بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
المحاظرة رقم : - 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله سنتكلم وحسب عنوان المحاضرة عن المسلم في عالم الاقتصاد من خلال وضع بعض الاسئلة والتي سنجيب عليها من خلال سلسلة محاضرات الغاية منها الوصول الى معرفة هل الله وضع منهج ونظام اقتصادي مثلما وضع منهج دستور نظام للحاكم على هذه الارض ؟؟؟ ام تركها عبثا وترك امرها للعباد يقولوا فيها ماشاؤا ؟؟؟
وان شاء الله ستكون هذه السلسلة من الحاضرات تحمل في طياتها الاجابة على تلك الاسئلة ونبدأ على بركة الله ....
هناك واقع مرير تمر به الشعوب فمن فقر ومجاعة وانتهاك لكرامة الانسان الى قتل وقتال وصولا به اليوم الى اكبر ازمة اقتصادية عالمية تعصف بالرأسمالية مثلما عصفت وهدمت اركان الاشتراكية وفي ظل هذا الواقع يحتم علينا نحن انصار الله انصار الامام المهدي محمد بن الحسن ع انصار يماني ال محمد احمد الحسن عليهم السلام ان نبشرهم بالحل الامثل والخلاص من كل هذه الازمات والظلم والجور والحرمان التي تحصل من خلال الازمات الاقتصادية التي تعصف بالأمم، فنحن معنيون به لأننا نعيش في هذا العالم وذلك على ضوء ما عندنا من اقتصاد اسلامي ندّعي انه الاكمل والأفضل، فكيف يكون ذلك ؟؟؟
وهل الحل الذي نقدمه سيكون في منأى عن الازمات الاقتصادية الخانقة ؟؟؟
وهل الحل الذي نقدمه سيصل بنا الى العدل والرحمة والإنصاف لبائسي الارض ؟؟؟
ان ما نصبوا اليه بغض النظر عن معتقدنا وما تصبوا اليه الشعوب –حسب ما يدعون - هو دولة عدل تنصف المظلوم وتشبع الجائع وتعيد الكرامة للأرامل وتعيد حق اليتامى وبائسي الارض او ما يصبوا اليه الجميع العدالة في التوزيع، وهذا لا يتحصل إلا في ظل امام وقائد عادل منصب من قبل الله لان الايمان بهذا القائد له أثر، والقرآن الكريم يبين (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، اذن الايمان بالذي نصبه الله قائداً عادلاً ومن ثم التقوى له مدخلية في الآثار الوضعية ونزول الخيرات من السماء وإخراج الارض بركاتها .
ان الاقتصاد حسب تصور المنظرين هو عصب الحياة ، وله مدخلية في كل جوانب الحياة، وبالتالي فان تركيز البشرية عموماً من بدايتها الى يومنا هذا على مسائل الاقتصاد، لذلك نجد التطرف في جعل الجانب الاقتصادي والعامل الاقتصادي هو العامل الاول والأساس في مشكلة الإنسانية والبشرية.
ولا حيلة للناس حسب تصورهم – للمفهوم الاقتصادي الوضعي – غير ان يتقبلوا ما يمليه عليهم هؤلاء المنظرون لأنهم اعرف منهم بالحلول رغم ان المتقدمين للحل دائما يضعون اللوم على الاجهزة المنفذة لنظرياتهم ومناهجهم الوضعية وعلى اجهزة الرقابة والفساد الاداري التي تصل باقتصادات الدول للركود والكساد ومن ثم للانهيار الاقتصادي، ولا يضعون اللوم على انفسهم الامارة بالسوء ووضعهم لمناهج بعيدة كل البعد عما يريده خالقهم، واليوم يمر الاقتصاد الرأسمالي بموجة تعصف به وسينهار لا محال عاجلاً ام اجلاً كما انهار النظام الاقتصادي الاشتراكي سابقاً.
يقول مالك بن نبي( ) في كتابه "المسلم في عالم الاقتصاد"
ان العاملين على وضع خطة معينة لإنقاذ المجتمع الإسلامي من مشاكله الاقتصادية قد وضعوا أنفسهم أمام مجال ضيق للاختيار حين حصروا خياراتهم بالمسلمات الآتية:
1- الاختيار من ضمن ما هو موجود من مذاهب اقتصادية قائمة, وتطبيق ذلك المذهب على مجتمعاتنا.
2- حصر النشاط في صورة استثمار, تنظمه وتشرف عليه قطاعات خاصة أو استثمار تهيمن عليه سلطة سياسية فيما يسمى القطاع العام.
فالمسلمة الأولى تضطره إلى أن يختار بين الرأسمالية والشيوعية فإن جنح للرأسمالية فسرعان ما يصطدم بإباحيتها. وليس هذا فحسب بل إنه سيجد أن في الرأسمالية ما يتعارض مع مبادئ دينه وأهم تلك الأمور الربا التي يقوم الاقتصاد الرأسمالي عليها. فيسعى جاهدا لتخليص الرأسمالية من الربا لأنه محرم في شريعته, وهو إن نجح في ذلك فسيكون قد حصل نظاما اقتصاديا منزوع الروح أو لنقل أنه ركب روحا إسلامية لجسد رأسمالي فذلك الجسد لن يتقبل تلك الروح وسيفشل ذلك النظام.
فإن أدرك عقم مسعاه مع الرأسمالية التفت باتجاه الشيوعية _ التي يُلَطِّفُ اسمها فيسميها الاشتراكية _ وذلك الالتفات لا لما في الشيوعية من مبادئ وإنما لأنها الخيار الوحيد المتبقي بعد فشل التجربة الرأسمالية. وهو سيعاني مع الاشتراكية كما عانى مع الرأسمالية فلن يستطيع تقبل الاشتراكية بما فيها من إلغاء للملكية الخاصة, بغض النظر عن التعارض الكبير بين مبادئ الشيوعية والدين الإسلامي. وفي كلا الحالين نراه يحاول تركيب روح إسلامية على جسد أجنبي يرفضه ويرفضها( ).
ومن هنا فإن مالك بن نبي يقرر أن كل مبدأ اقتصادي لا يمكن أن ينتج أثره ويظهر مقدرته الحقيقة في النجاح أو الفشل إلا ضمن المحيط الذي قد وضع أساسا له فلا فائدة من نظام اقتصادي قد اجتث من أصله وزرع في أرض غريبة عنه وفي بيئة لا تتناسب معه, إن هذا النظام في تلك البيئة سيفشل؛ لأنه قد وضع في بيئة لا يصلح لها. ولذلك وجب على المفكرين السياسيين والاقتصاديين مراعاة ظروف مجتمعاتنا حين وضع أي نظام اقتصادي معين.
ويظن اكثر المفكرين والمحللين الاسلامين بان الحل الناجع للاقتصاد بوضع منهج اسلامي يستمد من استنباط الاحكام والاجتهاد في وضع منهج اسلامي يخالف المناهج الغربية.
ونظرًا لان حكام البلدان الإسلامية لا يعتدّون بقيم الحلال والحرام في المجال الاقتصادي، وُجِدَ أن المؤسسات الدولية التي تقدم استشاراتها لهذه الدول لا تقيم هي الأخرى وزنًا لمباديء الدين، ففي عام 1988 صدر تقريرًا عن عجز الموازنات العامة لدول جنوب آسيا، واقترح التقرير أن تقوم حكومات هذه الدول بتحصيل ضرائب على ممارسة البغاء باعتباره عملاً لا تُحصَّل عليه ضرائب، وكان من بين الدول المعنية في هذا التقرير ماليزيا وإندونيسيا!!!
فمتى كان البغاء عملاً بالمعايير الاقتصادية والشرعية ؟؟؟
ولكن كانت الطامة الكبرى أن يصدر عن المحكمة الدستورية في بنجلاديش اعتبار ممارسة البغاء من الأعمال التي يعتبرها القانون عملاً اقتصاديًّا !!! فلا حول ولاقوة الا بالله
اذن المحصلة هي الحصول على المال بشتى الطرق فالغاية تبرر الوسيلة وان تعارض مع دين الله الحق .
