فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن في عصور ما قبل التاريخ | مديحه رشاد, ماري-لويز إينزان
المستوطنات القديمة في عصور ما قبل التاريخ
تقع اليمن بالقرب من قارة أفريقيا، التي انفصلت عنها منذ حوالي أربعة ملايين سنة تقريبا، يحدها البحر الأحمر من جهة، و المحيط الهندي من الجهة الأخرى و تحدها من الغرب سلسلة جبلية تتجه من الشمال إلى الجنوب يصل ارتفاعها إلى 3760 مترا عند جبل النبي شعيب الواقع بالقرب من صنعاء.أما من الجنوب فهناك هضاب حضرموت الجيرية التي تتجه من الغرب إلى الشرق، وتنحدر نحو الشمال باتجاه الصحراء العربية الكبرى ، الربع الخالي، مُشَكِّلَةً حاجزاً مناخياً بين الصحراء والمحيط..
إن التنوع الجغرافي والمناخي الذي تتميز به اليمن، وكذالك موقعها الذي يشكل حلقة وصل بين قارتين قد جعل منها منذ النشأة وعلى امتداد الاستيطان البشري في عصور ما قبل التاريخ أرضاً ذات نفوذ (الشكل رقم 1).
تاريخ دراسات ما قبل التاريخ في اليمن
إن ظهور هذا النوع من الدراسات التي تتناول فترة ما قبل التاريخ في اليمن لا يزال حديثا، ومن أجل فهمها يجب الأخذ بعين الاعتبار الإطار الجغرافي والسياسي لهذا البلد الذي كان حتى تاريخ 22 مايو 1990م - تاريخ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية - منقسماً إلى شطرين: في الشمال الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء وفي الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - المحمية البريطانية القديمة - وعاصمتها عدن، وهكذا فقد تطورت الدراسات الأولية للمستوطنات البدائية في اليمن في كل من الشطرين بشكل مستقل حتى بداية التسعينات.
فالدراسات الأولية المنتظمة للمستوطنات البدائية في عصور ما قبل التاريخ، كانت قد بدأت في الشطر الجنوبي، عندما كان هذا الجزء من اليمن تحت الحماية البريطانية، وذلك قبل الحرب العالمية الثانية. أما في الشطر الشمالي فإن اكتشافات الرسوم الصخرية في منطقة صعدة شمال الجمهورية العربية اليمنية عام 1974، دشنت البدايات الأولى لهذه المستوطنات البدائية، التي تعود أيضا إلى عصور ما قبل التاريخ.
في شتاء عام 1937- 1938م، قامت ، في الشطر الجنوبي ، السيدة (G. Caton-Thompson et E.W. Gardner) باكتشاف أول وجود تاريخي للعصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، استناداً للدراسات الجيولوجية و تحليل الأدوات الحجرية1، وذلك على إثر نتائج المسح الأثري لوادي حضرموت.
وفي عام 1952م، في وادي حضرموت الكبير أيضا، قامت بعثة أ ثرية أمريكية باكتشاف ورش خاصة بطرق و تهذيب الأحجار، فضلاً عن وجود تهذيب من نوع خاص لما يسمى "بتهذيب لفا لوازي" *(Levallois) الذي يميز العصر الحجري القديم الأوسط في عصر ما قبل التاريخ بشكل خاص، وكذلك وجود رؤوس أسهم مدببة تم العثور عليها في ملجأ صخري بعضها كان مصنوعاً من الحجر الزجاجي الأسود (الاوبسيديان) ، وبعيدا عن مصادره، مما ساعد على معرفة أن هذا النوع من الاستيطان يعود إلى العصر الحجري الحديث، غير أننا لم نرصد عن هذه البعثة سوى نتائج أولية2.
3 - Amikhanov, 1994, 1996 ::مستوى سفلي لموقع خاباروت (GIN 8159 : 9560 ± 120 BP, Cal BC –9253-8626 على (...)
وفي الشطر الجنوبي كذلك، قامت بعثة سوفيتية بمسح وتنقيب وادي حضرموت وروافده مرة أخرى وذلك في مطلع العام 1983م، حيث أكدت هذه المسوحات وجود استيطان بشري في فترة ما قبل التاريخ بنمط العصر الحجري القديم الأدنى من خلال اكتشاف أدوات حجرية تم العثور عليها على سطح الأرض، كما أكدت أيضا وجود استيطان خلال عصر الهولوسين لاسيما في موقع "حاباروت" الذي اكتشف في المهرة شرق حضرموت والذي يعتبر أول موقع ذي طبقات أثرية يكتشف في هذه المنطقة، الذي تنتمي أقدم مستوياته إلى عصر الهولوسين الأوسط 3.
- تمت التنقيبات الأثرية لمدينة شبوة القديمة برئاسة بروتون (J.- F. Breton ). بفضل دعوته في عام 1983
(...)
8
تلت البعثة السوفيتية بعثة فرنسية قامت بمسح مدخل حضرموت في منطقة شبوة العاصمة القديمة لمملكة جنوب الجزيرة العربية (sudarabique)4 والتي أكدت هي أيضا وجود أدوات حجرية على السطح تعود للعصر الحجري القديم، وعثرت كذلك على بعض التواريخ على بعض المواقع المكتشفة في السطح مصحوبة بأدوات حجرية.
مع غياب الطبقات الأثرية و الأدوات النصلية التي ميزت في الأساس العصر الحجري القديم الأعلى على الأقل في أوراسيا، إذ يبدو أنه كان هناك انقطاع في الاستيطان في إحدى فترات ما قبل التاريخ في اليمن والسبب في ذالك يعود إلى عدم ظهور أي استيطان في اليمن في الفترة (مابين 35000 و12000 عام) فهل يمكن التخيل بأن جبال جنوب شبة الجزيرة العربية فقدت كل سكانها خلال فترات الجفاف المفرط الذي أصاب الربع الخالي في العصر الحجري القديم الأعلى؟
- تم نشر نتائج هذه البعثات برئاسة البروفسور (Alessandro de Maigret) بشكل منتظم في مجلة East and Wes
(...)
6 Jung, 1989, 1990.
في بداية الثمانينات باشرت بعثة إيطالية المسوحات المنتظمة في الشطر الشمالي من اليمن، حيث وضحت وجود استيطان بشري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في منطقة تهامة وفي الجبال على أطراف الصحراء الوسطى،5 من خلال وجود بعض الأدوات الحجرية، تعود للعصر الحجري القديم على السطح ودائما خارج الطبقات الأثرية (stratigraphie) كتلك التي وجدت في الشطر الجنوبي. كما حددت أيضا مواقع استيطان في مناطق صخرية أخرى في الشطر الشمالي على وجه الخصوص في جبال خولان وجنوب شرق صنعاء6.
11
في الواقع لقد شكلت صحراء رملة السبعتين التي اخترقتها حدود الشطرين عائقاً لاكتشاف وفهم تاريخ الاستيطان القديم في هذه البقعة الواسعة من جنوب الجزيرة العربية. وهكذا فقد كان من الصعب دراسة هذا الحوض الصحراوي الذي يربط طبيعيا بين الجبال في الشمال وهضاب حضرموت الكبرى. وننوه هنا بأن الممالك القديمة في جنوب الجزيرة العربية كانت موزعة حول هذا الحوض على مخارج الأودية التي كانت بالقرب من المناطق المنخفضة الوسطى .
7 Cleuziou et al., 1992.
بفضل تقدم التكنولوجيا الناتج عن إطلاق أقمار اصطناعية جديدة نهاية الثمانينيات و ما قام به (B. Marcolongo) كأول خبير في هذا المجال من أعمال الترجمة لصور الأقمار الصناعية (landsat، Soyouz et Spot)7 ، والصور الجوية تمكنا من قراءة الماضي الهيدروجيولوجي للحوض الصحراوي الخاص برملة السبعتين. ومن خلال هذه القراءة تبين لنا بأن منطقة وادي الجوف حاليا عبارة عن نهر متحجر يعود إلى العصر الهولوسين كان ينبع من منطقة الجبال الواقعة في الشمال و يجري في الحوض الصحراوي الداخلي عبر هضاب حضرموت مروراً بوادي المسيلة حتى يصل إلى المحيط الهندي خصوصا في آخر فترة مناخية رطبة من عصرالهولوسين منذ أكثر من 7000عام (الشكل رقم 1).
بعد تحقيق الوحدة اليمنية، تم في عام 1993م إجراء أول فحص فعلي على الأرض لهذه الشبكة المائية القديمة وأحواضها البحيرية القديمة، وكذلك اكتشاف العديد من المستوطنات التي تحيط بهذه الأحواض والتي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وذلك بفضل مساعدة - ولأول مرة - لجهاز يسمى ب 8GPS . ونشير أيضا إلى أن استخدام هذه الأداة كوسيلة استكشاف وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، كان له دور رئيسي ليس فقط من أجل الاهتداء إلى المواقع على الأرض أثناء المسوحات، بل أيضا من أجل العثور على بقايا صغيرة من مواقع الاستيطان في عصور ما قبل التاريخ، التي تم كشفها سابقاً والمكونة من بعض أحجار المساكن أومن شظايا الأدوات أو من الأشياء المهجورة التي تظهر ثم تختفي غالبا بين ممرات التلال الرملية.
9 الباب الرابع.
