إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

واحسيناه* فسلامٌ عليك يا أخت الوفاء، ويا بنت الولاء. . ويا ذكرى كربلاء

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • shahad ahmad
    عضو مميز
    • 15-11-2009
    • 1995

    واحسيناه* فسلامٌ عليك يا أخت الوفاء، ويا بنت الولاء. . ويا ذكرى كربلاء

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    السلام عليكِ سيدتي ومولاتي

    اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْفاضِلَةُ الرَّشِيدَةُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ مَحَبَّتُهَا لِلْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ فِي مِوارِدَ عَدِيدَةٍ وَتَحْمِلُ الْمَصائِبَ الْمُحْرِقَةِ لِلْقُلُوبِ مَعَ تَحَمُّلاتٍ شَدِيدَةٍ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ حَفِظْتِ اْلإِمامَ فِي يَوْمِ عاشُورآءِ فِي قَتْلَه وَبَذَلَتْ نَفْسِها فِي نَجاةِ زَيْنِ الْعابِدِين عليه السَّلام فِي مَجْلِسِ أَشْقَى اْلأَشْقِياءِ وَنَطَقَتْ كَنُطْقِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي سِكَكِ الْكُوفَةِ وَحَوْلَها كَثِيرٌ مِنَ اْلأَعْداءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ نَطَحَتْ جَبِينُها بِمُقَدَّمِ الْمَحْمِلِ إِذْ رَأَتْ رَأْسَ الشُّهَداءِ وَيَخْرُجُ الدَّمُ مِنْ تَحْتِ قِناعِها وَمِنْ مَحْمِلِها بِحَيْثُ يَرى مِنْ حَوْلِهَا اْلأَعْداءُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا تَالِيَ الْمَعْصُومِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ فِي تَحَمُّلاتِ الْمَصائِبِ كَالْحُسَين المظلُومِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

    الراضية بالقَدَر والقضاء :
    حيث كانت السيّدة زينب سلام الله عليها مِن أكمل مصاديق هذا اللقب الكبير، وقد تجلّى فيها عند وقوفها إلى جنب أخيها الإمام الحسين عليه السّلام في نهضة كربلاء المقدّسة.. تُشاطره كلَّ المصائب والرزايا، وتقاسمه الهموم والأحزان، وتتحمّل أعباءه بعد شهادته، وتنهض برعاية السَّبْايا والأسرى مع قافلة الأرامل والأيتام.
    وتمضي زينب الكبرى في تلك الرحلة الشاقّة تعاني أمَرَّ الآلام، وأفجع المصائب، ولا يُرى منها إلاّ التسليم لأمر الله تعالى، والرضى عن قضاء الله جلّ وعلا، وحُسنُ الظنّ بحكم الله عزّ شأنه.
    ويوم أراد عبيدالله بن زياد التشفّي منها.. سألها وهو في قصره يشعر بالنصر ونشوته: كيف رأيتِ فِعلَ الله بأهل بيتك ؟ فما كان منها سلام الله عليها إلاّ أن أجابته على الفور بعزّةٍ وشموخٍ ويقين: ما رأيتُ إلاّ جميلا، هؤلاءِ قومٌ كتب اللهُ عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاجّ وتخاصم، فانظرْ لِمَن الفَلَج يومئذٍ ـ ثكلَتْك أُمُّك يا ابنَ مرجانة!

    أمينة الله :
    ومن الخصائص الشريفة لمولاتنا العقيلة زينب عليها السّلام، أنّها كانت أمينة الله، وهي كذلك حقّاً، فقد احتفظت ـ وبجدارة ـ بالودائع الإلهيّة التي أودعها الإمام الحسين عليه السّلام إيّاها.. وفي تلك الودائع بنات الرسالة وذراري رسول الله صلّى الله عليه وآله، إضافة إلى الوصايا الخاصّة التي حمّلها إيّاها أخوها السبط أبو عبدالله عليه السّلام، وفيها ما فيها من التكاليف، وتنطوي ما تنطوي عليه من مناقب حاملها.
    وهي سلام الله عليها.. إلى ذلك كانت مستودعَ الأسرار، أسرارِ الإمامة، ما أهَّلَها ذلك لأَنْ يُعْهَد إليها بالنيابة في غيبة الإمام المعصوم؛ تستّراً على الإمام السجّاد عليّ بن الحسين صلوات الله عليه مِن أن يقتله بنو أُميّة لو علموا رجوع الناس إليه بعد أبيه الحسين سلام الله عليه.
    قال الشيخ الصدوق: كانت لزينب نيابة خاصّة عن الحسين عليه السّلام، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتّى برئ زينُ العابدين ( علي بن الحسين ) عليه السّلام.

    الموثَّقة :
    ومن ألقاب السيّد المكرّمة زينب عليها السّلام: « الموثَّقة »، وكانت حقّاً كذلك، فقد وثق بها أهلُ بيتها عليهم السّلام حتّى روت عنهم أحاديثهم، وخزنت لهم أسرارهم، وأدّت عنهم أماناتهم، وأفرغت عن لسانهم، حتّى خاطبها ابنُ أخيها الإمام عليّ بن الحسين بقوله: عمّة، أنتِ عالمة غير معلَّمة، فَهِمة غير مفهَّمة. وكان ابن عبّاس إذا تحدّث عنها وروى قال: حدّثَتْنا عقيلتُنا زينب بنت عليّ..
    وذكرها بشير بن حذيم الأسديّ وهي تخطب فقال: نظرتُ إليها يومئذ.. وَلَم أرَ خَفِرةً قطُّ أنطقَ منها، كأنّما تنطقُ عن لسان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وتُفرغ عنه.

