الطريق الى عبادة الأحرار( خاطرة في قصة قصيرة ) *3
( فرش سجادته كي يصلي فقال)
الهي فكما قال عبدك الصالح سيد الساجدين ابن رسولك محمد صلواتك عليه وآله الأمام زين العابدين علي بن الحسين (ع):
[وَإِنْ أَوْحَشَ مابَيْنِي وَبَيْنَكَ فَرْطُ العِصْيانِ وَالطُّغْيانِ فَقَدْ اَّنَسَنِي بُشْرَى الغُفْرانِ وَالرِّضْوانِ ]
فهذا العصيان والطغيان وقف حائلا وحاجبا بيني وبينك ويمنعني للوصول اليك ومناجاتك ، فكلما اردت النظر الى سبحات وجهك الجميل أتذكّر قبح اعمالي وذنوبي فأنتكس عائدا خائبا يكلّ لساني بعدها ولا ينطلق فأسألك بعزّ جلالك ان تسمح لي هذه المرة ان اخلص نفسي لذكرك والنظر اليك للحظات فقد اشتقت لرؤية سبحات وجهك الكريم الجميل واسمح لي يا الهي وبعفوك ان جعلتني حين ذكري لك ان تنسيني فقط في هذه اللحظات القليلة جرمي التي تصدني للوصول اليك كي أتفرّغ لك يا كريم. اللهم اعوذ بك وأعوذ بسبحات وجهك الجميل وبأسمك العظيم الأعظم الأعظم الأعظم الأعز الأجل الأكرم من ان تجعلني عرضا لغضبك ولسخطك ولتوبيخك ومنعك وابعادك وهجرانك يا ارحم الراحمين بحق عظمة جلالك وبجاه محمد وآله عندك وبجاه الحسين الشهيد المظلوم وبجاه احمد الشريد الطريد وآباءه وولده الطاهرين عليهم سلامك وصلواتك.
(وقف كي يصلي فبدأ بالآذان رافعا صوته ثم جلس وسجد وقام كي يقيم فأقام للصلاة).
( فقبل ان يدخل قرأ وبصوت مسموع بعد ان وجه نفسه للقبلة ناظرا امامه وهو يقرأ )
وجّهت وجهي للذي فطرني وفطر السماوات والأرضين حنيفاً مسلما وما أنا من المشركين
( توقف هنا متفكرا في كلامه [ وما أنا من المشركين ] وهو يقول في نفسه )
هل حقا انا لست مشركا وهذا قلبي مشوبة بظلمة الشرك وينقصه الأخلاص الحقيقي فكلما ذكرت ربي نسيت وعلى غفلة التفت الى امور دنياي فأي إخلاص هذا يا ربي؟ اللهم استجير بك واعتذر منك فمثلي عاجز لمثل هذا الأخلاص.
( دمعت عيناه لأنه عجز ان يتقدم خطوة ولو بسيطة نحو ربّه وهو يعلم ان ربّه عظيم التجاوز يغفر ويسامح رغم انه يريد ان يخلص ولكنه ينتكس ويفشل للوصول لمراده )
( ثم تذكّر في وسط قراءة دعاءه تذكر انه واقف في حضرة عظيم ليس كمثله شئ ، جبار السموات والأرضين فردد بقية الدعاء بصوت منخفض حياءا من ربه وهو يقول )
إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين
( وهو ما زال مشككا هل انّه هل حقا نذر صلاته وحياته ومماته لخالقه المنعم والمتفضّل عليه ؟ وهل حقا انه اسلم نفسه لرب العالمين ؟ وردد خائفا خجلا باكيا )
عفوك يا ربي عفوك
( وما زال ينظر الى مولاه وضميره مشغول به الى ان دخل في تكبيرة الأحرام قائلا )
الله اكبر
( هزّت كيانه صرخة ( الله اكبر ) فكاد ان يهرب من على سجادته لأنه لم يتحمّل هذه العظمة وهذا الكبرياء اللامتناهي وهو يرى صغر نفسه وتفاهته ولكنه عاد الى مكانه لكي لا يخلّ بصلاته ويعصي ربّه وهو يقول في نفسه )
يا الهي هل تجوّز لي ان اترك هذا المكان واترك هذه الصلاة؟ فلا تحمّل لعبد مثلي ان يقف في حضرة جليل مثلك.
