بيان لما رايته من السيرة العطرة للسيد احمد الحسن عليه السلام
هكذا عرفته من الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصل الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق.
1. البساطة في العيش:
مفهوم البساطة في العيش يتدول على الألسن وكثيراً ما وصف به العديد من الناس، ولكن يبقى ان هذا المفهوم مشكك، فيطلق على الكثير لكن كل بحسبه، فلا تقاس بساطة علي بن ابي طالب عليه السلام ببساطة غيره ممن هو ادون منه.
فلربما يتخيل البعض ان البساطة التي يعيشها علي بن ابي طالب عليه السلام خرافة لا يمكن تصديقها، فتارة يخصف نعله واخرى يأكل خبز شعير جاف، وهكذا.
ولكنها الحقيقية السهلة التقبل لمن طالع سيرة علي عليه السلام وعرف عظمة هذه الشخصية العظيمة.
إذن هي بساطة آل محمد عليهم السلام الذين لم يرغبوا في الدنيا وزهدوا فيها زهداً بليغاً.
فليس غريباً لما نرى سليل علي بن ابي طالب عليه السلام قد اقتفى أثر جده وسكن بيتاً بسيطاً جداً.
كان السيد أحمد الحسن عليه السلام ساكناً في بيت في مدينة النجف، في منطقة السهلة بالتحديد، فكان بيته بظهر مسجد السهلة العظيم.
وكان البيت قد استأجره ايجاراً بمبلغ (15.000 ديناراً تقريباً)، وفي الوقت نفسه قد هيمنت على البيت البساطة بشكل ملفت جداً؛ حيث كان مكوناً من غرفتين، غرفة لعائلته وغرفة للظيوف، وكما وكان الفاصل بين الغرفتين من الخارج قصب وبواري وجريد نخل !
وأما فراش ذلك البيت فهو حصير بسيط جداً، على الرغم من أنه لا يخلو من الظيوف.
ولما نأتي لزيارته يقوم بتظييفنا بنفسه، مع اننا لسنا غرباء عنه بل نزوره باستمرار كباراً وصغاراً، وهو سيدنا ومن دلنا على الحق ! ولكنه ارتدى حقاً ثوب الخادم للناس.
فكنّا نتألم ونعاني مما يقوم به لنا لما نحل عليه ضيوفاً ونكلمه فيقول: أتشرف بخدمتكم؛ كلي لكم !!
وهكذا جعلنا نألف هذا السلوك منه حتى اصبحنا نستعمل أغراضه الخاصة بلا استأذن منه، بينما نجده يستأذن لأبسط الأمور كقلم يكتب به أو غيره من الأمور البسيطة جداً !
Comment