منذ عام 1996م استطاعت إحدى البعثات ، من خلال دراسة عينات للأحواض البحرية القديمة، في صحراء9 رملة السبعتين من الحصول على أول تاريخ يخص البيئة القديمة، و منذ ذلك الحين أصبحت الأبحاث الأثرية تقام في إطار واحد من البحر الأحمر وحتى حدود ظفار في الشرق.
الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
Agrandir Original (png, 50k)
15
لا يزال هناك بعض الحدود الغامضة في ما يتعلق بالتسلسل التاريخي لثقافات ما قبل التاريخ في اليمن، فقد انتهي العصر البلايستوسين بعد العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 12000سنة و تلاه عصر الهولوسين الذي شكل آخر فترة الدهر الرباعي (الشكل رقم 6). كما سندرك كم تضمنت فترة الحداثة المتميزة بعملية الاستئناس من تغيير جذري في تنظيم الجماعات الإنسانية، فقد ظهرت هذه الظاهرة الكبرى في اليمن في عصر الهولوسين في الألف السابع - السادس قبل الميلاد.
16
شكلت الأدوات الحجرية أهم المواد الأثرية المحفوظة، التي يمكن الاستفادة منها، غير إن تلك الأدوات التي تعود إلى عصر الهولوسين وعصر البلايستوسين تعد دلائل تاريخية وثقافية عامة. في الواقع عكست التقاليد الثقافية لعلماء الآثار وبلا شك تأثر الجزيرة العربية بالطابع الشرقي.
الاستيطان في جنوب الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين (pléistocène)
17
يعود مهد الإنسان الأول بحسب معرفتنا الحالية إلى أفريقيا الذي ظهر على ما يبدو منذ حوالي 2.5 مليون سنة، وعلى ما يبدو أن جنوب الجزيرة العربية قد انفصل عن أفريقيا بانفتاح باب المندب. إلا أن الطرق التي سلكها الإنسان الأول عند انتقاله من أفريقيا لم تتضح بعد.
منذ اكتشاف البقايا البشرية في جورجيا في موقع " دمانيسي"10 التي يعود تاريخها إلى 1.77مليون سنة يعود تاريخ الانتشار الأول لجنس الإنسان خارج أفريقيا إلى بضع مئات الآلاف من السنين. و قبل ذلك كنا نعتبر أن الاستيطان في موقع "العُبيديه"11 في وادي الأردن الذي يعود تاريخه إلى 1.4مليون سنة تقريبا كأقدم استيطان بشري عُرف خارج القارة الأفريقية آنذاك، ومع ذلك لا زلنا نجهل الطرق التي سلكها أجدادنا القدماء الأوائل أثناء خروجهم من أفريقيا الشرقية نحو أوراسيا، و الدور الذي لعبته اليمن بحكم أنها الأقرب من مصدر الإنسانية.
ومن اجل ذلك لقد بنيت العديد من الفرضيات :- طريق أو عدة طرق أرضية أفريقية من غرب البحر الأحمر حتى شبه جزيرة سيناء12 وبعد ذالك نحو منخفض الجزيرة العربية وآسيا، وطريق آخر بحري عبر البحر الأحمر13 باتجاه اليمن(انظر الباب الثاني) ثم تستمر الهجرة نحو الشرق باتجاه عمان ثم إيران ثم شبة القارة الهندية14.
15 Prat, Marchal, 2001 : من اجل معرفة من هم أجدادنا القدماء (البعيدين).
كيف ومتى حدث الاستيطان الأول في جنوب الجزيرة العربية، وعبر أي نوع من الجنس البشري15 تم استيطانها؟ وهناك ثلاثة أسئلة لانزال نجهل إجاباتها وهي :
متى تم عبور البحر الأحمر؟
هل من الممكن أن تكون هناك هجرة مباشرة من الجهة الشرقية لأفريقيا نحو مضيق باب المندب، عبر البحر الأحمر في عصر البلايستوسين الأدنى؟ (الشكل رقم 4)
- يجب التنويه هنا إننا لم نلاحظ وجود أي هيكل بشري يعود إلى ما قبل العصر الحجري الحديث، أي إلى ما قبل 10.000سنة ليس في اليمن وحسب، بل و في شبه الجزيرة العربية.
16 Thomas et al., 1998.
17 Chelhod, 1984 : p. 26 " على ما يبدو أننا لا نعرف شيء عن أصول الإنسان في هذا الجزء من العربية ".
23
- أما في ما يخص ظهور بقايا لحيوانات قديمة في العربية، فيجب الإشارة إلى تميز الاكتشاف الفريد لمستويات بحيرية قديمة في شمال الجزيرة العربية، في جنوب غرب صحراء النفود، إلى جانب فقاريات برية تعود إلى العصر البلايستوسين المتأخر، والتي تشبه إلى حد كبير بقايا الحيوانات الأفريقية 16 ،" علم الإحاثة /المستحجرات"17 التي ذكرها الباحث (J. Chelhod) منذ عشرين عاماً ولا تزال قائمة حالياً.
24
- إن الدليل على وجود استيطان بشري في العصر البلايستوسين الأدنى اعتمد على وجود أدوات أو صناعات حجرية مهذبة عُثر عليها على سطح الأرض ، وعليه يمكن أن نقبل وجود استيطان بشري في العربية غير مؤرخ يعود إلى عصر البلايستوسين وذلك بدون تخمين الطرق المسلوكة.
18 Abbate et al, 1998..
19 Abbate et al., 1998 ; Abbate et al. 2004.
25
-إن الاكتشاف - حديثاً - لجمجمة للإنسان المنتصب القامة " Homo erectus " بنفس مميزات الإنسان الحديث "Homo sapiens" في منخفض داناكيل باريتريا والذي يعود تاريخها إلى مليون سنة قد أثار جدلاًً18 واسعاً، إذ إن موقع هذا الاكتشاف قريبًُ جداً من البحر الأحمر وضفاف اليمن، كما إن اكتشاف 200 موقعً تتواجد فيها أدوات لها علاقة بجماعة الحيوانات القديمة في نفس المنخفض والتي يعود تاريخها كذلك إلى مليون سنة19، أليست تلك أدله كافية لإثبات عبور البحر الأحمر في العهد الرباعي القديم؟
الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
Agrandir Original (png, 258k)
20 Derricourt, 2005 : p. 120.
26
- نستطيع التساؤل حول عدم وجود أي أدلة قبل نهاية البلايستوسين أي مع الإنسان الحديث "Homo sapiens" تثبت بأن الجنس البشري عَبَرَ البحر الأحمر تاركاً أفريقيا وأن ذلك العبور كان عبر مضيق جبل طارق أو عبر باب المندب الخ . فالاجتيازات البحرية المذكورة تتطابق مع تحركات الإنسان الحديث "Homo sapiens" سواء في استراليا أو في غينيا الجديدة منذ أكثر من 60.000 سنة : "يحتاج تنفيذ مسألة عبور المياه أن تقترن بالقدرة الثقافية" 20.
21 Fernandès et al., 2006 : يقترح هؤلاء المؤلفين الطريق الأرضية فقط.
27
في الواقع أن عبور البحر ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى أدوات تقنية وقدرة عقلية فائقة للتغلب على أي عائق قد يطرأ أثناء عملية العبور21.
22 Francaviglia, 1990 a et b.
28
في المقابل لقد ثبت عبور البحر الأحمر ابتداء من عصر الهولوسين الأوسط،، وذلك بفضل حجارة السيح الاوبسيديان (obsidienne) الذي يُعد أحد أهم الدلائل الأثرية الكبرى للتبادل بين أفريقيا والجزيرة العربية عبر البحر الأحمر22 ، فقد عُثر على العديد من الأدوات الحجرية من هذه المادة البركانية و المنتقاة بعناية على جانبي البحر الأحمر وبفضل التحاليل الجيوكيميائية أصبح من السهل التعرف على مصدرها.
الأدوات الحجرية والتسلسل الزمني؟
23 Amirkhanov, 1994, fig. 4 et 5, p. 221-222 :
29
ذكر Amirkhanov، كما في موقع أولدفاي ((Olduvai*، بأن أقدم وجود بشري في اليمن يعود تاريخه إلى مليون سنة تقريبا وذلك من خلال دراسته لأدوات حجرية قديمة عثر عليها في ملجأ مهدم في إحدى روافد الضفة اليمنى لوادي حضرموت في منطقة غنية بحجر الصوان والكوارتزيت، والتي كانت عبارة عن أداة من الحجر الجيري، حيث أن حجمها المقصود لم يكن مؤكداً 23.
24 Whalen, Schatte, 1997.
25 Leakey, 1971 ; selon la classification proposée par Clark G., 1969 et Toth, 1987.
30
اكتشف الباحثين N. Whalen et K. Schatte 24 عدم وجود الطبقات الأثرية، وعدم وجود تاريخ محدد للأدوات القديمة، التي قاما بجمعها من على السطح خلال المسوحات التي أجرياها في المنطقة الواقعة شمال شرق باب المندب، غير أنهما بنيا تسلسلها التاريخي مقارنةً بالتصنيفات التقنية وطريقة التشذيب، التي أجريت على الأدوات الحجرية للمستوى المبكر في موقع أولدفاي Olduvai في تنزانيا، والتي ميزت صناعات الأدوات الحجرية في عصر البلايستوسين الأدنى بأفريقيا25.
