علاقة الرؤيا بالقائم عليه السلام – الجزء الأول
الرؤيا في القرآن الكريم :
قال اللّـه تعالى((الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة 1-3)
وقال اللّـه تعالى في كتابه الكريم (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء:4)
وقال اللّـه تعالى في كتابه الكريم (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (ق :41-42) .
ذكرنا في موضوع سابق الصيحة وحقيقتها وماهيتها كما وضحها لنا وصي ورسول الإمام المهدي ويماني أل محمد السيد احمد الحسن(ع) بأن الصيحة في عالم الملكوت وهي الرؤيا التي توقض النائم ،والعلاقة الوثيقة بين الصيحة والرؤيا كما أشار إليها وصي الإمام المهدي (ع) أما العلاقة بين الرؤيا والقائم(ع)وما مدى ارتباطها به (ع) نتطرق إليه إنشاء اللّـه كما أشارت روايات أهل البيت (ع)في إثبات أن هنا ك ارتباط بين الرؤيا والقائم(ع)،
ففي القرآن : اللّـه سبحانه وتعالى يسمي الرؤيا ( أحسن القصص )وقال تعالى عن الرؤيا ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحيناإليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) يوسف 3
ويقص علينا ( رؤيا يوسف ) , ويبين تحققها في رؤيا يوسف , ويبين تحققها في أرض الواقع , ويقص علينا ( رؤيا السجين ) وتحققها في ارض الواقع المعاش و (يقص رؤيا فرعون) الكافر , واعتماد يوسف (ع) وهو نبي عليها وتأسيسه اقتصاد الدولة بناءا على هذه الرؤيا , ومن ثم تحققها في الواقع المعاش , ويقص علينا القرآن (حال بلقيس ملكة سبأ) فهي تعرف أن سليمان (نبي كريم) بالرؤيا , فتصدق الرؤيا وتؤمن في النهاية (قالت يا أيها الملأ إني القي إلي كتاب كريم) النمل 29 , فمن أين عرفت انه كتاب كريم , إلا من اللّـه بالرؤيا , وهكذا كل أنبياء اللّـه ورسله , وأولياءه سبحانه وتعالى لا تفارقهم الرؤيا (آية عظيمة من آيات اللّـه) وطريق (يكلمهم اللّـه سبحانه به) فالرؤيا : طلائع الوحي الإلهي .
وفي قضية ذبح إسماعيل من قبل إبراهيم (ع) حيث قال سبحانه وتعالى في قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللّـه مِنَ الصَّابِرِينَ}الصافات102 فأثبتا عليهما السلام الرؤيا وأوجبا الحكم بها
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} الصافات104(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (الصافات:105){إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ} الصافات106، {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} الصافات 107{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} الصافات 78
فلا بلاء أعظم من بلاء شهد اللّـه جل ثناؤه أنه بلاء مبين، وهو تكليف إنسان أن يجعل سبيل الذبح ابنه وتكليفه هو والمذبوح أن يؤمنا ويصبرا ويسلما ويحتسبا. فلما أديا ما كلفا من ذلك وعلم اللّـه جل جلاله منهما صدق الإيمان، والصبر، والتسليم، والإذعان، فدى الابن بذبح عظيم، وحصلهما من تلك الشدائد الهائلة.
وقضية يوسف (ع) {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } يوسف4{قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } يوسف 5
وقال سبحانه وتعالى: “{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف 36
فنبأهما بتأويله، وذلك على تحقيق منه لحكم الرؤيا، وكان سؤالهما مع جهلهما بنبوته دليلا على أن الرؤيا حق وقول فرعون{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43
وقد أوحى اللّـه لفرعون مصر الكافر رؤيا استفاد منها يوسف (ع) في بناء اقتصاد الدولة ، ورؤيا النبي (ص) عندما رأى كلاب وخنازير ترتقي على منبره قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً)(الإسراء:60)
وقد أوحى اللّـه لمحمد ( ص) رؤيا عرفه بها ما يحصل لأهل بيته من بعده , وتسلط بني أمية ( لعنهم اللّـه ) على أمته , وقد عرض اللّـه سبحانه وتعالى نفسه شاهداً للكفار بنبوة محمد (ص) أن طلبوا شهادته . وكيف يشهد اللّـه سبحانه وتعالى للكفار إلا بالرؤيا , قال تعالى ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى باللّـه شهيدا بيني وبينكم ومن عند علم الكتاب ) الرعد 43 .
