بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وال محمد الائمه والمهديين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما
المخلص العالمي الموعود هو عقيده ثابته عند كل الاديان والملل .. وانتظار المخلص صار نهجا يسير عليه كل الناس وعلى اختلاف اديانهم فاليهود ينتظرون ايليا النبي (عليه السلام) والمسيحيون ينتظرون عيسى المسيح (عليه السلام) والمسلمين ينتظرون الامام المهدي (عليه السلام) . وفي هذا الزمن قد اجمعت كل الاديان على انه زمن ظهور المخلص المصلح العالمي المنتظر بعد بيان علامات ظهوره بصوره جليه لكل الناس . والان في هذه العجاله نريد ان نبين امرا خطيرا ومهما للناس جميعا لعل الكثير قد غفلوا عنه بسبب التعلق بالماده والدنيا وانشغالهم بالحياة فتمر بعض الامور عليهم مر السحاب .
وسنخاطب الان المسلمين المنتظرين للمهدي الموعود (عليه الصلاة والسلام) .
تمهيد
هناك مقدمات لخروج المهدي (عليه السلام) واولها الدعوه اليه وعرض العقيده الحقه للناس وتبيان الحق والباطل لهم بعد ان تحرفت بفعل طالبي الدنيا , وعلى اساس هذه الدعوه الالهيه للناس يبين الخبيث من الطيب والصالح من الطالح ويجتمع اليه الانصار الموعودين لنصرته بعد سماعهم بدعوته وتبيان احقيتها , ولابد لكل الدعوات الالهيه من فتره زمنيه تستوفيها لاتمام العده من جهه , ولالقاء الحجه على الناس من جهه اخرى . وقطعا هذه الدعوه تكون محفوفه بالادله الكثيره بالنسبه للمسلمين تكون من الكتاب والعتره الطاهره المطهره , وبالنسبه للمسيحيين واليهود من التوراة والانجيل .
وقد اخبر اهل البيت (صلوات الله عليهم) بالشخصيه المهمه والرئيسيه في زمن الظهور المقدس والتي توكل اليها مهمه جمع الانصار وطلب البيعه من الناس ويكون الاختبار الحقيقي للناس هو بهذه الشخصيه ويكون من اهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) , وهو اليماني الموعود (صلوات الله عليه) وهو من العلامات المحتومه بل انه اكثر من علامه هو الاختبار الالهي للناس ,
فلنتابع هذا الخبر الوارد عن ابي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه) انه قال:
قبل قيام القائم (ع) خمس علامات محتومات : اليماني والسفياني والصيحه وقتل النفس الزكيه والخسف بالبيداء. الزام الناصب ج 2 ص 119.
بحيث ان اهل البيت (عليهم السلام) قد طلبوا البيعه له ابتداءا ونبهوا ان الملتوي عليه من اهل النار فتابعوا معي هذا الخبر الوارد عن الامام الباقر (صلوات الله عليه) :
وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264 .
أولاً / لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الالهيه من الانبياء والمرسلين والائمه (صلوات الله عليهم)
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطئ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني ، أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة ، فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك.
فما اردت بيانه لكم يا من تقرأون هذه السطور البسيطه هو ظهور اليماني الموعود وصي ورسول الامام المهدي (عليه السلام) الى الناس كافه وهو الامام احمد الحسن (صلوات الله عليه) اول المهديين واول المؤمنين وأول الثلاثمائه والثلاثة عشر فقد ارسله الامام المهدي (صلوات الله عليه) يطلب البيعه من الناس ويبين لهم ما اختلفوا ويبين لهم العقيده الحق وجاء محتجا على الناس بكل ماجاء به حجج الله من البراهين والحجج والادله . فالمهم هو الدليل في هذه الكلمات والسطور البسيطه اسأل الله ان يجعلها بابا لمعرفة الحق ممن لم يسمع به واسأله سبحانه ان تكون حجة على من انكر حتى لا يقول يوم يفوت الانسان المركب وتمضي الفرصه ان لم ادري ولم اسمع بدعوة الحق ولم يصلني خبر .
كيف ظهر ؟
سنقدم للقارئ العزيز بداية , لمن لايعرف بأمر الظهور المقدس للامام المهدي (ع) شيئا مختصرا عن الدعوه اليمانيه المباركه ,وهي سر ال محمد (عليهم السلام) في ظهور الامام المهدي (ع) ‘ حتى يكون الجميع على درايه تامه بما يحصل , لمن اشغلتهم الدنيا وتاهوا في غياهبها , ولم يعودوا يدركوا ماهو الاولى , ليتسنى الاطلاع للجميع فيكون بمثابة حبل نور يمد اليهم ليتعلقوا بطرفه ويتشبثوا به , فتكون نجاتهم وطريق سلامتهم للحياة الابديه التي لا مناص عنها , ولا سبيل الا اليها .فهذا الامر هو اساس الاختبار الذي وجدوا من اجله في هذا الزمان وفي هذا العالم الجسماني , وهو ميزان تقييمهم , حتى يحيى من حيي عن بينه ويموت من مات عن بينه ومن الله التسديد والتوفيق .
لم يكن الباحثين والمتخصصين في قضية الامام المهدي) ع (يخطر ببالهم ولو للحظه كيفية ظهوره والاسلوب الذي يبدأ به دعوته )ع (الكل كان ينظر من جهه , فجاءهم من حيث لا يتوقعون ولا يدركون , فقد ارسل الامام المهدي (مكن الله له في الارض) رسوله ووصيه والمذكور بوصية رسول الله (ص) اليماني الموعود السيد احمد الحسن(ع) للناس كافه يخط لهم مسيرة الظهور بيديه وباوامر مباشره من قبل الامام المهدي(مكن الله له في الارض ( والامام احمد الحسن (عليه الصلاة والسلام) هو من ذرية الامام المهدي (صلوات الله عليه) , وقد وصفوه الائمه )ع( بكل ما يحتاجه الانسان من براهين وادله وبشكل يزيل الغموض والشكوك عن نفوس المرتابين , شرط النظره المتفحصه والخاليه من العمى . فقد وصفوه بمسكنه وصفاته الجسمانيه وطريقة التعرف عليه وعلمه , ورايته ,وما سيلاقيه من خصومه , ومن هم خصومه , وزمن ظهوره وقالوا بان اغلب الناس ستنكره لانه سيأت بشكل مخالف لما بنوا عليه احتمالاتهم , واحتمالات فقهائهم , فحصل ما قالوا تماما , يعني ان الامام المهدي (ع) ظهر بشخصيته وليس بشخصه . واليكم هذا الخبر الوارد عن الامام ابو الحسن الرضا (صلوات الله عليه) يوضح المعنى بما لا يقبل اللبس .. ورد عن الامام ابو الحسن الرضا (ع) انه قال : ان المهدي لايرى جسمه ولا يسمى باسمه. كمال الدين ج2 ص 370 فلماذا لايرى بجسمه ؟ لانه لايظهر بنفسه (ع) , بل يرى ويعرف من خلال من يرسله يطلب له البيعه ويدعو اليه , وواضح دلالة الخبر انه يتحدث عن زمن الظهور المقدس , والا ما فائدة تحديد عدم رؤية الامام بصوره مباشره اذا لم يك بزمن الظهور !!!! لانه في الغيبه لايرى بجسمه وهذا معلوم ومفهوم , انما تخصيص الخبر انه لايرى بجسمه اي بزمن الظهور ليكون للامر الذي يخبر عنه الرضا (ع) فائده في تحديد شئ معين غفل عنه الناس , الا وهو الظهور يكون بشخص اخر يرسله الامام المهدي (ع) وافتراض اي معنى اخر يكون هذا الخبر من اللغو وحاشى الامام الرضا (ع) من ذلك الا انه مال اكثر الفقهاء والناس الى تكذيب الدعوه دون اي دليل علمي ولا اي استناد يستندون اليه بتكذيبهم ,وكما اخبر اهل البيت (ع) , فقط هكذا , التكذيب من اجل التكذيب لاغير , كما حصل مع كل الموعودين السابقين (ع) ,
عن ابي عبيده الحذاء قال : سألت ابا جعفر (ع) عن هذا الامر , متى يكون ؟ قال : ان كنتم تؤملون ان يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه. الامامه والتبصره - ابن بابويه القمي ص 94.
