إسبانيا تغرق في الفقر
الأزمة المالية الحادة في إسبانيا تُغرق المجتمع في البؤس. ثلاثة ملايين مواطن يعيشون تحت عتبة الفقر، مما يدفع جمعية كاريتاس الخيرية الكاثوليكية المحلية إلى إشعال الضوء الأحمر للتحسيس بخطورة اتساع الهوة بين مختلف الطبقات الاجتماعية في البلاد، في الوقت الذي تتفاءل فيه الحكومة بانتعاش الاقتصاد خلال الأشهر المقبلة.مواطنة كانت في مطعم شعبي مجاني تبرر وجودها به قائلة:
“أنا مضطرة للمجيء إلى هنا، لأنني لا أشتغل سوى خلال نهاية الأسبوع في دارٍ للعجزة، ولا أتقاضى أكثر من ثلاثمائةٍ وعشرين يورو”.
بالقرب منها يضيف آخر في عقده الخامس تقريبا قائلا:
“أنا لا أشتغل بما يكفي وأعيش على المساعدات الاجتماعية فقط”.
المساعدات الغذائية لا تسمح بالاستجابة لجيش العاطلين وذوي الدخل المحدود الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم.
مسؤول مطعم شعبي مجاني لمساعدة الفقراء يعلق على الوضع بهذه العبارات المتشائمة:
“اضطرارُنا لفتح مثل هذه المراكز للمساعدة في وقتنا هذا دليلٌ على فشلٍ اجتماعي، وعلى فشلِ كل السياسات الاجتماعية التي نُفِّذت خلال السنوات الأخيرة. ما وصلنا إليه من انحدار يُعدُّ بمثابة عودة بثلاثين أو خمسين عاما إلى الوراء”.
تبرعات المحسنين الذين سَلِموا من تأثير الأزمة المالية الخانقة تحاول تخفيف حدة معاناة الفقراء الذين بلغت نسبتُهم واحدا وعشرين بالمائة من المواطنين، لكنها تبقى غيرَ كافيةً أمام عمق البؤس الذي وقعت فيه إسبانيا التي تعيش ركودا اقتصاديا غير مسبوق خلال العقود الأخيرة بمقتضى الخطط التقشفية الحكومية لقاء مساعدة الدائنين الدوليين.