بســم الله الرحمــن الرحيــم
اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمــه والمهدييــن وسلــم تسليمــا كثيــراً
الفلكيون لا يستطيعون رؤيتها و لكنهم يعرفون أنها هناك من خلال التشوهات الناشئة من جاذبيتها، تلك الجملة تشرح المادة المعتمة المنشرة كثيرا في الكون و لا تشع أو تمتص الضوء، و هذه التشوهات تشير أيضا لمجرة صغيرة و بعيدة تبعد حوالي 10 مليارات سنة ضوئية، طبعا لا يمكن رؤية هذه المجرة بالتلسكوبات، ولكن الفلكيين كانوا قادرين على اكتشاف وجودها من خلال التشوهات الصغيرة التي تحدث في الضوء الذي يمر خلالها، إن هذه المجرة هي الأبعد و الأقل كتلة من بين ما اكتشف حتى الآن ، والفلكيون يقولون أنها قد تساعدهم على العثور على أشياء مشابهة وأن يدرسوا النظريات الكونية الحالية بخصوص نشأة الكون، ولدينا الآن مجرة تابعة معتمة واحدة، و لكن لنفترض أننا لا نعثر على كمية كافية منها ، عند ئذ سيتوجب تغيير مواصفات المادة المعتمة، أو قد نجد مجرات تابعية كثيرة بحجم ما نراه في المحاكاة ، و هذا سينبئنا أن المادة المعتمة لها الخصائص التي نعتقد بأنها تمتلكها، إن هذه المجرة القزم تابع لمجرة بيضاوية بعيدة ، تدعى JVAS B1938 + 666، و كان الفريق الباحث يبحث عن توابع معتمة او باهتة للمجرات البعيدة باستخدام التحسس الجاذبي ، و قد قام بأرصاده باستخدام تلسكوب Keck II على Mauna Kea في Hawaii ، و بالاعتماد على البصريات التكيفية لحد التشوهات من غلافنا الجوي .
وجد الفريق مجرتين على محاذاة من بعضهما البعض، والحقل التجاذبي للمجرة الأقرب قام بحرف (تشتيت) الضوء من المجرة الأبعد JVAS B1938 + 666 عندما مر الضوء عبر الحقل التجاذبي للمجرة المعتمة ، مما كون صورة مشوهة تدعى "حلقة اينشتاين"، و باستخدام البيانات من هذا التأثير ، فإن كتلة المجرة المعتمة تقدر ب 200 مليون ضعف من كتلة الشمس ، و هي مشابهة لكتل المجرات التابعة التي وجدت حول درب التبانة، إن حجم و إضاءة و شكل حلقة اينشتين يعتمد على توزع الكتلة خلال المجرة المتوضعة في الأمام،
ان الدراسات والنماذج الحالية تقترح 10,000 مجرة تابعة لدرب التبانة، الا أن ما تم رصده يبلغ فقط 30 ، وقد يكون الكثير من المجرات التابعة مصنوعة من المادة المعتمة مما يجعلها صعبة الرصد ، أو قد تكون هناك مشكلة بالطريقة التي نعتقد أن المجرات تتشكل عبرها، إن المجرة القزم مجرة تابعة ، ما يعني أنها تتشبث بحواف مجرة أكبر، ولأنها صغيرة و لأن معظم كتل المجرات مكونة من المادة المعتمة و ليس النجوم، فستكون باهتة جدا أو حتى معتمة بالكامل، الفريق الباحث يخطط لاستخدام نفس الطريقة لاكتشاف مجرات تابعة أخرى في مناطق أخرى من الكون، ويأملون أن يساعدهم بالحصول على معلومات أكثر بخصوص كيفية سلوك المادة المعتمة .
والحمــــــــد لله وحـــــــده
Comment