بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
كلامنا اليوم عن شخصيه لطالما شغلت العقول بشجاعتها ونصرتها للرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم الا وهي (الحمزه بن عبد المطلب ع )
من هو حمزه ؟؟؟؟هو الذى سماه النبى "ص" بسيد الشهداء –هوالذى أخذ على عاتقه الدفاع عن الرسول الأمين "ص" هوالذى كان إسلامه نصراً لدين الله ورسوله – إنه الصحابى الذى كان بالمرصاد لأبى جهل –هوالذى قاتل قتال الأبرار يوم بدر وفى أحد كان يقاتل بسيفين –هوالذى كان يحصد رقاب المشركين فى يوم أحد – إنه صاحب الكرمة العظمى بعد موته لما فتحوا قبره فضربوا الأرض بمسحاة فأصابت رجله فخرج منها دم – إنه سيد الشهداء يوم القيامة –هو الذى عرف بين أهل التوحيد بأنه أسد الله وأسد رسوله هو الذى جعل الله روحه فى أجواف طير أخضر يرد أنهار الجنة ثم تأوى هذه الطيور إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش وأنه أحد اعمام النبي " صلى الله عليه وسلم
"إسمه : حمزة بن عبد المطلب .. وبقية الاسم ذكرها في ترجمة العباس " رضي الله عنه "
كنيته : كان يكنى بأبي عمارة
إمه : هي هالة بنت أهيب بن عبد مناف ابن هرة بن كلاب بن مرة
أولاده : وكان له من الولد : يعلى وعامر وامامه
ميلاده وطفولته
ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، فنشأ -رضي الله عنه- وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكه معززاً مكرماً
إسلامه
لقد كان الحمزة يحمل عقلا نافذاً وضميراً مستقيما – فحين عاد إلى بيته بعد إعلان إسلامه امام سادات قريش – لما عاد إلى بيته جلس يفكر كيف اعلن إسلامه .. ومتى ؟ لقد اعلنه في لحظة من لحظات الحمية والغضب والانفعال لقد ساءه أن يساء ابن أخيه ويظلم دون أن يجد له ناصرا فغضب له فأخذته الحمية لتشرف بني هاشم فتشج رأسى أبي جهل وصرخ في وجهه بإسلامه صحيح أنه لا يشك لحظة في صدق محمد بن أخيه ولا في نزاهة قصره – ولكن أيمكن للمرء ان يستقبل دينا جديداً وما يفرضه من مسئوليات وتبعات في لحظة غضب مثلما صنع حمزة الآن ؟ وشرع يفكر – قال حمزة – لقد أتيت الكعبة وتضرعت على فراق دين آبائي وقومي وبتّ من الشك في أمر عظيم لا أكتحل بنوم – فما إن تضرعت إلى الله الا وقد شرح الله صدري للحق واذهب عني الريب – وغدوت إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فأخبرته بما كان من أمرى . فدعا الله لي أن يثبت على الايمان قلبي – وهكذا أسلام حمزة إسلام اليقين .
كان ترباً لرسول الله وصديقاً له لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنةالسادسة من البعثة إثر موقف غيره وانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عائداً من الصيد مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاًوآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، وقالأتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت ؟ ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به الرسول عليه السلام والمسلمون فرحاً كبيراً، وعز جانبهم بإسلامه،ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى اطلق عليه النبي " صلى الله عليه وسلم " هذا اللقب العظيم " حمزة أسد الله وأسد رسوله
.
صفحات مضيئة من جهاد الحمزة –" رضي الله عنه:
إن أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة سرية تعرف بسرية سيف البحر..
سرية سيف البحر : ففي شهر رمضان سنة 1 هجريا أرسل رسول الله " صلى الله عليه وسلم " وأمّر عليها حمزة بن عبد المطلب وبعثه في رجلاً من الانصار يعترض عيزا لقريش جاءت من الشام وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص [ بالكسر ] فالتقوا واصطفوا للقتال فمشي مجدي بن عمرو الجهني – وكان حليفا للفريقين جميعا – بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا [ أنظر سيرة ابن هشام ] بتصرف .