وقال تعالى(لَقَدْ صَدَقَ اللّـه رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) (الفتح: من الآية27) ،
والرؤيا طريق يكلم اللّـه به عباده جميعهم وأنبيائه و رسله , أوليائه و أعدائه , المؤمن والكافر ، أن الناس على طول مسيرة الإنسانية على هذه الأرض أكثرهم لا يوقنون بـ ( آيات اللّـه الملكوتية ولا يؤمنون بالرؤيا , والكشف في ملكوت السماوات ) لأنهم قصروا نظرهم على هذه الأرض وعلى المادة وهي مبلغهم من العلم لا يعدونها إلى سواها ( ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو اعلم بمن ظل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى ) النجم 30
وفي الجانب الآخر الأنبياء والرسل وأصحابهم , يؤمنون بآيات اللّـه , ويؤمنون بالرؤيا والكشف في ملكوت السماوات , وإنها طريق لوحي اللّـه سبحانه وتعالى , وما كانوا أنبياء لولا إيمانهم هذا .
ولذا مدحهم اللّـه سبحانه وتعالى فقال : ( ونادينه إن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ) الصافات 104-105
وقال : ( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلام ربها وكتبه وكانت من القانتين ) التحريم 12
قال تعالى : ( يوسف أيها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي ارجع إلى الناس لعلهم يعلمون ) يوسف 46 .فمدح إبراهيم (ع) لأنه صدّق بالرؤيا , ومدح مريم كذلك لأنها صدقت بالرؤيا , ومدح يوسف لأنه صدّق بالرؤيا.وللموضوع تتمة انشاء اللّـه. والحمد للّـه وحده وحده وحده .
………………………………………………………………………………………………
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 20 – السنة الثانية – بتاريخ 7-12-2010 م – 1 محرم 1432 هـ.ق)
الرؤيا في القرآن الكريم :
قال اللّـه تعالى((الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة 1-3)
وقال اللّـه تعالى في كتابه الكريم (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء:4)
وقال اللّـه تعالى في كتابه الكريم (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (ق :41-42) .
ذكرنا في موضوع سابق الصيحة وحقيقتها وماهيتها كما وضحها لنا وصي ورسول الإمام المهدي ويماني أل محمد السيد احمد الحسن(ع) بأن الصيحة في عالم الملكوت وهي الرؤيا التي توقض النائم ،والعلاقة الوثيقة بين الصيحة والرؤيا كما أشار إليها وصي الإمام المهدي (ع) أما العلاقة بين الرؤيا والقائم(ع)وما مدى ارتباطها به (ع) نتطرق إليه إنشاء اللّـه كما أشارت روايات أهل البيت (ع)في إثبات أن هنا ك ارتباط بين الرؤيا والقائم(ع)،
ففي القرآن : اللّـه سبحانه وتعالى يسمي الرؤيا ( أحسن القصص )وقال تعالى عن الرؤيا ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحيناإليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) يوسف 3
ويقص علينا ( رؤيا يوسف ) , ويبين تحققها في رؤيا يوسف , ويبين تحققها في أرض الواقع , ويقص علينا ( رؤيا السجين ) وتحققها في ارض الواقع المعاش و (يقص رؤيا فرعون) الكافر , واعتماد يوسف (ع) وهو نبي عليها وتأسيسه اقتصاد الدولة بناءا على هذه الرؤيا , ومن ثم تحققها في الواقع المعاش , ويقص علينا القرآن (حال بلقيس ملكة سبأ) فهي تعرف أن سليمان (نبي كريم) بالرؤيا , فتصدق الرؤيا وتؤمن في النهاية (قالت يا أيها الملأ إني القي إلي كتاب كريم) النمل 29 , فمن أين عرفت انه كتاب كريم , إلا من اللّـه بالرؤيا , وهكذا كل أنبياء اللّـه ورسله , وأولياءه سبحانه وتعالى لا تفارقهم الرؤيا (آية عظيمة من آيات اللّـه) وطريق (يكلمهم اللّـه سبحانه به) فالرؤيا : طلائع الوحي الإلهي .
