هل يمكن لشخصين فقط إعادة تعمير الأرض؟
Could just two people repopulate Earth?
ماذا لو تعرضنا لكارثة طبيعية أدت إلى انقراض البشرية إلا زوج واحد فقط من البشر، هل يُمكن أن يتم تعمير الأرض مجددًا عن طريق هذا الزوج فقط؟
حسنًا، للإجابة على هذا السؤال يجب تناوله من عدة جوانب.
لو حدث هذا الهبوط الشديد في تعداد البشرية حتى وصلنا إلى نجاة زوج واحد فقط من البشر، فسيكون الجيل الأول جميعًا إخوة وأخوات. ولمعرفة خطورة هذا الأمر يجب علينا الرجوع إلى أبحاث قامت على أطفال "تشيكوسلوفاكيا" والتي كانت نتيجتها أن 40% من الأطفال الذين يمتلكون أب وأم أقرباء من الدرجة الأولى كانوا مصابين بإعاقات خطيرة، و14% منهم ينتهي بهم المطاف إلى الموت.
المخاطر المتنحية Recessive risks:
هذا المصطلح -المخاطر المتنحية- يعبر عن الأمراض الجينية التي نحملها نحن جميعًا في جيناتنا الخاصة. كل فرد من البشرية يحمل نسخة أو نسختين من أمراض جينية تؤدي لإعاقة ما. تظهر هذه الإعاقة أو هذا المرض عندما يمتلك الفرد نسختين متطابقتين من نفس الجين المسبب لها.
عندما يكون الزوجين أقارب، في أغلب الأحيان يظهر لنا إعاقة ما. لنأخذ مثلًا إعاقة "عمى الألوان بشكل كامل"، فهي إعاقة تصيب 1 من كل 33 ألف مواطن أمريكي. لو أن الأب والأم مصابين بعمى ألوان، فإن فرصة اصابة الأجيال القادمة بعمى الألوان مرتفعة للغاية. هذا ما وجدناه في سكان بينجيلاب، وبينجيلاب هي جزيرة مرجانية، انحدرت جميع أفرادها من 20 فرد فقط ناجيين من اعصار دمر الجزيرة في القرن الثامن عشر، كان منهم حاملين لجينات "عمى الألوان"، وبسبب هذا الحوض الجيني الصغير جدًا، اليوم عُشر سكان المدينة مصابين بـ"عمى الألوان الكامل".
معامل زواج الأقارب inbreeding coefficient:
هذا المصطلح -معامل زواج الأقارب- يُعبر عن نسبة حمل الفرد لجينات متطابقة من الآباء. كلما كان هذا المعامل أعلى، كانت فرصة إصابة المولود بإعاقة أكبر.
زواج الأقارب يؤثر على جودة الحيوانات المنوية، والذي يتسبب في تقليل امكانية حدوث عملية التخصيب بنسبة قد تصل إلى 40%، وهذا بإمكانة أن يتسبب في انخفاض حاد في تعداد الأفراد فيما يعرف بـ inbreeding depression.
المناعة وانخفاض التنوع الجيني:
التنوع الجيني الكبير يسمح للأفراد حماية أنفسهم من المخاطر المستقبلية، والمخاطر المستقبلية سلاحنا فيها هو "المناعة". جميع الكائنات تتجه إلى التزاوج مع أفراد لديها تركيب مناعي مختلف عنها، حتى نحن البشر، وتزاوجنا مثلًا مع النايندرتال قديمًا تسبب في حصول البشر على تطوير المناعة.
انعزال عدد قليل من البشر وتزاوجهم مع بضعهم البعض يتسبب في ظهور اعاقات واختلالات جينية كثيرة وخطيرة، ولو تعرضت البشرية لهذا النوع من الضغط الكبير، حيث يتم اعادة اعمار الأرض من زوج واحد فقط، لن يتسبب فقط في اختلافات في الجنس البشري، بل من الممكن أن يتسبب في جعلنا نوع أخر تمامًا.
علميًا، كم من الأفراد نحتاج لاعادة إعمار الأرض دون اعاقات ومشاكل جينية خطيرة؟
نحتاج في الأساس إلى 50 فرد قادرين على التكاثر حتى نتجنب حدوث انخفاض حاد في تعداد الأفراد و 500 فرد حتى نستطيع التأقلم. وهذا قانون يتم التعامل به حتى الأن، طبقًا للدراسات ولقائمة الكائنات المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة
Could just two people repopulate Earth?