ومن المعاجز الالهيه في هذا الامر ان الكتب مليئه بالادله الكافيه والدامغه والتي لاترد اطلاقا لمن يملك الفطره السليمه ومخافة الله سبحانه. حيث ذكر رسول الله (ص) والائمه(ع) بالتفصيل لما سيحصل وكيف سيحصل ‘ الا انهم اخفوا امور مهمه بين طيات كلامهم(ع) لتكون دليلا وحجه لصاحب الامر والزاما لكل معاند , لان اسرار ال محمد (عليهم السلام) لا يعرفها الا هم فلا يتوصل لمعرفة مدلولات كلامهم في هذا الامر الا من كان من قبلهم ,
واليك عزيز القارئ عن الامام الصادق (ع) هذا الخبر : ان الله اوحى الى عمران اني واهب لك ذكرا سويا مباركا , يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله , وجاعله رسولا الى بني اسرائيل , فحدث عمران امرأته حنه بذلك , وهي ام مريم . فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام , فلما وضعتها قالت : رب اني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى اي لا تكون البنت رسولا يقول الله عز وجل ((والله اعلم بما وضعت)) , فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر عمران ووعده اياه , فاذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده او ولد ولده فلا تنكروا ذلك. بحار الانوار ج52 ص120 , الزام الناصب ج1 ص 56.
وهذه اشاره واضحه للامام المهدي (ع) في ان هذا الامر سيدعو اليه شخص اخر من ولده او ولد ولده بدلالة الموعود القائم عند ال اسرائيل وهو عيسى (ع) وهو القائم المنتظرعندهم ‘ اما الموعود وقائم ال محمد (عليه السلام) فقد نبه اهل البيت (ع) من مغبة انكاره لانه سيكون مشابه لما حدث مع الامم السابقه (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) وسينكره منتظريه بحجة انهم ينتظرونه ويؤملون ان يأتيهم هو بنفسه (الامام المهدي) يطلب البيعه ويمارس عملية الظهور وبث العقيده الحقه. وسيحارب دعوة الامام المهدي (ع) من كان ينتظر او يعتقد انه كان منتظرا له لان من جاء ليس الامام نفسه بل رسول ووصي الامام المهدي (ع) يطلب البيعه من الناس
فعن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام ، في حديث طويل ، أنه قال : إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح ، فيقولون : له ارجع من حيث شئت، فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ، ثم يدخل الكوفة ، فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضي الله عز وعلا . الأنوار البهية- الشيخ عباس القمي ص 382
والاخبار كثيره جدا في هذا المعنى لذا سنختصر قدر الامكان مخافة الاطاله على القارئ العزيز فهؤلاء هم اصحاب المكر السئ (اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) في حين الامر ليس كذلك فمن هذا الباب يحذر الصادق (ع) من التكذيب والخبر واضح تماما في اشارته لمن سيأتي في زمن الظهور ليس الامام المهدي (ع) بنفسه بل من ولده او من ولد ولده , كما ورد في الخبر , فاذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده او ولد ولده فلا تنكروا ذلك .وهذا الامرلا يدعيه الا صاحبه ومن ادعاه زورا وكذبا ينهي الله عمره ,
عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبد الله ع يقول إن هذا الامر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره الكافي للشيخ الكليني ج1 ص372 .
فلم يدع اي شخص انه اليماني الموعود (ع) قبل ظهور الامام احمد الحسن وصي ورسول الامام المهدي (ع) ناهيك على ان الدعوه العلنيه بدأت منذ 2002 ميلاديه وقبل ثمان اشهر تقريبا من سقوط الطاغيه الملعون , واخبر (عليه السلام) بسقوط الطاغيه قبل سقوطه . وقبل الدعوه العلنيه كانت الدعوه سريه في النجف ومنذ عام 1999 ميلاديه بعد ان ارسله الامام المهدي (ع) الى الحوزه في النجف لبيان الفساد المالي والاجتماعي والمنهج الذي ابتعد عن منهج اهل البيت (ع) وحاول القيام ببعض الاصلاحات. وعلى بركة الله سوف نذكر بشئ من التفصيل هذه الادله الدامغه والتي تبدأ من وصية رسول الله (ص)ليلة وفاته , حيث ذكره باسمه وشخصه وصفته , وذكره الائمه(ع) بصفته وشخصه واشاروا الى اسمه واشاروا الى مسكنه . اذن فلماذا الانكار , ومن ماذا ينتج؟ لكن مهلا قبلها لابد من توضيح بعض المفاهيم فاصبر ايها القارئ معنا جزاك الله خيرا . اما الان نتعرض باختصار لمفهومي الظهور والخروج الذي اشكل كثيرا على الناس ومنهم باحثين في قضية الامام المهدي (ع) فأما مرحلة الظهور هو عباره عن بيان وظهور امر الامام (ع) للناس جميعا بطريقه علنيه , ودعوة الناس الى (البيعه لله , ( وحمل الناس على ترك العقائد الفاسده -التي تكونت بسبب المنتفعين باسم الدين- والاخذ بأيديهم , وطلب النصره من الناس لما سيترتب فيما بعد الظهور , لاقامة دولة العدل الالهي , فهي دعوه الى الله والرجوع اليه سبحانه وتبيان الحق من الباطل , وهذا ما تكلمنا عنه وهو اساس الاختبار الالهي للناس في هذا الزمان , وهذه عينها صفات ومهام اليماني (عليه السلام) المذكوره في رواية اليماني .. فهل انتبهتم الى هذه النقطه ؟
في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264.
ويشير الباقر الى انها اهدى الرايات وصفتها انها تدعو للامام المهدي (ع) دعوه علنيه مباشره وبشكل واضح , اي ان اليماني لابد ان يعلن عن نفسه , وقد وصفها بالهدى اكثر من مره ووصف هذه الرايه بان طريقها مستقيم وعلى الحق لا تحيد اطلاقا عنه , والرايه تعني الدعوه , وطلب لليماني (عليه السلام) البيعه والمتخلف والملتوي على راية اليماني هو من اهل النار لانه التوى على حجه من حجج الله وانه صاحب الرايه الوحيده التي تدعو للامام المهدي(ع) دعوه حقيقيه , بدلالة ان اهل البيت(عليهم السلام) لم يطلبوا البيعه لاي رايه غير راية اليماني(ع) . في حين ان اهل البيت (عليهم السلام) قالوا بأن كل رايه تسبق راية القائم (اي دعوة القائم) هي راية ظلال وصاحبها طاغوت , فكيف يطلب البيعه لليماني (ع) اذا لم يكن هو القائم ؟؟؟!!!
واليكم هذا الخبر الذي يوضح المعنى .. عن ابي عبد الله الصادق (ع) انه قال:
كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل . الشيخ الكليني في الكافي ج8 ص 295 , وسائل الشيعه - الحر العاملي ج37 ص 11.
وهكذا نفهم سر خطوره شخصية اليماني (ع) في زمن الظهور لانه قائم ال محمد , بدلالة ان اهل البيت حذروا من الالتواء عليه لان مجرد الالتواء على اليماني يكون الملتوي عليه من اهل النار , وطلبوا له البيعه , بل انهم قالو بمجرد سماعكم به انهض اليه , فاذا كان اليماني(ع) ليس القائم فالمفروض ان يكون الالتواء عليه منقبه وليس مدعاة لدخول النار لان كل راية قبله راية ضلال وصاحبها طاغوت !!! فإذن اليماني (ع) هو القائم . ولزيادة الاطمئنان عزيزي القارئ تعال معي لقراءة وتدبر هذا الخبر الوارد عن الباقر (عليه السلام) والذي يزيل كل شك ويوضح الامر بشكل لا يقبل اللبس اطلاقا ..
عن الامام ابي جعفر الباقر (ع) انه قال : للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن , فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد. كمال الدين ج2 ص 653 .
اذن توضح المعنى لكل انسان يريد ان ينصر الامام المهدي (ع) , فهذا هو زمن الظهور وهذه دعوة الامام امامك , فالاسم الذي يخفى هو الذي لم يكن معروفا بين الناس وليس مشاعا امره قبل ان يظهر ويعرف الناس به وهو احمد , لذلك قال الباقر (ع) اسم يخفى اي شخصية تخفى على الناس لتكون هذه الشخصيه هي الاختبار والابتلاء الذي يبتلى به الناس بزمن الظهور , اما الشخصيه الثانيه المعلنه , هي شخصيه الامام المهدي (ع) وهو معروف للقاصي والداني , المؤمن والمعاند على حد سواء ومعروف اسمه محمد بن الحسن العسكري (عليهما السلام) , فهل هناك اوضح من بيان ال محمد (ع) لامرهم ؟؟؟؟
لذا ايها القارئ انت مدعو لتفحص امر هذه الدعوه بعين منصفه , بعين المحايد الممعن المتفحص ذو الفطره السليمه الباحث عن الحق والحقيقه , عن مالك الجهني قال : قلت لابي جعفر(ع) : انا نصف صاحب هذا الامر بالصفه التي ليس بها احد من الناس . فقال(ع) لا والله , لا يكون ذلك ابدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم اليه . كتاب الغيبه للشيخ النعماني ص 337.