قال تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ، لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)
فلننصت لقول يماني ال محمد عليهما السلام وهو يسطر كلمات قليلة في الاموال التي تصرف بغير مجاريها ؟؟؟
فقد وجه السيد احمد الحسن عليه السلام كلمة في معنى الخمس وموارد صرفه بايجاز :
إذا تستقرئ أنظمة الدول الاقتصادية تجدها تفرض ضريبة وهي تقريباً بقدر الخمس في كثير من الدول، والضريبة لا أجر فيها ولا ثواب لمن يدفعها، فالذين يكفرون بخليفة الله في أرضه والذين يؤمنون بحاكمية الناس يدفعون رغم أنوفهم؛ لأنّ الدول والحكومات تجبرهم على دفع الخمس تحت عنوان الضريبة ولكنهم يدفعون أموالهم ثم تكون حسرة عليهم؛ لأنهم دفعوها لإقامة حاكمية الناس على الأرض ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ الأنفال: 36.
بينما الله ومن رحمته فرض على المؤمنين أن يدفعوا هذه الأموال نفسها - أي الخمس - وفي نفس الوقت يثيبهم على دفعها ويطهرهم بدفعها ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ التوبة: 103.
الإنسان بإمكانه أن يجعل كل حياته على هذه الأرض عبارة عن طاعة، ويمكنه أن يجعل كل حياته على هذه الأرض عبارة عن معصية، الفرق فقط أن يتبع خليفة الله أو أن يعرض عنه ويلتوي عليه.
وأعلم سددك الله أن الخمس مهم جداً في إقامة الاقتصاد الإسلامي العادل، فالإسلام لا يؤمن بالرأسمالية أو الاشتراكية بل يجعل خمس الاقتصاد بيد شخص مقطوع بأنه زاهد عادل حكيم في التصرف، وبهذا : -
يضمن في الاقتصاد الإسلامي المواساة بين المؤمنين وبين بلاد المؤمنين فلا يكون هناك بلد إسلامي متخم وآخر يئن أهله من وطأة الفقر والحاجة، وبهذا تصلح أمور الفقراء والأيتام والأرامل المالية، ولا يبقى جائع أو عارٍ أو شخص يعيش في العراء، وهذا ينعكس إيجاباً على الحالة الاجتماعية للمجتمع المسلم، فالتخمة والفقر كلاهما له أثر اجتماعي سلبي أقل ما فيه أنه قد يؤدي إلى تدني الأخلاق الكريمة كالكرم والمواساة والإيثار وبروز أخلاق لئيمة كالفساد الجنسي والحرص الخ.
ولن يبقى المتخم يرتاح لتخمته وبتخمته وهو يرى أنّ هناك فقيراً أو محتاجاً بعد أن يرى هو والمجتمع ككل أنّ هناك شخصاً هو خليفة الله في أرضه ينفق أمواله وهي خمس الأموال لمصلحة عامة الناس وإعالة المحتاجين، وبهذا يكون خليفة الله بإنفاقه أموال الخمس قدوة - بزهده وابتعاده عن زخرف الدنيا رغم امتلاكه لها - يذكر كل متخم ويجعله يحس بالنقص والقصور والصغر وهو ينغمس في زخرف الدنيا ويعيش حياة الترف في حين أنّ هناك فقيراً ومحتاجاً يعاني شظف العيش. وهذا مهم جداً لإصلاح الناس اقتصادياً كبديل عن القدوة السيئة في المجتمع الإنساني كما هو اليوم - وكما كان دائماً في دولة الطاغوت - الثري المترف الذي يحرص على جمع الأموال – بكل صورة وبلا حدود - ليحقق بها رغباته الشخصية، وبالتالي يكون المجتمع بفقرائه وأغنيائه وللأسف مثله كمثل كلاب تتهارش على جيفة يتخم منها القوي ويجر الضعيف ذيله حولها وهو يعوي من ألم الجوع.
خليفة الله في أرضه كما انه مهم كقدوة دينية وأخلاقية واجتماعية أيضاً هو مهم جدا كقدوة اقتصادية يصلح الله بها أحوال الناس فعند إيمانهم به سيصلح حالهم اقتصاديا ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ الأعراف: 96. فهذه الآية لا تعني فقط المدد الإلهي الغيبي فحسب بل تعني ما قدمتُ من سبب طبيعي مادي لصلاح أحوال الناس الاقتصادية وهو خليفة الله في أرضه وتصرفه العادل والحكيم بخمس المال الذي هو ملك شخصي له وإعطاؤه مثلاً أعلى في الزهد والابتعاد عن الترف وتوفير حاجة المحتاجين.
هذا محور أساسي في الاقتصاد الإسلامي أو الإلهي وأحد أهم أسباب اختلافه عن أي اقتصاد وضعي آخر.
الاقتصاد الإسلامي مرتكز على خليفة الله وبدونه لا يمكن أن يكون هناك شيء اسمه اقتصاد إسلامي أو إلهي يهدف لتحقيق العدالة بين الناس)( ).
احمد الحسن 1433 ه.ق ... رسالة في الخمس –
اذن كان للامام احمد الحسن قول في الجانب الاقتصادي وقول في الجانب الديني وقول في الجانب السياسي وقول في الجانب العلمي مثل نظرية دارون ونظرية ام وغيرها من النظريات العلمية فالحق ان ننصت بانصاف لهذا الرجل الذي لايريد منا جزاءً ولاشكورا .
قال تعالى(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) سورة الانعام اية 32.
وقال تعالى (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت 64.
اذن الله يصيح بنا منذ الالف السنين بان هذه الدنيا دار ممر وليس دار قرار ودار امتحان وليس دار لعب وجمع اموال وبناء القصور !!!
قال عيسى عليه السلام (لا يقدر احد ان يخدم سيدين. لأنه اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال. لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. انظروا الى طيور السماء. انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم انتم بالحري افضل منها. ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة. ولماذا تهتمون باللباس. تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل) متى الاصحاح السادس.
فبعض النظريات الاساسية، التي ترجمت على ارض الواقع وأصبحت هي الاساس في تنظيم الحياة الاقتصادية في معظم بلدان العالم وان اختلفت بعض الشيء هنا أو هناك ومنها نظرية الاقتصاد الاشتراكي التي تبناها الحزب الشيوعي، ثبت فشلها، ولعل خير مثال ما آل اليه الاتحاد السوفيتي من التفكك والانقسام الى دويلات اتجه الكثير منها الى سياسة السوق الحر بمعاونة الدول الاوربية ومعاونة راعية الرأسمالية والسوق الحر امريكا ظنا منهم انه الحل الامثل لإنقاذ شعوبهم من الفقر والبطالة والدكتاتورية.
بالمقابل فان النظرية الرأسمالية بمجمل جوانبها وما آل اليه الوضع العالمي الحالي من تدهور فان اغلب البلدان الفقيرة التي تحاول ركوب امواج هذه النظرية وتطبيقها في بلدانهم دون معرفتهم بأصول السباحة غرقوا فيها واحتاجوا ليد العون فتمسكوا بقشة لعلها تنجيهم من الغرق فطلبوها ممن وضعهم على تلك الامواج فغرقوا اكثر وذلك بالتعاون مع ما يسمى صندوق النقد الدولي ، وما يمليه من شروط مجحفة وقاسية لكل من يقترض الاموال لحل مشكلة معينة يمر بها البلد فيصبح في ازمة كبيرة لا حل لها سوى الرضوخ للهيمنة العالمية المتمثلة بإدارة هذا الصندوق من الدول الرأسمالية المتنفذة وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي هي اول من اسس هذا الصندوق وهو يدار في بيتها وما افرزته القوانين الوضعية مثل منظمة التجارة الحرة وإلغاء قانون بريتون المتمثل بسعر الصرف فهنالك العديد من الدول ومازالت خاصة منذ فترة 1944 – 1971 تعتمد نظام سعر الصرف الثابت والذي يعرف على انه ( التدخل الحكومي المستمر في سوق العملات للحفاظ على استقرار العملة والحيلولة دون ارتفاع السعر أو انخفاظه عن السعر المحدد ) قانون بريتون (اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods) الاسم الشائع لمؤتمر النقد الدولي الذي انعقد من 1 إلى 22 يوليو 1944 في غابات بريتون في بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد حضر المؤتمر ممثلون لأربع وأربعين دولة. وقد وضعوا الخطط من أجل استقرار النظام العالمي المالي وتشجيع إنماء التجارة بعد الحرب العالمية الثانية. وتمنى الممثلون إزالة العقبات على المدى الطويل بشأن الإقراض والتجارة الدولية والمدفوعات. وقد رفع مؤتمر غابات بريتون خططه إلى منظمتين دوليتين هما: صندوق النقد الدولي (IMF).والبنك الدولي للإنشاء والتعمير. كما ثبت النظام العملات في نظام ثابت للصرف الأجنبي بنسبة تذبذب 1% للعملة بالنسبة للذهب أو الدولار وقد عمل الصندوق على تشجيع الاستقرار المالي الدولي وذلك من خلال توفير المساعدات قصيرة الأجل لمساعدة الأعضاء الذين يواجهون عجزًا في ميزان المدفوعات، وساد هذا النظام في الفترة السابقة نتيجة اتفاقية بريتون وودز والذي حدد بموجبه أسعار تبادل العملات بعضها ببعض وربطها بالذهب والذي بدوره يمكن تحويله الى دولار والذي كان انذاك العملة الوحيدة القابلة للتحويل الى ذهب وبالعكس ونظام بريتون هو الاتفاق الذي من خلاله تم إنشاء أسعار صرف ثابتة للعملات الاساسية لكي يتيح للبنوك المركزية التدخل في أسواق المال.