26 Whalen, 1992.
31
هل آن الأوان لاقتراح طرق مباشرة للاستيطان خلال البلا يستوسين الأدنى عبر البحر الأحمر، اعتماداً على البراهين القائمة على تصنيف الأدوات الحجرية؟26، وهل آن الأوان لنسلم بوجود تطابق بين التعقيدات التصنيفية والتقنية للأدوات الحجرية وتطورها الزمني؟
32
لقد قبل هذان الباحثان بهشاشة هذه الفرضية كما ظلا محافظين عليها أيضا:
27 Petraglia, 2003 : p. 141.
"بالرغم من وجود إمكانية جيده لقياس تأريخ المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية، فإن طرق التأريخ المطلقة لم يتم تطبيقها بشكل كافٍ، وإن أعادت الترتيب الزمني فيه، قد اعتمدت على التغير في الشكل والتقنية".27
28 Roche, 2005.
29 Delagnes, Roche, 2005.
33
وبطبيعة الحال تم تحديد التسلسل التاريخي للمستوطنات في عصر البلايستوسين الأدنى فعلياً بأفريقيا منذ حوالي20 عاماً فقط وذلك من خلال تعدد أعمال البحث والاكتشافات الجديدة التي تجاوزت تسلسل التصنيف القديم، ابتداء من الأداة الحجرية ذات الوجهين ثم التهذيب أي تقنية تهذيب الأدوات28. وهكذا فقد ظهرت أنشطة تهذيب بشكل واضح في موقع Lokalalei، في كينيا، تعود إلى عصر البلايستوسين القديم جدا، والذي يعود تاريخه إلى 2.34 مليون سنة29.
30 Soriano, 2003.
34
ومنذ ذلك الحين لم يعد من المألوف الارتكاز على معيار واحد فقط، كالصناعة الحجرية التي يتم التعرف على حدودها من شكلها وتقنية صناعتها، من أجل تحديد تسلسل تاريخي شامل، فعلى سبيل المثال لقد اتضحت حاليا في مالي بأفريقيا الغربية عيوب التقييم التاريخي والثقافي الفادحة، التي بنيت على أساس الأدوات الحجرية؛ لأن " مصطلح عتيق لا يساوي بالضرورة مصطلح قديم "30 ففي الواقع لقد تبين أن الأدوات المكتشفة في الطبقات الأثرية لموقع Kokolo 2 كشفت درجة بدائية في الصنع وأنها تشبه أدوات المواقع العتيقة في أفريقيا الشرقية كتلك التي عثر عليها في موقع أولدفاي. ولقد تبين أيضا بأن الأدوات الحجرية التي اكتشفت في موقع Kokolo 2 تنتمي، بعد عملية التأريخ، إلى عصر البلايستوسين الأعلى بحوالي خمسين ألف سنة!
31 Kapel, 1967 ; Inizan, 1980 ; 1988 : p. 128.
32 Petraglia, 2003 : p. 150.
35
ولا ننسئ، أيضا ما اكتشفه H. Kapel في الستينات في إمارة قطر في شرق الجزيرة العربية على ضفاف الخليج العربي الفارسي من أدوات حجرية ذات وجهين و"الأدوات الحجرية الدقيقة القديمة " "macrolithes archaïques" منتشرة على السطح تعود إلى فترة قديمة جداً وجدت منذ 30 سنة مع بعض الفخار العبيدي (بلاد مابين النهرين) الذي يعود تاريخه إلى الألف الخامس قبل الميلاد.31 ألا يفترض من خلال هذه الأعمال أن نذكر احتمالية ظهور العصر الحجري القديم في اليمن32.
33 Lambeck, 1996.
36
بالإضافة إلى ذلك لم يكتشف أي موقع على ضفاف الخليج في الجهة الشرقية للجزيرة العربية يعود إلى عصر البلايستوسين، كما إن هبوط الصفيحة العربية التي غرقت تحت إيران و التخطي والتقهقر البحري المسؤول عن تجميع الماء، أو عدم تجمعه بالخليج العربي الفارسي33 بإمكانها أن تفسر غياب الطبقات التي يعود تاريخها إلى عصر البلايستوسين.
الفترة الأشولية والعصر الحجري القديم الأدنى : الأدوات الحجرية ذات الوجهين
37
لقد بدئت صناعة الأدوات الحجرية ذات الوجهين في أفريقيا الشرقية منذ حوالي 1.7 مليون سنة، حيث كان هذا النوع من الصناعة يتم بواسطة البلطه (hachereau) الأداة التي كانت شائعة في الفترة الأشولية الأفريقية. غير إن استمراره الطويل الذي وصل إلى بضع مئات الآلاف من السنين، يفرض عليه أن يكون دقيقاً في عملية التأريخ من خلال ظهوره البسيط .
34 Whalen et al., 1983.
38
من المحتمل أن المواقع الأشولية، التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأدنى، التي تم تنقيبها بالقرب من صفاقه Saffaqah 34 في شمال المملكة العربية السعودية أو الموجودة على طول ساحل البحر الأحمر كانت مستوطنة من قبل سكان قادمين من الشرق الأدنى.
التشذيب اللفالوازي والعصر الحجري القديم الأوسط:
35 Caton-Thomson, Gardner, 1939 ; Inizan, Ortlieb, 1987 ; Crassard, 2007.
36
لسوء الحظ تتعرض هذه المنطقة حاليا لنهب الآثار على نطاق واسع في ما يتعلق بآثار المدن الغنية بجنوب ال
(...)
39
إنه لمن المغري أن ننسب تجمعات الصناعة ذات الوجهين المتعلقة بالتهذيب اللفالوازي إلى العصر الحجري القديم الأوسط فضلاً عن الشظايا الكبيرة ،المكاشط المسننة المكتشفة فوق الهضاب الجيرية في حضرموت منذ عام 1938م35. لقد كانت المطرقة الحجرية أو المنقل الصلب هي التقنية الوحيدة المستخدمة في التهذيب. كذلك اكتشف العديد من تلك الورش التي كان يتم فيها عملية التهذيب في منطقة الجوف المرتبطة هي أيضا بالمادة الأولية في موضعها (in situ) : فوجود حجر الصوان على شكل كتل مستديرة صغيرة الحجم في هذه المنطقة، يفسر الأحجام الصغيرة للأدوات اللفالوازية والنواة والشظايا (الشكل رقم 5: 6 إلى 9 ). ومنذ ذلك الحين، توقفت الأبحاث بسبب الاضطراب السياسي وصعوبة الوصول إلى هذه المنطقة36 . وفي منخفض الحوه al-Hawà في الصحراء الوسطى أظهرت عوامل التعرية صناعة تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط، كالتهذيب ذي الوجهين و الشظايا اللفالوازية على مقربة من مصادر الصوان أو الكوارتز (الشكل رقم 5: 2الى 5).
37
لقد جمعت في عام 1993, دائما من سطح هذا المنخفض, بعض القطع العظمية لأبقار كبيرة و سن حصان و حددت عن
(...)
40
إن تميز هذه الصناعة باستخدام الكوارتزيت للأدوات ثنائية الوجه والصوان للشظايا، وكذلك بأحجامها يؤكد انتماءها إلى بعض الصناعات، التي عثر عليها على السطح في هضاب حضرموت37.
38 Clark J.D., 1988.
41
نستطيع الإشارة بوضوح إلى أن طرق التهذيب اللفالوازي و طرق التهذيب (Levant) في شرق البحر الأبيض المتوسط متشابه، وأن مقارنته بصناعات العصر الحجري الأوسط (Middle Stone Age) 38 في شرق أفريقيا ستكون ضرباً من المجازفة.
42
وعلى الرغم من تعدد المؤشرات فإنه لا يمكن وضع، أو تحديد تاريخ العصر الحجري القديم خارج أو بدون وجود الطبقات الأثرية (استراتغرافيا)، ولا يمكن أيضا تحديد فترة استيطانه، والسبب في ذلك هو وجود التهذيب اللفالوازي في أفريقيا ، وفي أوروبا و في الشرق الأدنى في فترات زمنية وتاريخية ممتدة ، من 300.000 إلى 30.000 عام تقريبا، وأحيانا امتدت حتى العصر الحجري الحديث. وفي ظل غياب التواريخ الدقيقة للطبقات الأثرية (استراتغرافيا) الثابتة ، وغياب الهياكل البشرية والبقايا الحيوانية فقد بات من السابق لأوانه في الوقت الحالي اقتراح تسلسل زمني وتاريخي للمستوطنات في عصر البلايستوسين في اليمن.
39 Macchiarelli, Peigné, 2006.
43
في حين أن الاكتشاف الحديث لمواقع محددة في منطقة تهامة39 تحتوي على عظام حيوانات وصناعة ذات تهذيب لوفالوازي، قد أثار كثيراً من الجدل ،ولكونها المرة الأولى في الجزيرة العربية، التي يتم فيها اكتشاف استيطان مؤرخ يعود لعصر البلايستوسين، ومع ذلك فإن هذا الاكتشاف لم يحل مشكلة الطريق المسلوك!
الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
Agrandir Original (png, 5,3M)
1: صناعة ذات وجهين (كوارتزيت). 4،3،2 : شظايا لفالوازية (الصوان). 5: أداة مسننه فوق شظية لفالوازية. صناعة لفالوازية بوادي حريب (الجوف). 9،8،7،6 : نواه لفالوازية (الصوان). رسم : Pierre Bodu.
العصر الحجري القديم الأعلى
40 Uerpmann, Uerpmann, 2003 : p. 40 Hv12964 : 9615+/-65 cal BC (-9210-8830).
44
فيما يتعلق بوجود الإنسان العاقل (Homo sapiens) واكتشاف استيطان يعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى (40.000-12.000سنة) يظل التساؤل قائما في الجزيرة العربية أيضا: لقد تم الحصول على أقدم تاريخ بواسطة كربون 14 يعود إلى (9615 سنة)40 في منزل بسلطنة عمان بالقرب من العاصمة مسقط.
