قصيدة في مدح ووصف سيد الوصيين وأمير المؤمنين الامام علي عليه السلام (1)
وفيها ذكر الامام احمد الحسن ع المكنى بعمه(أبوالعباس): قال أبو جعفرالباقر (ع):- صاحب هذا الأمر هو الطريد الفريد الموتور بأبيه المكنى بعمه المفرد من أهله اسمه اسم نبي بحارالأنوارج38ص51 عن أمير المؤمنين ع :
ثم قال : لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيرا . ثم قال : ( ق والقرآن المجيد ) كلمات خفيات الاسرار ، وعبارات جليات الآثار ، ينابيع عوارف القلوب ، من مشكاة لطائف الغيوب ، لمحات العواقب كالنجوم الثواقب ، نهاية الفهوم بداية العلوم ، الحكمة ضالة كل حكيم ، سبحان القديم يفتح الكتاب ، ويقرأ لجواب ، يا أبا العباس أنت إمام الناس ، سبحان من يحيي الأرض بعد موتها ، ويرد الولايات إلى بيوتها ، يا منصور تقدم إلى بناء السور ، ذلك تقدير العزيز العليم .إلزام الناصب –الشيخ اليزدي الحائري ج2ص210-ينابيع المودة القندوزي ج3ص209
يا رسم لا رسمتك ريح زعزع
وسرت بليل في عراصك خروع
لم ألف صدري من فؤادي بلقعا
إلا وأنت من الاحبة بلقع
جاري الغمام مدامعي بك فانثنت
جون السحائب فهي حسرى ظلع
لا يمحك الهتن الملث فقد محا
صبري دثورك مذمحتك الادمع
ماتم يومك وهو أسعد ايمن
حتى تبدل فهو أنك اشنع
شروى الزمان يضئ صبح مسفر
فيه فيشفعه ظلام اسفع
لله درك والضلال يقودني
بيد الهوى فأنا الحرون فاتبع
يقتادني سكر الصبابة والصبا
ويصيح بي داعي الغرام فاسمع
دهر تقوض راحلا ما عيب من
عقباه إلا انه لا يرجع
يا أيها الوادي أجلك واديا
وأعز الا في حماك فاخضع
وأسوف تربك صاغرا واذل في
تلك الربى وأنا الجليد فاخنع
( أسفي على مغناك إذ هو غابة
وعلى سبيلك وهو لحب مهبع )
أيام انجم قعضب درية
في غير اوجه مطلع لا تطلع
والبيض تورد في الوريد فترتوي
والسمر تشرع في الوتين فتشرع
والسابقات اللاحقات كأنها
العقبان تردي في الشكيم وتمزع
والربع انور بالنسيم مضمخ
والجو أزهر بالعبير مردع
ذاك الزمان هو الزمان كأنما
قيظ الخطوب به ربيع ممرع
وكأنما هو روضة ممطورة
أو مزنة في عارض لا تقلع
قد قلت للبرق الذي شق الدجى
فكأن زنجيا هناك يجدع
يا برق إن جئت الغري فقل له
أتراك تعلم من بأرضك مودع
فيك ابن عمران الكليم وبعده
عيسى يقفيه واحمد يتبع
بل فيك جبريل وميكال وإسرافيل
والملا المقدس أجمع
بل فيك نور الله جل جلاله
لذوي البصائر يستشف ويلمع
فيك الامام المرتضى فيك الوصي
المجتبى فيك البطين الانزع
الضارب الهام المقنع في الوغى
بالخوف للبهم الكماة يقنع
والسمهرية تستقيم وتنحني
فكأنها بين الاضالع اضلع
المترع الحوض المدعوع حيث
لا واد يفيض ولا قليب يترع
ومبدد الابطال حيت تألبوا
ومفرق الاحزاب حيث تجمع
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعا
حتى تكاد لها القلوب تصدع
حتى إذا استعر الوغى متلظيا
شرب الدماء بغلة لا تنقع
متجلببا ثوبا من الدم قانيا
يعلوه من نقع الملاحم برقع
زهد المسبح وفتكة الدهر الذي
اودى بها كسرى وفوز تبع؟
هذا ضمير العالم الموجود عن
عدم وسر وجوده المستودع
هذي الامانة لا يقوم بحملها
خلقاء هابطة وأطلس ارفع
تأبى الجبال الشم عن تقليدها
وتضج تيهاء وتشفق برقع
هذا هو النور الذي عذباته
كانت بجبهة آدم تتطلع