( ثم تنبّه فسكت وقال في نفسه )
ولكن اين اهرب فهب اني هربت فسأجدني سارح في ملكك وانت هناك كما انت هنا. كم انا غافل يا الهي فأينما اولّي وجهي فثمّ وجهك سبحانك يا ربّي.
يا الهي كلما نظرت اليك كرهت نفسي وأجدها متجنيّة وهي واقفة امام وجودك فالوجود لك وحدك وانك وحدك تستحقها وأرى وجودي تجنّيا وتجاوزا عليك لأن نفسي تلوث طهارة مملكتك وملكك و مثلي لا يصدر منه غير اللوث و الذنب.
( كل هذه النجوى التي كان يتحدث بها ربّه وجسده واطرافه كانت ترتعش بينما هو كان يقرأ ما وجبت عليه قراءته في صلاته ، ثم هوى للركوع فسبح ربه العظيم وهو يناجي ربّه بقلبه وبخفاء وهو يقول )
الهي سبّحت وأسبّح بوجك الكريم وبأسمك العظيم ولكني لا افهم عظمتك وما ماهيتها فذكري بقدري لا بقدرك وكيف مثلي يقدر ان ينزّهك وهو عاجز عن فهم ما في نفسه قبل معرفة ما في نفسك.
( فهوى للسجود وهو يسبّح ربّه وبأسمه الأعلى وهو يقول في نفسه)
يا الهي عظّمتك في ركوعي بجهلي وعجزي وصوّرتك بغير صورتك التي انت عليها. ولكن اسبّحك الآن بأسمك الأعلى الذي انت اعلم به ، لا عبد جاهل مثلي. فأسبّحك وأذكرك بعلوّك الحقيقي الذي انت وحدك تعرفه والذي انت وحدك تذكر نفسك به وهو اعلى من ذكري وذكر الذاكرين لك ، فأقبل من ضعيف مثلي يا كريم
(ثم بكى وهو يقول في نفسه)
الهي استغفرك واتوب اليك واعتذر اليك ومنك لأني لا قدرة لي ان اعطي حقّك ولا اعرف كيف انزّهك
( انهى صلاته وهو على هذا الحال وسجد لربّه متذلّلا داعيا مستغفرا خائفا وجلا ثم رفع رأسه وهو مطرق ويقول في نفسه )
الهي لولا المخافة ان اكون معترضا على مشيئتك حيث شئت ان خلقتني وان اكون على ملكك ، لطلبت منك ان تعدمني لأني اخجل من وجودي امام طهر مثلك. ولك الحمد فيما اردت وفيما تريد.
( وانتبه لنفسه متسائلا: هل حقا بلغ حب ربّه قلبه كي يتجاوز الدنيا وما فيها من المغريات وهو ما زال يشك في اخلاصه وصدقه نواياه ودعاءه وقال في نفسه: باكيا)
يا الهي انا لآ أنزّه نفسي فأنك انت الأعلم ما في نفسي ولا املك الا رجائي ان توفقني ان اكون مخلصا لك ومن الصادقين.
( ثم تخيّل ان الله ربّه أفناه ولم يبق له حس ولا روح ولا احساس ولا وجود فبدأ يبكي وبحرقة وهو يقول)
ولكن سأفقدك الى ابد الآبدبن وكنت أأنس وانا ادعوك وابكي في حضرتك واستأنس بالنظر اليك ونفحات روحك تنزل عليّ وانا أنظر الى كنه جمالك. ولكن يا الهي فأن كانت مشيئتك هو محوي من الوجود فليكن ذلك مادمت انت تريده فلك نفسي وقلبي وضميري وروحي وكياني. افعل بي ما شئت ولكني اعلم انّك ربّ غفور كريم حنّان منّان متفضّل ، لم تخلقني كي تعدمني. يا الهي ما عبدتك من اجل جنتك لأن حسب علمي القاصر اعلم اني لا استحقها الا ان مننت وتفضّلت عليّ بكرمك ولطفك فأن قبلتني يا الهي فأبقني عندك فالعاشق لا يرتوي من ماء حبيبه ولا يشبع في النظر الى وجهه يا دنياي وآخرتي و يا نعيمي وجنتي.