أسد الله في غزوة بدر :
لقد عادت فلول قريش من بدر إلى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها وعادوا وهم مخلوعي القلب مطأطئ الرأس – ما كادت قريش تتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام . فراحت بعدّ عدّتها وتحشر بأسها وبأسها لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها وصممت قريش عل الحرب فكانت غزوة أحد – ما كادت تمر سنة إلا وكانت قريش قد استكملت عدتها واجمع اليهم احلافهم من المشركين وانضم إليهم كل ناقم على الإسلام وأهله فخرج الجيش الثائر في عدد يربو – اى يزيد – على ثلاثة آلاف وكان قائده أبو سفيان – قد رأى أن يستصحب النساء معه حتى يكون ذلك أبلغ في استماتة الرجال دون أن تصاب اعراضهم [ انظر فقه السيره للغزالى ] وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين هما الرسول " صلى الله عليه وسلم " وحمزة " رضي الله عنه " وأرضاه – أجل الذي كان يسمع
أحاديث قريش ومؤامراتهم قبل الخروج للحرب يرى كيف كان حمزة بعد الرسول " صلى الله عليه وسلم " بيت القصير وهدف المعركة – ولقد أختار واقبل الخروج الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة وهو عبد حبشي كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة – جعلوا كا دمره في المعركة أن يتصيد حمزة وحذروه من أن يشغله عن هذه الغابة بشئ آخر مهما يكن مصير المعركة واتجاه القتال ووعدوه بثمن غال وعظيم وهو حريته فقد كان الرجل واسمه [ وحشي ] عبداً الجبير بن مطعم – ثم أحالوه إلى هند بنت عتبة زوج ابي سفيان لتزيده تحريضا وذلك لانها فقدت اباها وعمها وأخاها وابنها في غزوة بدر وقد قيل لها إن حمزة هو الذي قتل بعض هؤلاء واجهزعلى البعض ىلآخر – ولقد وعدت هند وحشيا إن قتل حمزة لتعطيه قرطها واللؤلؤ واللائد الذهبية التي تزدهم هول عنقها – اذا كانت المعركة يراد منها حمزة – انظر رجال حول الرسول .
الاسد في أرض المعركة يقاتل بسيفين :
لق\ التقى الجيشان وحمى الوطيس مقام أسد الله يصول ويجول في ارض المعركة يشق الصفوف شقا ويهدّ المشركين بسيفه هداً بل لقد كان يقاتل قتال الليوث المهتاجة فصدّ حملة اللواء من بني عبد الدار واقتنص أرواحهم فردا فردا – فقد خرج ابن سعد والحاكوصححه ى[ ووافقه الذهبي – عن سعد بن أبي وقاص قال : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " بسيفين ويقول : أنا أسد الله – ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل ونزلوا إلى أإرض المعركة ليجمعوا عنائم العدو المهزوم – لولا تركهم مكانهم وفتحهم الثغرة الةاسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها رجالها .. نسائها .. بل وخيلها وإبلها .. لقد دهم فرسان قريش المسلمين وأتوهم من ورائهم على حين غفلة وأعملوا فيهم سيوفهم الظامئة المجنونة وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديد ويحلون سلاحهم الذى كان بعضهم قد وضعه حين رأى جيش قريش ينسحب ويولى الأدبار ولكن المفاجأة كانت قاسية وعنيفة ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه وأخذ يضرب عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه .. ووحشى هناك برقبه ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربية [ انظر رجال حول الرسول ] .
وها هى رياح الموت تهب على أرض المعركة . وها هى اللحظة التى قدرها الله عز وجل ليرحل حمزة "ض" عن الدنيا ويصبح سيد الشهداء – رضى الله عنه وأرضاه .
من مواقف حمزة بن عبد المطلب مع رسول الله :
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: جاء حمزة بن عبد المطلب t إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، اجعلني على شيء أعيش به. فقال رسول الله : "يا حمزة، نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها". قال: بل نفس أحييها. قال: "عليك بنفسك".
