بسم الله ا لرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
يتكفل هذا القسم من البحث بإثبات حقيقة أن السيد أحمد الحسن (ع) هو وصي ورسول الإمام المهدي (ع)، وهو اليماني الموعود، وذلك عبر استعراض بعض أهم الأدلة التي تقدم بها.
وسيرى القارئ أن المنهج الذي اتبعه لا يكتفي بطرح الدليل، واثبات شرعيته، وإنما يشفعه بالإجابة على الإشكالات أو الإعتراضات التي واجهه بها المعاندون، لتكتمل أمام القارئ صورة تمكنه من الحكم على الدليل.
وسيتم عرض الأدلة بصورة نقاط كما يأتي: -
1 – موافقة الدعوة لروايات أهل البيت:-
إن طرح الدعوة المتمحور حول فكرة وجود شخص يرسله الإمام المهدي (ع)، هو ابنه ووصيه، وهذا الشخص هو صاحب الأمر، أو القائم الذي يمهد للإمام المهدي سلطانه، هذا الطرح مع فرادته التي لم يُسبق إليها متوافق تماماً مع الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)، بل إنه – وهو الأهم – يمثل الحل الوحيد للإشكالات التي تواجه التصور المتعارف بين المسلمين عموماً فيما يتعلق بقضية الظهور. وعلى أية حال يكفي دليلاً على تهافت التصور المتعارف إنه تصور غير مجدي، ولا ينتج عنه أثر إيجابي، بل وأكثر من ذلك سيترتب عليه إنكار الغالبية العظمى لقائم آل محمد (ع)، ومحاربتهم له كما عرفت.
وهذا الدليل يعضده ويؤكده ما ورد عن أبي جعفر (ع)، حين قال له أحدهم(إنا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس. فقال: لا والله لايكون ذلك أبداً، حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك، ويدعوكم إليه)) (تقدمت الإشارة الى مصدرها فراجع). وشبيه به ما ورد عن رسول الله (ص): (... له علم إذا حان وقته انتشر ذلك العلم من نفسه) (بحار الأنوار /ج52:310).
2 – انطباق الروايات على السيد أحمد الحسن (ع):-
كل الصفات التي ذكرتها الروايات للقائم، وميزته عن الإمام المهدي (ع) تنطبق على السيد أحمد الحسن (ع)؛ فالسيد اسمه (أحمد)، ومسقط رأسه البصرة، وهو غائر العينين، عريض المنكبين، بوجهه أثر، وفي رأسه حزاز ، أسمر الوجه، يتسم بالطول ورشاقة البنية (جسمه إسرائيلي)، وأمه أمة سوداء. هذا وقد وردت صفة أخرى للقائم نجدها في السيد أيضاً، وهي أن في صوته ضجاج، فعن عمرو بن سعد، فالقال أمير المؤمنين (ع): لا تقوم القيامة... الى أن يقول: له في صوته ضجاج) (غيبة النعماني: 150).
ولا بأس في هذا المقام من التعرض لشبهة أثارها المعاندون فحواها؛ إنه لم يثبت إن الإمام المهدي (ع) متزوج، وله ذرية! وإذا ثبت، فإنه قد ثبت أن السيد أحمد الحسن (ع) ينتسب الى عشيرة غير هاشمية، فكيف يكون ابناً للإمام المهدي (ع)؟ في الجواب أقول إن أحداً لايمكنه الزعم أبداً بأن الإمام المهدي (ع) غير متزوج، وأنى له ذلك؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى ورد عن رسول الله (ص) ما مضمونه (الزواج سنتي، ومن أعرض عن سنتي فليس مني)، فهل يُعرض الإمام المهدي (ع) عن سنة جده؟ هذا من حيث المبدأ، أما على مستوى الروايات، فقد وردت نصوص كثيرة تدل على زواج الإمام، ووجود الذرية له، وقد جمع منها الشيخ ناظم العقيلي ما يقرب من العشرين رواية ضمنها كتابه (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم)، أقتطف لكم بعضاً منها:-
عن الصادق (ع)كأني أرى نزول القائم (ع) في مسجد السهلة بأهله وعياله) (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم: 13). وجاء في الدعاء للإمام المهدي (ع)اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه، وتسر به نفسه) (نفسه: 15).