    الباكية :
    وكان لزينب الكبرى عليها السّلام بكاء.. حتّى عُرِفت بـ « الباكية »، بكت ـ كما بكت أمُّها الزهراء عليها السّلام ـ من خشية الله تعالى، وبكت ـ كما بكت أمّها الزهراء عليها السّلام على أبيها المصطفى صلّى الله عليه وآله ـ ثمّ واصلت زينب صلوات الله عليها تبكي أهل بيتها الشهداء المظلومين واحداً بعد واحد.. وكانت فاجعتها العظمى بشهادة أخيها أبي عبدالله الحسين سلام الله عليهما على رمضاء كربلاء، حيث رأتْه على تلك الحالة فانفجرت بالبكاء وشكواها إلى جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله:
    يا محمّداه، صلّى الله عليك مليك السماء.. هذا حسينٌ مرمَّلٌ بالدماء، مقطَّع الأعضاء، وبناتك سبايا!
    وقد وصف أحد الشعراء حالها بعد أخيها فقال:



    فـواللهِ لا أنسـى الحسيـنَ مضرَّجـاً *** وبيـن يديـه زينـبٌ وهْــيَ تـنـدبُ
    أخي يا أخي وابنَ أمّي على الثرى *** لَعمرُك هذا في العجائب أعجبُ
    أخي كيف لا أبكي دماً بمدامعي *** وجثمانُك المجروح بالـدمِ يشخـبُ!




    الممتحَنة :
    وكانت السيّدة زينب بنت سيّدة نساء العالمين ـ كأمّها ـ ممتحنة، وفي كلّ محنها التي مرّت بها كانت لا نظير لها، فكربلاء كان فيها الخوف فأبدت شجاعتها.. حتّى وصفها ابن الأثير بقوّة الجَنان، وعبرّ عنها السيوطيّ في رسالته الزينبيّة بأنّها: عاقلة، لها قوّة جَنان. وعرّف الشيخ عبدالله المامقانيّ بها فقال فيما قاله فيها: هي من الصبر والثبات وقوّة الإيمان والتقوى وحيدة. ووصفها السيد جعفر بحر العلوم فقال: كانت تشبه أباها في قوّة القلب في الشدّات، والثبات عند النائبات، والصبر على الملمّات، والشجاعة الموروثة من صفاتها، والمهابة المأثورة من سماتها. وقال عمر أبو النصر: استطارت شهرتها بما أظهرت يوم كربلاء وبعدَه مِن حُجّةٍ وقوّةٍ وجُرأة وبلاغة، حتّى ضُرِب بها المثل، وشهد لها المؤرّخون والكُتّاب. أمّا الدكتورة بنت الشاطئ فهي تكتب فيها هذه العبارات: كانت زينب عقيلةُ بني هاشم في تاريخ الإسلام وتاريخ الإنسانيّة.. بطلةً استطاعت أن تثأر لأخيها الشهيد العظيم، وأن تسلّط معاول الهدم على دولة بني أُميّة، وأن تغيّر مجرى التاريخ... لا أقول هذا مِن عندي تزيّداً، وإنّما هو قول التاريخ.
    ويطول تعداد مديح السيّدة زينب الكبرى عليها السّلام كما طال امتحانها وتعدّدت محنها، فعاشت الجوع ونقص الأنفس والثمرات، وتحمّلت أعباء السبايا ومرارة الأسر وضيم الطغاة الجفاة.. ومع كلّ هذا وذاك بقيت صابرةً محتسبة، تؤكّد مقام عصمتها.

    إذا كانت كربلاء قد أحياها سيّد الشهداء عليه السّلام، فإنّ زينب بنت أمير المؤمنين عليه وعليها السّلام قد اشترت حياة كربلاء بما تحمّلته من نكبات ومصائب، وبما قدّمت من تضحيات في تلك النوائب. فبقي عنوان كربلاء حيّاً يتفاعل مع النفوس والأرواح، ويتجاوب مع القلوب والضمائر والعواطف، ويسخّر الهمم والأفكار، ويُخيف الطواغيت والمتجبّرين.. حتّى قال قائلهم جَزَعاً: اقتلوا كربلاء! وحتّى حمل الحاقدون معاولهم لإبادة معالم كربلاء.
    ولكن.. هيهات، هيهات! لن تُمحى كربلاء، لأنّ دماء الحسين سيّد الشهداء قد سقتها، ولأن دموع زينب روتها.. ولأنّ الأبدان الزاكية دُفِنت فيها، والأرواح الطيّبة حلّت بفِنائها.
    ولكنّ زينب العقيلة تبقى علَماً شاخصاً في كربلاء، وهي التي رحلت عنها ولم ترحل عنها نظراتها على مدى التاريخ، ولم تُمحَ عنها كلماتها على مدى الدهر. فلمّا جدّ ركب السبايا للخروج من كربلاء.. نظر الإمام عليّ بن الحسين عليه السّلام إلى أبيه وأهله مجزَّرين، فكادت نفسه أن تفيض ويودّع الحياة، لولا أن أخذت عمّته زينب تُسلّيه، حيث قالت له تُنبئ عن علم غَيبيّ:
    مالي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جَدّي وأبي وإخوتي ؟! فوَاللهِ إنّ هذا لَعهدٌ من الله إلى جدّك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أُناس لا تعرفهم فراعنةُ هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاءَ المقطّعة والجسوم المضرّجة فيُوارونها، وينصبون بهذا الطفّ علَماً لقبر أبيك سيّدِ الشهداء لا يُدرَس أثرُه، ولا يُمحى رسمه.. على كرور الليالي والأيّام، ولَيجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضَّلال في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثرُه إلاّ عُلُوّا.

    فسلامٌ عليك يا أخت الوفاء، ويا بنت الولاء.. ويا ذكرى كربلاء

    نسألكم الدعاء

    __________________
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