كيف يتم تثبيت اسعار الصرف exchange rates ؟
لو افترضنا ان دولة ما تتعامل بالدرهم تثبت عملتها مقابل الدولار عند مستوى 3,60 درهم، ولنفرض ان الاستثمارات الاجنبية زادت في هذه الدولة مما ادى الى زيادة عرض الدولارات مما يؤدي الى انخفاض قيمة الدولار اي انخفاض سعر صرف الدولار الى 3,50. ولكن نظرا لتثبيت سعر الصرف الذي حددته الحكومة فلن تسمح بهذا الانخفاض ويتم تجنب ذلك بقيام البنك المركزي لهذه الدولة ببيع كمية من الدراهم مقابل شراء الدولارات فيرتفع مستوى الطلب على الدولار ويقل المعروض وصولا الى المبلغ المحدد لسعر الصرف المثبت.
والعكس في حالة افتراض انه ونتيجة لزيادة الإقبال على شراء السلع الاجنبية التي تتعامل بالدولار سيرتفع الدولار ، ويرتفع سعر الصرف وينخفض الدرهم وللحيلولة دون حدوث ذلك سيقوم البنك المركزي بشراء الدرهم وبيع الدولار وهذا يعني يزداد المعروض ويقل الطلب على الدولار وصولا الى المبلغ المحدد لسعر الصرف المثبت.
وايضا في حالات الازمات الاقتصادية ينتج عنها تقلب اسعار الصرف فتلجأ الدولة متمثلة ببنكها المركزي بالحيلولة دون حدوث ارتفاعات او انخفاظات في سعر الصرف .
ولاستمرار هذا النظام لابد من وجود احتياطي كاف من العملات الاجنبية لدى البنك المركزي لتلك الدول التي تتبع هذا النظام .
تعويم العملة
وعكس نظام تثبيت العملة تعويم العملة بمعنى عدم تثبيت سعر الصرف وجعل السوق هو المتحكم بسعر الصرف ويحدد سعر الصرف بناء على قوى العرض والطلب .
وقد استمرت اتفاقية بريتون حتى عام 1971 ومن بعدها تم الغاءها من قبل الولايات المتحدة الامريكية فلا استقرار لأسعار الصرف ويعني ذلك عدم ثبات الأسعار ووجود تقلبات غير طبيعية في المستوى العام للأسعار مما يؤدي لعدم الاستقرار وبقرارها هذا ادخلت دول العالم بنظام التعويم كي تكون صاحبة القرار في هذا النظام العالمي فهي اليوم تعتبر القطب الاوحد المتحكم بمقدرات العالم لكننا نرى الناس تنظر الى ديمقراطية امريكا على أنها الحل السحري لمشاكلها ولو تتبعنا نشوء الولايات المتحدة الامريكية( ) وما احدثته بالعالم وبمن يقف بالضد لها لما تجرأ احد بان يقول بان النظام الامريكي الرأسمالي الديمقراطي هو نظام يدافع عن حريات الفرد ويدعو لرفاهه ونظرة سريعة سنجد عكس ما يراه الناس !!!
فالرغبة الأمريكية في السيطرة على العالم وبالذات على منابع الطاقة لا تنبع من حجم مساهمته في الاحتياجات النفطية الأمريكية، بقدر ما هو السبيل لجعل الولايات المتحدة الامريكية تحتفظ بمفاتيح الطاقة العالمية في يدها، وما يعنيه ذلك من التحكم في حركة منافسيها العالميين. وبسط الهيمنة على واحد من أهم مصادر الطاقة في العالم كي تكتمل مقومات الإمبراطورية الأمريكية المزمع بناؤها، وليس أدل على ذلك مما ورد في" إستراتيجية الطاقة القومية "National Energy Policy أو ما يعرف بـ"تقرير تشيني Cheney Report " الذي يشير إلى ضرورة أن يكون هناك قواعد عسكرية على رأس جميع منافذ النفط في العالم بدءا من "كازاخستان"، وانتهاء بأنجولا في أفريقيا. كما تشير تلك الوثيقة أيضًا إلى أنه بحلول عام 2020م فإن النفط الخليجي سيساهم بما يتراوح بين 54 و67% من معروض النفط العالمي الخام "، وهو ما يجعل هذا الإقليم حيويًّا بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة..." هكذا يقول التقرير حرفيًّا، كما تشير بعض التقديرات إلى أن السعودية التي تصل طاقتها الإنتاجية حاليًا إلى نحو 10.5 ملايين برميل يوميًّا، والعراق بنحو 2.5 مليون برميل يوميًّا، سوف ترتفع طاقتاهما الإنتاجيتان كي تصل إلى نحو 22.1 و10 ملايين برميل يوميًّا لكل منهما على التوالي، خلال الـسبعة عشر عامًا القادمة.
وفي ظل الشعار الميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة" الذي اصبح منهج عمل للحكومات والشركات الكبيرة وحتى على صعيد الافراد، لا عجب أن تزداد الهوة بين الفقراء والاغنياء ليصبح البقاء للاقوى.
يقول سيد قطب سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي :
إن معاوية وزميله عمرو بن العاص لم يغلبا علياً لأنهما اعرف منه بدخائل النفوس واخبر منه بالتصرف المناسب، ولكن لإنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لايملك علياً أن يتدلى إلى هذا الدرك الاسفل. فلا عجيب ينجحان ويفشل، وأنه لفشل اشرف من كل نجاح.
على أن غلبة معاوية على علي كانت غلبة جيل على جيل وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه، كان مد الروح الاسلامي العالي قد أخذ ينحسر وارتد الكثيرون من العرب الى المنحدر الذي رفعهم منه الاسلام، بينما يبقى عليٌ في القمة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار من هنا كانت هزيمته وهي هزيمة اشرف من كل إنتصار.
ويذكر ايضا في كتابه (كتب وشخصيات) ان "ميكافيلي" ليس هو مؤسس الغاية تبرر الوسيلة بل قد سبقه الى ذلك معاوية بقرون حيث يقول:
فروح "ميكافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل ميكافيلي بقرون وهي التي تسيطر على أهل هذا الجيل وهم اخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها لأنها روح "النفعية" التي تظلل الافراد والجماعات والأمم والحكومات!
وبعد فلست شيعيا لاقرر هذا الذي اقول إنما انا انظر الى المسألة من جانبها الروحي والخلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن الوصولية الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو بن العاص، إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة. ويذكر سيد قطب لقد كان انتصار معاوية هو اكبر كارثة دهمت روح الاسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس كتاب (كتب وشخصيات) تأليف سيد قطب الشاذلي..
كالفن المؤسس الفعلي للراسمالية
اكملت الشريعة المسيحية الشريعة اليهودية، كما جاء على لسان عيسى ع: (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لإُ كمّل) انجيل متي الاصحاح 5-17.
وكانت هذه الشريعة قد حرّمت الربا على اليهود، في نصوص واضحة من الكتاب المقدس، منها ما جاء في سفر الخروج الاصحاح الثاني والعشرون: (ان اقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي.لا تضعوا عليه ربا).
