة الكبرى، فانتظروا إنا منتظرون.
فأين إجابتهم وردهم ولو عن واحد مما بينه لهم (ع) ومنذ سنين ؟ لا شيء أبداً، فقط استهزاء واتهام وكذب وتهريج لا يكاد ينقضي وصفه، ولا ينتهي ألم المؤمن إلا بقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا غرو فما هم إلا (نتج الهرج) وحصاده الجائف، كما أوضحه النبي الأعظم (ص).
المصدر : كتاب مع العبد الصالح ج1
Comment