45
والمفارقة أن أول استيطان للإنسان العاقل في الجزيرة العربية يبقى مجهولاً، بينما أصله يفترض أنه كان بالقرب من الأخدود العظيم بشرق أفريقيا منذ أكثر من 400.000 سنة.
41 Field, Lahr, 2005 ; King, Bailey, 2006.
46
- ما هي الطرق التي سلكها الإنسان العاقل الأول ليغزو العالم ؟ وتطرح من جديد مسألة عبور البحر الأحمر و لكن هذه المرة من قِِبل أجدادنا المباشرين الذين كانت لديهم وبلا شك القدرات الذهنية والتقنية لكونهم غزوا استراليا عن طريق البحر منذ حوالي 60.000 سنة41.
42 Sanlaville, 2000 : p. 72.
47
وعلى الرغم من التصحر الملحوظ في الصحراء العربية الوسطى في نهاية العصر البلايستوسين (الباب الثالث) فإنه المناطق الجبلية في اليمن ،التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3000 متر، وكذلك الوديان المنخفضة، احتفظت بالرطوبة الكافية لضمان الحفاظ على النباتات وعظام الحيوانات، كما نلاحظها في الوقت الحالي. تبدو المنطقة الجبلية الشامخة في اليمن والمنتفعة من الفصلين الممطرين ( "الأمطار الخفيفة" في شهري مارس وأبريل و"الأمطار الغزيرة" في شهري يوليو وأغسطس) كخزان مياه حقيقي تتفرع منه شبكة مائية كثيفة"42 .... ففي الشرق هناك العديد من الوديان، التي تخترق هضبة حضرموت الأقل ارتفاعا مازالت مخضرةً غالباً كما هو الحال في السهول المرتفعة في منطقتي صعدة وصنعاء، إذ إن هذه المناطق ملائمة للزراعة والرعي، بالتالي فالظروف المناخية ليست كافية لتفسير الغياب المحتمل للعصر الحجري القديم الأعلى في جنوب الجزيرة العربية.
43 Macchiarelli, Peigné, 2006.
48
وختاما لقد اُستوطن جنوب الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين، لكننا نجهل متى و بأي جنس بشري تم استيطانها، لأن الصناعات الحجرية وحدها ليست كافية لتحديد تسلسل تاريخي، ولا حتى إسنادها إلى جنس بشري بعينه، أما فيما يتعلق بالطرق المسلوكة فهي بلا شك متعددة سواءً برية أو بحرية. وفي النهاية إن الاكتشافات الحديثة في منطقة تهامة تعرض رؤىً جديدة تتعلق بالاستيطان البشري في الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين43.
شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
Agrandir Original (png, 156k)
NOTES
1 - Caton-Thompson, 1938 ; Caton-Thompson, Gardner, 1939.. نذكر بان اليمن ليست بعد بلد مستقل ويعد المنشور مرجع ل " Southwest Arabia".
2 - Van Beek et al., 1963.
* لفالوازي : وهي طريقة/ تقنية ابتدعها إنسان النياندرتال في العصر الحجري القديم الأوسط , وأصبحت إحدى مميزاته, تقوم على اختيار نواة يتم تحضيرها, ثم تطرق لاستخراج قطعة حجرية واحده, ثم يتم تشذيبها لتصبح الأداة المطلوبة, لهذا تسمى طريقة النواة المحضرة.
3 - Amikhanov, 1994, 1996 ::مستوى سفلي لموقع خاباروت (GIN 8159 : 9560 ± 120 BP, Cal BC –9253-8626 على mélanoïde .
4 - تمت التنقيبات الأثرية لمدينة شبوة القديمة برئاسة بروتون (J.- F. Breton ). بفضل دعوته في عام 1983 , تمكنت من اكتشاف الاستيطان بفترة ما قبل التاريخ في ضواحي شبوة و وادي عرمه في إطار التعاون مع المؤسسات اليمنية : (Inizan, Ortlieb) 1987.
5 - تم نشر نتائج هذه البعثات برئاسة البروفسور (Alessandro de Maigret) بشكل منتظم في مجلة East and West (De Maigret), 1983, 1984: (Bulgarelli), 1989: (Di Mario), 1989: (Fedele), 1989, 1990 : (Marcolongo), (Palmieri), 1990: (Tosi) 1989, 1990).
6 Jung, 1989, 1990.
7 Cleuziou et al., 1992.
8 Global Position Satellite.
9 الباب الرابع.
10 Gabunia et al., 2001 ; Locdkipanidze et al., 2006.
11 Bar-Yosef, Goren-Inbar, 1993 ; Belmaker et al., 2002.
12 Fernandes et al., 2006 ; King, Bailey, 2006.
13 Sanlaville, 2000 : les " tribulations de la Plaque Arabique" .
14 Petraglia, 2003 ; 2005.
15 Prat, Marchal, 2001 : من اجل معرفة من هم أجدادنا القدماء (البعيدين).
16 Thomas et al., 1998.
17 Chelhod, 1984 : p. 26 " على ما يبدو أننا لا نعرف شيء عن أصول الإنسان في هذا الجزء من العربية ".
18 Abbate et al, 1998..
19 Abbate et al., 1998 ; Abbate et al. 2004.
20 Derricourt, 2005 : p. 120.
21 Fernandès et al., 2006 : يقترح هؤلاء المؤلفين الطريق الأرضية فقط.
22 Francaviglia, 1990 a et b.
23 Amirkhanov, 1994, fig. 4 et 5, p. 221-222 :
"إن الفاصل بين البلايستوسين الأدنى الأوسط, كما ذكرنا آنفاً, يقدر في المنطقة بحوالي مليون سنة. ووفقاً للمعطيات......, ورغم ذلك فان الاختلاف الذي يمكن أن يشار إليه ربما يكون بحوالي 700.000 سنة ". لقد فحصت في عام 1987 بعض القطع الجيرية المعروضة في متحف عدن بدون التعرف على مقاس مقصود, هذا ما أكده Pierre Bodu et Rémy Crassard على أداة الجوزاه المودعة في متحف سيئون.
24 Whalen, Schatte, 1997.
* موقع اولدفاى : يقع في شمال تنزانيا ضمن الحزام البركاني لأخدود الوادي المتصدع العظيم, ثم التنقيب فيه منذ مطلع القرن العشرين, الباحث الانجليزي L.Leaky وزوجته (Leaky & Leaky). قدم اكبر تتابعاً للطبقات (تسمى اسره, وهي خمسه), التي توضح تطور الأدوات الحجرية, وكذلك تطور بقايا الأشكال البشرية. أقدمها نماذج لإنسان الهوموهابل (Homo habilis) مع ثقافته الأدوات الحصوية, تبعه إنسان الهومواركتوس (Homo erectus) وثقافته الأشولية .
25 Leakey, 1971 ; selon la classification proposée par Clark G., 1969 et Toth, 1987.
26 Whalen, 1992.
27 Petraglia, 2003 : p. 141.
28 Roche, 2005.
29 Delagnes, Roche, 2005.
30 Soriano, 2003.
31 Kapel, 1967 ; Inizan, 1980 ; 1988 : p. 128.
32 Petraglia, 2003 : p. 150.
33 Lambeck, 1996.
34 Whalen et al., 1983.
35 Caton-Thomson, Gardner, 1939 ; Inizan, Ortlieb, 1987 ; Crassard, 2007.
36 لسوء الحظ تتعرض هذه المنطقة حاليا لنهب الآثار على نطاق واسع في ما يتعلق بآثار المدن الغنية بجنوب الجزيرة العربية : Audouin, Arbach, 2004.
37 لقد جمعت في عام 1993, دائما من سطح هذا المنخفض, بعض القطع العظمية لأبقار كبيرة و سن حصان و حددت عن طريق J. Desse.
38 Clark J.D., 1988.
39 Macchiarelli, Peigné, 2006.
40 Uerpmann, Uerpmann, 2003 : p. 40 Hv12964 : 9615+/-65 cal BC (-9210-8830).
41 Field, Lahr, 2005 ; King, Bailey, 2006.
42 Sanlaville, 2000 : p. 72.
43 Macchiarelli, Peigné, 2006.
TABLE DES ILLUSTRATIONS
Titre الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-1.png
Fichier image/png, 50k
Titre الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-2.png
Fichier image/png, 258k
Titre الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
Légende 1: صناعة ذات وجهين (كوارتزيت). 4،3،2 : شظايا لفالوازية (الصوان). 5: أداة مسننه فوق شظية لفالوازية. صناعة لفالوازية بوادي حريب (الجوف). 9،8،7،6 : نواه لفالوازية (الصوان). رسم : Pierre Bodu.
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-3.png
Fichier image/png, 5,3M
Titre شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-4.png
Fichier image/png, 156k
AUTEUR
د. ماري-لويز إينيزان
المقدمة
الباب الثاني – الاستيطان في عصر الهولوسين
المستوطنات القديمة في عصور ما قبل التاريخ
تقع اليمن بالقرب من قارة أفريقيا، التي انفصلت عنها منذ حوالي أربعة ملايين سنة تقريبا، يحدها البحر الأحمر من جهة، و المحيط الهندي من الجهة الأخرى و تحدها من الغرب سلسلة جبلية تتجه من الشمال إلى الجنوب يصل ارتفاعها إلى 3760 مترا عند جبل النبي شعيب الواقع بالقرب من صنعاء.أما من الجنوب فهناك هضاب حضرموت الجيرية التي تتجه من الغرب إلى الشرق، وتنحدر نحو الشمال باتجاه الصحراء العربية الكبرى ، الربع الخالي، مُشَكِّلَةً حاجزاً مناخياً بين الصحراء والمحيط..