وورد في دعاء اليوم الثالث من شعبان، يوم ولادة الإمام الحسين (ع)اللهم أسألك بحق المولود بهذا اليوم... الى قوله: المعوض من قتله إن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته) (نفسه: 23. ومفاتيح الجنان: دعاء اليوم الثالث من شعبان).
أما عن انتساب السيد أحمد (ع) لعشيرة غير هاشمية فهو انتساب بالولاء، أو ما يعرف (بالجرش)، والسيد إنما كان يرتدي العمامة البيضاء لأن البياض شعار أهل البيت كما لا يخفى، وأما السواد فهو شعار بني العباس. وللسيد الصدر رأي جدير بالتأمل فحواه: إن بإمكان الإمام المهدي (ع) أن يتزوج دون أن يُعلم زوجته أو أهلها بشخصيته الحقيقية، وهو ما يصطلح عليه بأطروحة خفاء العنوان . وعلى هذا يمكن أن تكون للإمام المهدي (ع) ذرية تجهل انتسابها له. والسيد أحمد على أية حال لم يخبر أحدا يوماً إنه ليس بهاشمي أبداً.ً
3 – الإحتجاج بالوصية:-
احتج السيد أحمد على الناس بأنه منصب من قبل الله تعالى، وموصى إليه بوصية رسول الله (ص)، في وقت تنصل فيه الجميع من مبدأ حاكمية الله، ودخلوا في حاكمية الناس أو حاكمية الشيطان (الديمقراطية). عن الحارث بن المغيرة النضري، قالقلنا لأبي عبدالله (ع): بما يعرف صاحب هذا الأمر؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية) (بحار الأنوار / ج52: 138). وعن أبي عبدالله (ع)يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره؛ هو أولى الناس بالذين قبله، وهو وصيه، وعنده سلاح رسول الله ً(ص) ووصيته) (الكافي / ج1: 378). والحق إن الإحتجاج بالوصية وحده يكفي دليلاً على صدق هذه الدعوة ، ففي حديث للإمام الرضا (ع) يحتج به على جاثليق النصارى ورأس الجالوت ، يقرأ الإمام ما جاء في الإنجيل من ذكر الرسول (ص) ، وهنا يقول الجاثليق : ( لم يتقرر عندنا بالصحة إنه هو محمد هذا ؟ فقال الرضا : احتججتم بالشك ، فهل بعث الله من قبل أو من بعد ، من آدم الى يومنا نبياً اسمه محمد فاحجموا عن جوابه ) [إثبات الهداة ج1 : 196 ]. أقول إذا صح احتجاج الإمام الر ضا (ع) - وهو صحيح – يصح احتجاج السيد أحمد بالوصية .
4 – علم السيد أحمد الحسن (ع):--
عن أبي الجارود، قالقلت لأبي جعفر (ع): إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت، فبأي شئ يعرف من يجئ بعده؟ قال: بالهدى والإطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شئ بين صدفيها إلا أجاب) (الإمامة والتبصرة: 137).