وشهاب موسى حيث اظلم ليله
رفعت له لالاؤه تتشعشع
يا من له ردت ذكاء ولم يفز
بنظيرها من قبل إلا يوشع
يا هازم الاحزاب لا يثنيه عن
خوض الحمام مدجج ومدرع
يا قالع الباب الذي عن هزها
عجزت اكف اربعون وأربع
لولا حدوثك قلت إنك جاعل
الارواح في الاشباح والمستنزع
لولا مماتك قلت إنك باسط
الارزاق تقدر في العطاء وتوسع
ما العالم العلوي إلا تربة
فيها لجثتك الشريفة مضجع
ما الدهر إلا عبدك القن الذي
بنفوذ امرك في البرية مولع
أنا في مديحك ألكن لا أهتدي
وأنا الخطيب الهبزري المصقع
أأقول فيك سميدع كلا ولا
حاشا لمثلك ان يقال سميدع
بل أنت في يوم القيامة حاكم
في العالمين وشافع ومشفع
ولقد جهلت وكنت أحذق عالم
أغرار عزمك أم حسامك اقطع
وفقدت معرفتي فلست بعارف
هل فضل علمك أم جنابك أوسع
لي فيك معتقد سأكشف سره
فليصغ أرباب النهى وليسمعوا
هي نفثة المصدور يطفئ بردها
حر الصبابة فاعذلوني أودعوا
والله لولا حيدر ما كانت
الدنيا ولا جمع البرية مجمع
من أجله خلق الزمان وضوئت
شهب كنسن وجن ليل ادرع
علم الغيوب إليه غير مدافع
والصبح أبيض مسفر لا يدفع
واليه في يوم المعاد حسابنا
وهو الملاذ لنا غدا والمفزع
هذا اعتقادي قد كشفت غطاءه
سيضر معتقدا له أو ينفع
يا من له في أرض قلبي منزل
نعم المراد الرحب والمستربع
أهواك حتى في حشاشة مهجتي
نار تشب على هواك وتلذع
وتكاد نفسي أن تذوب صبابة
خلقا وطبعا لا كمن يتطبع
ورأيت دين الاعتزال وإنني
أهوى لاجلك كل من يتشيع
ولقد علمت بأنه لا بد من
مهديكم وليومه اتوقع
يحميه من جند الاله كتائب
كاليم أقبل زاخرا بتدفع
فيها لآل أبي الحديد صوارم
مشهورة ورماح خط شرع
ورجال موت مقدمون كأنهم
أسد العرين الربد لا تتكعكع
تلك المنى اما غب عنها فلي
نفس تناز عني وشوق ينزع
ولقد بكيت لقتل آل محمد
بالطف حتى كل عضو مدمع
عقرت بنات الاعوجية هل درت
ما يستباح بها وماذا يصنع
وحريم آل محمد بين العدى
نهب تقاسمه اللئام الرضع
تلك الضعائن كالاماء متى تسق
يعنف بهن وبالسياط تقنع
من فوق أقتاب الجمال يشلها
لكع على حنق وعبد اكوع
مثل السبايا بل أذل يشق من
هن الخمار ويستباح البرقع
فمصفد في قيده لا يفتدى
وكريمة تسبى وقرط ينزع
تالله لا أنسى الحسين وشلوه
تحت السنابك بالعراء موزع
متلفعا حمر الثياب وفي غد
بالخضر في فردوسه يتلفع
تطأ السنابك صدره وجبينه
والارض ترجف خيفة وتضعضع
والشمس ناشرة الذوائب ثاكل
والدهر مشقوق الرداء مقنع
لهفي على تلك الدماء تراق في
ايدي أمية عنوة وتضيع
بأبي أبو العباس أحمد إنه
خير الورى من أن يطل ويمنع (3)
فهو الولي لثارها وهو الحمول
لعبئها إذ كل عود يضلع
الدهر طوع والشبيبة غضة
والسيف عضب والفؤاد مشيع (4)
__________________
3 ـ طل الدم إذا هدر ولم يطالب به والعبء الثقل. والعود الجمل المسن. ويضلع يعرج يقول ان ابا العباس هو المتولي لثار هذا الدماء والحامل لاثقالها إذ كل قوي من الناس يضعف عن ذلك وكنى بالعود عن القوي وبالضلع عن العجز والضعف ويحتمل ان يكون الولي هنا بمنزلة الاولى.
4 ـ ذكر اسباب القدرة من الشبيبة لانها مظنة قوة العزم وثوران الحمية ومن كون السيف قاطعا لان به يدرك الثار ومن كون الفؤاد مشيعا والمشيع الشجاع كأن الشجاعة تشيعه أي تصحبه.