وفي سفر تثنية الاشتراع الاصحاح الثالث والعشرون 20: (للاجنبي تقرض بربا ولكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها).
فاليهودي كان يؤمن بالملكية الشخصية، إلا أن الملكية الشخصية لديه ما كانت لتنفصل عن واجب التضامن، تضامن الغني مع الفقير من أبناء قومه فقط، فكان كل من يملك شيئاً يعتبر نفسه بمثابة وكيل لدى الله. الا ان العلماء غير العاملين اسسوا الربا واحلوه لكن بطرق شتى يقبلها الكثير ويرفضها القليل الا انها اصبحت سائدة على انها مما حلله الله فجاء عيسى ع ليبين للناس ما ال اليه مصيرهم بسبب اتباع هؤلاء المحرفين لكتاب الله وسنته بقوله الواضح الجلي :
(اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) لوقا 6/35.
وساد تعليم الكنيسة لقرون بشأن تحريم الربا، وكثيراً ما ذكر هذا التحريم في العديد من المجامع المسكونية والمحلية، والكنسية.
واستمر تحريم الربا حتى جاء من وضع اسس الفائدة على اموال الانتاج وكان المفكر البروتستانتي (كالفان)( ) (1509-1564) أول مفكر مسيحي نظر للمال على أن له دوراً في فعالية الحياة الاقتصادية، وأنه ليس ملكية جامدة، بل ملكية متحركة ومنتجة، يتوقف عليها الاقتصاد كله. وهو يرى أن ما قاله السيد المسيح في الآية المذكورة (اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) (لوقا 6/35)، إنما يعني به ضرورة الوقوف إلى جانب الفقير والمعوز. وما عدا ذلك، فللمال قوة إنتاجية مثله مثل سائر السلع التجارية. وبذلك ميّز (كالفان) بين قرض الإعانة الذي يريده مجانياً على نحو دائم، وقرض الإنتاج الذي يفسر ويبرّر الفائدة، وبالتالي يبيح الربا، ولكن بفائدة معقولة.
وكان أن انتقلت هذه النظرية إلى المفكرين الكاثوليك، ومن ثم إلى الكنيسة الكاثوليكية. ومن ثم الى بقية المذاهب، والمعروف أن نظرية كالفان هذه كانت إحدى أهم منطلقات الرأسمالية الغربية.
وصولا الى يومنا الحاضر والتي يعتبر مفكري اليوم بان الراسمالية انتصرت على الاشتراكية وستسود العالم ومن بينهم فرانسيس فوكوياما ...
كتب فوكوياما( ) عن نهاية التاريخ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الدائرة بركبه (أن الأفكار الليبرالية انتصرت بصورة لا تقبل الشك، هي وحدها الرأسمالية من امتلكت وتملك الحلول الاقتصادية للعالم، من خلال اقتصاد السوق الحر ).
وتحت عنوان نهاية التاريخ قال : إن نهاية تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية قد ولى وانتهى إلى دون رجعة مع انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين ، لتحل محله الليبرالية( ) وقيم الديمقراطية الغربية. وقد قصد فوكوياما أن يعارض فكرة نهاية التاريخ في نظرية كارل ماركس، المادية التاريخية والتي يعتبر فيها ماركس أن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني سينتهي عندما تزول الفروق بين الطبقات( ) .
أراد فوكوياما والمؤسسات الرأسمالية الداعمة له نهايةً للتاريخ، بتفرد اقتصاد السوق الحر وحده كحل وحيد وابدي للعالم !!!
وهذا فوكوياما يذكر في مقالة بعنوان "نهاية التاريخ"، مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية عام 1989م: أن اللبرالية هي "نقطة النهاية للتطور الإيديولوجي البشري" وأنها "الشكل النهائي للحكومة البشرية"، التي ستملأ الأرض قسطا وعدلا. وأنه لم يبق للوصول إلى أرض الميعاد سوى التخلص بالصواريخ "الديمقراطية" الأميركية المجنحة من نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والأنظمة الاستبدادية، التي ملأت الشرق الأوسط ظلما وجورا، وعندها سيصبح كل شيء على ما يرام واذا اردنا التحدث عن الأزمات الاقتصادية المتتابعة ، وعن تأميم البنوك العملاقة ، في عقر الرأسمالية (الذي هو تدخل سافر، يعتبر جريمة بمنظور اقتصاد السوق الحر) سيطول بنا المقام ولكن ليقرأ ويطالع معنا فوكوياما هذا الحل الوحيد والابدي للعالم الذي تمناه كيف يتهاوى صرحه وتعصف به الريح بلا رجعة فماذا سيقول فوكوياما ؟؟؟
هناك سؤال جوهري نختم به محاضرتنا وان شاء الله سنكمل هذه السلسلة من المحاضرات حول انهيار الاقتصاد العالمي بزعامة امريكا بالحلقات اللاحقة ان شاء الله .
ورب سائل يقول لماذا اقتصاد امريكا هو اقوى اقتصاد في العالم ؟
ولننصت لقول يماني ال محمد عليهم السلام
كيف علت امريكا وكيف حصلت على هذه القوة الاقتصادية ستجد ان هناك سراً إلهياً في غاية الاهمية قلما يلتفت اليه احد إلا من ارتبط بالسماء!!!
في حوار حول اقتصاديات العالم و سأذكر ما مضمونه ؛ قلت الى الامام احمد الحسن عليه السلام:
ما السر في القوة الاقتصادية التي تمتلكها امركيا ؟؟؟
قال (ع): هل لديك عملة دولار
قلت: نعم
قال ع : انظر الى الشعار الموضوع في ورقة الدولار ؟؟؟
قلت : اي شعار
قال : نحن نثق بالله IN COD WE TRUST
قلت :سبحان الله !!!
قال(ع): يمثل الدولار في يومنا هذا رأس الهرم للاقتصاد العالمي وحقيقة الامر هم لم يصلوا الى هذا المستوى إلا لأمر غيبي فأمريكا تضع شعاراً على ورقة الدولار نحن نثق (نؤمن)، (انظر الى العملة النقدية الدولار مكتوب عليها IN COD WE TRUST) نحن نثق بالله او ثقتنا بالله.
العملة تمثل اقتصاد البلد وهذا القول حتى وان كان لا يمثل حقيقة امريكا ولكنه يعبر عن اعتراف ضمني بان الله مهيمن على هذه القوة الاقتصادية وهم يثقون بهذه القوة فوضعت على نقودهم .
فأين المسلمين من هذه العبارة قولا وعملا ؟؟؟
قلت : هذا الشعار لا علاقة له بالرأسمالية؟
قال ع: نعم هذا الشعار الموجود في الدولار هو شعار إلهي ولا علاقة له بالرأسمالية او غيرها من الشعارات الاخرى هو يبين ان لا قوة إلا بالله ولكن بكل تأكيد هم الان انحرفوا عن هذا الشعار ولابد لهم من نهاية كما كانت نهاية قارون .
وعلى الناس ان يلتفتوا في حساباتهم المادية وان لا يحجبوا السماء المتمثلة بالغيب المرتبط بالله من حساباتهم والا نتيجتهم ستكون نتيجة قارون واليوم فرعون وهامان وقارون متمثلة بأمريكا وأذيالها.
قلت :فكيف ذلك ؟؟؟
قال (ع) : بالنسبة الى امريكا ومن تبعها ايضاً يظنون بأنهم قادرون
قال تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يونس:24.. انتهى كلامه عليه السلام .
لا اريد ان اقول إلا اننا في وادٍ وخلفاء الله في وادٍ اخر هم يريدون منا الرجوع الى السماء ونحن نريد الحلول الدنيوية (المادية) هم لا يستبعدون معادلات السماء في حساباتهم سواء الدنيوية او الاخروية ونحن لا نفكر إلا بمنظار اعيننا التي لا ترى إلا المادة طريقاً للرفاهية وإشباع الرغبات التي لا يشبعها إلا الموت.