إن التنوع الجغرافي والمناخي الذي تتميز به اليمن، وكذالك موقعها الذي يشكل حلقة وصل بين قارتين قد جعل منها منذ النشأة وعلى امتداد الاستيطان البشري في عصور ما قبل التاريخ أرضاً ذات نفوذ (الشكل رقم 1).
تاريخ دراسات ما قبل التاريخ في اليمن
إن ظهور هذا النوع من الدراسات التي تتناول فترة ما قبل التاريخ في اليمن لا يزال حديثا، ومن أجل فهمها يجب الأخذ بعين الاعتبار الإطار الجغرافي والسياسي لهذا البلد الذي كان حتى تاريخ 22 مايو 1990م - تاريخ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية - منقسماً إلى شطرين: في الشمال الجمهورية العربية اليمنية وعاصمتها صنعاء وفي الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - المحمية البريطانية القديمة - وعاصمتها عدن، وهكذا فقد تطورت الدراسات الأولية للمستوطنات البدائية في اليمن في كل من الشطرين بشكل مستقل حتى بداية التسعينات.
فالدراسات الأولية المنتظمة للمستوطنات البدائية في عصور ما قبل التاريخ، كانت قد بدأت في الشطر الجنوبي، عندما كان هذا الجزء من اليمن تحت الحماية البريطانية، وذلك قبل الحرب العالمية الثانية. أما في الشطر الشمالي فإن اكتشافات الرسوم الصخرية في منطقة صعدة شمال الجمهورية العربية اليمنية عام 1974، دشنت البدايات الأولى لهذه المستوطنات البدائية، التي تعود أيضا إلى عصور ما قبل التاريخ.
في شتاء عام 1937- 1938م، قامت ، في الشطر الجنوبي ، السيدة (G. Caton-Thompson et E.W. Gardner) باكتشاف أول وجود تاريخي للعصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث، استناداً للدراسات الجيولوجية و تحليل الأدوات الحجرية1، وذلك على إثر نتائج المسح الأثري لوادي حضرموت.
وفي عام 1952م، في وادي حضرموت الكبير أيضا، قامت بعثة أ ثرية أمريكية باكتشاف ورش خاصة بطرق و تهذيب الأحجار، فضلاً عن وجود تهذيب من نوع خاص لما يسمى "بتهذيب لفا لوازي" *(Levallois) الذي يميز العصر الحجري القديم الأوسط في عصر ما قبل التاريخ بشكل خاص، وكذلك وجود رؤوس أسهم مدببة تم العثور عليها في ملجأ صخري بعضها كان مصنوعاً من الحجر الزجاجي الأسود (الاوبسيديان) ، وبعيدا عن مصادره، مما ساعد على معرفة أن هذا النوع من الاستيطان يعود إلى العصر الحجري الحديث، غير أننا لم نرصد عن هذه البعثة سوى نتائج أولية2.
3 - Amikhanov, 1994, 1996 ::مستوى سفلي لموقع خاباروت (GIN 8159 : 9560 ± 120 BP, Cal BC –9253-8626 على (...)
وفي الشطر الجنوبي كذلك، قامت بعثة سوفيتية بمسح وتنقيب وادي حضرموت وروافده مرة أخرى وذلك في مطلع العام 1983م، حيث أكدت هذه المسوحات وجود استيطان بشري في فترة ما قبل التاريخ بنمط العصر الحجري القديم الأدنى من خلال اكتشاف أدوات حجرية تم العثور عليها على سطح الأرض، كما أكدت أيضا وجود استيطان خلال عصر الهولوسين لاسيما في موقع "حاباروت" الذي اكتشف في المهرة شرق حضرموت والذي يعتبر أول موقع ذي طبقات أثرية يكتشف في هذه المنطقة، الذي تنتمي أقدم مستوياته إلى عصر الهولوسين الأوسط 3.
- تمت التنقيبات الأثرية لمدينة شبوة القديمة برئاسة بروتون (J.- F. Breton ). بفضل دعوته في عام 1983
(...)
8
تلت البعثة السوفيتية بعثة فرنسية قامت بمسح مدخل حضرموت في منطقة شبوة العاصمة القديمة لمملكة جنوب الجزيرة العربية (sudarabique)4 والتي أكدت هي أيضا وجود أدوات حجرية على السطح تعود للعصر الحجري القديم، وعثرت كذلك على بعض التواريخ على بعض المواقع المكتشفة في السطح مصحوبة بأدوات حجرية.
مع غياب الطبقات الأثرية و الأدوات النصلية التي ميزت في الأساس العصر الحجري القديم الأعلى على الأقل في أوراسيا، إذ يبدو أنه كان هناك انقطاع في الاستيطان في إحدى فترات ما قبل التاريخ في اليمن والسبب في ذالك يعود إلى عدم ظهور أي استيطان في اليمن في الفترة (مابين 35000 و12000 عام) فهل يمكن التخيل بأن جبال جنوب شبة الجزيرة العربية فقدت كل سكانها خلال فترات الجفاف المفرط الذي أصاب الربع الخالي في العصر الحجري القديم الأعلى؟
- تم نشر نتائج هذه البعثات برئاسة البروفسور (Alessandro de Maigret) بشكل منتظم في مجلة East and Wes
(...)
6 Jung, 1989, 1990.
في بداية الثمانينات باشرت بعثة إيطالية المسوحات المنتظمة في الشطر الشمالي من اليمن، حيث وضحت وجود استيطان بشري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ في منطقة تهامة وفي الجبال على أطراف الصحراء الوسطى،5 من خلال وجود بعض الأدوات الحجرية، تعود للعصر الحجري القديم على السطح ودائما خارج الطبقات الأثرية (stratigraphie) كتلك التي وجدت في الشطر الجنوبي. كما حددت أيضا مواقع استيطان في مناطق صخرية أخرى في الشطر الشمالي على وجه الخصوص في جبال خولان وجنوب شرق صنعاء6.
11
في الواقع لقد شكلت صحراء رملة السبعتين التي اخترقتها حدود الشطرين عائقاً لاكتشاف وفهم تاريخ الاستيطان القديم في هذه البقعة الواسعة من جنوب الجزيرة العربية. وهكذا فقد كان من الصعب دراسة هذا الحوض الصحراوي الذي يربط طبيعيا بين الجبال في الشمال وهضاب حضرموت الكبرى. وننوه هنا بأن الممالك القديمة في جنوب الجزيرة العربية كانت موزعة حول هذا الحوض على مخارج الأودية التي كانت بالقرب من المناطق المنخفضة الوسطى .
7 Cleuziou et al., 1992.
بفضل تقدم التكنولوجيا الناتج عن إطلاق أقمار اصطناعية جديدة نهاية الثمانينيات و ما قام به (B. Marcolongo) كأول خبير في هذا المجال من أعمال الترجمة لصور الأقمار الصناعية (landsat، Soyouz et Spot)7 ، والصور الجوية تمكنا من قراءة الماضي الهيدروجيولوجي للحوض الصحراوي الخاص برملة السبعتين. ومن خلال هذه القراءة تبين لنا بأن منطقة وادي الجوف حاليا عبارة عن نهر متحجر يعود إلى العصر الهولوسين كان ينبع من منطقة الجبال الواقعة في الشمال و يجري في الحوض الصحراوي الداخلي عبر هضاب حضرموت مروراً بوادي المسيلة حتى يصل إلى المحيط الهندي خصوصا في آخر فترة مناخية رطبة من عصرالهولوسين منذ أكثر من 7000عام (الشكل رقم 1).
بعد تحقيق الوحدة اليمنية، تم في عام 1993م إجراء أول فحص فعلي على الأرض لهذه الشبكة المائية القديمة وأحواضها البحيرية القديمة، وكذلك اكتشاف العديد من المستوطنات التي تحيط بهذه الأحواض والتي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وذلك بفضل مساعدة - ولأول مرة - لجهاز يسمى ب 8GPS . ونشير أيضا إلى أن استخدام هذه الأداة كوسيلة استكشاف وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، كان له دور رئيسي ليس فقط من أجل الاهتداء إلى المواقع على الأرض أثناء المسوحات، بل أيضا من أجل العثور على بقايا صغيرة من مواقع الاستيطان في عصور ما قبل التاريخ، التي تم كشفها سابقاً والمكونة من بعض أحجار المساكن أومن شظايا الأدوات أو من الأشياء المهجورة التي تظهر ثم تختفي غالبا بين ممرات التلال الرملية.
9 الباب الرابع.
منذ عام 1996م استطاعت إحدى البعثات ، من خلال دراسة عينات للأحواض البحرية القديمة، في صحراء9 رملة السبعتين من الحصول على أول تاريخ يخص البيئة القديمة، و منذ ذلك الحين أصبحت الأبحاث الأثرية تقام في إطار واحد من البحر الأحمر وحتى حدود ظفار في الشرق.
الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
Agrandir Original (png, 50k)
15
لا يزال هناك بعض الحدود الغامضة في ما يتعلق بالتسلسل التاريخي لثقافات ما قبل التاريخ في اليمن، فقد انتهي العصر البلايستوسين بعد العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 12000سنة و تلاه عصر الهولوسين الذي شكل آخر فترة الدهر الرباعي (الشكل رقم 6). كما سندرك كم تضمنت فترة الحداثة المتميزة بعملية الاستئناس من تغيير جذري في تنظيم الجماعات الإنسانية، فقد ظهرت هذه الظاهرة الكبرى في اليمن في عصر الهولوسين في الألف السابع - السادس قبل الميلاد.
16
شكلت الأدوات الحجرية أهم المواد الأثرية المحفوظة، التي يمكن الاستفادة منها، غير إن تلك الأدوات التي تعود إلى عصر الهولوسين وعصر البلايستوسين تعد دلائل تاريخية وثقافية عامة. في الواقع عكست التقاليد الثقافية لعلماء الآثار وبلا شك تأثر الجزيرة العربية بالطابع الشرقي.
الاستيطان في جنوب الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين (pléistocène)
17
يعود مهد الإنسان الأول بحسب معرفتنا الحالية إلى أفريقيا الذي ظهر على ما يبدو منذ حوالي 2.5 مليون سنة، وعلى ما يبدو أن جنوب الجزيرة العربية قد انفصل عن أفريقيا بانفتاح باب المندب. إلا أن الطرق التي سلكها الإنسان الأول عند انتقاله من أفريقيا لم تتضح بعد.
منذ اكتشاف البقايا البشرية في جورجيا في موقع " دمانيسي"10 التي يعود تاريخها إلى 1.77مليون سنة يعود تاريخ الانتشار الأول لجنس الإنسان خارج أفريقيا إلى بضع مئات الآلاف من السنين. و قبل ذلك كنا نعتبر أن الاستيطان في موقع "العُبيديه"11 في وادي الأردن الذي يعود تاريخه إلى 1.4مليون سنة تقريبا كأقدم استيطان بشري عُرف خارج القارة الأفريقية آنذاك، ومع ذلك لا زلنا نجهل الطرق التي سلكها أجدادنا القدماء الأوائل أثناء خروجهم من أفريقيا الشرقية نحو أوراسيا، و الدور الذي لعبته اليمن بحكم أنها الأقرب من مصدر الإنسانية.
ومن اجل ذلك لقد بنيت العديد من الفرضيات :- طريق أو عدة طرق أرضية أفريقية من غرب البحر الأحمر حتى شبه جزيرة سيناء12 وبعد ذالك نحو منخفض الجزيرة العربية وآسيا، وطريق آخر بحري عبر البحر الأحمر13 باتجاه اليمن(انظر الباب الثاني) ثم تستمر الهجرة نحو الشرق باتجاه عمان ثم إيران ثم شبة القارة الهندية14.
15 Prat, Marchal, 2001 : من اجل معرفة من هم أجدادنا القدماء (البعيدين).
كيف ومتى حدث الاستيطان الأول في جنوب الجزيرة العربية، وعبر أي نوع من الجنس البشري15 تم استيطانها؟ وهناك ثلاثة أسئلة لانزال نجهل إجاباتها وهي :
متى تم عبور البحر الأحمر؟
هل من الممكن أن تكون هناك هجرة مباشرة من الجهة الشرقية لأفريقيا نحو مضيق باب المندب، عبر البحر الأحمر في عصر البلايستوسين الأدنى؟ (الشكل رقم 4)
- يجب التنويه هنا إننا لم نلاحظ وجود أي هيكل بشري يعود إلى ما قبل العصر الحجري الحديث، أي إلى ما قبل 10.000سنة ليس في اليمن وحسب، بل و في شبه الجزيرة العربية.
16 Thomas et al., 1998.
17 Chelhod, 1984 : p. 26 " على ما يبدو أننا لا نعرف شيء عن أصول الإنسان في هذا الجزء من العربية ".
23
- أما في ما يخص ظهور بقايا لحيوانات قديمة في العربية، فيجب الإشارة إلى تميز الاكتشاف الفريد لمستويات بحيرية قديمة في شمال الجزيرة العربية، في جنوب غرب صحراء النفود، إلى جانب فقاريات برية تعود إلى العصر البلايستوسين المتأخر، والتي تشبه إلى حد كبير بقايا الحيوانات الأفريقية 16 ،" علم الإحاثة /المستحجرات"17 التي ذكرها الباحث (J. Chelhod) منذ عشرين عاماً ولا تزال قائمة حالياً.
24
- إن الدليل على وجود استيطان بشري في العصر البلايستوسين الأدنى اعتمد على وجود أدوات أو صناعات حجرية مهذبة عُثر عليها على سطح الأرض ، وعليه يمكن أن نقبل وجود استيطان بشري في العربية غير مؤرخ يعود إلى عصر البلايستوسين وذلك بدون تخمين الطرق المسلوكة.
18 Abbate et al, 1998..
19 Abbate et al., 1998 ; Abbate et al. 2004.
25
-إن الاكتشاف - حديثاً - لجمجمة للإنسان المنتصب القامة " Homo erectus " بنفس مميزات الإنسان الحديث "Homo sapiens" في منخفض داناكيل باريتريا والذي يعود تاريخها إلى مليون سنة قد أثار جدلاًً18 واسعاً، إذ إن موقع هذا الاكتشاف قريبًُ جداً من البحر الأحمر وضفاف اليمن، كما إن اكتشاف 200 موقعً تتواجد فيها أدوات لها علاقة بجماعة الحيوانات القديمة في نفس المنخفض والتي يعود تاريخها كذلك إلى مليون سنة19، أليست تلك أدله كافية لإثبات عبور البحر الأحمر في العهد الرباعي القديم؟
الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
Agrandir Original (png, 258k)
20 Derricourt, 2005 : p. 120.
26
- نستطيع التساؤل حول عدم وجود أي أدلة قبل نهاية البلايستوسين أي مع الإنسان الحديث "Homo sapiens" تثبت بأن الجنس البشري عَبَرَ البحر الأحمر تاركاً أفريقيا وأن ذلك العبور كان عبر مضيق جبل طارق أو عبر باب المندب الخ . فالاجتيازات البحرية المذكورة تتطابق مع تحركات الإنسان الحديث "Homo sapiens" سواء في استراليا أو في غينيا الجديدة منذ أكثر من 60.000 سنة : "يحتاج تنفيذ مسألة عبور المياه أن تقترن بالقدرة الثقافية" 20.
21 Fernandès et al., 2006 : يقترح هؤلاء المؤلفين الطريق الأرضية فقط.
27
في الواقع أن عبور البحر ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى أدوات تقنية وقدرة عقلية فائقة للتغلب على أي عائق قد يطرأ أثناء عملية العبور21.
22 Francaviglia, 1990 a et b.
28
في المقابل لقد ثبت عبور البحر الأحمر ابتداء من عصر الهولوسين الأوسط،، وذلك بفضل حجارة السيح الاوبسيديان (obsidienne) الذي يُعد أحد أهم الدلائل الأثرية الكبرى للتبادل بين أفريقيا والجزيرة العربية عبر البحر الأحمر22 ، فقد عُثر على العديد من الأدوات الحجرية من هذه المادة البركانية و المنتقاة بعناية على جانبي البحر الأحمر وبفضل التحاليل الجيوكيميائية أصبح من السهل التعرف على مصدرها.
الأدوات الحجرية والتسلسل الزمني؟
23 Amirkhanov, 1994, fig. 4 et 5, p. 221-222 :
29
ذكر Amirkhanov، كما في موقع أولدفاي ((Olduvai*، بأن أقدم وجود بشري في اليمن يعود تاريخه إلى مليون سنة تقريبا وذلك من خلال دراسته لأدوات حجرية قديمة عثر عليها في ملجأ مهدم في إحدى روافد الضفة اليمنى لوادي حضرموت في منطقة غنية بحجر الصوان والكوارتزيت، والتي كانت عبارة عن أداة من الحجر الجيري، حيث أن حجمها المقصود لم يكن مؤكداً 23.
24 Whalen, Schatte, 1997.
25 Leakey, 1971 ; selon la classification proposée par Clark G., 1969 et Toth, 1987.
30
اكتشف الباحثين N. Whalen et K. Schatte 24 عدم وجود الطبقات الأثرية، وعدم وجود تاريخ محدد للأدوات القديمة، التي قاما بجمعها من على السطح خلال المسوحات التي أجرياها في المنطقة الواقعة شمال شرق باب المندب، غير أنهما بنيا تسلسلها التاريخي مقارنةً بالتصنيفات التقنية وطريقة التشذيب، التي أجريت على الأدوات الحجرية للمستوى المبكر في موقع أولدفاي Olduvai في تنزانيا، والتي ميزت صناعات الأدوات الحجرية في عصر البلايستوسين الأدنى بأفريقيا25.
