بســم الله الرحمــن الرحيــم
اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمــه والمهدييــن وسلــم تسليمــاً كثيــراً
( عجآئــب خــوآص المعــآدن والأحجــآر من كتآب عجآئب الملكوت )
... حجــر إثمــد ...
هو الكحل المعروف ، بارد يابس يقطع نزف الدم مطلقاً ، ويحفظ صحة العين ويجلوها ، ويشد الأعصاب ، وينبت الأهداب ويحسن العيون ، ويحبب إلى القلوب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عليكم بالإثمد فإنه ينبت الشعر ويحد البصر وإذا جعل معه شئ من المسك تكون غايته في حدة البصر ، وهو ينقي القروح من العين الوسخة ، وينفع من حرق النار إذا طلي به عليها مع شحم قديم ، وإذا شربته المرأه التي معها نزف الدم قطعه ، ويدمل القروح الخفيفة ويذهب باللحم الزائد فيها ، ويجففها .
... الحجــر الأســود ...
أصل الحجر الأسود ملك عظيم ، وهو يجدد الميثاق الذي أخذه في عالم الذر لمن يسلم عليه ويقبله ، فعن نكير بن أعين قال : قال لي ابو عبد الله عليه السلام : هل تدري ما كان الحجر ، قلت : لا ، قال : كان ملكاً عظيماً من عظماء الملائكة عند الله عز وجل ، فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به ، وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أميناً على جميع خلقه فألقمه الميثاق ، وأودعه عنده ، واستبعد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الإقرار بالميثاق ، والعهد الذي أخذه الله عليهم ، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكر بالميثاق ويجدد عنده الإقرار في كل سنة ، فلما عصى آدم ، فأخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذه الله عليه ، وعلى ولده لمحمد ووصيه ، وجعله باهتاً حيراناً ، فلما تاب على آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء ، فرماه من الجنة إلى آدم ، وهو بأرض السند - الهند - فلما رآه آنس إليه وهو لا يعرفه بأكثؤ من أنه جوهرة ، فأنطقه الله عز وجل ، فقال : يا آدم أتعرفني قال : لا ، قال : أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك ، وتحول إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم ، فقال لآدم : أين العهد والميثاق ، فوثب إليه آدم ، وذكر الميثاق ، وبكى وخضع له وقبله وجدد الإقرار بالعهد والميثاق ، ثم حول الله عز وجل إلى جوهر الحجر إلى درة بيضاء صافيه تضيء فحمله آدم على عاتقه إجلالاً وتعظيماً فكان إذا أعيى حمله عند جبرئيل حتى وافى به مكة ، فمازال يأنس به بمكة ويجدد الإقرار له كل يوم وليلة ثم إن الله عز وجل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب وفي ذلك الموضع تراءى لآدم حين أخذ الميثاق ، وفي ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق ، فتلك العلة وضع في الركن ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا ، وحواء إلى المروة ، وجعل الحجر في الركن ، فكبر الله وهلله ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر ، وأن الله عز وجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من الملائكة ، لأن الله عز وجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولعلي بالوصية اصطكت فرائض الملائكة ، وأول من أسرع إلى الإقرار بذلك الملك ، ولم يكن فيهم أشد حباً لمحمد وآل محمد منه فلذلك اختاره الله عز وجل من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق (1) .