(1)((القصائد العلويات السبع ))ص41 ط 1955 لبن ابي الحديد المعتزلي شارح نهج البلاغة وشرح هذه القصيدة للعلامة السيد محمد (صاحب المدارك )-اعلى الله مقامه
وفيها ذكر الامام احمد الحسن ع المكنى بعمه(أبوالعباس): قال أبو جعفرالباقر (ع):- صاحب هذا الأمر هو الطريد الفريد الموتور بأبيه المكنى بعمه المفرد من أهله اسمه اسم نبي بحارالأنوارج38ص51 عن أمير المؤمنين ع :
ثم قال : لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيرا . ثم قال : ( ق والقرآن المجيد ) كلمات خفيات الاسرار ، وعبارات جليات الآثار ، ينابيع عوارف القلوب ، من مشكاة لطائف الغيوب ، لمحات العواقب كالنجوم الثواقب ، نهاية الفهوم بداية العلوم ، الحكمة ضالة كل حكيم ، سبحان القديم يفتح الكتاب ، ويقرأ لجواب ، يا أبا العباس أنت إمام الناس ، سبحان من يحيي الأرض بعد موتها ، ويرد الولايات إلى بيوتها ، يا منصور تقدم إلى بناء السور ، ذلك تقدير العزيز العليم .إلزام الناصب –الشيخ اليزدي الحائري ج2ص210-ينابيع المودة القندوزي ج3ص209
يا رسم لا رسمتك ريح زعزع
وسرت بليل في عراصك خروع
لم ألف صدري من فؤادي بلقعا
إلا وأنت من الاحبة بلقع
جاري الغمام مدامعي بك فانثنت
جون السحائب فهي حسرى ظلع
لا يمحك الهتن الملث فقد محا
صبري دثورك مذمحتك الادمع
ماتم يومك وهو أسعد ايمن
حتى تبدل فهو أنك اشنع
شروى الزمان يضئ صبح مسفر
فيه فيشفعه ظلام اسفع
لله درك والضلال يقودني
بيد الهوى فأنا الحرون فاتبع
يقتادني سكر الصبابة والصبا
ويصيح بي داعي الغرام فاسمع
دهر تقوض راحلا ما عيب من
عقباه إلا انه لا يرجع
يا أيها الوادي أجلك واديا
وأعز الا في حماك فاخضع
وأسوف تربك صاغرا واذل في
تلك الربى وأنا الجليد فاخنع
( أسفي على مغناك إذ هو غابة
وعلى سبيلك وهو لحب مهبع )
أيام انجم قعضب درية
في غير اوجه مطلع لا تطلع
والبيض تورد في الوريد فترتوي
والسمر تشرع في الوتين فتشرع
والسابقات اللاحقات كأنها
العقبان تردي في الشكيم وتمزع
والربع انور بالنسيم مضمخ
والجو أزهر بالعبير مردع
ذاك الزمان هو الزمان كأنما
قيظ الخطوب به ربيع ممرع
وكأنما هو روضة ممطورة
أو مزنة في عارض لا تقلع
قد قلت للبرق الذي شق الدجى
فكأن زنجيا هناك يجدع
يا برق إن جئت الغري فقل له
أتراك تعلم من بأرضك مودع
فيك ابن عمران الكليم وبعده
عيسى يقفيه واحمد يتبع
بل فيك جبريل وميكال وإسرافيل
والملا المقدس أجمع
بل فيك نور الله جل جلاله
لذوي البصائر يستشف ويلمع
فيك الامام المرتضى فيك الوصي
المجتبى فيك البطين الانزع
الضارب الهام المقنع في الوغى
بالخوف للبهم الكماة يقنع
والسمهرية تستقيم وتنحني
فكأنها بين الاضالع اضلع
المترع الحوض المدعوع حيث
لا واد يفيض ولا قليب يترع
ومبدد الابطال حيت تألبوا
ومفرق الاحزاب حيث تجمع
والحبر يصدع بالمواعظ خاشعا
حتى تكاد لها القلوب تصدع
حتى إذا استعر الوغى متلظيا
شرب الدماء بغلة لا تنقع
متجلببا ثوبا من الدم قانيا
يعلوه من نقع الملاحم برقع
زهد المسبح وفتكة الدهر الذي
اودى بها كسرى وفوز تبع؟
هذا ضمير العالم الموجود عن
عدم وسر وجوده المستودع
هذي الامانة لا يقوم بحملها
خلقاء هابطة وأطلس ارفع
تأبى الجبال الشم عن تقليدها
وتضج تيهاء وتشفق برقع
هذا هو النور الذي عذباته
كانت بجبهة آدم تتطلع
وشهاب موسى حيث اظلم ليله
رفعت له لالاؤه تتشعشع