وقد أعلن السيد أحمد (ع) عن استعداده للإجابة عن أي سؤال في القرآن؛ ظاهراً أو باطناً، محكماً أو متشابهاً، ناسخاً أو منسوخاً، وتحدى جميع علماء المسلمين أن يسألوه أي سؤال يشاؤن في القرآن، وأكثر من ذلك تحداهم أن يجيبوا على سؤال واحد يسألهم إياه. ولكنهم أعرضوا ونكصوا على عقبيهم. هذا وقد أصدر السيد أحمد الحسن (ع) مجموعة من الكتب؛ منها (شئ من تفسير الفاتحة) وكتاب (المتشابهات) بأربعة أجزاء، وهو كتاب أحكم فيه الآيات المتشابهة في القرآن الكريم. ومعلوم إن العلم بالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ مختص بأهل البيت (ع)، دون سواهم، فهذا الإمام الصادق (ع) يحاجج أبا حنيفة، قائلاً يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم. قال: يا أبا حنيفة لقد ادعيت علماً، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا (ص)، ما ورثك الله من كتابه حرفاً) (علل الشرائع / ج1: 89). ويقول تعالى(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم))
وأكثر من ذلك طلب السيد أحمد الحسن (ع) مناظرة علماء الشيعة وإن اجتمعوا، ولهم أن يحضروا ما شاءوا من مصادر، ويحضر هو وحده، ولا يجلب معه غير القرآن الكريم. كما إن السيد أحمد الحسن تحدى علماء الديانات السماوية بأنه أعلم الجميع بالكتب السماوية.
والعجيب أن فقهاء آخر الزمان لم يكتفوا بالصمت المخجل، بل ذهبوا الى حد لم يسبقهم إليه سابق، فزعموا أن القرآن لا يصلح للإحتجاج به!! وتذرعوا في هذا الصدد بما ورد عن أمير المؤمنين من نهي لأبن عباس عن محاججة الخوارج بالقرآن لأنه حمال أوجه. وفي جواب هذه الشبهة أقول:-
أ- إن القرآن يصلح دليلاً وحجة قطعاً، فقد ورد إن القائم (ع) يحتج على الناس بالقرآن، ففي خطبته بين الركن والمقام، يقول (ع)... ألا ومن حاجني في كتاب الله، فأنا أولى الناس بكتاب الله) (المعجم الموضوعي: 518 – 519).
وورد عن الإمام المهدي (ع) توقيعاً بخصوص أحد مدعي السفارة، فيه... وقد ادعى هذا المبطل على الله الكذب... فما يعلم حقاً من باطل، ولا محكم من متشابه... الى أن يقول: فالتمس تولى الله توفيقك من هذا ما ذكرت لك وامتحنه، واسأله عن آية من كتاب الله يفسرها) (إلزام الناصب / ج1: 187).
وعن أبي جعفر (ع) في إجابة عن سؤال بخصوص ما يُعرف به من يأتي بعد الإمام القائم، قالولا يُسأل عن شئ بين صدفيها إلا أجاب) (غيبة النعماني: 250). والصدفان هما دفتا القرآن الكريم. وفي هذا الحديث دليل واضح على أن الإمام يُعرف بمعرفته القرآن.
وقد ورد في تفسير قوله تعالىإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) ، أي يهدي الى الإمام، ويعرف به. وإضافة لما تقدم ورد في بشارة الإسلام، إن بعض أصحاب الإمام المهدي (ع) يحتجون بالقرآن، فعن الصادق (ع)(... وأما المحتج على الناصب من سرخس فرجل عارف يلهمه الله معرفة القرآن فلا يبقى أحد من المخالفين إلا حاجه، فيثبت أمرنا في كتاب الله)) (بشارة الإسلام: 187).
وورد عن الإمام الصادق (ع)إن ادعى مدع فاسألوه عن العظائم التي يجيب فيها مثله) (غيبة النعماني: 178). وأي عظائم أكبر من عظائم القرآن؟ أقول هل يشك أحد بعد هذه الأدلة بحجية الإحتجاج بالقرآن.
ب – أما نهي أمير المؤمنين (ع) لأبن عباس فمنشؤه أن ابن عباس ليس من أهل الكتاب الذين يعرفون المحكم والمتشابه، فعلم هذا مختص بأهله، وهم أهل البيت الراسخون في العلم، دون سواهم، ويدل عليه حديث الإمام الصادق (ع) لأبي حنيفة، المذكور آنفاً.