26 Whalen, 1992.
31
هل آن الأوان لاقتراح طرق مباشرة للاستيطان خلال البلا يستوسين الأدنى عبر البحر الأحمر، اعتماداً على البراهين القائمة على تصنيف الأدوات الحجرية؟26، وهل آن الأوان لنسلم بوجود تطابق بين التعقيدات التصنيفية والتقنية للأدوات الحجرية وتطورها الزمني؟
32
لقد قبل هذان الباحثان بهشاشة هذه الفرضية كما ظلا محافظين عليها أيضا:
27 Petraglia, 2003 : p. 141.
"بالرغم من وجود إمكانية جيده لقياس تأريخ المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية، فإن طرق التأريخ المطلقة لم يتم تطبيقها بشكل كافٍ، وإن أعادت الترتيب الزمني فيه، قد اعتمدت على التغير في الشكل والتقنية".27
28 Roche, 2005.
29 Delagnes, Roche, 2005.
33
وبطبيعة الحال تم تحديد التسلسل التاريخي للمستوطنات في عصر البلايستوسين الأدنى فعلياً بأفريقيا منذ حوالي20 عاماً فقط وذلك من خلال تعدد أعمال البحث والاكتشافات الجديدة التي تجاوزت تسلسل التصنيف القديم، ابتداء من الأداة الحجرية ذات الوجهين ثم التهذيب أي تقنية تهذيب الأدوات28. وهكذا فقد ظهرت أنشطة تهذيب بشكل واضح في موقع Lokalalei، في كينيا، تعود إلى عصر البلايستوسين القديم جدا، والذي يعود تاريخه إلى 2.34 مليون سنة29.
30 Soriano, 2003.
34
ومنذ ذلك الحين لم يعد من المألوف الارتكاز على معيار واحد فقط، كالصناعة الحجرية التي يتم التعرف على حدودها من شكلها وتقنية صناعتها، من أجل تحديد تسلسل تاريخي شامل، فعلى سبيل المثال لقد اتضحت حاليا في مالي بأفريقيا الغربية عيوب التقييم التاريخي والثقافي الفادحة، التي بنيت على أساس الأدوات الحجرية؛ لأن " مصطلح عتيق لا يساوي بالضرورة مصطلح قديم "30 ففي الواقع لقد تبين أن الأدوات المكتشفة في الطبقات الأثرية لموقع Kokolo 2 كشفت درجة بدائية في الصنع وأنها تشبه أدوات المواقع العتيقة في أفريقيا الشرقية كتلك التي عثر عليها في موقع أولدفاي. ولقد تبين أيضا بأن الأدوات الحجرية التي اكتشفت في موقع Kokolo 2 تنتمي، بعد عملية التأريخ، إلى عصر البلايستوسين الأعلى بحوالي خمسين ألف سنة!
31 Kapel, 1967 ; Inizan, 1980 ; 1988 : p. 128.
32 Petraglia, 2003 : p. 150.
35
ولا ننسئ، أيضا ما اكتشفه H. Kapel في الستينات في إمارة قطر في شرق الجزيرة العربية على ضفاف الخليج العربي الفارسي من أدوات حجرية ذات وجهين و"الأدوات الحجرية الدقيقة القديمة " "macrolithes archaïques" منتشرة على السطح تعود إلى فترة قديمة جداً وجدت منذ 30 سنة مع بعض الفخار العبيدي (بلاد مابين النهرين) الذي يعود تاريخه إلى الألف الخامس قبل الميلاد.31 ألا يفترض من خلال هذه الأعمال أن نذكر احتمالية ظهور العصر الحجري القديم في اليمن32.
33 Lambeck, 1996.
36
بالإضافة إلى ذلك لم يكتشف أي موقع على ضفاف الخليج في الجهة الشرقية للجزيرة العربية يعود إلى عصر البلايستوسين، كما إن هبوط الصفيحة العربية التي غرقت تحت إيران و التخطي والتقهقر البحري المسؤول عن تجميع الماء، أو عدم تجمعه بالخليج العربي الفارسي33 بإمكانها أن تفسر غياب الطبقات التي يعود تاريخها إلى عصر البلايستوسين.
الفترة الأشولية والعصر الحجري القديم الأدنى : الأدوات الحجرية ذات الوجهين
37
لقد بدئت صناعة الأدوات الحجرية ذات الوجهين في أفريقيا الشرقية منذ حوالي 1.7 مليون سنة، حيث كان هذا النوع من الصناعة يتم بواسطة البلطه (hachereau) الأداة التي كانت شائعة في الفترة الأشولية الأفريقية. غير إن استمراره الطويل الذي وصل إلى بضع مئات الآلاف من السنين، يفرض عليه أن يكون دقيقاً في عملية التأريخ من خلال ظهوره البسيط .
34 Whalen et al., 1983.
38
من المحتمل أن المواقع الأشولية، التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأدنى، التي تم تنقيبها بالقرب من صفاقه Saffaqah 34 في شمال المملكة العربية السعودية أو الموجودة على طول ساحل البحر الأحمر كانت مستوطنة من قبل سكان قادمين من الشرق الأدنى.
التشذيب اللفالوازي والعصر الحجري القديم الأوسط:
35 Caton-Thomson, Gardner, 1939 ; Inizan, Ortlieb, 1987 ; Crassard, 2007.
36
لسوء الحظ تتعرض هذه المنطقة حاليا لنهب الآثار على نطاق واسع في ما يتعلق بآثار المدن الغنية بجنوب ال
(...)
39
إنه لمن المغري أن ننسب تجمعات الصناعة ذات الوجهين المتعلقة بالتهذيب اللفالوازي إلى العصر الحجري القديم الأوسط فضلاً عن الشظايا الكبيرة ،المكاشط المسننة المكتشفة فوق الهضاب الجيرية في حضرموت منذ عام 1938م35. لقد كانت المطرقة الحجرية أو المنقل الصلب هي التقنية الوحيدة المستخدمة في التهذيب. كذلك اكتشف العديد من تلك الورش التي كان يتم فيها عملية التهذيب في منطقة الجوف المرتبطة هي أيضا بالمادة الأولية في موضعها (in situ) : فوجود حجر الصوان على شكل كتل مستديرة صغيرة الحجم في هذه المنطقة، يفسر الأحجام الصغيرة للأدوات اللفالوازية والنواة والشظايا (الشكل رقم 5: 6 إلى 9 ). ومنذ ذلك الحين، توقفت الأبحاث بسبب الاضطراب السياسي وصعوبة الوصول إلى هذه المنطقة36 . وفي منخفض الحوه al-Hawà في الصحراء الوسطى أظهرت عوامل التعرية صناعة تعود إلى العصر الحجري القديم الأوسط، كالتهذيب ذي الوجهين و الشظايا اللفالوازية على مقربة من مصادر الصوان أو الكوارتز (الشكل رقم 5: 2الى 5).
37
لقد جمعت في عام 1993, دائما من سطح هذا المنخفض, بعض القطع العظمية لأبقار كبيرة و سن حصان و حددت عن
(...)
40
إن تميز هذه الصناعة باستخدام الكوارتزيت للأدوات ثنائية الوجه والصوان للشظايا، وكذلك بأحجامها يؤكد انتماءها إلى بعض الصناعات، التي عثر عليها على السطح في هضاب حضرموت37.
38 Clark J.D., 1988.
41
نستطيع الإشارة بوضوح إلى أن طرق التهذيب اللفالوازي و طرق التهذيب (Levant) في شرق البحر الأبيض المتوسط متشابه، وأن مقارنته بصناعات العصر الحجري الأوسط (Middle Stone Age) 38 في شرق أفريقيا ستكون ضرباً من المجازفة.
42
وعلى الرغم من تعدد المؤشرات فإنه لا يمكن وضع، أو تحديد تاريخ العصر الحجري القديم خارج أو بدون وجود الطبقات الأثرية (استراتغرافيا)، ولا يمكن أيضا تحديد فترة استيطانه، والسبب في ذلك هو وجود التهذيب اللفالوازي في أفريقيا ، وفي أوروبا و في الشرق الأدنى في فترات زمنية وتاريخية ممتدة ، من 300.000 إلى 30.000 عام تقريبا، وأحيانا امتدت حتى العصر الحجري الحديث. وفي ظل غياب التواريخ الدقيقة للطبقات الأثرية (استراتغرافيا) الثابتة ، وغياب الهياكل البشرية والبقايا الحيوانية فقد بات من السابق لأوانه في الوقت الحالي اقتراح تسلسل زمني وتاريخي للمستوطنات في عصر البلايستوسين في اليمن.
39 Macchiarelli, Peigné, 2006.
43
في حين أن الاكتشاف الحديث لمواقع محددة في منطقة تهامة39 تحتوي على عظام حيوانات وصناعة ذات تهذيب لوفالوازي، قد أثار كثيراً من الجدل ،ولكونها المرة الأولى في الجزيرة العربية، التي يتم فيها اكتشاف استيطان مؤرخ يعود لعصر البلايستوسين، ومع ذلك فإن هذا الاكتشاف لم يحل مشكلة الطريق المسلوك!
الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
Agrandir Original (png, 5,3M)
1: صناعة ذات وجهين (كوارتزيت). 4،3،2 : شظايا لفالوازية (الصوان). 5: أداة مسننه فوق شظية لفالوازية. صناعة لفالوازية بوادي حريب (الجوف). 9،8،7،6 : نواه لفالوازية (الصوان). رسم : Pierre Bodu.
العصر الحجري القديم الأعلى
40 Uerpmann, Uerpmann, 2003 : p. 40 Hv12964 : 9615+/-65 cal BC (-9210-8830).
44
فيما يتعلق بوجود الإنسان العاقل (Homo sapiens) واكتشاف استيطان يعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى (40.000-12.000سنة) يظل التساؤل قائما في الجزيرة العربية أيضا: لقد تم الحصول على أقدم تاريخ بواسطة كربون 14 يعود إلى (9615 سنة)40 في منزل بسلطنة عمان بالقرب من العاصمة مسقط.
45
والمفارقة أن أول استيطان للإنسان العاقل في الجزيرة العربية يبقى مجهولاً، بينما أصله يفترض أنه كان بالقرب من الأخدود العظيم بشرق أفريقيا منذ أكثر من 400.000 سنة.