يا من له ردت ذكاء ولم يفز
بنظيرها من قبل إلا يوشع
يا هازم الاحزاب لا يثنيه عن
خوض الحمام مدجج ومدرع
يا قالع الباب الذي عن هزها
عجزت اكف اربعون وأربع
لولا حدوثك قلت إنك جاعل
الارواح في الاشباح والمستنزع
لولا مماتك قلت إنك باسط
الارزاق تقدر في العطاء وتوسع
ما العالم العلوي إلا تربة
فيها لجثتك الشريفة مضجع
ما الدهر إلا عبدك القن الذي
بنفوذ امرك في البرية مولع
أنا في مديحك ألكن لا أهتدي
وأنا الخطيب الهبزري المصقع
أأقول فيك سميدع كلا ولا
حاشا لمثلك ان يقال سميدع
بل أنت في يوم القيامة حاكم
في العالمين وشافع ومشفع
ولقد جهلت وكنت أحذق عالم
أغرار عزمك أم حسامك اقطع
وفقدت معرفتي فلست بعارف
هل فضل علمك أم جنابك أوسع
لي فيك معتقد سأكشف سره
فليصغ أرباب النهى وليسمعوا
هي نفثة المصدور يطفئ بردها
حر الصبابة فاعذلوني أودعوا
والله لولا حيدر ما كانت
الدنيا ولا جمع البرية مجمع
من أجله خلق الزمان وضوئت
شهب كنسن وجن ليل ادرع
علم الغيوب إليه غير مدافع
والصبح أبيض مسفر لا يدفع
واليه في يوم المعاد حسابنا
وهو الملاذ لنا غدا والمفزع
هذا اعتقادي قد كشفت غطاءه
سيضر معتقدا له أو ينفع
يا من له في أرض قلبي منزل
نعم المراد الرحب والمستربع
أهواك حتى في حشاشة مهجتي
نار تشب على هواك وتلذع
وتكاد نفسي أن تذوب صبابة
خلقا وطبعا لا كمن يتطبع
ورأيت دين الاعتزال وإنني
أهوى لاجلك كل من يتشيع
ولقد علمت بأنه لا بد من
مهديكم وليومه اتوقع
يحميه من جند الاله كتائب
كاليم أقبل زاخرا بتدفع
فيها لآل أبي الحديد صوارم
مشهورة ورماح خط شرع
ورجال موت مقدمون كأنهم
أسد العرين الربد لا تتكعكع
تلك المنى اما غب عنها فلي
نفس تناز عني وشوق ينزع
ولقد بكيت لقتل آل محمد
بالطف حتى كل عضو مدمع
عقرت بنات الاعوجية هل درت
ما يستباح بها وماذا يصنع
وحريم آل محمد بين العدى
نهب تقاسمه اللئام الرضع
تلك الضعائن كالاماء متى تسق
يعنف بهن وبالسياط تقنع
من فوق أقتاب الجمال يشلها
لكع على حنق وعبد اكوع
مثل السبايا بل أذل يشق من
هن الخمار ويستباح البرقع
فمصفد في قيده لا يفتدى
وكريمة تسبى وقرط ينزع
تالله لا أنسى الحسين وشلوه
تحت السنابك بالعراء موزع
متلفعا حمر الثياب وفي غد
بالخضر في فردوسه يتلفع
تطأ السنابك صدره وجبينه
والارض ترجف خيفة وتضعضع
والشمس ناشرة الذوائب ثاكل
والدهر مشقوق الرداء مقنع
لهفي على تلك الدماء تراق في
ايدي أمية عنوة وتضيع
بأبي أبو العباس أحمد إنه
خير الورى من أن يطل ويمنع (3)
فهو الولي لثارها وهو الحمول
لعبئها إذ كل عود يضلع
الدهر طوع والشبيبة غضة
والسيف عضب والفؤاد مشيع (4)
__________________
3 ـ طل الدم إذا هدر ولم يطالب به والعبء الثقل. والعود الجمل المسن. ويضلع يعرج يقول ان ابا العباس هو المتولي لثار هذا الدماء والحامل لاثقالها إذ كل قوي من الناس يضعف عن ذلك وكنى بالعود عن القوي وبالضلع عن العجز والضعف ويحتمل ان يكون الولي هنا بمنزلة الاولى.
4 ـ ذكر اسباب القدرة من الشبيبة لانها مظنة قوة العزم وثوران الحمية ومن كون السيف قاطعا لان به يدرك الثار ومن كون الفؤاد مشيعا والمشيع الشجاع كأن الشجاعة تشيعه أي تصحبه.
(1)((القصائد العلويات السبع ))ص41 ط 1955 لبن ابي الحديد المعتزلي شارح نهج البلاغة وشرح هذه القصيدة للعلامة السيد محمد (صاحب المدارك )-اعلى الله مقامه
Comment