وفي قضية ذبح إسماعيل من قبل إبراهيم (ع) حيث قال سبحانه وتعالى في قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللّـه مِنَ الصَّابِرِينَ}الصافات102 فأثبتا عليهما السلام الرؤيا وأوجبا الحكم بها
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} الصافات104(قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (الصافات:105){إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ} الصافات106، {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} الصافات 107{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} الصافات 78
فلا بلاء أعظم من بلاء شهد اللّـه جل ثناؤه أنه بلاء مبين، وهو تكليف إنسان أن يجعل سبيل الذبح ابنه وتكليفه هو والمذبوح أن يؤمنا ويصبرا ويسلما ويحتسبا. فلما أديا ما كلفا من ذلك وعلم اللّـه جل جلاله منهما صدق الإيمان، والصبر، والتسليم، والإذعان، فدى الابن بذبح عظيم، وحصلهما من تلك الشدائد الهائلة.
وقضية يوسف (ع) {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } يوسف4{قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } يوسف 5
وقال سبحانه وتعالى: “{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف 36
فنبأهما بتأويله، وذلك على تحقيق منه لحكم الرؤيا، وكان سؤالهما مع جهلهما بنبوته دليلا على أن الرؤيا حق وقول فرعون{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43
وقد أوحى اللّـه لفرعون مصر الكافر رؤيا استفاد منها يوسف (ع) في بناء اقتصاد الدولة ، ورؤيا النبي (ص) عندما رأى كلاب وخنازير ترتقي على منبره قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيراً)(الإسراء:60)
وقد أوحى اللّـه لمحمد ( ص) رؤيا عرفه بها ما يحصل لأهل بيته من بعده , وتسلط بني أمية ( لعنهم اللّـه ) على أمته , وقد عرض اللّـه سبحانه وتعالى نفسه شاهداً للكفار بنبوة محمد (ص) أن طلبوا شهادته . وكيف يشهد اللّـه سبحانه وتعالى للكفار إلا بالرؤيا , قال تعالى ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى باللّـه شهيدا بيني وبينكم ومن عند علم الكتاب ) الرعد 43 .
وقال تعالى(لَقَدْ صَدَقَ اللّـه رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) (الفتح: من الآية27) ،
والرؤيا طريق يكلم اللّـه به عباده جميعهم وأنبيائه و رسله , أوليائه و أعدائه , المؤمن والكافر ، أن الناس على طول مسيرة الإنسانية على هذه الأرض أكثرهم لا يوقنون بـ ( آيات اللّـه الملكوتية ولا يؤمنون بالرؤيا , والكشف في ملكوت السماوات ) لأنهم قصروا نظرهم على هذه الأرض وعلى المادة وهي مبلغهم من العلم لا يعدونها إلى سواها ( ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو اعلم بمن ظل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى ) النجم 30
وفي الجانب الآخر الأنبياء والرسل وأصحابهم , يؤمنون بآيات اللّـه , ويؤمنون بالرؤيا والكشف في ملكوت السماوات , وإنها طريق لوحي اللّـه سبحانه وتعالى , وما كانوا أنبياء لولا إيمانهم هذا .
ولذا مدحهم اللّـه سبحانه وتعالى فقال : ( ونادينه إن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ) الصافات 104-105
وقال : ( ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلام ربها وكتبه وكانت من القانتين ) التحريم 12
قال تعالى : ( يوسف أيها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي ارجع إلى الناس لعلهم يعلمون ) يوسف 46 .فمدح إبراهيم (ع) لأنه صدّق بالرؤيا , ومدح مريم كذلك لأنها صدقت بالرؤيا , ومدح يوسف لأنه صدّق بالرؤيا.وللموضوع تتمة انشاء اللّـه. والحمد للّـه وحده وحده وحده .
………………………………………………………………………………………………
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 20 – السنة الثانية – بتاريخ 7-12-2010 م – 1 محرم 1432 هـ.ق)
Comment