بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد وآله الطاهرين الأئمة والمهديين
السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى آل الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته
اقدم لأخوتي الأنصار حفظهم الله تعالى وللضيوف القراء هذه القصة الخيالية وهي في ست حلقات وكل حلقة سميته مشهدا لأنها اشبه بمسرحية حيث تكون المشاهد الخمسة الأولى مشاهد خيالية بحتة ماعدا المشهد الأخير فهو مشهد خيالي لواقع فعلي واسأل المولى تعالى ان تروق لكم وتعجبكم.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مشاهد خيالية لعالم واقعي
المشهد الأول
الأخ الأصغر :
انه حقا كان يوما عصيبا فقد زلزلت قبل ايام ما تحت اقدامنا من أثر هذه الواقعة وكادت تقع وتنطبق علينا السماوات انه فعلا كان يوما عظيما لم نشهد مثله ولم تمر البشرية بتاريخها الطويل بيوم مثل هذا ابدا. ولكن لم افهم علة هذا الأحتجاج وما يراد منّا من وراءه. يا الهي كم أنا متعب أشعر وكأن روحي تنطبق عليّ وتخرج وتذهب عني وبلا رجعة
الأوسط عمرا :
وأنا مثلك لم أفهم شيئا ولكن نفسي تحدثني و تتساءل وتقول: لما يحتج علينا ؟ فنحن بالنسبة له لا شيء ولا نعد شيئا ؟ لا افهم الهدف من وراءه
الأخ الأكبر :
لا انكر اني لم اسمع شيئا واني اعلم جيدا انه قد وصلتني المعلومة وسمعت الصيحة ولكني لا أكترث بها.
الأخ الأصغر :
ترفّق بنا اخي! أتريد أن تنزل علينا غضب الباري تعالى من وراء قولك هذا؟
الأخ الأكبر :
[ بتوتّر وعصبية ]
اسكت انت! لأني اراك مستسلما لكل شيء ، اية صرخة او صعقة او صيحة تنزل من السماء ترتعد جوارحك من وراءها وكأنها نازلة عليك لوحدك لا على الآخرين. أية حياة تعيشها انت ملؤها الخوف وعدم الأستقرار.
الأوسط عمرا :
قد اوافقك الرأي او لا اوافقك فأني بين هذا وذاك ولكن أراك جرئ بما فيه الكفاية وفي الحقيقة فأنا في داخلي تراودني هذه الجرأة ولكن في الظاهر اسكت لأني أخاف كذلك مثل أخي الأصغر
الأخ الأصغر :
ما شاء الله عليكما كم انتما شجاعان وكأنكما تقفان بوجه رب السماوات! ومن انتما كي تتجرءا على الذي خلقكم من العدم ؟
الأوسط عمرا
لا يا اخي لا تعاملني مثل اخي الأكبر فأنا لا اصل الى مستوى جرئته ولكن احيانا اتساءل لما احتج علينا رب السماوات السبع ولما يمتحننا اصلا ولست مثل اخي الأكبر أدّعي اني سمعت ومن ثم انكر كل شيء ؟
الأخ الأصغر :
ذلك اليوم العصيب اهتز فيها ما تحت اقدامنا وكادت تنطبق علينا السماوات. واستغرب من برودة اعصابكما وعدم اكتراثكما او انفعالكما مع الحدث.
الأوسط عمرا
لا يا اخي انا لم اعرض بالمرّة عن الحدث فأرجو ان لا تضعني في خانة اخي الأكبر
الأخ الأكبر :
ما هذه المهزلة ؟ كفاكما كلاما فلقد ذقت ذرعا من اتهاماتكما.
الأب :
[ سمع النقاش الحاد فنهض من مكانه من الغرفة المجاورة الى الصالة حيث الأخوة كانوا مجتمعين فيها ].
ما بكم ابنائي؟ ارجو ان لا تهدموا علاقاتكم الأخوية بسبب تباين افكاركم وعقائدكم فأنتم ثمرة هذا البيت فأنا ووالدتكم تعبنا كثيرا من أجلكم الى ان زرعنا شجرة هذا البيت التي اخضرت ببركة جهودنا وكنتم انتم الريحان والزهور والثمار التي جنيناها بعد كل هذا الكد والمشقة.
الأخ الأصغر :
شكرا للرب تعالى وشكرا لك يا ابي وشكرا لأمي. والله لن نقدر ان نوفي لكما فضلكما علينا ويكفي علينا انكما كنتما سبب وجودنا الذي أفاضه الله تعالى علينا.