كيف استشهد الحمزه ع
استشهد رحمه الله في غزوة أحد على يد عبد حبشي يدعي وحشي بتحريض من هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بن حرب انتقاما لمقتل أبيها وأخيها وعمها في غزوة بدر
ولندع وحشا يصف لنا المشهد بكلماته:
[.. وكنت جلا حبشيا، أقذف بالحربة قذف لحبشة، فقلما أخطئ بها شيئا.. فلما التقى الانس خرجت أنظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق.. يهدّ الناس بسيفه هدّا، ما يقف امامه شيء، فوالله اني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة لأقتحمه أو ليدنو مني، اذ تقدّمني اليه سباع بن عبد العزى. فلما رآه حمزة صاح به: هلمّ اليّ يا بن مقطّعة البظرو. ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه..
عندئذ هززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنّته حتى خرجت من بين رجليه.. ونهض نحوي فغلب على امره ثم مات..
وأتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه، اذ لم يكن لي فيه حاجة، فقد قتلته لأعتق..]
ولا بأس في أن ندع وحشيا يكمل حديثه:
[فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت بها حتى دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فهربت الى الطائف..
فلما خرج وفد الطائف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم تعيّت عليّ المذاهب. وقلت : الحق بالشام أو اليمن أو سواها..
فوالله اني لفي ذلك من همي اذ قال لي رجل: ويحك..! ان رسول اله، والله لا يقتل أحد من الناس يدخل دينه..
فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يرني الا قائما أمامه أشهد شهادة الحق. فلما رآني قال: أوحشيّ أنت..؟ قلت: نعم يا رسول الله.. قال: فحدّثني كيف قتلت حمزة، فحدّثته.. فلما فرغت من حديثي قال: ويحك.. غيّب عني وجهك.. فكنت أتنكّب طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان، لئلا يراني حتى قبضه الله اليه..
هكذا سقط أسد الله ورسوله، شهيدا مجيدا..!!
وكما كانت حياته مدوّية، كانت موتته مدوّية كذلك..
فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. وكيف يكتفون أو يقتنعون، وهم الذين جنّدوا كل أموال قريش وكل رجالها في هذه المعركة التي لم يريدوا بها سوى الرسول وعمّه حمزة..
لقد أمرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان.. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة.. واستجاب الحبشي لهذه الرغبة المسعورة.. وعندما عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه، ويتلقى منها قرطها وقلائدها بيسراه، مكافأة له على انجاز مهمته..
ومضغت هند بنت عتبة الذي صرعه المسلمون ببدر، وزوجة أبي سفيان قائد جيوش الشرك الوثنية،مضغت كبد حمزة، راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها. ولكن الكبد استعصت على أنيابها، وأعجزتها أن تسيغها، فأخرجتها من فمها، ثم علت صخرة مرتفعة، وراحت تصرخ قائلة:
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمّه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري
أزاح وحشي غليل صدري
وانتهت المعركة، وامتطى المشركون ابلهم، وساقوا خيلهم قافلين الى مكة..
ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعركة لينظر شهداءها..
وهناك في بطن الوادي. وا هو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله أنفسهم، وقدّموها قرابين مبرورة لربهم الكبير. وقف فجأة.. ونظر. فوجم.. وضغط على أسنانه.. وأسبل جفنيه..
فما كان يتصوّر قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيّد الشهداء..
وفتح الرسول عينيه التي تألق بريقهما كومض القدر وقال وعيناه على جثمان عمّه:
' لن اصاب بمثلك أبدا..
وما وقفت موقفا قط أغيظ اليّ من موقفي هذا..'.
ثم التفت الى أصحابه وقال:
' لولا أن تحزن صفيّة _أخت حمزة_ ويكون سنّه من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير.. ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم..'
فصاح أصحاب الرسول:
' والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم، مثلة لم يمثلها أحد من العرب..!!'
ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة، يكرّمه مرة أخرى بأن يجعل من مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة الى الأبد، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا..
وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من القاء وعيده السالف حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة:
(ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بالمهتدين.
وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.
واصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون.
ان الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون..)
وكان نزول هذه الآيات، في هذا الموظن، خير تكريم لحمزة الذي وقع أجره على الله.