يتبع انشاء الله
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
يتكفل هذا القسم من البحث بإثبات حقيقة أن السيد أحمد الحسن (ع) هو وصي ورسول الإمام المهدي (ع)، وهو اليماني الموعود، وذلك عبر استعراض بعض أهم الأدلة التي تقدم بها.
وسيرى القارئ أن المنهج الذي اتبعه لا يكتفي بطرح الدليل، واثبات شرعيته، وإنما يشفعه بالإجابة على الإشكالات أو الإعتراضات التي واجهه بها المعاندون، لتكتمل أمام القارئ صورة تمكنه من الحكم على الدليل.
وسيتم عرض الأدلة بصورة نقاط كما يأتي: -
1 – موافقة الدعوة لروايات أهل البيت:-
إن طرح الدعوة المتمحور حول فكرة وجود شخص يرسله الإمام المهدي (ع)، هو ابنه ووصيه، وهذا الشخص هو صاحب الأمر، أو القائم الذي يمهد للإمام المهدي سلطانه، هذا الطرح مع فرادته التي لم يُسبق إليها متوافق تماماً مع الروايات الواردة عن أهل البيت (ع)، بل إنه – وهو الأهم – يمثل الحل الوحيد للإشكالات التي تواجه التصور المتعارف بين المسلمين عموماً فيما يتعلق بقضية الظهور. وعلى أية حال يكفي دليلاً على تهافت التصور المتعارف إنه تصور غير مجدي، ولا ينتج عنه أثر إيجابي، بل وأكثر من ذلك سيترتب عليه إنكار الغالبية العظمى لقائم آل محمد (ع)، ومحاربتهم له كما عرفت.
وهذا الدليل يعضده ويؤكده ما ورد عن أبي جعفر (ع)، حين قال له أحدهم(إنا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس. فقال: لا والله لايكون ذلك أبداً، حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك، ويدعوكم إليه)) (تقدمت الإشارة الى مصدرها فراجع). وشبيه به ما ورد عن رسول الله (ص): (... له علم إذا حان وقته انتشر ذلك العلم من نفسه) (بحار الأنوار /ج52:310).
2 – انطباق الروايات على السيد أحمد الحسن (ع):-
كل الصفات التي ذكرتها الروايات للقائم، وميزته عن الإمام المهدي (ع) تنطبق على السيد أحمد الحسن (ع)؛ فالسيد اسمه (أحمد)، ومسقط رأسه البصرة، وهو غائر العينين، عريض المنكبين، بوجهه أثر، وفي رأسه حزاز ، أسمر الوجه، يتسم بالطول ورشاقة البنية (جسمه إسرائيلي)، وأمه أمة سوداء. هذا وقد وردت صفة أخرى للقائم نجدها في السيد أيضاً، وهي أن في صوته ضجاج، فعن عمرو بن سعد، فالقال أمير المؤمنين (ع): لا تقوم القيامة... الى أن يقول: له في صوته ضجاج) (غيبة النعماني: 150).
ولا بأس في هذا المقام من التعرض لشبهة أثارها المعاندون فحواها؛ إنه لم يثبت إن الإمام المهدي (ع) متزوج، وله ذرية! وإذا ثبت، فإنه قد ثبت أن السيد أحمد الحسن (ع) ينتسب الى عشيرة غير هاشمية، فكيف يكون ابناً للإمام المهدي (ع)؟ في الجواب أقول إن أحداً لايمكنه الزعم أبداً بأن الإمام المهدي (ع) غير متزوج، وأنى له ذلك؟ هذا من جهة، ومن جهة أخرى ورد عن رسول الله (ص) ما مضمونه (الزواج سنتي، ومن أعرض عن سنتي فليس مني)، فهل يُعرض الإمام المهدي (ع) عن سنة جده؟ هذا من حيث المبدأ، أما على مستوى الروايات، فقد وردت نصوص كثيرة تدل على زواج الإمام، ووجود الذرية له، وقد جمع منها الشيخ ناظم العقيلي ما يقرب من العشرين رواية ضمنها كتابه (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم)، أقتطف لكم بعضاً منها:-
عن الصادق (ع)كأني أرى نزول القائم (ع) في مسجد السهلة بأهله وعياله) (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم: 13). وجاء في الدعاء للإمام المهدي (ع)اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه، وتسر به نفسه) (نفسه: 15).