ماذا لو تعرضنا لكارثة طبيعية أدت إلى انقراض البشرية إلا زوج واحد فقط من البشر، هل يُمكن أن يتم تعمير الأرض مجددًا عن طريق هذا الزوج فقط؟
حسنًا، للإجابة على هذا السؤال يجب تناوله من عدة جوانب.
لو حدث هذا الهبوط الشديد في تعداد البشرية حتى وصلنا إلى نجاة زوج واحد فقط من البشر، فسيكون الجيل الأول جميعًا إخوة وأخوات. ولمعرفة خطورة هذا الأمر يجب علينا الرجوع إلى أبحاث قامت على أطفال "تشيكوسلوفاكيا" والتي كانت نتيجتها أن 40% من الأطفال الذين يمتلكون أب وأم أقرباء من الدرجة الأولى كانوا مصابين بإعاقات خطيرة، و14% منهم ينتهي بهم المطاف إلى الموت.
المخاطر المتنحية Recessive risks:
هذا المصطلح -المخاطر المتنحية- يعبر عن الأمراض الجينية التي نحملها نحن جميعًا في جيناتنا الخاصة. كل فرد من البشرية يحمل نسخة أو نسختين من أمراض جينية تؤدي لإعاقة ما. تظهر هذه الإعاقة أو هذا المرض عندما يمتلك الفرد نسختين متطابقتين من نفس الجين المسبب لها.
عندما يكون الزوجين أقارب، في أغلب الأحيان يظهر لنا إعاقة ما. لنأخذ مثلًا إعاقة "عمى الألوان بشكل كامل"، فهي إعاقة تصيب 1 من كل 33 ألف مواطن أمريكي. لو أن الأب والأم مصابين بعمى ألوان، فإن فرصة اصابة الأجيال القادمة بعمى الألوان مرتفعة للغاية. هذا ما وجدناه في سكان بينجيلاب، وبينجيلاب هي جزيرة مرجانية، انحدرت جميع أفرادها من 20 فرد فقط ناجيين من اعصار دمر الجزيرة في القرن الثامن عشر، كان منهم حاملين لجينات "عمى الألوان"، وبسبب هذا الحوض الجيني الصغير جدًا، اليوم عُشر سكان المدينة مصابين بـ"عمى الألوان الكامل".
معامل زواج الأقارب inbreeding coefficient:
هذا المصطلح -معامل زواج الأقارب- يُعبر عن نسبة حمل الفرد لجينات متطابقة من الآباء. كلما كان هذا المعامل أعلى، كانت فرصة إصابة المولود بإعاقة أكبر.
زواج الأقارب يؤثر على جودة الحيوانات المنوية، والذي يتسبب في تقليل امكانية حدوث عملية التخصيب بنسبة قد تصل إلى 40%، وهذا بإمكانة أن يتسبب في انخفاض حاد في تعداد الأفراد فيما يعرف بـ inbreeding depression.
المناعة وانخفاض التنوع الجيني:
التنوع الجيني الكبير يسمح للأفراد حماية أنفسهم من المخاطر المستقبلية، والمخاطر المستقبلية سلاحنا فيها هو "المناعة". جميع الكائنات تتجه إلى التزاوج مع أفراد لديها تركيب مناعي مختلف عنها، حتى نحن البشر، وتزاوجنا مثلًا مع النايندرتال قديمًا تسبب في حصول البشر على تطوير المناعة.
انعزال عدد قليل من البشر وتزاوجهم مع بضعهم البعض يتسبب في ظهور اعاقات واختلالات جينية كثيرة وخطيرة، ولو تعرضت البشرية لهذا النوع من الضغط الكبير، حيث يتم اعادة اعمار الأرض من زوج واحد فقط، لن يتسبب فقط في اختلافات في الجنس البشري، بل من الممكن أن يتسبب في جعلنا نوع أخر تمامًا.
علميًا، كم من الأفراد نحتاج لاعادة إعمار الأرض دون اعاقات ومشاكل جينية خطيرة؟
نحتاج في الأساس إلى 50 فرد قادرين على التكاثر حتى نتجنب حدوث انخفاض حاد في تعداد الأفراد و 500 فرد حتى نستطيع التأقلم. وهذا قانون يتم التعامل به حتى الأن، طبقًا للدراسات ولقائمة الكائنات المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة