بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
لقد قرأت هذا الموضوع، والسؤال عن كيفية معرفة الإمام المهدي (ع) عند قيامه.
وأقول: إن الرسول محمد (ص) والأئمة (ع) لم يتركوا للأمة شيئاً إلا بينوه وبينوا المخرج منه، وحاشاهم ان يكونوا طريق هداية للناس في عصرهم ويتركوا أمة آخر الزمان، بلا تبيين الطريق والمخرج من الفتن التي تعترضهم.
وأحد الاختبارات التي تمر بها الأمة هي كيفية معرفة الإمام المهدي عند قيامه، لأن الأمة ليس لها معرفة سابقة بالإمام (ع) حتى يعرفوه.
وبخصوص هذه المسألة سأطرح ما ورد عن أهل البيت (ع) في الطريق لمعرفة الإمام المهدي (ع):
وردت عدة روايات كثيرة تصف الراية الهادية الى الإمام المهدي (ع) منها:
عن الباقر (ع) قال: ((... إياك وشذاذ من آل محمد (ع) فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الارض ولا تتبع منهم أحداً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع) معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء فالزم هؤلاء أبداًً وإياك ومن ذكرت لك ...)) إلزام الناصب 296.
وهنا الإمام الباقر (ع) يتكلم عن أحداث ما قبل القيام المقدس للإمام المهدي (ع).
وقد وصف الإمام الباقر (ع) الشخص الذي يجب اتباعه، وعدم اتباع أي شخص غيره، بما يأتي:
1- رجل من ولد الحسين (ع)، أي حسيني النسب.
2- معه عهد رسول الله ، وعهد رسول الله (ص) هو وصيته في ليلة وفاته، التي قال فيها ما معناه: ( آتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً )، وعلى هذا لابد أن يكون هذا الرجل الحسيني مذكور في وصية الرسول (ص)، ولابد أن يكون من ذرية الإمام المهدي (ع)، لأن الوصي للإمام المهدي (ع) لابد أن يكون من ذريته، لأن الروايات دلت على أن الإمامة بعد الحسين لا تجتمع في أخوين وانما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، واليكم وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته:
... عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال : (( قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملا رسول الله (ع) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي انه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام سمّاك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيّهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداًً ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد فذلك إثنا عشر إماماً ثم يكون من بعده إثناعشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) الغيبة الطوسي ص107- 108
3- معه راية رسول الله (ص) وراية رسول الله (ص) هي البيعة لله، أي حاكمية الله لا حاكمية الناس، فلابد أن يكون ذلك الممهد غير خاضع أو مؤيد لأي سياسة من سياسات الديمقراطية وغيرها النابعة من انتخاب الناس.
4- معه سلاح رسول الله (ص)، وسلاحه هو العلم وهو القرآن لكريم، فلابد أن يكون هذا الممهد أعلم الناس في لقرآن الكريم.
والرواية الثانية التي تكلم عن أهدى الرايات قبل قيام الإمام المهدي (ص) هي :
عن الإمام الصادق (ع) قال في حديث طويل : ((... خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولايحل لمسلم أن يلتوي علي فمن فعل ذلك فهو من أهل النار . لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )) غيبة النعماني ص162-165 .
واليماني في هذه الرواية هو نفسه الرجل الحسيني في الرواية السابقة، لأن الباقر(ع) حصر الاتباع في رجل واحد لا غير، فلا بد أن يكونا شخصاً واحداً لا متعدد.
والرواية السابقة وصفت اليماني بعدة صفات يتبين منها انه هو الطريق الوحيد لمعرفة الإمام المهدي (ع)، منها:
1- ( أهدى الرايات ) أي انه الطريق الأقرب الى الإمام المهدي (ع).
2- ( يدعو الى صاحبكم ) أي الى الإمام المهدي (ع)، أي انه صاحب دعوة الى نصرة الإمام المهدي (ع).
3- ( وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولايحل لمسلم أن يلتوي علي فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ) وهذا يدل على انه واجب النصرة، والذي يخالفه ولا ينصره فهو من أهل النار.
4- ( يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) ومن المعلوم ان الذي يدعو الى الحق والطريق المستقيم لابد أن يكون هادياً لمن اتبعه الى الإمام المهدي (ع)، ولا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق.
