السؤال/ 489:بسم الله الرحمن الرحيماللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهدين وسلم تسليماً.سيدي ومولاي يا بن رسول الله صلوات ربي عليك وعلى آبائك الطاهرين والمهديين من ولدك <ع>.سيدي ومولاي، رأيت رؤيا في المنام عجزت عن تفسيرها وأخذ العبرة منها، فوجهت وجهي لكم سيدي لأفهم المقصود من رؤياي: وجدت يا سيدي أني مع مجموعة من الزملاء في بعثة دراسية لبلد أجنبي، ولكن حين وصلنا لهذه البلدة وجدناها لا تروق لنا ونريد الخروج منها، فكان من معي من الإخوة مختلفين في ما بينهم على الطريقة الأمثل وشرح سبب مناسب لمن أرسلنا لهذه البلد، فوجدت نفسي أقول لهم: اجمعوا أمركم على قول واحد وقولوا بما قال نبي الله موسى لقومه.فما كان قول نبي الله موسى لقومه المناسب لمثل حالنا هذا ؟ وهل لهذا القول علاقة بقضية الإمام المهدي سلام الله عليه ؟ وبماذا توجهني وتنصحني به في مثل هذه المواقف ؟الجواب: بسم الله الرحمن الرحيموالحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.اعلم وفقك الله أن صيحة جبرائيل u تتبعها صيحة إبليس، وكل صيحة حق تتبعها صيحة باطل، فكما تسمع بدعوة الحق وداعي الحق لابد أن تمر بالامتحان وتسمع من شياطين الإنس والجن الشبهات التي يريدون أن يغطوا بها الحق ويضلوا بها الخلق عن الصراط المستقيم، فهذه رؤياك تبين لك الرد المناسب على شيعة المراجع أو أعوانهم والمنتصرين لهم، الذين يوجبون تقليد غير المعصوم بأهوائهم ونصبوا لأنفسهم عجلاً وسامرياً وضلوا عن سواء السبيل، فالله يبين لك أن الرد المناسب عليهم عندما يدعونك إلى الابتعاد عن الحق هو ما قاله موسى u لأشباههم: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾([1]).بل وأيضاً قول موسى u لقومه: ﴿يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ﴾([2]) مناسباً لأن تنصحهم به وتذكرهم بوصية رسول الله محمد <ص> إذ نصب فيهم الأئمة والمهديين <ع>﴿إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً﴾، فالمفروض أن تشكروا نعمة الله الكبرى عليكم وفيكم باتباع الحق والأخذ بوصية الرسول الكريم محمد <ص>، فالله قد آتاكم ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، أنتم بالخصوص في هذه الأمة حيث جعل لكم قادة هم خيرة خلقه سبحانه، وهم محمد وآل محمد <ع> الأئمة والمهديون ﴿يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ﴾.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الجواب المنير ج 5
[1]- البقرة: 54.
[2]- المائدة: 20.
المرسل: يوسف - العربية السعودية
أحمد الحسن
صفر/ 1431 هـ
[1]- البقرة: 54.
[2]- المائدة: 20.