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
المصدر : بقلم الاستاذ " اميري حسين "
المصدر الصوتي : المسلم في عالم الاقتصاد
والحمدلله رب العالمين
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
المحاظرة رقم : - 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله سنتكلم وحسب عنوان المحاضرة عن المسلم في عالم الاقتصاد من خلال وضع بعض الاسئلة والتي سنجيب عليها من خلال سلسلة محاضرات الغاية منها الوصول الى معرفة هل الله وضع منهج ونظام اقتصادي مثلما وضع منهج دستور نظام للحاكم على هذه الارض ؟؟؟ ام تركها عبثا وترك امرها للعباد يقولوا فيها ماشاؤا ؟؟؟
وان شاء الله ستكون هذه السلسلة من الحاضرات تحمل في طياتها الاجابة على تلك الاسئلة ونبدأ على بركة الله ....
هناك واقع مرير تمر به الشعوب فمن فقر ومجاعة وانتهاك لكرامة الانسان الى قتل وقتال وصولا به اليوم الى اكبر ازمة اقتصادية عالمية تعصف بالرأسمالية مثلما عصفت وهدمت اركان الاشتراكية وفي ظل هذا الواقع يحتم علينا نحن انصار الله انصار الامام المهدي محمد بن الحسن ع انصار يماني ال محمد احمد الحسن عليهم السلام ان نبشرهم بالحل الامثل والخلاص من كل هذه الازمات والظلم والجور والحرمان التي تحصل من خلال الازمات الاقتصادية التي تعصف بالأمم، فنحن معنيون به لأننا نعيش في هذا العالم وذلك على ضوء ما عندنا من اقتصاد اسلامي ندّعي انه الاكمل والأفضل، فكيف يكون ذلك ؟؟؟
وهل الحل الذي نقدمه سيكون في منأى عن الازمات الاقتصادية الخانقة ؟؟؟
وهل الحل الذي نقدمه سيصل بنا الى العدل والرحمة والإنصاف لبائسي الارض ؟؟؟
ان ما نصبوا اليه بغض النظر عن معتقدنا وما تصبوا اليه الشعوب –حسب ما يدعون - هو دولة عدل تنصف المظلوم وتشبع الجائع وتعيد الكرامة للأرامل وتعيد حق اليتامى وبائسي الارض او ما يصبوا اليه الجميع العدالة في التوزيع، وهذا لا يتحصل إلا في ظل امام وقائد عادل منصب من قبل الله لان الايمان بهذا القائد له أثر، والقرآن الكريم يبين (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، اذن الايمان بالذي نصبه الله قائداً عادلاً ومن ثم التقوى له مدخلية في الآثار الوضعية ونزول الخيرات من السماء وإخراج الارض بركاتها .
ان الاقتصاد حسب تصور المنظرين هو عصب الحياة ، وله مدخلية في كل جوانب الحياة، وبالتالي فان تركيز البشرية عموماً من بدايتها الى يومنا هذا على مسائل الاقتصاد، لذلك نجد التطرف في جعل الجانب الاقتصادي والعامل الاقتصادي هو العامل الاول والأساس في مشكلة الإنسانية والبشرية.
ولا حيلة للناس حسب تصورهم – للمفهوم الاقتصادي الوضعي – غير ان يتقبلوا ما يمليه عليهم هؤلاء المنظرون لأنهم اعرف منهم بالحلول رغم ان المتقدمين للحل دائما يضعون اللوم على الاجهزة المنفذة لنظرياتهم ومناهجهم الوضعية وعلى اجهزة الرقابة والفساد الاداري التي تصل باقتصادات الدول للركود والكساد ومن ثم للانهيار الاقتصادي، ولا يضعون اللوم على انفسهم الامارة بالسوء ووضعهم لمناهج بعيدة كل البعد عما يريده خالقهم، واليوم يمر الاقتصاد الرأسمالي بموجة تعصف به وسينهار لا محال عاجلاً ام اجلاً كما انهار النظام الاقتصادي الاشتراكي سابقاً.
يقول مالك بن نبي( ) في كتابه "المسلم في عالم الاقتصاد"
ان العاملين على وضع خطة معينة لإنقاذ المجتمع الإسلامي من مشاكله الاقتصادية قد وضعوا أنفسهم أمام مجال ضيق للاختيار حين حصروا خياراتهم بالمسلمات الآتية:
1- الاختيار من ضمن ما هو موجود من مذاهب اقتصادية قائمة, وتطبيق ذلك المذهب على مجتمعاتنا.
2- حصر النشاط في صورة استثمار, تنظمه وتشرف عليه قطاعات خاصة أو استثمار تهيمن عليه سلطة سياسية فيما يسمى القطاع العام.
فالمسلمة الأولى تضطره إلى أن يختار بين الرأسمالية والشيوعية فإن جنح للرأسمالية فسرعان ما يصطدم بإباحيتها. وليس هذا فحسب بل إنه سيجد أن في الرأسمالية ما يتعارض مع مبادئ دينه وأهم تلك الأمور الربا التي يقوم الاقتصاد الرأسمالي عليها. فيسعى جاهدا لتخليص الرأسمالية من الربا لأنه محرم في شريعته, وهو إن نجح في ذلك فسيكون قد حصل نظاما اقتصاديا منزوع الروح أو لنقل أنه ركب روحا إسلامية لجسد رأسمالي فذلك الجسد لن يتقبل تلك الروح وسيفشل ذلك النظام.
فإن أدرك عقم مسعاه مع الرأسمالية التفت باتجاه الشيوعية _ التي يُلَطِّفُ اسمها فيسميها الاشتراكية _ وذلك الالتفات لا لما في الشيوعية من مبادئ وإنما لأنها الخيار الوحيد المتبقي بعد فشل التجربة الرأسمالية. وهو سيعاني مع الاشتراكية كما عانى مع الرأسمالية فلن يستطيع تقبل الاشتراكية بما فيها من إلغاء للملكية الخاصة, بغض النظر عن التعارض الكبير بين مبادئ الشيوعية والدين الإسلامي. وفي كلا الحالين نراه يحاول تركيب روح إسلامية على جسد أجنبي يرفضه ويرفضها( ).
ومن هنا فإن مالك بن نبي يقرر أن كل مبدأ اقتصادي لا يمكن أن ينتج أثره ويظهر مقدرته الحقيقة في النجاح أو الفشل إلا ضمن المحيط الذي قد وضع أساسا له فلا فائدة من نظام اقتصادي قد اجتث من أصله وزرع في أرض غريبة عنه وفي بيئة لا تتناسب معه, إن هذا النظام في تلك البيئة سيفشل؛ لأنه قد وضع في بيئة لا يصلح لها. ولذلك وجب على المفكرين السياسيين والاقتصاديين مراعاة ظروف مجتمعاتنا حين وضع أي نظام اقتصادي معين.
ويظن اكثر المفكرين والمحللين الاسلامين بان الحل الناجع للاقتصاد بوضع منهج اسلامي يستمد من استنباط الاحكام والاجتهاد في وضع منهج اسلامي يخالف المناهج الغربية.
ونظرًا لان حكام البلدان الإسلامية لا يعتدّون بقيم الحلال والحرام في المجال الاقتصادي، وُجِدَ أن المؤسسات الدولية التي تقدم استشاراتها لهذه الدول لا تقيم هي الأخرى وزنًا لمباديء الدين، ففي عام 1988 صدر تقريرًا عن عجز الموازنات العامة لدول جنوب آسيا، واقترح التقرير أن تقوم حكومات هذه الدول بتحصيل ضرائب على ممارسة البغاء باعتباره عملاً لا تُحصَّل عليه ضرائب، وكان من بين الدول المعنية في هذا التقرير ماليزيا وإندونيسيا!!!
فمتى كان البغاء عملاً بالمعايير الاقتصادية والشرعية ؟؟؟
ولكن كانت الطامة الكبرى أن يصدر عن المحكمة الدستورية في بنجلاديش اعتبار ممارسة البغاء من الأعمال التي يعتبرها القانون عملاً اقتصاديًّا !!! فلا حول ولاقوة الا بالله
اذن المحصلة هي الحصول على المال بشتى الطرق فالغاية تبرر الوسيلة وان تعارض مع دين الله الحق .