والرواية الثالثة التي تتكلم عن الممهد هي ما ورد في أحد خطب أمير المؤمنين (ع):
قال (ع) : ( ... واعلموا إنكم ان اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (ع) فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مؤنة الطلب ...) الكافي ج8 ح22.
وهذه الرواية تصف الممهد للإمام المهدي بأنه يظهر من المشرق وانه يسير بسيرة الرسول (ص)، ويكفي الناس مؤنة الطلب، والظاهر ان المقصود بالطلب هنا هو طلب الإمام المهدي (ع)، أي ان هذا الممهد هو الذي يهدي الناس ويعرفهم بالإمام المهدي (ع). وهذا ( طالع المشرق ) لابد أن يكون هو الرجل الحسيني الذي ذكرته الرواية الأولى والذي معه عهد رسول الله ورايته وسلاحه، كما في الرواية الآتية أيضاً:
عن عبدالله بن عمر قال : ( يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدها واتخذها طرقاً ) الملاحم والفتن باب75 .
وكذلك ( طالع المشرق ) لابد أن يكون من آل محمد ووصي الإمام المهدي، كما ذكر رسول الله ص(ص) في وصيته، وكما في الرواية الآتية:
في حديث طويل عن أمير المؤمنين (ع) : ((... وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد (ص) تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم ...)) الزام الناصب 2 / 98-99 .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه قال : يا أبا محمد ليس ترى امة محمد فرجاً أبداً مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير ( يسير) بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا . والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً ) بحار الأنوار ج25 ص 269.
والكلام طويل جداً في هذا الموضوع لا يمكن استقصاؤه في هذه الأسطر، ولكن النقطة المهمة التي اريد أن أركز عليها بأن الأمة ستبتلى في معرفة اليماني قبل ابتلائها في معرفة الإمام المهدي (ع) لأن اليماني يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع)، وقد أمر الأئمة (ع) بنصرته وأن الملتوي عليه من أهل النار، وقد وصفوه وميزوه عن سائر الرايات ليتسنى للناس معرفته واتباعه.
إذن يجب على الناس أولاً البحث عن اليماني ومعرفته ليوصلهم الى الإمام المهدي (ع). والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
لقد قرأت هذا الموضوع، والسؤال عن كيفية معرفة الإمام المهدي (ع) عند قيامه.
وأقول: إن الرسول محمد (ص) والأئمة (ع) لم يتركوا للأمة شيئاً إلا بينوه وبينوا المخرج منه، وحاشاهم ان يكونوا طريق هداية للناس في عصرهم ويتركوا أمة آخر الزمان، بلا تبيين الطريق والمخرج من الفتن التي تعترضهم.
وأحد الاختبارات التي تمر بها الأمة هي كيفية معرفة الإمام المهدي عند قيامه، لأن الأمة ليس لها معرفة سابقة بالإمام (ع) حتى يعرفوه.
وبخصوص هذه المسألة سأطرح ما ورد عن أهل البيت (ع) في الطريق لمعرفة الإمام المهدي (ع):
وردت عدة روايات كثيرة تصف الراية الهادية الى الإمام المهدي (ع) منها:
عن الباقر (ع) قال: ((... إياك وشذاذ من آل محمد (ع) فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الارض ولا تتبع منهم أحداً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع) معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء فالزم هؤلاء أبداًً وإياك ومن ذكرت لك ...)) إلزام الناصب 296.
وهنا الإمام الباقر (ع) يتكلم عن أحداث ما قبل القيام المقدس للإمام المهدي (ع).
وقد وصف الإمام الباقر (ع) الشخص الذي يجب اتباعه، وعدم اتباع أي شخص غيره، بما يأتي:
1- رجل من ولد الحسين (ع)، أي حسيني النسب.
2- معه عهد رسول الله ، وعهد رسول الله (ص) هو وصيته في ليلة وفاته، التي قال فيها ما معناه: ( آتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبداً )، وعلى هذا لابد أن يكون هذا الرجل الحسيني مذكور في وصية الرسول (ص)، ولابد أن يكون من ذرية الإمام المهدي (ع)، لأن الوصي للإمام المهدي (ع) لابد أن يكون من ذريته، لأن الروايات دلت على أن الإمامة بعد الحسين لا تجتمع في أخوين وانما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، واليكم وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته:
... عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه الباقر عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال : (( قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملا رسول الله (ع) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي انه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام سمّاك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيّهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداًً ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد فذلك إثنا عشر إماماً ثم يكون من بعده إثناعشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )) الغيبة الطوسي ص107- 108
3- معه راية رسول الله (ص) وراية رسول الله (ص) هي البيعة لله، أي حاكمية الله لا حاكمية الناس، فلابد أن يكون ذلك الممهد غير خاضع أو مؤيد لأي سياسة من سياسات الديمقراطية وغيرها النابعة من انتخاب الناس.