فهاهو (ع) كما وصفه ابائه يحتج على الناس ويدعو الناس الى الامام المهدي (ع) , وطبعا لايمكن حمل هذا الخبر على الامام المهدي (ع) , لانه لا يحتج لاثبات امامته اطلاقا فهي ثابته , اما الذي يحتاج ان يثبت حقه بالوصيه هو شخص ليس معروفا بين الناس قبل ظهور وهو اليماني (ع) . فعلى شخصية اليماني تترتب كل قضية الظهور من الالف الى الياء , وهذا مما سيتبين لك عزيزي القارئ فيما بعد , وبالتدريج كي ترى الصوره بوضوح اكثر. اما مرحلة ما بعد الظهور وهي مرحلة الخروج المقدس للامام المهدي)ع) فهي عباره عن الحمله العسكريه بالسلاح وقيامه (ع) بسلسله من الملاحم البطوليه الفذه التي لم تشهد الارض لها مثيل , بتمكين الهي وقائد الحمله العسكريه هو اليماني نفسه دون غيره , قائد جيش الغضب الالهي والمنصب من قبل الامام المهدي (مكن الله له في الارض) ويحقق الانتصار العسكري بمعارك شرسه جدا , ضد كل قوى الشر العالمي , ثم يقوم بترتيب اوضاع الحكم والانتقال الى دولة العدل الالهي وعاصمتها الكوفه (النجف) , فيكون مجئ الامام المهدي(مكن الله له في الارض) ليستلم زمام السلطه منه . فشخصية احمد الحسن اليماني (ع( هي الشخصيه الرئيسيه في زمني الظهور والخروج ايضا , وعلى اساسها يفرق بين الحق والباطل . هكذا اراد الله سبحانه , ولم تكشف هذه الامور الا بعد ظهوره محتجا بالوصيه المنصوص عليها , ومحتجا كما قال الائمه (ع) بكتاب الله , وكل الكتب السماويه , وقد بينوا (ع) امره دون اعطاء الصوره الكامله , حتى لا يدعيها مدع غيره وتكون صعبة المنال لمن يحاول انتحال شخصيته عبر الازمنه . ولابد ان يكون صاحب هذه الشخصيه من ذرية الامام المهدي (مكن الله له في الارض) كما ورد في الوصيه المقدسه للرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) واي انسان يكون من ذرية الامام المهدي (ع) لابد ان يكون مقطوع النسب لحين ظهور الامام بسبب الغيبه للامام(ع) وسيأتي بيانها وتبيان بعض الادله الاضافيه .
هذا بشئ مختصر لمن لم يصله عن امر الدعوه المقدسه اي خبر او وصله التشويش من الاخبار بسبب تخرصات علماء وفقهاء اخر الزمان الذين تمادوا في عدائهم للامام (عليه السلام) حتى لا يخسروا مواقع القياده الدينيه على الناس وتسلطهم عليهم. وكما قلنا سنحاول فيما بعد التركيز على الادله الدامغه , لكن هنا كان لابد من التوضيح بشئ مختصر للغايه لمن لا يعرف , او عرف التشويش لا الحقيقه عن احمد اليماني (عليه السلام) وهي حقيقه واحده لا تتجزأ , في كل زمان فيه منتظر موعود يكون فقهاء الدين هم السبب الرئيسي والمباشر لاغواء الناس , ولعب الطرق الملتويه لجعل الناس تطيعهم بشكل اعمى , في كل زمان يتكرر نفس المشهد وتعاد القصه مع كل موعود , وكأنه مشهد مستنسخ بكل تفاصيله وجزئياته , باختلاف الازمنه والامكنه فقط لا غير وتغيير بالاسماء , فالعمل هو هو , ورد الفعل هو هو , والانحراف هو هو , والتوقيت هو هو . وفي ما يخص التوقيت اقصد متى ما بدأت الامه الموعوده بقائم بطاعة فقهاء زمانهم بشكل اعمى , والسير خلفهم دون حجه او دليل , وتقليدهم حتى في المخالفات الظاهره , ويكون برقع من القدسيه على الوجوه الممسوخه لهؤلاء الفقهاء الخونه , يأتي من ينتظرون , وبسبب تلك الطاعه العمياء لفقهائهم يحاربون من ينتظرونه فيخسرون اي خسران , ويسقطون اي سقوط في هاوية التردي في غياهب الجحيم. وهذا ما بينه اهل البيت (عليهم السلام) , بحيث الملتجئ لهم لا يبقى في قلبه اي شك ويقينه لايدخله الريبه , كيف لا , وهم من اوصانا رسول الله (صلى الله عليه واله) بالتمسك بهم وقال اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي . فهم بينوا ان الامه التي سيخرج عليها القائم (ع) , والمفروض انها امه تنتظره تقلب عليه وستحاربه و تعاديه , بالضبط كما حصل مع الامم الماضيه والسالفه وطريقة تعاملها مع الموعودين , ويحاربون الاشخاص الموعودين بزمانهم , سواء انبياء او ائمه . وستجد ايها القارئ العزيز ان النسخه تقريبا متكرره بتجربه واحده , لا تختلف ابدا , وهكذا هي سنة الحياة التي اخبرنا ونبهنا اليها خالق الكون سبحانه (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) . في الاكمال عن الصادق(عليه السلام) لتركبن طبقا عن طبق أي سير من كان قبلكم .وفي الجوامع عنه (عليه السلام) لتركبن سنن من كان قبلكم من الاولين وأحوالهم. هكذا تعامل قوم نوح مع منتظرهم نوح (ع) وقوم هود معه وقوم صالح وقوم عيسى (عليهم السلام) , فالله سبحانه يخبر بان الناس في كل زمان لا تختلف في استقبالهم للموعود المنتظر في كل مره ,
ووضح الصادق (ع) ان الامر لا يختلف مع المهدي(ع) عن الامم السابقه وطريقة تعاملهم مع الموعودين الذين انتظروهم وطريقه تعامل الموعودين مع المجتمعات التي جاؤا لها وكانت منكوسه بشكل فضيع , كما هو الحال اليوم , ولو ان لهذا الزمان انتكاسه غير مسبوقه ابدا , انتكاسه لا يكاد يسمع فيها كلام علم , ويتكلم كل ذي صيصه , يسمع الجاهل ويؤخذ برأيه , ويجبرون العالم على السكوت , انتكاسه الجهل فيها هو السائد , ويحسبه الجاهل علما , انتكاسه اقل ما توصف بانها اشد ما مر على الارض من عمليات محاربه الحق . فهلا نتعض من الماضين ونأخذ العبره ولا نحارب قائم ال محمد (ع) ؟ واحب التنبيه الى كتاب اضاءات على دعوات المرسلين الذي كتبه وصي ورسول الامام المهدي (ع) يماني ال محمد السيد احمد الحسن (ع) ففيه خير بيان وخير تفصيل لحياة الانبياء والمرسلين , وطرح بطريقه محببه لنفس الانسان للغايه , والحق ان اي انسان يقرأ لهذا الرجل يشعر انه ليس من هذا العالم اطلاقا.