قال تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ، لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)
فلننصت لقول يماني ال محمد عليهما السلام وهو يسطر كلمات قليلة في الاموال التي تصرف بغير مجاريها ؟؟؟
فقد وجه السيد احمد الحسن عليه السلام كلمة في معنى الخمس وموارد صرفه بايجاز :
إذا تستقرئ أنظمة الدول الاقتصادية تجدها تفرض ضريبة وهي تقريباً بقدر الخمس في كثير من الدول، والضريبة لا أجر فيها ولا ثواب لمن يدفعها، فالذين يكفرون بخليفة الله في أرضه والذين يؤمنون بحاكمية الناس يدفعون رغم أنوفهم؛ لأنّ الدول والحكومات تجبرهم على دفع الخمس تحت عنوان الضريبة ولكنهم يدفعون أموالهم ثم تكون حسرة عليهم؛ لأنهم دفعوها لإقامة حاكمية الناس على الأرض ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ الأنفال: 36.
بينما الله ومن رحمته فرض على المؤمنين أن يدفعوا هذه الأموال نفسها - أي الخمس - وفي نفس الوقت يثيبهم على دفعها ويطهرهم بدفعها ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ التوبة: 103.
الإنسان بإمكانه أن يجعل كل حياته على هذه الأرض عبارة عن طاعة، ويمكنه أن يجعل كل حياته على هذه الأرض عبارة عن معصية، الفرق فقط أن يتبع خليفة الله أو أن يعرض عنه ويلتوي عليه.
وأعلم سددك الله أن الخمس مهم جداً في إقامة الاقتصاد الإسلامي العادل، فالإسلام لا يؤمن بالرأسمالية أو الاشتراكية بل يجعل خمس الاقتصاد بيد شخص مقطوع بأنه زاهد عادل حكيم في التصرف، وبهذا : -
يضمن في الاقتصاد الإسلامي المواساة بين المؤمنين وبين بلاد المؤمنين فلا يكون هناك بلد إسلامي متخم وآخر يئن أهله من وطأة الفقر والحاجة، وبهذا تصلح أمور الفقراء والأيتام والأرامل المالية، ولا يبقى جائع أو عارٍ أو شخص يعيش في العراء، وهذا ينعكس إيجاباً على الحالة الاجتماعية للمجتمع المسلم، فالتخمة والفقر كلاهما له أثر اجتماعي سلبي أقل ما فيه أنه قد يؤدي إلى تدني الأخلاق الكريمة كالكرم والمواساة والإيثار وبروز أخلاق لئيمة كالفساد الجنسي والحرص الخ.
ولن يبقى المتخم يرتاح لتخمته وبتخمته وهو يرى أنّ هناك فقيراً أو محتاجاً بعد أن يرى هو والمجتمع ككل أنّ هناك شخصاً هو خليفة الله في أرضه ينفق أمواله وهي خمس الأموال لمصلحة عامة الناس وإعالة المحتاجين، وبهذا يكون خليفة الله بإنفاقه أموال الخمس قدوة - بزهده وابتعاده عن زخرف الدنيا رغم امتلاكه لها - يذكر كل متخم ويجعله يحس بالنقص والقصور والصغر وهو ينغمس في زخرف الدنيا ويعيش حياة الترف في حين أنّ هناك فقيراً ومحتاجاً يعاني شظف العيش. وهذا مهم جداً لإصلاح الناس اقتصادياً كبديل عن القدوة السيئة في المجتمع الإنساني كما هو اليوم - وكما كان دائماً في دولة الطاغوت - الثري المترف الذي يحرص على جمع الأموال – بكل صورة وبلا حدود - ليحقق بها رغباته الشخصية، وبالتالي يكون المجتمع بفقرائه وأغنيائه وللأسف مثله كمثل كلاب تتهارش على جيفة يتخم منها القوي ويجر الضعيف ذيله حولها وهو يعوي من ألم الجوع.
خليفة الله في أرضه كما انه مهم كقدوة دينية وأخلاقية واجتماعية أيضاً هو مهم جدا كقدوة اقتصادية يصلح الله بها أحوال الناس فعند إيمانهم به سيصلح حالهم اقتصاديا ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ الأعراف: 96. فهذه الآية لا تعني فقط المدد الإلهي الغيبي فحسب بل تعني ما قدمتُ من سبب طبيعي مادي لصلاح أحوال الناس الاقتصادية وهو خليفة الله في أرضه وتصرفه العادل والحكيم بخمس المال الذي هو ملك شخصي له وإعطاؤه مثلاً أعلى في الزهد والابتعاد عن الترف وتوفير حاجة المحتاجين.
هذا محور أساسي في الاقتصاد الإسلامي أو الإلهي وأحد أهم أسباب اختلافه عن أي اقتصاد وضعي آخر.
الاقتصاد الإسلامي مرتكز على خليفة الله وبدونه لا يمكن أن يكون هناك شيء اسمه اقتصاد إسلامي أو إلهي يهدف لتحقيق العدالة بين الناس)( ).
احمد الحسن 1433 ه.ق ... رسالة في الخمس –
اذن كان للامام احمد الحسن قول في الجانب الاقتصادي وقول في الجانب الديني وقول في الجانب السياسي وقول في الجانب العلمي مثل نظرية دارون ونظرية ام وغيرها من النظريات العلمية فالحق ان ننصت بانصاف لهذا الرجل الذي لايريد منا جزاءً ولاشكورا .
قال تعالى(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) سورة الانعام اية 32.
وقال تعالى (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت 64.
اذن الله يصيح بنا منذ الالف السنين بان هذه الدنيا دار ممر وليس دار قرار ودار امتحان وليس دار لعب وجمع اموال وبناء القصور !!!
قال عيسى عليه السلام (لا يقدر احد ان يخدم سيدين. لأنه اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال. لذلك اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس. انظروا الى طيور السماء. انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم انتم بالحري افضل منها. ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة. ولماذا تهتمون باللباس. تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل) متى الاصحاح السادس.
فبعض النظريات الاساسية، التي ترجمت على ارض الواقع وأصبحت هي الاساس في تنظيم الحياة الاقتصادية في معظم بلدان العالم وان اختلفت بعض الشيء هنا أو هناك ومنها نظرية الاقتصاد الاشتراكي التي تبناها الحزب الشيوعي، ثبت فشلها، ولعل خير مثال ما آل اليه الاتحاد السوفيتي من التفكك والانقسام الى دويلات اتجه الكثير منها الى سياسة السوق الحر بمعاونة الدول الاوربية ومعاونة راعية الرأسمالية والسوق الحر امريكا ظنا منهم انه الحل الامثل لإنقاذ شعوبهم من الفقر والبطالة والدكتاتورية.
بالمقابل فان النظرية الرأسمالية بمجمل جوانبها وما آل اليه الوضع العالمي الحالي من تدهور فان اغلب البلدان الفقيرة التي تحاول ركوب امواج هذه النظرية وتطبيقها في بلدانهم دون معرفتهم بأصول السباحة غرقوا فيها واحتاجوا ليد العون فتمسكوا بقشة لعلها تنجيهم من الغرق فطلبوها ممن وضعهم على تلك الامواج فغرقوا اكثر وذلك بالتعاون مع ما يسمى صندوق النقد الدولي ، وما يمليه من شروط مجحفة وقاسية لكل من يقترض الاموال لحل مشكلة معينة يمر بها البلد فيصبح في ازمة كبيرة لا حل لها سوى الرضوخ للهيمنة العالمية المتمثلة بإدارة هذا الصندوق من الدول الرأسمالية المتنفذة وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي هي اول من اسس هذا الصندوق وهو يدار في بيتها وما افرزته القوانين الوضعية مثل منظمة التجارة الحرة وإلغاء قانون بريتون المتمثل بسعر الصرف فهنالك العديد من الدول ومازالت خاصة منذ فترة 1944 – 1971 تعتمد نظام سعر الصرف الثابت والذي يعرف على انه ( التدخل الحكومي المستمر في سوق العملات للحفاظ على استقرار العملة والحيلولة دون ارتفاع السعر أو انخفاظه عن السعر المحدد ) قانون بريتون (اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods) الاسم الشائع لمؤتمر النقد الدولي الذي انعقد من 1 إلى 22 يوليو 1944 في غابات بريتون في بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد حضر المؤتمر ممثلون لأربع وأربعين دولة. وقد وضعوا الخطط من أجل استقرار النظام العالمي المالي وتشجيع إنماء التجارة بعد الحرب العالمية الثانية. وتمنى الممثلون إزالة العقبات على المدى الطويل بشأن الإقراض والتجارة الدولية والمدفوعات. وقد رفع مؤتمر غابات بريتون خططه إلى منظمتين دوليتين هما: صندوق النقد الدولي (IMF).والبنك الدولي للإنشاء والتعمير. كما ثبت النظام العملات في نظام ثابت للصرف الأجنبي بنسبة تذبذب 1% للعملة بالنسبة للذهب أو الدولار وقد عمل الصندوق على تشجيع الاستقرار المالي الدولي وذلك من خلال توفير المساعدات قصيرة الأجل لمساعدة الأعضاء الذين يواجهون عجزًا في ميزان المدفوعات، وساد هذا النظام في الفترة السابقة نتيجة اتفاقية بريتون وودز والذي حدد بموجبه أسعار تبادل العملات بعضها ببعض وربطها بالذهب والذي بدوره يمكن تحويله الى دولار والذي كان انذاك العملة الوحيدة القابلة للتحويل الى ذهب وبالعكس ونظام بريتون هو الاتفاق الذي من خلاله تم إنشاء أسعار صرف ثابتة للعملات الاساسية لكي يتيح للبنوك المركزية التدخل في أسواق المال.