( فقام من مكانه باكيا وجل القلب مستحيا من وجوده امام الطهر كلّه والجمال كلّه )
21 صفر 1435
20131225
( فرش سجادته كي يصلي فقال)
الهي فكما قال عبدك الصالح سيد الساجدين ابن رسولك محمد صلواتك عليه وآله الأمام زين العابدين علي بن الحسين (ع):
[وَإِنْ أَوْحَشَ مابَيْنِي وَبَيْنَكَ فَرْطُ العِصْيانِ وَالطُّغْيانِ فَقَدْ اَّنَسَنِي بُشْرَى الغُفْرانِ وَالرِّضْوانِ ]
فهذا العصيان والطغيان وقف حائلا وحاجبا بيني وبينك ويمنعني للوصول اليك ومناجاتك ، فكلما اردت النظر الى سبحات وجهك الجميل أتذكّر قبح اعمالي وذنوبي فأنتكس عائدا خائبا يكلّ لساني بعدها ولا ينطلق فأسألك بعزّ جلالك ان تسمح لي هذه المرة ان اخلص نفسي لذكرك والنظر اليك للحظات فقد اشتقت لرؤية سبحات وجهك الكريم الجميل واسمح لي يا الهي وبعفوك ان جعلتني حين ذكري لك ان تنسيني فقط في هذه اللحظات القليلة جرمي التي تصدني للوصول اليك كي أتفرّغ لك يا كريم. اللهم اعوذ بك وأعوذ بسبحات وجهك الجميل وبأسمك العظيم الأعظم الأعظم الأعظم الأعز الأجل الأكرم من ان تجعلني عرضا لغضبك ولسخطك ولتوبيخك ومنعك وابعادك وهجرانك يا ارحم الراحمين بحق عظمة جلالك وبجاه محمد وآله عندك وبجاه الحسين الشهيد المظلوم وبجاه احمد الشريد الطريد وآباءه وولده الطاهرين عليهم سلامك وصلواتك.
(وقف كي يصلي فبدأ بالآذان رافعا صوته ثم جلس وسجد وقام كي يقيم فأقام للصلاة).
( فقبل ان يدخل قرأ وبصوت مسموع بعد ان وجه نفسه للقبلة ناظرا امامه وهو يقرأ )
وجّهت وجهي للذي فطرني وفطر السماوات والأرضين حنيفاً مسلما وما أنا من المشركين
( توقف هنا متفكرا في كلامه [ وما أنا من المشركين ] وهو يقول في نفسه )
هل حقا انا لست مشركا وهذا قلبي مشوبة بظلمة الشرك وينقصه الأخلاص الحقيقي فكلما ذكرت ربي نسيت وعلى غفلة التفت الى امور دنياي فأي إخلاص هذا يا ربي؟ اللهم استجير بك واعتذر منك فمثلي عاجز لمثل هذا الأخلاص.
( دمعت عيناه لأنه عجز ان يتقدم خطوة ولو بسيطة نحو ربّه وهو يعلم ان ربّه عظيم التجاوز يغفر ويسامح رغم انه يريد ان يخلص ولكنه ينتكس ويفشل للوصول لمراده )
( ثم تذكّر في وسط قراءة دعاءه تذكر انه واقف في حضرة عظيم ليس كمثله شئ ، جبار السموات والأرضين فردد بقية الدعاء بصوت منخفض حياءا من ربه وهو يقول )
إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين
( وهو ما زال مشككا هل انّه هل حقا نذر صلاته وحياته ومماته لخالقه المنعم والمتفضّل عليه ؟ وهل حقا انه اسلم نفسه لرب العالمين ؟ وردد خائفا خجلا باكيا )
عفوك يا ربي عفوك
( وما زال ينظر الى مولاه وضميره مشغول به الى ان دخل في تكبيرة الأحرام قائلا )
الله اكبر
( هزّت كيانه صرخة ( الله اكبر ) فكاد ان يهرب من على سجادته لأنه لم يتحمّل هذه العظمة وهذا الكبرياء اللامتناهي وهو يرى صغر نفسه وتفاهته ولكنه عاد الى مكانه لكي لا يخلّ بصلاته ويعصي ربّه وهو يقول في نفسه )
يا الهي هل تجوّز لي ان اترك هذا المكان واترك هذه الصلاة؟ فلا تحمّل لعبد مثلي ان يقف في حضرة جليل مثلك.