وعن أبي سعيد الخدري ، قال حج عمر بن الخطاب في إمرته ، فلما اقتتح الطواف حاذى الحجر الأسود فاستلمه وقبله ، وقال أقبلك وإني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وآله بك حفياّ ، ولولا أني رأيته يقبلك ما قبلتك ، قال : وكان في القوم الحجيج علي ابن أبي طالب عليه السلام قال : بلى والله إنّه ليضرّ وينفع ، قال : وبم ذلك يا أبا الحسن ؟ قال : بكتاب الله عز وجل ، قال : أشهد أنّك لذو علم بكتاب الله ، فأين ذلك من الكتاب ؟ قال : قول الله عز وجل : " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا " ، وأخبرك أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره ، فاستخرج ذرية من صلبه سيّما في هيئة الذرّ ، فألزمهم العقل وقرّ ربهم أنه الرب ، وأنهم العبد ، فأقروا له بالربوبية وشهدوا على أنفسهم بالعبودية والله عز وجل يعلم أنهم في ذلك منازل مختلفة ، فكتب أسماء عبيده في رقّ ، وكان لهذا الحجر يومئذ عينان ولسانان وشفتان ، فقال له إفتح فاك قال : ففتح فاه فألقمه ذلك الرقّ ، ثم قال له : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، فلمّا أهبط آدم عليه السلام هبط والحجر معه فجعله في موضعه من هذا الركن وكانت الملائكة تحجّ إلى هذا البيت من قبل أن يخلق الله آدم ، ثم حجّه آدم ثم نوح من بعده ، ثم تهدم ودرست قواعده فاستودع الحجر من أبي قبيس (2) ، فلما أعاده إبراهيم واسماعيل بناء البيت ، ويناء قواعده واستخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله عز وجل ، فجعلاه بحيث هذا اليوم من هذا الركن وهو من حجارة الجنة ، وكان لما أنزل في مثل لون الدر وبياضه ، وصفاء الياقوت وضيائه ، فسودته أيدي الكفّار ، ومن كان يمسّه من أهل الشرك بتعايرهم ، قال فقال عمر : لا عشت في أمه لست فيها أبا الحسن (3) .
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها من يشاء من خلقه (4) .
... حجــر البـآكزهـر ...
كلمة فارسية معناه ذو الخاصيّة والترياقية وتحذف كافه عند العرب وقد تعوض دالاً ، وهو معدني ونباتي المعدني يكون أقصى الفرس والصين وأواخر الهند مما يلي سرنديب ، يتولد من زئبق وكبريت غلبت عليهما الرطوبة وعقدهما الحرّ ، والحيواناتي ، قيل : إنه يتولّد في قلوب بعض الحيوانات كالإيل ، وأنّ النمر حين يعالجه الهرك يقصد هذه الحيوانات فيقتلها ليأخذ الحجر فيأكله لتعود قوته ، وقيل : يتولّد في قرون الحيوان فإذا بلغ سقط ، أو في سرّته كالمسك ويسقط بالحكّ ، وأجوده المتشطب الزيتوني الضارب إلى الصفرة أو ما كان طبقات مختلفة الألوان ، ثم الأبيض الخفيف ، ومتى خرج في الحجر قطعة خشب فهو الغاية التي لا تدرك لأنّ هذه الخشبة هي المجربة في قطع السموم ، وإذا أردت أن تمتحن الحجر فألصقه على النهوش فإن لزمها وامتصّ السمّ حتى امتلأ وسقط ، فيوضع في الماؤ فيتفرغ السم ، ويعاد إلى موضع النهش ، وهكذا حتى لا يلصق وهي علامة البرء ، فهو الحجر وإلاّ فلا ، ومن علامته إذا حمله الإنسان وجلس على طعام مسموم يعرق عرقاً شديداً ، ومن خواصة يزيل الرمد ، والحمى والخفقان والإعياء وضيق النفس والربو واليرقان ويهيّج الباه تهيجاً عظيماً ، وينعش القوى والحواس والأعضاء الرئيسية ، وإذا نقش عليه صورة السبع أورث الشجاعة والهيبة والله اعلم .
... حجــر بــآهـت ...
هو أبيض في لون المرقشيثا البيضاء يتلالأ حسناً ، وإذا وقعت عليه عين إنسان يغلبه الضحك ، وقيل إنّه مغناطيس الإنسان ، ولقد ظفر به فوجد أنه مفرح محبّب لقلوب الناس والله اعلم .
... حجــر البحــر ...
يوجد هذا الحجر على ساحل البحر ، يتولّد من لطيف أجزاء الأرض وبخار البحر ، وهو حجر أسود خشن الحسّ مثل الرحا ، إلاّ أنه خفيف لا يغوص في الماء ، وخاصيته أن الإنسان إذا استصحبه وركب البحر أمن من الغرق وإذا ألقي في القدر لم يغل ، والله اعلم .
.
.
.
(1) عوالم العلوم
(2) أبي قيس هو جبل مطل على مكه
(3) البرهان في تفسير القران
(4) وسائل الشيعة
يتبــــع ....
والحمــــــد لله وحــــــده
Comment