كيف يتم تثبيت اسعار الصرف exchange rates ؟
لو افترضنا ان دولة ما تتعامل بالدرهم تثبت عملتها مقابل الدولار عند مستوى 3,60 درهم، ولنفرض ان الاستثمارات الاجنبية زادت في هذه الدولة مما ادى الى زيادة عرض الدولارات مما يؤدي الى انخفاض قيمة الدولار اي انخفاض سعر صرف الدولار الى 3,50. ولكن نظرا لتثبيت سعر الصرف الذي حددته الحكومة فلن تسمح بهذا الانخفاض ويتم تجنب ذلك بقيام البنك المركزي لهذه الدولة ببيع كمية من الدراهم مقابل شراء الدولارات فيرتفع مستوى الطلب على الدولار ويقل المعروض وصولا الى المبلغ المحدد لسعر الصرف المثبت.
والعكس في حالة افتراض انه ونتيجة لزيادة الإقبال على شراء السلع الاجنبية التي تتعامل بالدولار سيرتفع الدولار ، ويرتفع سعر الصرف وينخفض الدرهم وللحيلولة دون حدوث ذلك سيقوم البنك المركزي بشراء الدرهم وبيع الدولار وهذا يعني يزداد المعروض ويقل الطلب على الدولار وصولا الى المبلغ المحدد لسعر الصرف المثبت.
وايضا في حالات الازمات الاقتصادية ينتج عنها تقلب اسعار الصرف فتلجأ الدولة متمثلة ببنكها المركزي بالحيلولة دون حدوث ارتفاعات او انخفاظات في سعر الصرف .
ولاستمرار هذا النظام لابد من وجود احتياطي كاف من العملات الاجنبية لدى البنك المركزي لتلك الدول التي تتبع هذا النظام .
تعويم العملة
وعكس نظام تثبيت العملة تعويم العملة بمعنى عدم تثبيت سعر الصرف وجعل السوق هو المتحكم بسعر الصرف ويحدد سعر الصرف بناء على قوى العرض والطلب .
وقد استمرت اتفاقية بريتون حتى عام 1971 ومن بعدها تم الغاءها من قبل الولايات المتحدة الامريكية فلا استقرار لأسعار الصرف ويعني ذلك عدم ثبات الأسعار ووجود تقلبات غير طبيعية في المستوى العام للأسعار مما يؤدي لعدم الاستقرار وبقرارها هذا ادخلت دول العالم بنظام التعويم كي تكون صاحبة القرار في هذا النظام العالمي فهي اليوم تعتبر القطب الاوحد المتحكم بمقدرات العالم لكننا نرى الناس تنظر الى ديمقراطية امريكا على أنها الحل السحري لمشاكلها ولو تتبعنا نشوء الولايات المتحدة الامريكية( ) وما احدثته بالعالم وبمن يقف بالضد لها لما تجرأ احد بان يقول بان النظام الامريكي الرأسمالي الديمقراطي هو نظام يدافع عن حريات الفرد ويدعو لرفاهه ونظرة سريعة سنجد عكس ما يراه الناس !!!
فالرغبة الأمريكية في السيطرة على العالم وبالذات على منابع الطاقة لا تنبع من حجم مساهمته في الاحتياجات النفطية الأمريكية، بقدر ما هو السبيل لجعل الولايات المتحدة الامريكية تحتفظ بمفاتيح الطاقة العالمية في يدها، وما يعنيه ذلك من التحكم في حركة منافسيها العالميين. وبسط الهيمنة على واحد من أهم مصادر الطاقة في العالم كي تكتمل مقومات الإمبراطورية الأمريكية المزمع بناؤها، وليس أدل على ذلك مما ورد في" إستراتيجية الطاقة القومية "National Energy Policy أو ما يعرف بـ"تقرير تشيني Cheney Report " الذي يشير إلى ضرورة أن يكون هناك قواعد عسكرية على رأس جميع منافذ النفط في العالم بدءا من "كازاخستان"، وانتهاء بأنجولا في أفريقيا. كما تشير تلك الوثيقة أيضًا إلى أنه بحلول عام 2020م فإن النفط الخليجي سيساهم بما يتراوح بين 54 و67% من معروض النفط العالمي الخام "، وهو ما يجعل هذا الإقليم حيويًّا بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة..." هكذا يقول التقرير حرفيًّا، كما تشير بعض التقديرات إلى أن السعودية التي تصل طاقتها الإنتاجية حاليًا إلى نحو 10.5 ملايين برميل يوميًّا، والعراق بنحو 2.5 مليون برميل يوميًّا، سوف ترتفع طاقتاهما الإنتاجيتان كي تصل إلى نحو 22.1 و10 ملايين برميل يوميًّا لكل منهما على التوالي، خلال الـسبعة عشر عامًا القادمة.
وفي ظل الشعار الميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة" الذي اصبح منهج عمل للحكومات والشركات الكبيرة وحتى على صعيد الافراد، لا عجب أن تزداد الهوة بين الفقراء والاغنياء ليصبح البقاء للاقوى.
يقول سيد قطب سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي :
إن معاوية وزميله عمرو بن العاص لم يغلبا علياً لأنهما اعرف منه بدخائل النفوس واخبر منه بالتصرف المناسب، ولكن لإنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لايملك علياً أن يتدلى إلى هذا الدرك الاسفل. فلا عجيب ينجحان ويفشل، وأنه لفشل اشرف من كل نجاح.
على أن غلبة معاوية على علي كانت غلبة جيل على جيل وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه، كان مد الروح الاسلامي العالي قد أخذ ينحسر وارتد الكثيرون من العرب الى المنحدر الذي رفعهم منه الاسلام، بينما يبقى عليٌ في القمة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار من هنا كانت هزيمته وهي هزيمة اشرف من كل إنتصار.
ويذكر ايضا في كتابه (كتب وشخصيات) ان "ميكافيلي" ليس هو مؤسس الغاية تبرر الوسيلة بل قد سبقه الى ذلك معاوية بقرون حيث يقول:
فروح "ميكافيلي" التي سيطرت على معاوية قبل ميكافيلي بقرون وهي التي تسيطر على أهل هذا الجيل وهم اخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها لأنها روح "النفعية" التي تظلل الافراد والجماعات والأمم والحكومات!
وبعد فلست شيعيا لاقرر هذا الذي اقول إنما انا انظر الى المسألة من جانبها الروحي والخلقي، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن الوصولية الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو بن العاص، إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة. ويذكر سيد قطب لقد كان انتصار معاوية هو اكبر كارثة دهمت روح الاسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس كتاب (كتب وشخصيات) تأليف سيد قطب الشاذلي..
كالفن المؤسس الفعلي للراسمالية
اكملت الشريعة المسيحية الشريعة اليهودية، كما جاء على لسان عيسى ع: (لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء.ما جئت لانقض بل لإُ كمّل) انجيل متي الاصحاح 5-17.
وكانت هذه الشريعة قد حرّمت الربا على اليهود، في نصوص واضحة من الكتاب المقدس، منها ما جاء في سفر الخروج الاصحاح الثاني والعشرون: (ان اقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي.لا تضعوا عليه ربا).