( ثم تنبّه فسكت وقال في نفسه )
ولكن اين اهرب فهب اني هربت فسأجدني سارح في ملكك وانت هناك كما انت هنا. كم انا غافل يا الهي فأينما اولّي وجهي فثمّ وجهك سبحانك يا ربّي.
يا الهي كلما نظرت اليك كرهت نفسي وأجدها متجنيّة وهي واقفة امام وجودك فالوجود لك وحدك وانك وحدك تستحقها وأرى وجودي تجنّيا وتجاوزا عليك لأن نفسي تلوث طهارة مملكتك وملكك و مثلي لا يصدر منه غير اللوث و الذنب.
( كل هذه النجوى التي كان يتحدث بها ربّه وجسده واطرافه كانت ترتعش بينما هو كان يقرأ ما وجبت عليه قراءته في صلاته ، ثم هوى للركوع فسبح ربه العظيم وهو يناجي ربّه بقلبه وبخفاء وهو يقول )
الهي سبّحت وأسبّح بوجك الكريم وبأسمك العظيم ولكني لا افهم عظمتك وما ماهيتها فذكري بقدري لا بقدرك وكيف مثلي يقدر ان ينزّهك وهو عاجز عن فهم ما في نفسه قبل معرفة ما في نفسك.
( فهوى للسجود وهو يسبّح ربّه وبأسمه الأعلى وهو يقول في نفسه)
يا الهي عظّمتك في ركوعي بجهلي وعجزي وصوّرتك بغير صورتك التي انت عليها. ولكن اسبّحك الآن بأسمك الأعلى الذي انت اعلم به ، لا عبد جاهل مثلي. فأسبّحك وأذكرك بعلوّك الحقيقي الذي انت وحدك تعرفه والذي انت وحدك تذكر نفسك به وهو اعلى من ذكري وذكر الذاكرين لك ، فأقبل من ضعيف مثلي يا كريم
(ثم بكى وهو يقول في نفسه)
الهي استغفرك واتوب اليك واعتذر اليك ومنك لأني لا قدرة لي ان اعطي حقّك ولا اعرف كيف انزّهك
( انهى صلاته وهو على هذا الحال وسجد لربّه متذلّلا داعيا مستغفرا خائفا وجلا ثم رفع رأسه وهو مطرق ويقول في نفسه )
الهي لولا المخافة ان اكون معترضا على مشيئتك حيث شئت ان خلقتني وان اكون على ملكك ، لطلبت منك ان تعدمني لأني اخجل من وجودي امام طهر مثلك. ولك الحمد فيما اردت وفيما تريد.
( وانتبه لنفسه متسائلا: هل حقا بلغ حب ربّه قلبه كي يتجاوز الدنيا وما فيها من المغريات وهو ما زال يشك في اخلاصه وصدقه نواياه ودعاءه وقال في نفسه: باكيا)
يا الهي انا لآ أنزّه نفسي فأنك انت الأعلم ما في نفسي ولا املك الا رجائي ان توفقني ان اكون مخلصا لك ومن الصادقين.
( ثم تخيّل ان الله ربّه أفناه ولم يبق له حس ولا روح ولا احساس ولا وجود فبدأ يبكي وبحرقة وهو يقول)
ولكن سأفقدك الى ابد الآبدبن وكنت أأنس وانا ادعوك وابكي في حضرتك واستأنس بالنظر اليك ونفحات روحك تنزل عليّ وانا أنظر الى كنه جمالك. ولكن يا الهي فأن كانت مشيئتك هو محوي من الوجود فليكن ذلك مادمت انت تريده فلك نفسي وقلبي وضميري وروحي وكياني. افعل بي ما شئت ولكني اعلم انّك ربّ غفور كريم حنّان منّان متفضّل ، لم تخلقني كي تعدمني. يا الهي ما عبدتك من اجل جنتك لأن حسب علمي القاصر اعلم اني لا استحقها الا ان مننت وتفضّلت عليّ بكرمك ولطفك فأن قبلتني يا الهي فأبقني عندك فالعاشق لا يرتوي من ماء حبيبه ولا يشبع في النظر الى وجهه يا دنياي وآخرتي و يا نعيمي وجنتي.
( فقام من مكانه باكيا وجل القلب مستحيا من وجوده امام الطهر كلّه والجمال كلّه )
21 صفر 1435
20131225
Comment