. بعض ما قيل في رثاء حمزة بن عبد المطلب :
قال عبد الله بن رواحة t:
بكت عيني وحق لها بكاها *** وما يغني البكاء والعويـل
على أسد الإله غداة قالـوا *** أحـمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعًا *** هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يَعْلَى لك الأركان هدت *** وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان *** يخالطها نعيـم لا يـزول
هكذا رحل أسد الله عن الدنيا – ليس شهيداً فحسب بل سيداً للشهداء فسلام عليه ناصرا لدين الله ورسوله ومستشهدا دون محمد ص
كلامنا اليوم عن شخصيه لطالما شغلت العقول بشجاعتها ونصرتها للرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم الا وهي (الحمزه بن عبد المطلب ع )
من هو حمزه ؟؟؟؟هو الذى سماه النبى "ص" بسيد الشهداء –هوالذى أخذ على عاتقه الدفاع عن الرسول الأمين "ص" هوالذى كان إسلامه نصراً لدين الله ورسوله – إنه الصحابى الذى كان بالمرصاد لأبى جهل –هوالذى قاتل قتال الأبرار يوم بدر وفى أحد كان يقاتل بسيفين –هوالذى كان يحصد رقاب المشركين فى يوم أحد – إنه صاحب الكرمة العظمى بعد موته لما فتحوا قبره فضربوا الأرض بمسحاة فأصابت رجله فخرج منها دم – إنه سيد الشهداء يوم القيامة –هو الذى عرف بين أهل التوحيد بأنه أسد الله وأسد رسوله هو الذى جعل الله روحه فى أجواف طير أخضر يرد أنهار الجنة ثم تأوى هذه الطيور إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش وأنه أحد اعمام النبي " صلى الله عليه وسلم
"إسمه : حمزة بن عبد المطلب .. وبقية الاسم ذكرها في ترجمة العباس " رضي الله عنه "
كنيته : كان يكنى بأبي عمارة
إمه : هي هالة بنت أهيب بن عبد مناف ابن هرة بن كلاب بن مرة
أولاده : وكان له من الولد : يعلى وعامر وامامه
ميلاده وطفولته
ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، فنشأ -رضي الله عنه- وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكه معززاً مكرماً
إسلامه
لقد كان الحمزة يحمل عقلا نافذاً وضميراً مستقيما – فحين عاد إلى بيته بعد إعلان إسلامه امام سادات قريش – لما عاد إلى بيته جلس يفكر كيف اعلن إسلامه .. ومتى ؟ لقد اعلنه في لحظة من لحظات الحمية والغضب والانفعال لقد ساءه أن يساء ابن أخيه ويظلم دون أن يجد له ناصرا فغضب له فأخذته الحمية لتشرف بني هاشم فتشج رأسى أبي جهل وصرخ في وجهه بإسلامه صحيح أنه لا يشك لحظة في صدق محمد بن أخيه ولا في نزاهة قصره – ولكن أيمكن للمرء ان يستقبل دينا جديداً وما يفرضه من مسئوليات وتبعات في لحظة غضب مثلما صنع حمزة الآن ؟ وشرع يفكر – قال حمزة – لقد أتيت الكعبة وتضرعت على فراق دين آبائي وقومي وبتّ من الشك في أمر عظيم لا أكتحل بنوم – فما إن تضرعت إلى الله الا وقد شرح الله صدري للحق واذهب عني الريب – وغدوت إلى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فأخبرته بما كان من أمرى . فدعا الله لي أن يثبت على الايمان قلبي – وهكذا أسلام حمزة إسلام اليقين .
كان ترباً لرسول الله وصديقاً له لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنةالسادسة من البعثة إثر موقف غيره وانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عائداً من الصيد مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاًوآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، وقالأتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت ؟ ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به الرسول عليه السلام والمسلمون فرحاً كبيراً، وعز جانبهم بإسلامه،ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى اطلق عليه النبي " صلى الله عليه وسلم " هذا اللقب العظيم " حمزة أسد الله وأسد رسوله
.