الأخ الأكبر :
بدأت فترة المواعظ وعلينا ان نسمع كالطفل الصغير
الأب :
لا يا بني فرغم انه اصغر منك عمرا الا انه لم يخطأ في قوله ولكن اتمنى انت تدوم اخوّتكم لحفظ الأسرة والحفاظ على بنيانها
الأخ الأكبر :
[ يدير وجهه ساخرا تجاه أخيه الأوسط عمرا ]
وانت ايضا فهل في جعبتك مواعظا تعظنا بشيء منها وتفيض علينا بقسط من علومك و افضالك؟
الأوسط عمرا :
[ ينظر لأخيه الأكبر مبتسما ويردّ عليه ويسود وجهه الأرتباك و الخجل وهو يقول:]
لا يا أخي اني لا أتدخّل في مثل هذه الأمور رغم خلافي البسيط معكما فأختلف معك على افراطك في الجرأة وأختلف مع اخي الأصغر في تشدد مواقفه.
الأب:
ارجو منكم الهدوء يا اولادي لأني لا ارغب في هذ البيت نقاشات حادة تهدم اواصر الأسرة ومن ثم نضيّع كل ما بنيناه
الأوسط عمرا:
[ رافعا يديه فوق رأسه ويمسحه بهما قائلا ]
ولكي لا اكون سببا في اثارة المشاكل فسأترككم لأرى ماذا أعدت لنا أميّ
[ يخرج الأوسط عمرا ويترك أباه مع أخويه ]
الأخ الأصغر :
ابي هل تسمح لي ان اوضح فقط فكرتي ان سمحت ؟
الأب :
تفضّل بنيّ فأنا اسمع من كل واحد منكم وجهات نظركم حتى لو كانت مختلفة معي ولكن بشرط الحفاظ على روابط الأسرة
الأخ الأصغر :
ابي اسأل المولى تعالى ان يحفظك ويديم فضلك علينا ويطيل عمرك انت ووالدتي ولا يفجعنا بكما ابدا.
ابي العزيز، ان لم تكن الأسرة في خدمة الله تعالى فهي ليست بأسرة وان ضيّعنا ما لله تعالى فلن يفيدنا البناء الآخر ان لم يكن هو الآخر لوجه الله تعالى. فأية اسرة هذه وفيها من يتجرأ على رب الأرباب ؟
الأخ الأكبر :
[ يقاطع كلام اخيه وبعصبية ويشوب كلامه نفاق مقصود يبغي من وراءه الإقلال من شأن اخيه امام ابيه قائلا: ]
أترى يا ابي ؟ لقد ضقت ذرعا به و لولاك لكان لي معه كلام آخر فكلما يتحدث اشعر انه يتحدث بمثابة أب لنا وكأننا اطفال بين يديه او أننا ايتام و لا أب لنا فهو بهذه الطريقة حتى يتجاوز على مقامك في البيت يا أبتاه.
الأخ الأصغر :
لقد اتهمتني اتهامات واهية والعياذ بالله ان اجعل نفسي في مقام أبي عليكم واني احترمك كأخي الأكبر وكل املي ان لا تتوه ويحلّ عليك غضب الباري
الأخ الأكبر :
انت لا دخل لك بحياتي واشكر نصيحتك ووفرها لنفسك فأني لست بحاجة اليها
الأب :
[ واقف يصغي ولا يرغب ان يقاطع كلام ابنه الأكبر ولا ابنه الأصغر وينظر اليهما بعين سواء ]
الأخ الأصغر :
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
[ يستاء بصمت من تصرفات اخيه الأكبر ومن سكوت وبرود اعصاب والده وعدم ردع اخيه الأكبر عن حدّه ]
اظن الأفضل ان اخرج فقد اقترب موعد لقائي مع صديقي لعله هو كذلك عنده آراءه عما حدث في ذلك اليوم العصيب و اسأل الله تعالى لك الهداية يا أخي
الأخ الأكبر :
[ ينظر اليه بلا رضا ويظهر من قسمات وجهه انه يتمنى ان يغيب أخوه الأصغر امام انظاره. يترك ( الأخ الأصغر ) والده و اخاه ويهمّ بالخروج من المنزل ]
الأب :
[ يضع يده على كتف ابنه الأكبر]
هيا بنا بنيّ لنرى ماذا اعدّت أمّك لنا
[ يخرجان من الصالة صوب المطبخ و بهدوء]
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
( يتبع )
Comment