أكبر وأوضح صور جديدة للمادة السوداء
BBC
كشف باحثون عن أكبر صور يتم التقاطها حتى الآن لتفصيلات المادة السوداء، تلك المادة الغامضة التي تشكل نحو 85% من كتلة الكون.
وتم التقاط الصور الأربع في فصول مختلفة من العام، وتظهر كل صورة كتلا من المادة السوداء وفراغات مبعثرة في أنحاء الكون.
وتمثل هذه الصور خطوة كبرى في فهم ماهية المادة السوداء نفسها والطريقة التي تؤثر بها هذه المادة على كيفية تجمع المادة الطبيعية في شكل المجرات التي نراها في السماء ليلا.
وتفسر كاثرين هيمانز من جامعة إدنبرة ببريطانيا فتقول إن "الضوء الذي يتجه نحونا من مجرة بعيدة يغير مساره بفعل جاذبية كتلة من المادة في طريقه".
وبالتالي فإن المادة السوداء تضع توقيعها على صور لأكوان بعيدة جدا.
وهذه الصور هي أكبر بمائة مرة تقريبا من الخريطة الأخيرة لتركيبة المادة السوداء التي جمعها مجهر هابل.
وتقر هايمان بأن هناك قصورا في معرفة طبيعة المادة السوداء، بالدقة ناهيك عن فهم طبيعة "الطاقة السوداء" الأشد غموضا.
والطاقة السوداء هي المحرك وراء توسيع الكون في الوقت ذاته الذي تعمل فيه المادة السوداء على تقريب مكوناته.
وتضيف"نحن لا نعرف مصدر هذه الطاقة السوداء، والاعتقاد السائد هو أن فهمنا النهائي "للكون الأسود" سيؤدي إلى اكتشافات جديدة في علم الفيزياء وهو ما سيغير إلى الأبد نظرتنا للكون، فما يقدمه فريق البحث اليوم هو الخطوات الأولى لتحقيق ذلك الهدف".
Dark matter hints in widest-yet view of dark mystery
ما هي المادة المظلمة أو المادة السوداء ؟
في علم الفلك وعلم الكون، المادة المظلمة أو المادة السوداء (بالإنجليزية: Dark Matter) هي مادة افترضت لتفسير جزء كبير من مجموع كتلة الكون. لايمكن رؤية المادة المظلمة بشكل مباشر باستخدام التلسكوبات، حيث من الواضح أنها لا تبعث ولاتمتص الضوء أو أي إشعاع كهرومغناطيسي آخر على أي مستوى هام. عوضاً عن ذلك، يستدل على وجود المادة المظلمة وعلى خصائصها من آثار الجاذبية التي تمارسها على المادة المرئية، والإشعاع، والبنية الكبيرة للكون. يقدر أن تشكل المادة المظلمة 84% من المادة في الكون، و23% من الكتلة والطاقة.
أتت المادة المظلمة إلى اهتمام علماء الفيزياء الفلكية نتيجة التباين بين كتلة الأجسام الفلكية المحددة من آثار الجاذبية الخاصة بهم، وتلك المحسوبة من "المادة المضيئة" التي تحويها هذه الأجسام مثل النجوم والغاز والغبار. افترض Jan Oort المادة المظلمة لأول مرة عام 1932 لحساب السرعات المدارية للنجوم في مجرة درب التبانة، وافترضها فريتز زفيكي للحصول على دليل حول "الكتلة المفقودة" للسرعات المدارية للمجرات في عناقيد المجرات. لاحقاً، أشارت بعض الملاحظات إلى وجود المادة المظلمة في الكون، بما في ذلك سرعة دوران المجرات حول نفسها، وتشكل عدسات الجاذبية من الأجسام الخلفية من قبل عناقيد المجرات، مثل عنقود الرصاصة، وتوزيع الحرارة للغازات الساخنة في المجرات وعناقيد المجرات. وفقاً لتوافق الآراء بين علماء الكون، تتكون المادة المظلمة بشكل أساسي من نوع من الجسيمات الدون الذرية جديدة وغير محددة بعد. اليوم يعد البحث عن هذه الجسيمات بشتى الوسائل هو أحد الجهود الأساسية في فيزياء الجسيمات.
بالرغم من قبول المجتمع العلمي السائد عموماً لوجود المادة المظلمة، اقترحت العديد من الظريات البديلة لشرح الشذوذ الذي من أجله افترضت المادة المظلمة.
Comment