صفحات مضيئة من جهاد الحمزة –" رضي الله عنه:
إن أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة سرية تعرف بسرية سيف البحر..
سرية سيف البحر : ففي شهر رمضان سنة 1 هجريا أرسل رسول الله " صلى الله عليه وسلم " وأمّر عليها حمزة بن عبد المطلب وبعثه في رجلاً من الانصار يعترض عيزا لقريش جاءت من الشام وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل فبلغوا سيف البحر من ناحية العيص [ بالكسر ] فالتقوا واصطفوا للقتال فمشي مجدي بن عمرو الجهني – وكان حليفا للفريقين جميعا – بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم فلم يقتتلوا [ أنظر سيرة ابن هشام ] بتصرف .
أسد الله في غزوة بدر :
لقد عادت فلول قريش من بدر إلى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها وعادوا وهم مخلوعي القلب مطأطئ الرأس – ما كادت قريش تتجرع هذه الهزيمة المنكرة في سلام . فراحت بعدّ عدّتها وتحشر بأسها وبأسها لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها وصممت قريش عل الحرب فكانت غزوة أحد – ما كادت تمر سنة إلا وكانت قريش قد استكملت عدتها واجمع اليهم احلافهم من المشركين وانضم إليهم كل ناقم على الإسلام وأهله فخرج الجيش الثائر في عدد يربو – اى يزيد – على ثلاثة آلاف وكان قائده أبو سفيان – قد رأى أن يستصحب النساء معه حتى يكون ذلك أبلغ في استماتة الرجال دون أن تصاب اعراضهم [ انظر فقه السيره للغزالى ] وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين هما الرسول " صلى الله عليه وسلم " وحمزة " رضي الله عنه " وأرضاه – أجل الذي كان يسمع
أحاديث قريش ومؤامراتهم قبل الخروج للحرب يرى كيف كان حمزة بعد الرسول " صلى الله عليه وسلم " بيت القصير وهدف المعركة – ولقد أختار واقبل الخروج الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة وهو عبد حبشي كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة – جعلوا كا دمره في المعركة أن يتصيد حمزة وحذروه من أن يشغله عن هذه الغابة بشئ آخر مهما يكن مصير المعركة واتجاه القتال ووعدوه بثمن غال وعظيم وهو حريته فقد كان الرجل واسمه [ وحشي ] عبداً الجبير بن مطعم – ثم أحالوه إلى هند بنت عتبة زوج ابي سفيان لتزيده تحريضا وذلك لانها فقدت اباها وعمها وأخاها وابنها في غزوة بدر وقد قيل لها إن حمزة هو الذي قتل بعض هؤلاء واجهزعلى البعض ىلآخر – ولقد وعدت هند وحشيا إن قتل حمزة لتعطيه قرطها واللؤلؤ واللائد الذهبية التي تزدهم هول عنقها – اذا كانت المعركة يراد منها حمزة – انظر رجال حول الرسول .
الاسد في أرض المعركة يقاتل بسيفين :
لق\ التقى الجيشان وحمى الوطيس مقام أسد الله يصول ويجول في ارض المعركة يشق الصفوف شقا ويهدّ المشركين بسيفه هداً بل لقد كان يقاتل قتال الليوث المهتاجة فصدّ حملة اللواء من بني عبد الدار واقتنص أرواحهم فردا فردا – فقد خرج ابن سعد والحاكوصححه ى[ ووافقه الذهبي – عن سعد بن أبي وقاص قال : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدى رسول الله " صلى الله عليه وسلم " بسيفين ويقول : أنا أسد الله – ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل ونزلوا إلى أإرض المعركة ليجمعوا عنائم العدو المهزوم – لولا تركهم مكانهم وفتحهم الثغرة الةاسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها رجالها .. نسائها .. بل وخيلها وإبلها .. لقد دهم فرسان قريش المسلمين وأتوهم من ورائهم على حين غفلة وأعملوا فيهم سيوفهم الظامئة المجنونة وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديد ويحلون سلاحهم الذى كان بعضهم قد وضعه حين رأى جيش قريش ينسحب ويولى الأدبار ولكن المفاجأة كانت قاسية وعنيفة ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه وأخذ يضرب عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه .. ووحشى هناك برقبه ويتحين الفرصة الغادرة ليوجه نحوه ضربية [ انظر رجال حول الرسول ] .