الوصيه المقدسه مــــــــــــــــــهــــــــم جـــــدا
تعتبر الوصيه من اهم الادله على معرفة حجة الله في ارضه , وهي من ادوات المعرفه التي ارشد الله عباده اليها لمعرفة حجته , فبدونها لايمكن للانسان معرفة الحجه , ولو توفر العنصرين الاخرين حاكمية الله والعلم. وكانت دليلا وحجه يحتج بها الانبياء والاوصياء على اختلاف الازمنه , فليس هناك ولي لله على الارض الا ومنصوص عليه من قبل من سبقه بالاسم , فعلا سبيل المثال لا الحصر , نوح (ع) وصى بسام (ع) وفي تلك الوصيه بشر بهود (ع) ووصى به , وموسى (ع) وصى به من كان قبله من الانبياء يوسف (ع) ويعقوب(ع ) , واليوشع بن نون(ع) وصى به موسى (ع) وقبله اوصى بهارون (ع) , ووصى داوود(ع ( بالنبي سليمان )ع( , واصف بن برخيا(ع) وصى به سليمان (ع) وهكذا , فكل حجج الله لهم وصايا يوصون لمن يخلفهم فالوصيه يعرف بها الوصي ودوما هي الدليل والحجه الدامغه , وامرا لا بد منه , كي لا ينتحل صفة الوصي الجبابره والطغاة , وان انتحلوها تكون لا حجه لمن يتبعهم لانه يتبع الهوى وليس الدليل الالهي قال تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا) . فكل الانبياء لهم وصيه يوصون بها اممهم , ويعرفون الناس بشخوص القاده المنصوص عليهم من الله لقيادة المجتمع , فيكونوا الادلاء الى الله , ومؤيدين منه سبحانه بالعلم اللازم للاطاحه بالفتن والضلالات التي لايخلو منها قرن من الزمان , وارشاد الناس والسلوك بهم طريق النور الالهي . ولان الاسلام خاتم الرسالات السماويه ودين الله الذي ختم به الاديان , تكون وصية رسول الله محمد(ص) , هي اهم وصيه على الاطلاق وهي المنجيه من كل فتنه ظلماء حندس . والوصيه امر الزامي من الله جاءت في كتابه الكريم , فكيف يمكن للانسان ان ينكر وصية رسول الله(ص) وقد امر امته بالوصيه ؟ وهل يعقل ان يكون الامر الالهي للناس بالوصيه حين تحظر الوفاة ويتركه سيد الكائنات محمد (ص) ولا يعمل به ؟؟!! والايات التي تأمر الناس بالوصيه حين الوفاة يتركها رسول الله )ص( ولا يعمل بها وحاشاه ؟ قال تعالى ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُم) فهذه الايه الصريحه تأمر المؤمنين - وكل الامه - بالوصيه حين الاحتضار وطبعا كل بحسبه فصاحب المصنع يوصي بما لديه , وصاحب المزرعه يوصي بما لديه , ولكن , صاحب الامه بماذا يوصي؟؟ اليس يوصي بما لا تظل الامه بعده ولا تختلف ؟؟؟ اليس يوصي بما يعصمهم من الظلال ؟؟؟ فماذا كان كلام رسول الله محمد (ص) حين دعا بالكتف والدواة , اليس قال قربوا لي كتفا وداوة اكتب لكم كتابا لا تظلوا من بعده الى يوم القيامه ؟؟ فأهم شئ خلق من اجله الانسان هو المعرفه , (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وقد ورد عن اهل بيت النبوه يعبدون بمعنى يعرفون , فلا تتحق عبادة الله سبحانه دون معرفة الدليل الموصل اليه والباب الذي يؤتى منه سبحانه وهو حجة الله في الخلق . وأول وصيه وجدت حين خلق اول خليفه على الارض وهو ادم ) ع ( واستمرت الى يومنا هذا .. قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) . وقال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ) (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) وهذا نص صريح منه سبحانه على ان ادم(ع) , هو الوصي والحجه وامرهم سبحانه بطاعته وان عبادة الله تأتي من خلال طاعة الحجه , ولا تقبل اي عبادة لله الا من خلاله . فعلى الرغم من عبادة ابليس وسجوده لله الا انه خارجا عن عبودية الله بسبب عدم اعتراف بتنصيب ادم او قل عدم اذعانه بالقبول بأدم (ع) كحجه الهيه . وتأتي النصوص الثانيه على الارض بالنسبه للاوصياء بنص صريح من النبي الذي امره الله سبحانه وتعالى , ان ينص على اوصيائه من بعده كما اسلفنا .وليس هناك مسلم الا وعرف بالحادثه الشهيره ) رزية يوم الخميس) . فعندما قربت ساعة وفاة الرسول الاعظم محمد (ص) واراد ان يوصي وان يكتب كتابا لن تظل الامه من بعده , اعترضه الثاني (عمر بن الخطاب (وقال ان نبي الله يهجر حسبنا كتاب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. فالوصيه اشار اليها الائمه (عليهم السلام) بأن صاحب الامر يأتي محتجا بها على الناس لاثبات حقه وبها يعرف ويميز من مدعي الزور والادعياء المنتحلين لمقام الاوصياء . فقد بين اهل بيت النبوه (عليه السلام) الطريق لمعرفة صاحب الامر وبروايات كثيره , فهلا سألتم انفسكم اين هذا الكتاب والوصيه؟! وكيف اهل البيت (عليهم السلام) يحددون طريق معرفة القائم (عليه السلام) بعدة دلائل واهمها الوصيه دون سابق معرفتهم بكتابة الوصيه وانها موجوده في كلامهم ونقلها عنهم الرواة ؟ واليكم بعض الاخبار وتوجيهاتهم (صلوات الله عليهم) وما بعد الحق الا الظلال ... الحارث بن المغيرة النضري، قال قلنا لأبي عبد الله الصادق (ع):
(بماذا يعرف صاحب هذا الأمر؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية . (بحار الأنوار ج138/ 52 .... فأين هي وصية رسول الله (ص) ؟ والتي اعتبرها اهل بيت النبوه (عليهم السلام) مائزا واضحا لا مجال للتشكيك به لمعرفة صاحب الامر هكذا وجهنا الائمه (عليهم السلام) في طريقة معرفة صاحب الامرالقائم (عليه السلام) فأشاروا للوصيه التي هي دليل كل حجج الله منذ ادم (عليه السلام) .. فتابعوا معي هذا الخبر في كلام للامام جعفر الصادق (عليه الصلاة والسلام) للمفضل بن عمر جاء فيه : ..... ثم يخرج من مكه هو ومن معه الثلاثمائه وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام , معه عهد نبي الله صلى الله عليه واله ورايته , وسلاحه , ووزيره معه ... . بحار الانوار ج52 ص223
فالذين هم مع الامام المهدي (عليه السلام) هم من امنوا اصلا بعهد رسول الله محمد (صلى الله عليه واله) اي الوصيه وبايعوا من ارسله الامام المهدي (سلام الله عليه) لكن لن نفصل الان في هذه الروايه الان الا بعد عرض الوصيه لان فيها اشاره من الامام الصادق (عليه السلام) تؤكد على صاحب الامر وارادها الامام الصادق(عليه السلام) دليلا اضافيا لدليل الاحتجاج بالوصيه فتمهل . ولنأخذ هذه الروايه القاطعه عن باقر علم النبيين محمد بن علي (صلوات الله عليه) فهي قاطعه بالنسبه للاحتجاج بالوصيه لصاحب الامر , وان الاحتجاج بالوصيه لا يمكن التشكيك به اطلاقا واليكم الخبر .. الباقر (ع) قال : ( ... اسمه اسم نبي ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ورايته وسلاحه...) إلزام الناصب ج2 96-97/ . فهل هناك اي مجال للشك في هذا الامر بعد بيان الطاهرين (ع) ؟ اوليس المعاند للامام احمد الحسن (عليه السلام) في كون احتجاجه بالوصيه ليس بكاف هو رد على ال محمد (ع) ؟ هكذا وجهنا اهل البيت (ع) فمن اراد هداهم يتمسك بهم .... الان بعد هذه الاختصار لمسألة تلازم امر ظهور الامام المهدي (ع) وامر دعوته وبيعته بالوصيه والاحتجاج بها , علينا الان ايها القارئ العزيز ان نعرض الوصيه المقدسه لرسول الله محمد (ص) في ساعة وفاته والتي وردت في كثير من المصادر , اضافه لكونها امرا الهيا بكتابه الوصيه , فهل يخالف رسول الله (ص) القرأن وحاشاه ؟؟ واليك ايها القارئ الوصيه المقدسه لرسول الله (ص) ساعة وفاته :
وصية رسول الله (ص) في ليلة وفاته عن الباقر (ع) عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (ع) , قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي(ع) : يا أبا الحسن احضر صحيفة و دواة فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول ألاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم و المأمون و المهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم و ميتهم و على نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا و من طلقتها فانا بريء منها لم أرها في عرصة القيامة و أنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها الي ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ع) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي اسم كأسمى و اسم أبي و هو عبد الله و أحمد و الاسم الثالث المهدي و هو أول المؤمنين.
اما المصادر التي وردت بها الوصيه المقدسه فهي كثيره فقد جاءت في :بحار الأنوار ج 53 ص 147 , الغيبة للطوسي ص150 وفي طبعة مؤسسة المعارف الاسلاميه ص151 ، غاية المرام ج 2 ص241 , النجم الثاقب ج2 ص41 , اثبات الهداة – الشيخ الحر العاملي ج1 ص549 ح 376 , الايقاظ من الهجعه ص 393 , وكتاب تاريخ ما بعد الظهور للشهيد محمد محمد صادق الصدر ص640 , وكثيره هي المصادر.