وورد في دعاء اليوم الثالث من شعبان، يوم ولادة الإمام الحسين (ع)اللهم أسألك بحق المولود بهذا اليوم... الى قوله: المعوض من قتله إن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته) (نفسه: 23. ومفاتيح الجنان: دعاء اليوم الثالث من شعبان).
أما عن انتساب السيد أحمد (ع) لعشيرة غير هاشمية فهو انتساب بالولاء، أو ما يعرف (بالجرش)، والسيد إنما كان يرتدي العمامة البيضاء لأن البياض شعار أهل البيت كما لا يخفى، وأما السواد فهو شعار بني العباس. وللسيد الصدر رأي جدير بالتأمل فحواه: إن بإمكان الإمام المهدي (ع) أن يتزوج دون أن يُعلم زوجته أو أهلها بشخصيته الحقيقية، وهو ما يصطلح عليه بأطروحة خفاء العنوان . وعلى هذا يمكن أن تكون للإمام المهدي (ع) ذرية تجهل انتسابها له. والسيد أحمد على أية حال لم يخبر أحدا يوماً إنه ليس بهاشمي أبداً.ً
3 – الإحتجاج بالوصية:-
احتج السيد أحمد على الناس بأنه منصب من قبل الله تعالى، وموصى إليه بوصية رسول الله (ص)، في وقت تنصل فيه الجميع من مبدأ حاكمية الله، ودخلوا في حاكمية الناس أو حاكمية الشيطان (الديمقراطية). عن الحارث بن المغيرة النضري، قالقلنا لأبي عبدالله (ع): بما يعرف صاحب هذا الأمر؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية) (بحار الأنوار / ج52: 138). وعن أبي عبدالله (ع)يعرف صاحب هذا الأمر بثلاث خصال لا تكون في غيره؛ هو أولى الناس بالذين قبله، وهو وصيه، وعنده سلاح رسول الله ً(ص) ووصيته) (الكافي / ج1: 378). والحق إن الإحتجاج بالوصية وحده يكفي دليلاً على صدق هذه الدعوة ، ففي حديث للإمام الرضا (ع) يحتج به على جاثليق النصارى ورأس الجالوت ، يقرأ الإمام ما جاء في الإنجيل من ذكر الرسول (ص) ، وهنا يقول الجاثليق : ( لم يتقرر عندنا بالصحة إنه هو محمد هذا ؟ فقال الرضا : احتججتم بالشك ، فهل بعث الله من قبل أو من بعد ، من آدم الى يومنا نبياً اسمه محمد فاحجموا عن جوابه ) [إثبات الهداة ج1 : 196 ]. أقول إذا صح احتجاج الإمام الر ضا (ع) - وهو صحيح – يصح احتجاج السيد أحمد بالوصية .
4 – علم السيد أحمد الحسن (ع):--
عن أبي الجارود، قالقلت لأبي جعفر (ع): إذا مضى الإمام القائم من أهل البيت، فبأي شئ يعرف من يجئ بعده؟ قال: بالهدى والإطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شئ بين صدفيها إلا أجاب) (الإمامة والتبصرة: 137).