41 Field, Lahr, 2005 ; King, Bailey, 2006.
46
- ما هي الطرق التي سلكها الإنسان العاقل الأول ليغزو العالم ؟ وتطرح من جديد مسألة عبور البحر الأحمر و لكن هذه المرة من قِِبل أجدادنا المباشرين الذين كانت لديهم وبلا شك القدرات الذهنية والتقنية لكونهم غزوا استراليا عن طريق البحر منذ حوالي 60.000 سنة41.
42 Sanlaville, 2000 : p. 72.
47
وعلى الرغم من التصحر الملحوظ في الصحراء العربية الوسطى في نهاية العصر البلايستوسين (الباب الثالث) فإنه المناطق الجبلية في اليمن ،التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3000 متر، وكذلك الوديان المنخفضة، احتفظت بالرطوبة الكافية لضمان الحفاظ على النباتات وعظام الحيوانات، كما نلاحظها في الوقت الحالي. تبدو المنطقة الجبلية الشامخة في اليمن والمنتفعة من الفصلين الممطرين ( "الأمطار الخفيفة" في شهري مارس وأبريل و"الأمطار الغزيرة" في شهري يوليو وأغسطس) كخزان مياه حقيقي تتفرع منه شبكة مائية كثيفة"42 .... ففي الشرق هناك العديد من الوديان، التي تخترق هضبة حضرموت الأقل ارتفاعا مازالت مخضرةً غالباً كما هو الحال في السهول المرتفعة في منطقتي صعدة وصنعاء، إذ إن هذه المناطق ملائمة للزراعة والرعي، بالتالي فالظروف المناخية ليست كافية لتفسير الغياب المحتمل للعصر الحجري القديم الأعلى في جنوب الجزيرة العربية.
43 Macchiarelli, Peigné, 2006.
48
وختاما لقد اُستوطن جنوب الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين، لكننا نجهل متى و بأي جنس بشري تم استيطانها، لأن الصناعات الحجرية وحدها ليست كافية لتحديد تسلسل تاريخي، ولا حتى إسنادها إلى جنس بشري بعينه، أما فيما يتعلق بالطرق المسلوكة فهي بلا شك متعددة سواءً برية أو بحرية. وفي النهاية إن الاكتشافات الحديثة في منطقة تهامة تعرض رؤىً جديدة تتعلق بالاستيطان البشري في الجزيرة العربية في عصر البلايستوسين43.
شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
Agrandir Original (png, 156k)
NOTES
1 - Caton-Thompson, 1938 ; Caton-Thompson, Gardner, 1939.. نذكر بان اليمن ليست بعد بلد مستقل ويعد المنشور مرجع ل " Southwest Arabia".
2 - Van Beek et al., 1963.
* لفالوازي : وهي طريقة/ تقنية ابتدعها إنسان النياندرتال في العصر الحجري القديم الأوسط , وأصبحت إحدى مميزاته, تقوم على اختيار نواة يتم تحضيرها, ثم تطرق لاستخراج قطعة حجرية واحده, ثم يتم تشذيبها لتصبح الأداة المطلوبة, لهذا تسمى طريقة النواة المحضرة.
3 - Amikhanov, 1994, 1996 ::مستوى سفلي لموقع خاباروت (GIN 8159 : 9560 ± 120 BP, Cal BC –9253-8626 على mélanoïde .
4 - تمت التنقيبات الأثرية لمدينة شبوة القديمة برئاسة بروتون (J.- F. Breton ). بفضل دعوته في عام 1983 , تمكنت من اكتشاف الاستيطان بفترة ما قبل التاريخ في ضواحي شبوة و وادي عرمه في إطار التعاون مع المؤسسات اليمنية : (Inizan, Ortlieb) 1987.
5 - تم نشر نتائج هذه البعثات برئاسة البروفسور (Alessandro de Maigret) بشكل منتظم في مجلة East and West (De Maigret), 1983, 1984: (Bulgarelli), 1989: (Di Mario), 1989: (Fedele), 1989, 1990 : (Marcolongo), (Palmieri), 1990: (Tosi) 1989, 1990).
6 Jung, 1989, 1990.
7 Cleuziou et al., 1992.
8 Global Position Satellite.
9 الباب الرابع.
10 Gabunia et al., 2001 ; Locdkipanidze et al., 2006.
11 Bar-Yosef, Goren-Inbar, 1993 ; Belmaker et al., 2002.
12 Fernandes et al., 2006 ; King, Bailey, 2006.
13 Sanlaville, 2000 : les " tribulations de la Plaque Arabique" .
14 Petraglia, 2003 ; 2005.
15 Prat, Marchal, 2001 : من اجل معرفة من هم أجدادنا القدماء (البعيدين).
16 Thomas et al., 1998.
17 Chelhod, 1984 : p. 26 " على ما يبدو أننا لا نعرف شيء عن أصول الإنسان في هذا الجزء من العربية ".
18 Abbate et al, 1998..
19 Abbate et al., 1998 ; Abbate et al. 2004.
20 Derricourt, 2005 : p. 120.
21 Fernandès et al., 2006 : يقترح هؤلاء المؤلفين الطريق الأرضية فقط.
22 Francaviglia, 1990 a et b.
23 Amirkhanov, 1994, fig. 4 et 5, p. 221-222 :
"إن الفاصل بين البلايستوسين الأدنى الأوسط, كما ذكرنا آنفاً, يقدر في المنطقة بحوالي مليون سنة. ووفقاً للمعطيات......, ورغم ذلك فان الاختلاف الذي يمكن أن يشار إليه ربما يكون بحوالي 700.000 سنة ". لقد فحصت في عام 1987 بعض القطع الجيرية المعروضة في متحف عدن بدون التعرف على مقاس مقصود, هذا ما أكده Pierre Bodu et Rémy Crassard على أداة الجوزاه المودعة في متحف سيئون.
24 Whalen, Schatte, 1997.
* موقع اولدفاى : يقع في شمال تنزانيا ضمن الحزام البركاني لأخدود الوادي المتصدع العظيم, ثم التنقيب فيه منذ مطلع القرن العشرين, الباحث الانجليزي L.Leaky وزوجته (Leaky & Leaky). قدم اكبر تتابعاً للطبقات (تسمى اسره, وهي خمسه), التي توضح تطور الأدوات الحجرية, وكذلك تطور بقايا الأشكال البشرية. أقدمها نماذج لإنسان الهوموهابل (Homo habilis) مع ثقافته الأدوات الحصوية, تبعه إنسان الهومواركتوس (Homo erectus) وثقافته الأشولية .
25 Leakey, 1971 ; selon la classification proposée par Clark G., 1969 et Toth, 1987.
26 Whalen, 1992.
27 Petraglia, 2003 : p. 141.
28 Roche, 2005.
29 Delagnes, Roche, 2005.
30 Soriano, 2003.
31 Kapel, 1967 ; Inizan, 1980 ; 1988 : p. 128.
32 Petraglia, 2003 : p. 150.
33 Lambeck, 1996.
34 Whalen et al., 1983.
35 Caton-Thomson, Gardner, 1939 ; Inizan, Ortlieb, 1987 ; Crassard, 2007.
36 لسوء الحظ تتعرض هذه المنطقة حاليا لنهب الآثار على نطاق واسع في ما يتعلق بآثار المدن الغنية بجنوب الجزيرة العربية : Audouin, Arbach, 2004.
37 لقد جمعت في عام 1993, دائما من سطح هذا المنخفض, بعض القطع العظمية لأبقار كبيرة و سن حصان و حددت عن طريق J. Desse.
38 Clark J.D., 1988.
39 Macchiarelli, Peigné, 2006.
40 Uerpmann, Uerpmann, 2003 : p. 40 Hv12964 : 9615+/-65 cal BC (-9210-8830).
41 Field, Lahr, 2005 ; King, Bailey, 2006.
42 Sanlaville, 2000 : p. 72.
43 Macchiarelli, Peigné, 2006.
TABLE DES ILLUSTRATIONS
Titre الشكل رقم 3 – الحوض المنحدر من النهر القديم في الجوف وحضرموت . (Cleuziou et al) 1992.
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-1.png
Fichier image/png, 50k
Titre الشكل رقم.4 - سيناريوهات الهجرات البشرية في عصر البليو- بلايستوسين (Plio-pléistocène) خارج أفريقيا (Whalen، Schatte، 1997 ; Petraglia، 2003).
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-2.png
Fichier image/png, 258k
Titre الشكل رقم 5 : صناعة تعود لعصر البلايستوسين في الحوه (رملة السبعتين).
Légende 1: صناعة ذات وجهين (كوارتزيت). 4،3،2 : شظايا لفالوازية (الصوان). 5: أداة مسننه فوق شظية لفالوازية. صناعة لفالوازية بوادي حريب (الجوف). 9،8،7،6 : نواه لفالوازية (الصوان). رسم : Pierre Bodu.
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-3.png
Fichier image/png, 5,3M
Titre شكل رقم 6- الحقب الجيولوجية والمشاهد الكبرى لتطور الحياة (الحد الأدنى للحقبة الرباعية عرفت حسب المؤلفين سوا ب 1.8 مليون سنة، سوا ب 2.6 مليون سنة).
URL http://books.openedition.org/cefas/d...1699/img-4.png
Fichier image/png, 156k
AUTEUR
د. ماري-لويز إينيزان
المقدمة
الباب الثاني – الاستيطان في عصر الهولوسين
Comment