وسنتابع معكم بقية الحلقات والثانيه على وشك ان تكتمل وفيها الاعتراضات التي يشكل فيها القوم على الدعوه اليمانيه المباركه , ومنها اسئله تنتاب المتحيرين وفيها الاجابه ايضا , نسأل الله التوفيق .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وال محمد الائمه والمهديين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما
المخلص العالمي الموعود هو عقيده ثابته عند كل الاديان والملل .. وانتظار المخلص صار نهجا يسير عليه كل الناس وعلى اختلاف اديانهم فاليهود ينتظرون ايليا النبي (عليه السلام) والمسيحيون ينتظرون عيسى المسيح (عليه السلام) والمسلمين ينتظرون الامام المهدي (عليه السلام) . وفي هذا الزمن قد اجمعت كل الاديان على انه زمن ظهور المخلص المصلح العالمي المنتظر بعد بيان علامات ظهوره بصوره جليه لكل الناس . والان في هذه العجاله نريد ان نبين امرا خطيرا ومهما للناس جميعا لعل الكثير قد غفلوا عنه بسبب التعلق بالماده والدنيا وانشغالهم بالحياة فتمر بعض الامور عليهم مر السحاب .
وسنخاطب الان المسلمين المنتظرين للمهدي الموعود (عليه الصلاة والسلام) .
تمهيد
هناك مقدمات لخروج المهدي (عليه السلام) واولها الدعوه اليه وعرض العقيده الحقه للناس وتبيان الحق والباطل لهم بعد ان تحرفت بفعل طالبي الدنيا , وعلى اساس هذه الدعوه الالهيه للناس يبين الخبيث من الطيب والصالح من الطالح ويجتمع اليه الانصار الموعودين لنصرته بعد سماعهم بدعوته وتبيان احقيتها , ولابد لكل الدعوات الالهيه من فتره زمنيه تستوفيها لاتمام العده من جهه , ولالقاء الحجه على الناس من جهه اخرى . وقطعا هذه الدعوه تكون محفوفه بالادله الكثيره بالنسبه للمسلمين تكون من الكتاب والعتره الطاهره المطهره , وبالنسبه للمسيحيين واليهود من التوراة والانجيل .
وقد اخبر اهل البيت (صلوات الله عليهم) بالشخصيه المهمه والرئيسيه في زمن الظهور المقدس والتي توكل اليها مهمه جمع الانصار وطلب البيعه من الناس ويكون الاختبار الحقيقي للناس هو بهذه الشخصيه ويكون من اهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) , وهو اليماني الموعود (صلوات الله عليه) وهو من العلامات المحتومه بل انه اكثر من علامه هو الاختبار الالهي للناس ,
فلنتابع هذا الخبر الوارد عن ابي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه) انه قال:
قبل قيام القائم (ع) خمس علامات محتومات : اليماني والسفياني والصيحه وقتل النفس الزكيه والخسف بالبيداء. الزام الناصب ج 2 ص 119.
بحيث ان اهل البيت (عليهم السلام) قد طلبوا البيعه له ابتداءا ونبهوا ان الملتوي عليه من اهل النار فتابعوا معي هذا الخبر الوارد عن الامام الباقر (صلوات الله عليه) :
وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264 .
أولاً / لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الالهيه من الانبياء والمرسلين والائمه (صلوات الله عليهم)
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطئ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني ، أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة ، فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك.
فما اردت بيانه لكم يا من تقرأون هذه السطور البسيطه هو ظهور اليماني الموعود وصي ورسول الامام المهدي (عليه السلام) الى الناس كافه وهو الامام احمد الحسن (صلوات الله عليه) اول المهديين واول المؤمنين وأول الثلاثمائه والثلاثة عشر فقد ارسله الامام المهدي (صلوات الله عليه) يطلب البيعه من الناس ويبين لهم ما اختلفوا ويبين لهم العقيده الحق وجاء محتجا على الناس بكل ماجاء به حجج الله من البراهين والحجج والادله . فالمهم هو الدليل في هذه الكلمات والسطور البسيطه اسأل الله ان يجعلها بابا لمعرفة الحق ممن لم يسمع به واسأله سبحانه ان تكون حجة على من انكر حتى لا يقول يوم يفوت الانسان المركب وتمضي الفرصه ان لم ادري ولم اسمع بدعوة الحق ولم يصلني خبر .
كيف ظهر ؟
سنقدم للقارئ العزيز بداية , لمن لايعرف بأمر الظهور المقدس للامام المهدي (ع) شيئا مختصرا عن الدعوه اليمانيه المباركه ,وهي سر ال محمد (عليهم السلام) في ظهور الامام المهدي (ع) ‘ حتى يكون الجميع على درايه تامه بما يحصل , لمن اشغلتهم الدنيا وتاهوا في غياهبها , ولم يعودوا يدركوا ماهو الاولى , ليتسنى الاطلاع للجميع فيكون بمثابة حبل نور يمد اليهم ليتعلقوا بطرفه ويتشبثوا به , فتكون نجاتهم وطريق سلامتهم للحياة الابديه التي لا مناص عنها , ولا سبيل الا اليها .فهذا الامر هو اساس الاختبار الذي وجدوا من اجله في هذا الزمان وفي هذا العالم الجسماني , وهو ميزان تقييمهم , حتى يحيى من حيي عن بينه ويموت من مات عن بينه ومن الله التسديد والتوفيق .
لم يكن الباحثين والمتخصصين في قضية الامام المهدي) ع (يخطر ببالهم ولو للحظه كيفية ظهوره والاسلوب الذي يبدأ به دعوته )ع (الكل كان ينظر من جهه , فجاءهم من حيث لا يتوقعون ولا يدركون , فقد ارسل الامام المهدي (مكن الله له في الارض) رسوله ووصيه والمذكور بوصية رسول الله (ص) اليماني الموعود السيد احمد الحسن(ع) للناس كافه يخط لهم مسيرة الظهور بيديه وباوامر مباشره من قبل الامام المهدي(مكن الله له في الارض ( والامام احمد الحسن (عليه الصلاة والسلام) هو من ذرية الامام المهدي (صلوات الله عليه) , وقد وصفوه الائمه )ع( بكل ما يحتاجه الانسان من براهين وادله وبشكل يزيل الغموض والشكوك عن نفوس المرتابين , شرط النظره المتفحصه والخاليه من العمى . فقد وصفوه بمسكنه وصفاته الجسمانيه وطريقة التعرف عليه وعلمه , ورايته ,وما سيلاقيه من خصومه , ومن هم خصومه , وزمن ظهوره وقالوا بان اغلب الناس ستنكره لانه سيأت بشكل مخالف لما بنوا عليه احتمالاتهم , واحتمالات فقهائهم , فحصل ما قالوا تماما , يعني ان الامام المهدي (ع) ظهر بشخصيته وليس بشخصه . واليكم هذا الخبر الوارد عن الامام ابو الحسن الرضا (صلوات الله عليه) يوضح المعنى بما لا يقبل اللبس .. ورد عن الامام ابو الحسن الرضا (ع) انه قال : ان المهدي لايرى جسمه ولا يسمى باسمه. كمال الدين ج2 ص 370 فلماذا لايرى بجسمه ؟ لانه لايظهر بنفسه (ع) , بل يرى ويعرف من خلال من يرسله يطلب له البيعه ويدعو اليه , وواضح دلالة الخبر انه يتحدث عن زمن الظهور المقدس , والا ما فائدة تحديد عدم رؤية الامام بصوره مباشره اذا لم يك بزمن الظهور !!!! لانه في الغيبه لايرى بجسمه وهذا معلوم ومفهوم , انما تخصيص الخبر انه لايرى بجسمه اي بزمن الظهور ليكون للامر الذي يخبر عنه الرضا (ع) فائده في تحديد شئ معين غفل عنه الناس , الا وهو الظهور يكون بشخص اخر يرسله الامام المهدي (ع) وافتراض اي معنى اخر يكون هذا الخبر من اللغو وحاشى الامام الرضا (ع) من ذلك الا انه مال اكثر الفقهاء والناس الى تكذيب الدعوه دون اي دليل علمي ولا اي استناد يستندون اليه بتكذيبهم ,وكما اخبر اهل البيت (ع) , فقط هكذا , التكذيب من اجل التكذيب لاغير , كما حصل مع كل الموعودين السابقين (ع) ,
عن ابي عبيده الحذاء قال : سألت ابا جعفر (ع) عن هذا الامر , متى يكون ؟ قال : ان كنتم تؤملون ان يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه. الامامه والتبصره - ابن بابويه القمي ص 94.
