Tweet
نقص اليود يؤثِّر في نمو الدماغ
اليود من العناصر الغذائية المهمة، وتحتاجه الغدة الدرقية لإنتاج هرمون الثيروكسين اللازم للوظائف الحيوية للجسم، كما يلعب دوراً كبيراً في نمو وتطور الجسم والدماغ، فنقص هذا العنصر يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ليس فقط على الغدة الدرقية بل على النمو العقلي والجسماني، حيث يؤدي إلى التخلف العقلي والبلادة وبطء النمو المعرفي والحركي، وبالتالي انخفاض التحصيل الدراسي عند الأطفال، والإجهاض المتكرر عند النساء، وزيادة وفيات الرضع، كما يؤثر في الخصوبة عند الرجال والنساء، وقد يؤدي إلى تأخر الحمل أو عدم القدرة على الإنجاب، وكذلك انخفاض القدرة الإنتاجية للبالغين لما يسببه من خمول وكسل وبدانة وإحساس دائم بالتعب وكثرة النوم والنسيان.
ولأن انتشار نقص اليود في أي مجتمع يؤثر سلباً في التنمية ويضرّ بالاقتصاد، لذلك أولت المنظمات الصحية العالمية اهتماماً كبيراً للقضاء على الأعراض والاضطرابات الناتجة عن نقص اليود، واعتباره مشكلة عالمية. إلا أن عديداً من التقارير تشير إلى أن نقص اليود مازال منتشراً بنسب مرتفعة في الشرق الأوسط.
والحل بسيط جداً. حيث أوصت المنظمات الصحية العالمية منذ أكثر من عقدين بتعميم استخدام ملح الطعام المدعم باليود، الذي أسهم في تقدم كبير للتخلص من نقص اليود وما يصاحبه من أمراض قد تفسد الحياة الصحية والاقتصادية لأي مجتمع. وكذلك الإكثار من الأغذية المحتوية على نسبة جيدة من اليود كالأسماك وخاصة التونة والسردين وبعض الفواكه كالمشمش والأناناس والخضراوات الورقية كالخس والجرجير وأيضاً الحليب. وتجب استشارة الطبيب عند استخدام المكملات الغذائية مثل فيتامين (أ) والسلينيوم التي تزيد من فعالية ونشاط هذا المعدن في الجسم.
إن العيش في المناطق الساحلية والقريبة من الشاطئ يساعد في زيادة الحصول على اليود ليس فقط من الأكلات البحرية، ولكن أيضاً من الهواء المشبع باليود، وهذه الميزة لا تتوفر لمن يعيش في المناطق الصحراوية أو الجبلية.
لذلك توجب علينا التوعية بأهمية القضاء على اضطرابات وأمراض نقص اليود، الذي سيكون له عظيم الأثر في النواحي الصحية والاقتصادية لمجتمعنا ومستقبل أبنائنا.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٣٩٠) صفحة (١٦) بتاريخ (٢٨-١٢-٢٠١٢)
