أعلنت منظمة الصحة العالمية أن حوالي اثنين ونصف بليون شخص ويشكلون خمسي سكان العالم؛ معرضون لخطر الإصابة بالضنك، وتقدر أنه قد يكون هناك خمسون مليون حالة من الضنك في العالم كل سنة. حمى الضنك الآن مرض متوطن في أكثر من مائة بلد.
حمى الضنك هو مرض فيروسي حاد يبدا فجائي للحمى مدتها(3 - 5) ايام ونادرا ماتكون اكثر من 7 ايام.... تسببه مجموعة من الفيروسات تسمى فيروسات الضنك dengue viruses ، والتي تنتقل عن طريق البعوض aedes aegypt (لا تنتقل العدوى من شخص إلى آخر مباشرة ولكن يمثل البعوض وسيطا أساسيا لنقل هذا المرض، ينقل البعوض الفيروس من الشخص المصاب إلى الشخص السليم ).
لذلك فان الناقل للمرض هو نوع من البعوض تدعى (الزواعج) والتي تنشط نهارا (بعد الشروق بساعتين وقبل الغروب بثلاث ساعات تقريباً)، تتكاثر هذه البعوضة في المياه المخزونة لأغراض الشرب أو السباحة، أو مياه الأمطار المحجوزة للزراعة، أو المتجمعة في الشوارع والطرقات أو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة، البراميل، الإطارات، عند مكيفات الهواء وحول المسابح ... تنتشر حمى الضنك في بعض الأحيان على شكل موجات وبائية epidemics، وتكون نسبة الإصابة السكانية في هذه الوبائيات مرتفعة.
يتكون مثلث حمى الضنك الإكلينيكي من آلام شديدة بالجسم - ارتفاع شديد في درجة الحرارة – طفح جلدي.حيث يظهر المرض كبداية مفاجأة من الصداع الحاد مع آلام شديدة في المفاصل والعضلات (لذلك يطلق على حمى الضنك حمى العظم المتكسر)، وحمّى, وطفح جلدي وقد يكون هناك أيضا التهاب في المعدة والذي يظهر كمزيج من ألم بطني وغثيان وقيء أو إسهال، وقد تحدث مظاهر نزفيه كبيرة في البالغين مثل نزف الجهاز الهضمي.
أشكال حمى الضنك الاكلينيكية:
الأول بسيط: وهو الغالب، حيث يشبه الزكمة الفيروسية إلى حد كبير في بداياته، ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجة مئوية، وقد تسبب التشنجات في الأطفال، وتكون غالباً مترافقة مع الصداع، وخاصة في منطقة الجبهة، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد: مثل آلام الظهر والمفاصل والعضلات، وفقدان الشهية، والغثيان والقيء والتعب العام، والطفح الجلدي ... هنا يمكن أن تنخفض الحرارة ... لكن، وبعد مرور يوم أو يومين يظهر طفح جلدي جديد، وينتشر في جميع أجزاء الجسم ما عدا الكفين والقدمين وفي اللحظة التي يظهر فيها هذا الطفح الثاني ترتفع الحمى من جديد لتعطي ما يسمى بالحمى ثنائية الأطوار biphasic fever، والتي تستمر عدة أيام ثم تنخفض من جديد ليدخل الطفل في مرحلة من الوهن العامasthenia. واهم العلامات المميزة للمرض هي الحمى، والطفح الجلدي، وتضخم في العقد اللمفاوية، وبطء ضربات القلب، وانخفاض واضح في عدد الصفائح الدموية.
أما الشكل الثاني من حمى الضنك: فهو الشكل النزفي وحمى الضنك النزفية وتنتج من جراء الإصابة بفيروس الضنك وهو أربعة أنواع معروفة (نوع1،نوع2،نوع3،نوع4)، والإصابة بأحد هذه الأنواع يولد مناعة مدى الحياة لهذا النوع ولكنها لا تحمي الإنسان من الإصابة بالأنواع الثلاثة الأخرى بل تجعله أكثر عرضة لحدوث مضاعفات خطيرة وحمى الضنك النزفية في حالة إصابته بها: dengue hemorrhagic fever وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضاً، إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول ... لذلك من الضرورى ان نعرف وننتبه إلى أنه إذا كانت هذه الموجة الوبائية قد مرّت بسلام (فيجب أن ننتبه للموجات الوبائية القادمة، التي تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى، والتي تكثر فيها عادة حالات النزف المميت.
وقد سجل لنا التاريخ حصول موجة وبائية لحمى الضنك النزفية في كوبا، لسنة 1981، حيث راح ضحيتها مئات المرضى، ولما درس العلماء الأمر تبين لهم أن وباء 1981 القاتل والذي تسبب به فيروس الضنك نوع 2 dengue، كان قد سبقه وباء خفيف لفيروس dengue 1، في عام 1977 ... تتميز بدايات الشكل النزفي من حمى الضنك بأعراض وعلامات مشابهة للشكل البسيط الذي رأيناه، أما الطور الثاني الخطير للمرض فيبدأ بعد مرور عدة أيام ( 2 - 5 )، حيث يتطور لدى المريض صدمة ونزف بشكل سريع ومفاجئ ... وعند فحص المصاب نجد عنده واحدة أو أكثر من العلامات التالية: الأطراف باردة ورطبة، بينما وسط المريض حار الوجه احمر اللون. تعرق المريض. ألم في منطقة المعدة epigastric pain علامات عصبية مثل: تهيج، وقلق، وعدم ارتياح ... والأهم والأخطر من كل ذلك هي: علامات النزف على المريض، سواء كان على شكل بقع نزفية تحت الجلد، وسهولة النزف، أو نزف هضمي أو بولي ... إلخ يستمر الطور الثاني الخطير للمرض بعد حدوثة فترة ( 24-36 ) ساعة.
الوقاية: القضاء التام على مسببات المرض وناقلاته بالحماية الأولية ضد حمى الضنك والتي تعتمد أساسا في نجاحها على السيطرة على البعوض الناقل, هناك طريقتان للحماية الأولية: السيطرة على اليرقات والسيطرة على البعوض البالغ وذلك. وضع شبك ضيق المسام على الأبواب والنوافذ للحماية من لدغات البعوض نهارا. استخدام الناموسيات في حالة النوم خارج المنزل .. استخدام طارد الحشرات واستعمال المبيدات الحشرية إزالة أماكن توالد البعوض الناقل، من خلال تغطية محكمة لخزانات المياه وعدم تخزين المياه في أوعية مكشوفة، وإزالة بؤر تراكم المياه مثل أواني الزهور.
العلاج: من أهم الأشياء العلاجية هي أن نخفض الحرارة العالية بالماء (كمادات) ويستخدم والباراسيتامول لتخفيض الحمى، ويمنع إعطاء الأسبرين والبروفين وغيرها من مميعات الدم لمنع المزيد من النزف ... حيث لا يوجد علاج نوعي، وإنما هناك علاج للأعراض المصاحبة فقط (مسكنات وخافضات).
الله يجنبكم ويجنب كل الأنصار أينما كانوا ويبعد عنكم كل مرض، اللهم آمين
نسألكم الدعاء
نسألكم الدعاء
Comment