ومن المعاجز الالهيه في هذا الامر ان الكتب مليئه بالادله الكافيه والدامغه والتي لاترد اطلاقا لمن يملك الفطره السليمه ومخافة الله سبحانه. حيث ذكر رسول الله (ص) والائمه(ع) بالتفصيل لما سيحصل وكيف سيحصل ‘ الا انهم اخفوا امور مهمه بين طيات كلامهم(ع) لتكون دليلا وحجه لصاحب الامر والزاما لكل معاند , لان اسرار ال محمد (عليهم السلام) لا يعرفها الا هم فلا يتوصل لمعرفة مدلولات كلامهم في هذا الامر الا من كان من قبلهم ,
واليك عزيز القارئ عن الامام الصادق (ع) هذا الخبر : ان الله اوحى الى عمران اني واهب لك ذكرا سويا مباركا , يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله , وجاعله رسولا الى بني اسرائيل , فحدث عمران امرأته حنه بذلك , وهي ام مريم . فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام , فلما وضعتها قالت : رب اني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى اي لا تكون البنت رسولا يقول الله عز وجل ((والله اعلم بما وضعت)) , فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر عمران ووعده اياه , فاذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده او ولد ولده فلا تنكروا ذلك. بحار الانوار ج52 ص120 , الزام الناصب ج1 ص 56.
وهذه اشاره واضحه للامام المهدي (ع) في ان هذا الامر سيدعو اليه شخص اخر من ولده او ولد ولده بدلالة الموعود القائم عند ال اسرائيل وهو عيسى (ع) وهو القائم المنتظرعندهم ‘ اما الموعود وقائم ال محمد (عليه السلام) فقد نبه اهل البيت (ع) من مغبة انكاره لانه سيكون مشابه لما حدث مع الامم السابقه (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) وسينكره منتظريه بحجة انهم ينتظرونه ويؤملون ان يأتيهم هو بنفسه (الامام المهدي) يطلب البيعه ويمارس عملية الظهور وبث العقيده الحقه. وسيحارب دعوة الامام المهدي (ع) من كان ينتظر او يعتقد انه كان منتظرا له لان من جاء ليس الامام نفسه بل رسول ووصي الامام المهدي (ع) يطلب البيعه من الناس
فعن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام ، في حديث طويل ، أنه قال : إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح ، فيقولون : له ارجع من حيث شئت، فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ، ثم يدخل الكوفة ، فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضي الله عز وعلا . الأنوار البهية- الشيخ عباس القمي ص 382
والاخبار كثيره جدا في هذا المعنى لذا سنختصر قدر الامكان مخافة الاطاله على القارئ العزيز فهؤلاء هم اصحاب المكر السئ (اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) في حين الامر ليس كذلك فمن هذا الباب يحذر الصادق (ع) من التكذيب والخبر واضح تماما في اشارته لمن سيأتي في زمن الظهور ليس الامام المهدي (ع) بنفسه بل من ولده او من ولد ولده , كما ورد في الخبر , فاذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده او ولد ولده فلا تنكروا ذلك .وهذا الامرلا يدعيه الا صاحبه ومن ادعاه زورا وكذبا ينهي الله عمره ,
عن الوليد بن صبيح قال : سمعت أبا عبد الله ع يقول إن هذا الامر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره الكافي للشيخ الكليني ج1 ص372 .
فلم يدع اي شخص انه اليماني الموعود (ع) قبل ظهور الامام احمد الحسن وصي ورسول الامام المهدي (ع) ناهيك على ان الدعوه العلنيه بدأت منذ 2002 ميلاديه وقبل ثمان اشهر تقريبا من سقوط الطاغيه الملعون , واخبر (عليه السلام) بسقوط الطاغيه قبل سقوطه . وقبل الدعوه العلنيه كانت الدعوه سريه في النجف ومنذ عام 1999 ميلاديه بعد ان ارسله الامام المهدي (ع) الى الحوزه في النجف لبيان الفساد المالي والاجتماعي والمنهج الذي ابتعد عن منهج اهل البيت (ع) وحاول القيام ببعض الاصلاحات. وعلى بركة الله سوف نذكر بشئ من التفصيل هذه الادله الدامغه والتي تبدأ من وصية رسول الله (ص)ليلة وفاته , حيث ذكره باسمه وشخصه وصفته , وذكره الائمه(ع) بصفته وشخصه واشاروا الى اسمه واشاروا الى مسكنه . اذن فلماذا الانكار , ومن ماذا ينتج؟ لكن مهلا قبلها لابد من توضيح بعض المفاهيم فاصبر ايها القارئ معنا جزاك الله خيرا . اما الان نتعرض باختصار لمفهومي الظهور والخروج الذي اشكل كثيرا على الناس ومنهم باحثين في قضية الامام المهدي (ع) فأما مرحلة الظهور هو عباره عن بيان وظهور امر الامام (ع) للناس جميعا بطريقه علنيه , ودعوة الناس الى (البيعه لله , ( وحمل الناس على ترك العقائد الفاسده -التي تكونت بسبب المنتفعين باسم الدين- والاخذ بأيديهم , وطلب النصره من الناس لما سيترتب فيما بعد الظهور , لاقامة دولة العدل الالهي , فهي دعوه الى الله والرجوع اليه سبحانه وتبيان الحق من الباطل , وهذا ما تكلمنا عنه وهو اساس الاختبار الالهي للناس في هذا الزمان , وهذه عينها صفات ومهام اليماني (عليه السلام) المذكوره في رواية اليماني .. فهل انتبهتم الى هذه النقطه ؟
في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة - محمد بن ابراهيم النعماني ص 264.
ويشير الباقر الى انها اهدى الرايات وصفتها انها تدعو للامام المهدي (ع) دعوه علنيه مباشره وبشكل واضح , اي ان اليماني لابد ان يعلن عن نفسه , وقد وصفها بالهدى اكثر من مره ووصف هذه الرايه بان طريقها مستقيم وعلى الحق لا تحيد اطلاقا عنه , والرايه تعني الدعوه , وطلب لليماني (عليه السلام) البيعه والمتخلف والملتوي على راية اليماني هو من اهل النار لانه التوى على حجه من حجج الله وانه صاحب الرايه الوحيده التي تدعو للامام المهدي(ع) دعوه حقيقيه , بدلالة ان اهل البيت(عليهم السلام) لم يطلبوا البيعه لاي رايه غير راية اليماني(ع) . في حين ان اهل البيت (عليهم السلام) قالوا بأن كل رايه تسبق راية القائم (اي دعوة القائم) هي راية ظلال وصاحبها طاغوت , فكيف يطلب البيعه لليماني (ع) اذا لم يكن هو القائم ؟؟؟!!!
واليكم هذا الخبر الذي يوضح المعنى .. عن ابي عبد الله الصادق (ع) انه قال:
كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل . الشيخ الكليني في الكافي ج8 ص 295 , وسائل الشيعه - الحر العاملي ج37 ص 11.
وهكذا نفهم سر خطوره شخصية اليماني (ع) في زمن الظهور لانه قائم ال محمد , بدلالة ان اهل البيت حذروا من الالتواء عليه لان مجرد الالتواء على اليماني يكون الملتوي عليه من اهل النار , وطلبوا له البيعه , بل انهم قالو بمجرد سماعكم به انهض اليه , فاذا كان اليماني(ع) ليس القائم فالمفروض ان يكون الالتواء عليه منقبه وليس مدعاة لدخول النار لان كل راية قبله راية ضلال وصاحبها طاغوت !!! فإذن اليماني (ع) هو القائم . ولزيادة الاطمئنان عزيزي القارئ تعال معي لقراءة وتدبر هذا الخبر الوارد عن الباقر (عليه السلام) والذي يزيل كل شك ويوضح الامر بشكل لا يقبل اللبس اطلاقا ..
عن الامام ابي جعفر الباقر (ع) انه قال : للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن , فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد. كمال الدين ج2 ص 653 .
اذن توضح المعنى لكل انسان يريد ان ينصر الامام المهدي (ع) , فهذا هو زمن الظهور وهذه دعوة الامام امامك , فالاسم الذي يخفى هو الذي لم يكن معروفا بين الناس وليس مشاعا امره قبل ان يظهر ويعرف الناس به وهو احمد , لذلك قال الباقر (ع) اسم يخفى اي شخصية تخفى على الناس لتكون هذه الشخصيه هي الاختبار والابتلاء الذي يبتلى به الناس بزمن الظهور , اما الشخصيه الثانيه المعلنه , هي شخصيه الامام المهدي (ع) وهو معروف للقاصي والداني , المؤمن والمعاند على حد سواء ومعروف اسمه محمد بن الحسن العسكري (عليهما السلام) , فهل هناك اوضح من بيان ال محمد (ع) لامرهم ؟؟؟؟
لذا ايها القارئ انت مدعو لتفحص امر هذه الدعوه بعين منصفه , بعين المحايد الممعن المتفحص ذو الفطره السليمه الباحث عن الحق والحقيقه , عن مالك الجهني قال : قلت لابي جعفر(ع) : انا نصف صاحب هذا الامر بالصفه التي ليس بها احد من الناس . فقال(ع) لا والله , لا يكون ذلك ابدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم اليه . كتاب الغيبه للشيخ النعماني ص 337.