وفي سفر تثنية الاشتراع الاصحاح الثالث والعشرون 20: (للاجنبي تقرض بربا ولكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها).
فاليهودي كان يؤمن بالملكية الشخصية، إلا أن الملكية الشخصية لديه ما كانت لتنفصل عن واجب التضامن، تضامن الغني مع الفقير من أبناء قومه فقط، فكان كل من يملك شيئاً يعتبر نفسه بمثابة وكيل لدى الله. الا ان العلماء غير العاملين اسسوا الربا واحلوه لكن بطرق شتى يقبلها الكثير ويرفضها القليل الا انها اصبحت سائدة على انها مما حلله الله فجاء عيسى ع ليبين للناس ما ال اليه مصيرهم بسبب اتباع هؤلاء المحرفين لكتاب الله وسنته بقوله الواضح الجلي :
(اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) لوقا 6/35.
وساد تعليم الكنيسة لقرون بشأن تحريم الربا، وكثيراً ما ذكر هذا التحريم في العديد من المجامع المسكونية والمحلية، والكنسية.
واستمر تحريم الربا حتى جاء من وضع اسس الفائدة على اموال الانتاج وكان المفكر البروتستانتي (كالفان)( ) (1509-1564) أول مفكر مسيحي نظر للمال على أن له دوراً في فعالية الحياة الاقتصادية، وأنه ليس ملكية جامدة، بل ملكية متحركة ومنتجة، يتوقف عليها الاقتصاد كله. وهو يرى أن ما قاله السيد المسيح في الآية المذكورة (اقرضوا غير راجين شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي) (لوقا 6/35)، إنما يعني به ضرورة الوقوف إلى جانب الفقير والمعوز. وما عدا ذلك، فللمال قوة إنتاجية مثله مثل سائر السلع التجارية. وبذلك ميّز (كالفان) بين قرض الإعانة الذي يريده مجانياً على نحو دائم، وقرض الإنتاج الذي يفسر ويبرّر الفائدة، وبالتالي يبيح الربا، ولكن بفائدة معقولة.
وكان أن انتقلت هذه النظرية إلى المفكرين الكاثوليك، ومن ثم إلى الكنيسة الكاثوليكية. ومن ثم الى بقية المذاهب، والمعروف أن نظرية كالفان هذه كانت إحدى أهم منطلقات الرأسمالية الغربية.
وصولا الى يومنا الحاضر والتي يعتبر مفكري اليوم بان الراسمالية انتصرت على الاشتراكية وستسود العالم ومن بينهم فرانسيس فوكوياما ...
كتب فوكوياما( ) عن نهاية التاريخ، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والبلدان الدائرة بركبه (أن الأفكار الليبرالية انتصرت بصورة لا تقبل الشك، هي وحدها الرأسمالية من امتلكت وتملك الحلول الاقتصادية للعالم، من خلال اقتصاد السوق الحر ).
وتحت عنوان نهاية التاريخ قال : إن نهاية تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية قد ولى وانتهى إلى دون رجعة مع انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين ، لتحل محله الليبرالية( ) وقيم الديمقراطية الغربية. وقد قصد فوكوياما أن يعارض فكرة نهاية التاريخ في نظرية كارل ماركس، المادية التاريخية والتي يعتبر فيها ماركس أن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني سينتهي عندما تزول الفروق بين الطبقات( ) .
أراد فوكوياما والمؤسسات الرأسمالية الداعمة له نهايةً للتاريخ، بتفرد اقتصاد السوق الحر وحده كحل وحيد وابدي للعالم !!!
وهذا فوكوياما يذكر في مقالة بعنوان "نهاية التاريخ"، مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية عام 1989م: أن اللبرالية هي "نقطة النهاية للتطور الإيديولوجي البشري" وأنها "الشكل النهائي للحكومة البشرية"، التي ستملأ الأرض قسطا وعدلا. وأنه لم يبق للوصول إلى أرض الميعاد سوى التخلص بالصواريخ "الديمقراطية" الأميركية المجنحة من نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والأنظمة الاستبدادية، التي ملأت الشرق الأوسط ظلما وجورا، وعندها سيصبح كل شيء على ما يرام واذا اردنا التحدث عن الأزمات الاقتصادية المتتابعة ، وعن تأميم البنوك العملاقة ، في عقر الرأسمالية (الذي هو تدخل سافر، يعتبر جريمة بمنظور اقتصاد السوق الحر) سيطول بنا المقام ولكن ليقرأ ويطالع معنا فوكوياما هذا الحل الوحيد والابدي للعالم الذي تمناه كيف يتهاوى صرحه وتعصف به الريح بلا رجعة فماذا سيقول فوكوياما ؟؟؟
هناك سؤال جوهري نختم به محاضرتنا وان شاء الله سنكمل هذه السلسلة من المحاضرات حول انهيار الاقتصاد العالمي بزعامة امريكا بالحلقات اللاحقة ان شاء الله .
ورب سائل يقول لماذا اقتصاد امريكا هو اقوى اقتصاد في العالم ؟
ولننصت لقول يماني ال محمد عليهم السلام
كيف علت امريكا وكيف حصلت على هذه القوة الاقتصادية ستجد ان هناك سراً إلهياً في غاية الاهمية قلما يلتفت اليه احد إلا من ارتبط بالسماء!!!
في حوار حول اقتصاديات العالم و سأذكر ما مضمونه ؛ قلت الى الامام احمد الحسن عليه السلام:
ما السر في القوة الاقتصادية التي تمتلكها امركيا ؟؟؟
قال (ع): هل لديك عملة دولار
قلت: نعم
قال ع : انظر الى الشعار الموضوع في ورقة الدولار ؟؟؟
قلت : اي شعار
قال : نحن نثق بالله IN COD WE TRUST
قلت :سبحان الله !!!
قال(ع): يمثل الدولار في يومنا هذا رأس الهرم للاقتصاد العالمي وحقيقة الامر هم لم يصلوا الى هذا المستوى إلا لأمر غيبي فأمريكا تضع شعاراً على ورقة الدولار نحن نثق (نؤمن)، (انظر الى العملة النقدية الدولار مكتوب عليها IN COD WE TRUST) نحن نثق بالله او ثقتنا بالله.
العملة تمثل اقتصاد البلد وهذا القول حتى وان كان لا يمثل حقيقة امريكا ولكنه يعبر عن اعتراف ضمني بان الله مهيمن على هذه القوة الاقتصادية وهم يثقون بهذه القوة فوضعت على نقودهم .
فأين المسلمين من هذه العبارة قولا وعملا ؟؟؟
قلت : هذا الشعار لا علاقة له بالرأسمالية؟
قال ع: نعم هذا الشعار الموجود في الدولار هو شعار إلهي ولا علاقة له بالرأسمالية او غيرها من الشعارات الاخرى هو يبين ان لا قوة إلا بالله ولكن بكل تأكيد هم الان انحرفوا عن هذا الشعار ولابد لهم من نهاية كما كانت نهاية قارون .
وعلى الناس ان يلتفتوا في حساباتهم المادية وان لا يحجبوا السماء المتمثلة بالغيب المرتبط بالله من حساباتهم والا نتيجتهم ستكون نتيجة قارون واليوم فرعون وهامان وقارون متمثلة بأمريكا وأذيالها.
قلت :فكيف ذلك ؟؟؟
قال (ع) : بالنسبة الى امريكا ومن تبعها ايضاً يظنون بأنهم قادرون
قال تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يونس:24.. انتهى كلامه عليه السلام .
لا اريد ان اقول إلا اننا في وادٍ وخلفاء الله في وادٍ اخر هم يريدون منا الرجوع الى السماء ونحن نريد الحلول الدنيوية (المادية) هم لا يستبعدون معادلات السماء في حساباتهم سواء الدنيوية او الاخروية ونحن لا نفكر إلا بمنظار اعيننا التي لا ترى إلا المادة طريقاً للرفاهية وإشباع الرغبات التي لا يشبعها إلا الموت.
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
المصدر : بقلم الاستاذ " اميري حسين "
المصدر الصوتي : المسلم في عالم الاقتصاد
والحمدلله رب العالمين
Comment