4- معه سلاح رسول الله (ص)، وسلاحه هو العلم وهو القرآن لكريم، فلابد أن يكون هذا الممهد أعلم الناس في لقرآن الكريم.
والرواية الثانية التي تكلم عن أهدى الرايات قبل قيام الإمام المهدي (ص) هي :
عن الإمام الصادق (ع) قال في حديث طويل : ((... خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم وليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولايحل لمسلم أن يلتوي علي فمن فعل ذلك فهو من أهل النار . لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )) غيبة النعماني ص162-165 .
واليماني في هذه الرواية هو نفسه الرجل الحسيني في الرواية السابقة، لأن الباقر(ع) حصر الاتباع في رجل واحد لا غير، فلا بد أن يكونا شخصاً واحداً لا متعدد.
والرواية السابقة وصفت اليماني بعدة صفات يتبين منها انه هو الطريق الوحيد لمعرفة الإمام المهدي (ع)، منها:
1- ( أهدى الرايات ) أي انه الطريق الأقرب الى الإمام المهدي (ع).
2- ( يدعو الى صاحبكم ) أي الى الإمام المهدي (ع)، أي انه صاحب دعوة الى نصرة الإمام المهدي (ع).
3- ( وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ولايحل لمسلم أن يلتوي علي فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ) وهذا يدل على انه واجب النصرة، والذي يخالفه ولا ينصره فهو من أهل النار.
4- ( يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) ومن المعلوم ان الذي يدعو الى الحق والطريق المستقيم لابد أن يكون هادياً لمن اتبعه الى الإمام المهدي (ع)، ولا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق.
والرواية الثالثة التي تتكلم عن الممهد هي ما ورد في أحد خطب أمير المؤمنين (ع):
قال (ع) : ( ... واعلموا إنكم ان اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (ع) فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مؤنة الطلب ...) الكافي ج8 ح22.
وهذه الرواية تصف الممهد للإمام المهدي بأنه يظهر من المشرق وانه يسير بسيرة الرسول (ص)، ويكفي الناس مؤنة الطلب، والظاهر ان المقصود بالطلب هنا هو طلب الإمام المهدي (ع)، أي ان هذا الممهد هو الذي يهدي الناس ويعرفهم بالإمام المهدي (ع). وهذا ( طالع المشرق ) لابد أن يكون هو الرجل الحسيني الذي ذكرته الرواية الأولى والذي معه عهد رسول الله ورايته وسلاحه، كما في الرواية الآتية أيضاً:
عن عبدالله بن عمر قال : ( يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدها واتخذها طرقاً ) الملاحم والفتن باب75 .
وكذلك ( طالع المشرق ) لابد أن يكون من آل محمد ووصي الإمام المهدي، كما ذكر رسول الله ص(ص) في وصيته، وكما في الرواية الآتية:
في حديث طويل عن أمير المؤمنين (ع) : ((... وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد (ص) تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم ...)) الزام الناصب 2 / 98-99 .
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الارض بلا إمام عادل قال : قلت له : جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه قال : يا أبا محمد ليس ترى امة محمد فرجاً أبداً مادام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يشير ( يسير) بالتقى ويعمل بالهدى ولا يأخذ في حكمه الرشا . والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً ) بحار الأنوار ج25 ص 269.
والكلام طويل جداً في هذا الموضوع لا يمكن استقصاؤه في هذه الأسطر، ولكن النقطة المهمة التي اريد أن أركز عليها بأن الأمة ستبتلى في معرفة اليماني قبل ابتلائها في معرفة الإمام المهدي (ع) لأن اليماني يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع)، وقد أمر الأئمة (ع) بنصرته وأن الملتوي عليه من أهل النار، وقد وصفوه وميزوه عن سائر الرايات ليتسنى للناس معرفته واتباعه.
إذن يجب على الناس أولاً البحث عن اليماني ومعرفته ليوصلهم الى الإمام المهدي (ع). والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
Comment