وقد أعلن السيد أحمد (ع) عن استعداده للإجابة عن أي سؤال في القرآن؛ ظاهراً أو باطناً، محكماً أو متشابهاً، ناسخاً أو منسوخاً، وتحدى جميع علماء المسلمين أن يسألوه أي سؤال يشاؤن في القرآن، وأكثر من ذلك تحداهم أن يجيبوا على سؤال واحد يسألهم إياه. ولكنهم أعرضوا ونكصوا على عقبيهم. هذا وقد أصدر السيد أحمد الحسن (ع) مجموعة من الكتب؛ منها (شئ من تفسير الفاتحة) وكتاب (المتشابهات) بأربعة أجزاء، وهو كتاب أحكم فيه الآيات المتشابهة في القرآن الكريم. ومعلوم إن العلم بالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ مختص بأهل البيت (ع)، دون سواهم، فهذا الإمام الصادق (ع) يحاجج أبا حنيفة، قائلاً يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: نعم. قال: يا أبا حنيفة لقد ادعيت علماً، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا (ص)، ما ورثك الله من كتابه حرفاً) (علل الشرائع / ج1: 89). ويقول تعالى(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم))
وأكثر من ذلك طلب السيد أحمد الحسن (ع) مناظرة علماء الشيعة وإن اجتمعوا، ولهم أن يحضروا ما شاءوا من مصادر، ويحضر هو وحده، ولا يجلب معه غير القرآن الكريم. كما إن السيد أحمد الحسن تحدى علماء الديانات السماوية بأنه أعلم الجميع بالكتب السماوية.
والعجيب أن فقهاء آخر الزمان لم يكتفوا بالصمت المخجل، بل ذهبوا الى حد لم يسبقهم إليه سابق، فزعموا أن القرآن لا يصلح للإحتجاج به!! وتذرعوا في هذا الصدد بما ورد عن أمير المؤمنين من نهي لأبن عباس عن محاججة الخوارج بالقرآن لأنه حمال أوجه. وفي جواب هذه الشبهة أقول:-
أ- إن القرآن يصلح دليلاً وحجة قطعاً، فقد ورد إن القائم (ع) يحتج على الناس بالقرآن، ففي خطبته بين الركن والمقام، يقول (ع)... ألا ومن حاجني في كتاب الله، فأنا أولى الناس بكتاب الله) (المعجم الموضوعي: 518 – 519).
وورد عن الإمام المهدي (ع) توقيعاً بخصوص أحد مدعي السفارة، فيه... وقد ادعى هذا المبطل على الله الكذب... فما يعلم حقاً من باطل، ولا محكم من متشابه... الى أن يقول: فالتمس تولى الله توفيقك من هذا ما ذكرت لك وامتحنه، واسأله عن آية من كتاب الله يفسرها) (إلزام الناصب / ج1: 187).
وعن أبي جعفر (ع) في إجابة عن سؤال بخصوص ما يُعرف به من يأتي بعد الإمام القائم، قالولا يُسأل عن شئ بين صدفيها إلا أجاب) (غيبة النعماني: 250). والصدفان هما دفتا القرآن الكريم. وفي هذا الحديث دليل واضح على أن الإمام يُعرف بمعرفته القرآن.
وقد ورد في تفسير قوله تعالىإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) ، أي يهدي الى الإمام، ويعرف به. وإضافة لما تقدم ورد في بشارة الإسلام، إن بعض أصحاب الإمام المهدي (ع) يحتجون بالقرآن، فعن الصادق (ع)(... وأما المحتج على الناصب من سرخس فرجل عارف يلهمه الله معرفة القرآن فلا يبقى أحد من المخالفين إلا حاجه، فيثبت أمرنا في كتاب الله)) (بشارة الإسلام: 187).
وورد عن الإمام الصادق (ع)إن ادعى مدع فاسألوه عن العظائم التي يجيب فيها مثله) (غيبة النعماني: 178). وأي عظائم أكبر من عظائم القرآن؟ أقول هل يشك أحد بعد هذه الأدلة بحجية الإحتجاج بالقرآن.
ب – أما نهي أمير المؤمنين (ع) لأبن عباس فمنشؤه أن ابن عباس ليس من أهل الكتاب الذين يعرفون المحكم والمتشابه، فعلم هذا مختص بأهله، وهم أهل البيت الراسخون في العلم، دون سواهم، ويدل عليه حديث الإمام الصادق (ع) لأبي حنيفة، المذكور آنفاً.
يتبع انشاء الله
Comment