بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
حاكمية الله والانتخابات في الدستور الإلهي
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
حاكمية الله والانتخابات في الدستور الإلهي
أوصل السيد أحمد الحسن عليه السلام ذات مرة عبر بعض المؤمنين توجيها إلى بعض الأنصار في أحد الأماكن ، مفاده : إ ن من يريد التصدي لإدارة العمل فعليه أن يرشح نفسه ، والترشيح ممكن أن يكون من الشخص نفسه أو عبر ترشيح إخوته له. أسرع البعض معلنا رفضه أن يكون مثل هذا التوجيه صادرا منه عليه السلام مشبها هذا الصنيع بصنيع أبي بكر في سقيفة بني ساعدة، وكان للبعض الآخر رأي آخر. وهذا نص جوابه عليه السلام في الموضوع بعد سماعه به : -
بارك الله لكم وتقبل الله أعمالكم، بالنسبة للانتخابات أعتقد واضح من كلامنا ومن القرآن أنها باطل باعتبارها تكفي لتشخيص الحاكم العام أو من يدير أُمور الناس، أما عندما يطلب الحاكم المنصب من الله رأي الناس فيمن يحكمهم أو يشرع لهم قوانين حركتهم العامة، فهذا أمر شرعي ومذكور في القرآن : فَبِمَا رَحمَةٍ منَ اللهِ لِنتَ لهَمُ وَلَوْ كُنتَ فَظ ا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لهَمُ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكلِينَ ( آل عمران ) 459
أي أن لخليفة الله أن يشاور الناس فيما يراه هو مناسب ا ، ومن ثم له الرأي النهائي، فله أن يقبل مشورتهم أو يردها. نظام حاكمية الله ليس كالنظام الدكتاتوري وليس كالنظام الديمقراطي، هو نظام خاص، وله تفاصيله وفقكم الله. نحن عندما نشخص الانتخابات والشورى على أنها باطلة، فواضح قصدنا : أنها محرمة باعتبارها وسيلة كافية لوحدها وباستقلالية لتشخيص الحاكم أو من يدير أُمور الناس، هذا أمر واضح. أما الدولة أو الدول التي يديرها خليفة الله، فهي تحكم ضمن الدستور الإلهي المذكور في القرآن والتوراة وكتب وسيرة الأنبياء
.
أونتم أعتقد ليس لكم معرفة تامة بهذا الدستور، فالمفروض أن تتعرفوا على هذا. اولمفروض أن تتع رفوا على هذا الدستور القرآني وبعدها تقولون هل هو صحيح أم لا، وهل
هو شرعي أم لا ؟
عموم ا ، هناك قاعدة عامة: إ ن المعصوم له أن يع ين دون مشورة الناس، وله أن يستشير الناس فيمن يعينه، وله أن يأخذ بمشورتهم، وله أن يردها، أو يقبل بعضها دون بعض، وله أن يشرع
القوانين العامة ضمن حدود الشريعة، وله أن يستشير الناس بالتشريع القانوني الواقع في حدود الشريعة، وله أن يقبل مشورتهم، وله أن يردها، وله أن يقبل ببعضها. وضمن الدستور الإلهي هناك مجالس استشارية ينتخب بعضها الشعب عموما ، وبعضها يُعينون تبع ا لوجاهتهم مثلا : أساتذة الجامعات أو شيوخ العشائر ... الخ. الدستور الإلهي وفقكم الله كبير وواسع، أوعتقد أنكم لا تعرفون الكثير ربما فيما يخص هذا الأمر، فتريثوا قبل أن تعترضوا في هذا الأمر أو تقدموا رأيا غير صحيح. من يعتقد أن أحمد الحسن لابد أن يحكم دولة إذا نصرنا الله فهو مخطئ، خليفة الله يمكن أن
يشرف على الحكم ويكتفي فقط بما يجب أن يكون تحت يده مثل قرار الحرب والسلم، أما أنه يدير كل جزئية فهذا أمر له، وهو يعمل بأمر الله، فإن أمره الله أن يباشر الأمر بنفسه بكل تفاصيله باشره، وإن أمره الله أن يع ين من يدير أُمور الناس فعل كذلك. أسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم
مقتبس من كتاب : مع العبد الصالح الجزء الثاني
والحمدلله رب العالمين
Comment