بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلي يا رب على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
القائم ( عليه السلام ) و السجن
جاء في روايات اهل البيت ( عليهم السلام ) ان للقائم ( عليه السلام ) سنة من يوسف ( عليه السلام ) و هي السجن .
ما المقصود من السجن ؟ هل يسجن القائم ( عليه السلام ) ؟ ما علاقة السجن بدعوة القائم ( عليه السلام ) ؟ هل يوجد شبه بين دعوة القائم ( عليه السلام ) و دعوة يوسف ( عليه السلام ) ؟ .
سأبدأ بقصة يوسف ( عليه السلام ) ثم اربط هذه القضية بقضية القائم ( عليه السلام ) ان شاء الله القدير .
يوسف الصديق ( عليه السلام ) سمي الصديق لتصديقه كلمات الله تعالى و هي الرؤيا اي الايمان بالغيب وهو اعلى درجات الايمان وهم المتقين كما سماهم الله تعالى في كتابه ( الم 1 ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) سورة البقرة . و قد جعل الله تعالى معجزة يوسف ( عليه السلام ) هي تأويل الرؤيا . اما قصة تآمر اخوته عليه و غربته فهي معروفة لدى الجميع ولا حاجة لسردها في هذا المقام .
لقد اراد و شاء الله ان يطهر بلاد مصر من عبادة الاوثان فبعث اليهم رسولاً منه وهو يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل ( عليهم السلام ) في بداية الامر لم يتقبل احد من اهل مصر و ممن يعيش حوله في قصر عزيز مصر دين التوحيد و ترك عبادة الاوثان آنذاك وهي التماثيل المصنوعة من الحجر و المعدن و الخشب و هي تماثيل فراعنة ( ملوك ) مصر السالين الذين اتخذوهم ارباباص من دون الله تعالى الواحد القهار . كما ان ارادة الله تعالى لدخول يوسف السجن هو بسبب عشق زليخا زوجة عزيز مصر له ليتسنى له نشر دين التوحيد داخل السجن للفقراء و المظلومين و الذين هم دائماً يكونون الدعامة الاساسية لدعوات المرسلين . و كذلك شاء الله ان يكون دليل دعوته داخل السجن هو تأويل رؤى السجناء و بعد تحققها تم استقبال هذا الدين الجديد لديهم وتم الايمان به كرسول و بدينه الجديد و كان سبب خروجه من السجن هو تأويل رؤيا الملك ( أمن حوتب ) ( توت عنخ آمون ) أو اخناتون و معرباً الريان بن الوليد . و شيئاً فشيئاً انتشر دين التوحيد في مصر ثم مكن الله ليوسف في الارض ( ارض مصر و ما حولها ) و الذي كان تحت سيطرة المصريين آنذاك كالسودان اليوم . و انتشر دين التوحيد فيها و اصبح الدين الرسمي لهذه البلاد هو دين الحنفية دين ابراهيم الخليل ( عليه السلام ) .
هل هنالك شبه اليوم بين دعوة يوسف ( عليه السلام ) و دعوة القائم ( عليه السلام ) ؟؟
الجواب نعم . بل قد يكون ليس شبهاً ، بل نفس الدعوة . فلو نظرنا الى الرؤيا لوجدناها هي من أهم ادلة دعوة السيد احمد الحسن ( عليه السلام ) قائم آل محمد ( صلوات الله عليه و اله ) كما كانت دليلاً ليوسف ( عليه السلام ) . و قد يسأل سائل : هل ان الرؤيا دليل و حجة ؟؟ اقول : ان كان تأويل الرؤيا دليل لرسالة يوسف ( عليه السلام ) و حجة على أهل مصر و معجزته فكيف لا تكون الرؤيا حجة ! . و كذلك القائم ( عليه السلام ) تأويله للرؤيات علماً ان الرؤيا هي كلام الله تعالى فيه المحكم و المتشابه و الظاهر و الباطن كالقرآن ولا يؤلها الا المعصوم ( عليه السلام ) ولو كان غير ذلك لاستاع الكهنة تأويل رؤيا ملك مصر و لما احتاج الملك لتأويل يوسف ( عليه السلام ) ، و هذا القائم ( عليه السلام ) يؤل الرؤيا و يؤل القرآن الكريم مما يدل ذلك على انه حجة و معصوم و هذا شبه كبير بين يوسف ( عليه السلام ) و السيد احمد الحسن ( عليه السلام ) ، أم تؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض ؟ ما لكم كيف تحكمون .
ما المقصود بالسجن كسنة للقائم بيوسف ( ع )؟ و هل يسجن القائم ( عليه السلام ) كما سجن يوسف ( عليه السلام ) ؟؟
لا يشترط سجن القائم ( عليه السلام ) شخصياً . قد يسجن اصحابه و انصاره ظلماً كيوسف ( عليه السلام ) ، و لكونهم يحملون دعوته المقدسة و حبهم له و حبه لهم عبر أهل البيت ( عليهم السلام ) عنه بهم . و فعلاً هذا ما حدث قبل سنتان فقد سجن أكثر من 90 % من انصار السيد احمد الحسن ( عليه السلام ) في العراق مكان دعوته و بدايتها ، و لا يزال خادمكم الذي يكتب هذه الاسطر ، يكتبها من داخل سجون الاوغاد . و كان الهدف من هذا السجن هو القضاء على هذه الدعوة المباركة . و لكن ( ما كان لله ينمو ) ، فقد بأت الدعوة من جديد في داخل السجون و قد استقبلت من قبل الكثير من السجناء وقد هداهم الله بنا كما هدى الله السجناء في مصر بيوسف ( عليه السلام ) . و ان جميع من يلتقي في السجن بأنصار السيد احمد الحسن ( عليه السلام ) يتفاجأ بدينهم و علمهم و اخلاقهم الحميدة و الكل يقول كنا نسمع عكس هذه الحقائق و انهم بلا دين ولا اخلاق ولا علم و انهم اناس سذج لا يفهمون شيئاً . و حتى تم التشنيع على الاعراض . و سبحان الله كان سبب سجن يوسف ( عليه السلام ) انه شنع عليه بعرضه و مراودته لزليخا . و كذلك انصار القائم ( عليه السلام ) فقد ثبت للجميع عكس ما كانوا يسمعون .
و قد خرج انصار السيد احمد الحسن ( عليه السلام ) اكثرهم من سجون الظالمين و سيخرج المتبيقين عما قليل ان شاء الله . و سيمكن الله تعالى للقائم ( عليه السلام ) و انصاره كما مكن ليوسف ( عليه السلام ) بعد خروجه من السجن من ارض مصر .و بدأ كثير من الناس الآن بكسر الاصنام الذين يعبدونهم من حيث يعلمون او لا يعلمون وهم المراجع و علماء السوء غير العالمين الذين سماهم رسول الله بالكرة الجرة .وسوف تكسر هذه الاصنام الى الابد كما كسر يوسف ( عليه السلام ) الاصنام من معابد أهل مصر الذين كانوا عاكفين عليها هم و آبائهم الاولين ان شاء الله القدير .
هذه اوجه الشبه و السنة ما بين دعوة القائم ( عليه السلام ) و دعوة يوسف الصديق ( عليه السلام ) .
و الحمد لله وحده وحده وحده .
ابو مريم الانصاري
24 / 1 / 2010 م
Comment