فهاهو (ع) كما وصفه ابائه يحتج على الناس ويدعو الناس الى الامام المهدي (ع) , وطبعا لايمكن حمل هذا الخبر على الامام المهدي (ع) , لانه لا يحتج لاثبات امامته اطلاقا فهي ثابته , اما الذي يحتاج ان يثبت حقه بالوصيه هو شخص ليس معروفا بين الناس قبل ظهور وهو اليماني (ع) . فعلى شخصية اليماني تترتب كل قضية الظهور من الالف الى الياء , وهذا مما سيتبين لك عزيزي القارئ فيما بعد , وبالتدريج كي ترى الصوره بوضوح اكثر. اما مرحلة ما بعد الظهور وهي مرحلة الخروج المقدس للامام المهدي)ع) فهي عباره عن الحمله العسكريه بالسلاح وقيامه (ع) بسلسله من الملاحم البطوليه الفذه التي لم تشهد الارض لها مثيل , بتمكين الهي وقائد الحمله العسكريه هو اليماني نفسه دون غيره , قائد جيش الغضب الالهي والمنصب من قبل الامام المهدي (مكن الله له في الارض) ويحقق الانتصار العسكري بمعارك شرسه جدا , ضد كل قوى الشر العالمي , ثم يقوم بترتيب اوضاع الحكم والانتقال الى دولة العدل الالهي وعاصمتها الكوفه (النجف) , فيكون مجئ الامام المهدي(مكن الله له في الارض) ليستلم زمام السلطه منه . فشخصية احمد الحسن اليماني (ع( هي الشخصيه الرئيسيه في زمني الظهور والخروج ايضا , وعلى اساسها يفرق بين الحق والباطل . هكذا اراد الله سبحانه , ولم تكشف هذه الامور الا بعد ظهوره محتجا بالوصيه المنصوص عليها , ومحتجا كما قال الائمه (ع) بكتاب الله , وكل الكتب السماويه , وقد بينوا (ع) امره دون اعطاء الصوره الكامله , حتى لا يدعيها مدع غيره وتكون صعبة المنال لمن يحاول انتحال شخصيته عبر الازمنه . ولابد ان يكون صاحب هذه الشخصيه من ذرية الامام المهدي (مكن الله له في الارض) كما ورد في الوصيه المقدسه للرسول الاعظم (صلى الله عليه واله وسلم) واي انسان يكون من ذرية الامام المهدي (ع) لابد ان يكون مقطوع النسب لحين ظهور الامام بسبب الغيبه للامام(ع) وسيأتي بيانها وتبيان بعض الادله الاضافيه .
هذا بشئ مختصر لمن لم يصله عن امر الدعوه المقدسه اي خبر او وصله التشويش من الاخبار بسبب تخرصات علماء وفقهاء اخر الزمان الذين تمادوا في عدائهم للامام (عليه السلام) حتى لا يخسروا مواقع القياده الدينيه على الناس وتسلطهم عليهم. وكما قلنا سنحاول فيما بعد التركيز على الادله الدامغه , لكن هنا كان لابد من التوضيح بشئ مختصر للغايه لمن لا يعرف , او عرف التشويش لا الحقيقه عن احمد اليماني (عليه السلام) وهي حقيقه واحده لا تتجزأ , في كل زمان فيه منتظر موعود يكون فقهاء الدين هم السبب الرئيسي والمباشر لاغواء الناس , ولعب الطرق الملتويه لجعل الناس تطيعهم بشكل اعمى , في كل زمان يتكرر نفس المشهد وتعاد القصه مع كل موعود , وكأنه مشهد مستنسخ بكل تفاصيله وجزئياته , باختلاف الازمنه والامكنه فقط لا غير وتغيير بالاسماء , فالعمل هو هو , ورد الفعل هو هو , والانحراف هو هو , والتوقيت هو هو . وفي ما يخص التوقيت اقصد متى ما بدأت الامه الموعوده بقائم بطاعة فقهاء زمانهم بشكل اعمى , والسير خلفهم دون حجه او دليل , وتقليدهم حتى في المخالفات الظاهره , ويكون برقع من القدسيه على الوجوه الممسوخه لهؤلاء الفقهاء الخونه , يأتي من ينتظرون , وبسبب تلك الطاعه العمياء لفقهائهم يحاربون من ينتظرونه فيخسرون اي خسران , ويسقطون اي سقوط في هاوية التردي في غياهب الجحيم. وهذا ما بينه اهل البيت (عليهم السلام) , بحيث الملتجئ لهم لا يبقى في قلبه اي شك ويقينه لايدخله الريبه , كيف لا , وهم من اوصانا رسول الله (صلى الله عليه واله) بالتمسك بهم وقال اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي . فهم بينوا ان الامه التي سيخرج عليها القائم (ع) , والمفروض انها امه تنتظره تقلب عليه وستحاربه و تعاديه , بالضبط كما حصل مع الامم الماضيه والسالفه وطريقة تعاملها مع الموعودين , ويحاربون الاشخاص الموعودين بزمانهم , سواء انبياء او ائمه . وستجد ايها القارئ العزيز ان النسخه تقريبا متكرره بتجربه واحده , لا تختلف ابدا , وهكذا هي سنة الحياة التي اخبرنا ونبهنا اليها خالق الكون سبحانه (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) . في الاكمال عن الصادق(عليه السلام) لتركبن طبقا عن طبق أي سير من كان قبلكم .وفي الجوامع عنه (عليه السلام) لتركبن سنن من كان قبلكم من الاولين وأحوالهم. هكذا تعامل قوم نوح مع منتظرهم نوح (ع) وقوم هود معه وقوم صالح وقوم عيسى (عليهم السلام) , فالله سبحانه يخبر بان الناس في كل زمان لا تختلف في استقبالهم للموعود المنتظر في كل مره ,
ووضح الصادق (ع) ان الامر لا يختلف مع المهدي(ع) عن الامم السابقه وطريقة تعاملهم مع الموعودين الذين انتظروهم وطريقه تعامل الموعودين مع المجتمعات التي جاؤا لها وكانت منكوسه بشكل فضيع , كما هو الحال اليوم , ولو ان لهذا الزمان انتكاسه غير مسبوقه ابدا , انتكاسه لا يكاد يسمع فيها كلام علم , ويتكلم كل ذي صيصه , يسمع الجاهل ويؤخذ برأيه , ويجبرون العالم على السكوت , انتكاسه الجهل فيها هو السائد , ويحسبه الجاهل علما , انتكاسه اقل ما توصف بانها اشد ما مر على الارض من عمليات محاربه الحق . فهلا نتعض من الماضين ونأخذ العبره ولا نحارب قائم ال محمد (ع) ؟ واحب التنبيه الى كتاب اضاءات على دعوات المرسلين الذي كتبه وصي ورسول الامام المهدي (ع) يماني ال محمد السيد احمد الحسن (ع) ففيه خير بيان وخير تفصيل لحياة الانبياء والمرسلين , وطرح بطريقه محببه لنفس الانسان للغايه , والحق ان اي انسان يقرأ لهذا الرجل يشعر انه ليس من هذا العالم اطلاقا.
الوصيه المقدسه مــــــــــــــــــهــــــــم جـــــدا
تعتبر الوصيه من اهم الادله على معرفة حجة الله في ارضه , وهي من ادوات المعرفه التي ارشد الله عباده اليها لمعرفة حجته , فبدونها لايمكن للانسان معرفة الحجه , ولو توفر العنصرين الاخرين حاكمية الله والعلم. وكانت دليلا وحجه يحتج بها الانبياء والاوصياء على اختلاف الازمنه , فليس هناك ولي لله على الارض الا ومنصوص عليه من قبل من سبقه بالاسم , فعلا سبيل المثال لا الحصر , نوح (ع) وصى بسام (ع) وفي تلك الوصيه بشر بهود (ع) ووصى به , وموسى (ع) وصى به من كان قبله من الانبياء يوسف (ع) ويعقوب(ع ) , واليوشع بن نون(ع) وصى به موسى (ع) وقبله اوصى بهارون (ع) , ووصى داوود(ع ( بالنبي سليمان )ع( , واصف بن برخيا(ع) وصى به سليمان (ع) وهكذا , فكل حجج الله لهم وصايا يوصون لمن يخلفهم فالوصيه يعرف بها الوصي ودوما هي الدليل والحجه الدامغه , وامرا لا بد منه , كي لا ينتحل صفة الوصي الجبابره والطغاة , وان انتحلوها تكون لا حجه لمن يتبعهم لانه يتبع الهوى وليس الدليل الالهي قال تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا) . فكل الانبياء لهم وصيه يوصون بها اممهم , ويعرفون الناس بشخوص القاده المنصوص عليهم من الله لقيادة المجتمع , فيكونوا الادلاء الى الله , ومؤيدين منه سبحانه بالعلم اللازم للاطاحه بالفتن والضلالات التي لايخلو منها قرن من الزمان , وارشاد الناس والسلوك بهم طريق النور الالهي . ولان الاسلام خاتم الرسالات السماويه ودين الله الذي ختم به الاديان , تكون وصية رسول الله محمد(ص) , هي اهم وصيه على الاطلاق وهي المنجيه من كل فتنه ظلماء حندس . والوصيه امر الزامي من الله جاءت في كتابه الكريم , فكيف يمكن للانسان ان ينكر وصية رسول الله(ص) وقد امر امته بالوصيه ؟ وهل يعقل ان يكون الامر الالهي للناس بالوصيه حين تحظر الوفاة ويتركه سيد الكائنات محمد (ص) ولا يعمل به ؟؟!! والايات التي تأمر الناس بالوصيه حين الوفاة يتركها رسول الله )ص( ولا يعمل بها وحاشاه ؟ قال تعالى ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُم) فهذه الايه الصريحه تأمر المؤمنين - وكل الامه - بالوصيه حين الاحتضار وطبعا كل بحسبه فصاحب المصنع يوصي بما لديه , وصاحب المزرعه يوصي بما لديه , ولكن , صاحب الامه بماذا يوصي؟؟ اليس يوصي بما لا تظل الامه بعده ولا تختلف ؟؟؟ اليس يوصي بما يعصمهم من الظلال ؟؟؟ فماذا كان كلام رسول الله محمد (ص) حين دعا بالكتف والدواة , اليس قال قربوا لي كتفا وداوة اكتب لكم كتابا لا تظلوا من بعده الى يوم القيامه ؟؟ فأهم شئ خلق من اجله الانسان هو المعرفه , (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وقد ورد عن اهل بيت النبوه يعبدون بمعنى يعرفون , فلا تتحق عبادة الله سبحانه دون معرفة الدليل الموصل اليه والباب الذي يؤتى منه سبحانه وهو حجة الله في الخلق . وأول وصيه وجدت حين خلق اول خليفه على الارض وهو ادم ) ع ( واستمرت الى يومنا هذا .. قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) . وقال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ) (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) وهذا نص صريح منه سبحانه على ان ادم(ع) , هو الوصي والحجه وامرهم سبحانه بطاعته وان عبادة الله تأتي من خلال طاعة الحجه , ولا تقبل اي عبادة لله الا من خلاله . فعلى الرغم من عبادة ابليس وسجوده لله الا انه خارجا عن عبودية الله بسبب عدم اعتراف بتنصيب ادم او قل عدم اذعانه بالقبول بأدم (ع) كحجه الهيه . وتأتي النصوص الثانيه على الارض بالنسبه للاوصياء بنص صريح من النبي الذي امره الله سبحانه وتعالى , ان ينص على اوصيائه من بعده كما اسلفنا .وليس هناك مسلم الا وعرف بالحادثه الشهيره ) رزية يوم الخميس) . فعندما قربت ساعة وفاة الرسول الاعظم محمد (ص) واراد ان يوصي وان يكتب كتابا لن تظل الامه من بعده , اعترضه الثاني (عمر بن الخطاب (وقال ان نبي الله يهجر حسبنا كتاب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. فالوصيه اشار اليها الائمه (عليهم السلام) بأن صاحب الامر يأتي محتجا بها على الناس لاثبات حقه وبها يعرف ويميز من مدعي الزور والادعياء المنتحلين لمقام الاوصياء . فقد بين اهل بيت النبوه (عليه السلام) الطريق لمعرفة صاحب الامر وبروايات كثيره , فهلا سألتم انفسكم اين هذا الكتاب والوصيه؟! وكيف اهل البيت (عليهم السلام) يحددون طريق معرفة القائم (عليه السلام) بعدة دلائل واهمها الوصيه دون سابق معرفتهم بكتابة الوصيه وانها موجوده في كلامهم ونقلها عنهم الرواة ؟ واليكم بعض الاخبار وتوجيهاتهم (صلوات الله عليهم) وما بعد الحق الا الظلال ... الحارث بن المغيرة النضري، قال قلنا لأبي عبد الله الصادق (ع):
(بماذا يعرف صاحب هذا الأمر؟ قال: بالسكينة والوقار والعلم والوصية . (بحار الأنوار ج138/ 52 .... فأين هي وصية رسول الله (ص) ؟ والتي اعتبرها اهل بيت النبوه (عليهم السلام) مائزا واضحا لا مجال للتشكيك به لمعرفة صاحب الامر هكذا وجهنا الائمه (عليهم السلام) في طريقة معرفة صاحب الامرالقائم (عليه السلام) فأشاروا للوصيه التي هي دليل كل حجج الله منذ ادم (عليه السلام) .. فتابعوا معي هذا الخبر في كلام للامام جعفر الصادق (عليه الصلاة والسلام) للمفضل بن عمر جاء فيه : ..... ثم يخرج من مكه هو ومن معه الثلاثمائه وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام , معه عهد نبي الله صلى الله عليه واله ورايته , وسلاحه , ووزيره معه ... . بحار الانوار ج52 ص223
فالذين هم مع الامام المهدي (عليه السلام) هم من امنوا اصلا بعهد رسول الله محمد (صلى الله عليه واله) اي الوصيه وبايعوا من ارسله الامام المهدي (سلام الله عليه) لكن لن نفصل الان في هذه الروايه الان الا بعد عرض الوصيه لان فيها اشاره من الامام الصادق (عليه السلام) تؤكد على صاحب الامر وارادها الامام الصادق(عليه السلام) دليلا اضافيا لدليل الاحتجاج بالوصيه فتمهل . ولنأخذ هذه الروايه القاطعه عن باقر علم النبيين محمد بن علي (صلوات الله عليه) فهي قاطعه بالنسبه للاحتجاج بالوصيه لصاحب الامر , وان الاحتجاج بالوصيه لا يمكن التشكيك به اطلاقا واليكم الخبر .. الباقر (ع) قال : ( ... اسمه اسم نبي ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ورايته وسلاحه...) إلزام الناصب ج2 96-97/ . فهل هناك اي مجال للشك في هذا الامر بعد بيان الطاهرين (ع) ؟ اوليس المعاند للامام احمد الحسن (عليه السلام) في كون احتجاجه بالوصيه ليس بكاف هو رد على ال محمد (ع) ؟ هكذا وجهنا اهل البيت (ع) فمن اراد هداهم يتمسك بهم .... الان بعد هذه الاختصار لمسألة تلازم امر ظهور الامام المهدي (ع) وامر دعوته وبيعته بالوصيه والاحتجاج بها , علينا الان ايها القارئ العزيز ان نعرض الوصيه المقدسه لرسول الله محمد (ص) في ساعة وفاته والتي وردت في كثير من المصادر , اضافه لكونها امرا الهيا بكتابه الوصيه , فهل يخالف رسول الله (ص) القرأن وحاشاه ؟؟ واليك ايها القارئ الوصيه المقدسه لرسول الله (ص) ساعة وفاته :
وصية رسول الله (ص) في ليلة وفاته عن الباقر (ع) عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (ع) , قال: قال رسول الله (ص) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي(ع) : يا أبا الحسن احضر صحيفة و دواة فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما و من بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول ألاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم و المأمون و المهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم و ميتهم و على نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا و من طلقتها فانا بريء منها لم أرها في عرصة القيامة و أنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها الي ابني الحسن البر الوصول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ع) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين (المهديين) له ثلاثة أسامي اسم كأسمى و اسم أبي و هو عبد الله و أحمد و الاسم الثالث المهدي و هو أول المؤمنين.
اما المصادر التي وردت بها الوصيه المقدسه فهي كثيره فقد جاءت في :بحار الأنوار ج 53 ص 147 , الغيبة للطوسي ص150 وفي طبعة مؤسسة المعارف الاسلاميه ص151 ، غاية المرام ج 2 ص241 , النجم الثاقب ج2 ص41 , اثبات الهداة – الشيخ الحر العاملي ج1 ص549 ح 376 , الايقاظ من الهجعه ص 393 , وكتاب تاريخ ما بعد الظهور للشهيد محمد محمد صادق الصدر ص640 , وكثيره هي المصادر.
وسنتابع معكم بقية الحلقات والثانيه على وشك ان تكتمل وفيها الاعتراضات التي يشكل فيها القوم على الدعوه اليمانيه المباركه , ومنها اسئله تنتاب المتحيرين وفيها الاجابه ايضا , نسأل الله التوفيق .
Comment