وها هى رياح الموت تهب على أرض المعركة . وها هى اللحظة التى قدرها الله عز وجل ليرحل حمزة "ض" عن الدنيا ويصبح سيد الشهداء – رضى الله عنه وأرضاه .
من مواقف حمزة بن عبد المطلب مع رسول الله :
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: جاء حمزة بن عبد المطلب t إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، اجعلني على شيء أعيش به. فقال رسول الله : "يا حمزة، نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها". قال: بل نفس أحييها. قال: "عليك بنفسك".
كيف استشهد الحمزه ع
استشهد رحمه الله في غزوة أحد على يد عبد حبشي يدعي وحشي بتحريض من هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بن حرب انتقاما لمقتل أبيها وأخيها وعمها في غزوة بدر
ولندع وحشا يصف لنا المشهد بكلماته:
[.. وكنت جلا حبشيا، أقذف بالحربة قذف لحبشة، فقلما أخطئ بها شيئا.. فلما التقى الانس خرجت أنظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق.. يهدّ الناس بسيفه هدّا، ما يقف امامه شيء، فوالله اني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة لأقتحمه أو ليدنو مني، اذ تقدّمني اليه سباع بن عبد العزى. فلما رآه حمزة صاح به: هلمّ اليّ يا بن مقطّعة البظرو. ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه..
عندئذ هززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنّته حتى خرجت من بين رجليه.. ونهض نحوي فغلب على امره ثم مات..
وأتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه، اذ لم يكن لي فيه حاجة، فقد قتلته لأعتق..]
ولا بأس في أن ندع وحشيا يكمل حديثه:
[فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت بها حتى دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فهربت الى الطائف..
فلما خرج وفد الطائف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم تعيّت عليّ المذاهب. وقلت : الحق بالشام أو اليمن أو سواها..
فوالله اني لفي ذلك من همي اذ قال لي رجل: ويحك..! ان رسول اله، والله لا يقتل أحد من الناس يدخل دينه..
فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يرني الا قائما أمامه أشهد شهادة الحق. فلما رآني قال: أوحشيّ أنت..؟ قلت: نعم يا رسول الله.. قال: فحدّثني كيف قتلت حمزة، فحدّثته.. فلما فرغت من حديثي قال: ويحك.. غيّب عني وجهك.. فكنت أتنكّب طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان، لئلا يراني حتى قبضه الله اليه..
هكذا سقط أسد الله ورسوله، شهيدا مجيدا..!!
وكما كانت حياته مدوّية، كانت موتته مدوّية كذلك..
فلم يكتف أعداؤه بمقتله.. وكيف يكتفون أو يقتنعون، وهم الذين جنّدوا كل أموال قريش وكل رجالها في هذه المعركة التي لم يريدوا بها سوى الرسول وعمّه حمزة..
لقد أمرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان.. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة.. واستجاب الحبشي لهذه الرغبة المسعورة.. وعندما عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه، ويتلقى منها قرطها وقلائدها بيسراه، مكافأة له على انجاز مهمته..
ومضغت هند بنت عتبة الذي صرعه المسلمون ببدر، وزوجة أبي سفيان قائد جيوش الشرك الوثنية،مضغت كبد حمزة، راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها. ولكن الكبد استعصت على أنيابها، وأعجزتها أن تسيغها، فأخرجتها من فمها، ثم علت صخرة مرتفعة، وراحت تصرخ قائلة:
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمّه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري
أزاح وحشي غليل صدري
وانتهت المعركة، وامتطى المشركون ابلهم، وساقوا خيلهم قافلين الى مكة..
ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعركة لينظر شهداءها..
وهناك في بطن الوادي. وا هو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله أنفسهم، وقدّموها قرابين مبرورة لربهم الكبير. وقف فجأة.. ونظر. فوجم.. وضغط على أسنانه.. وأسبل جفنيه..
فما كان يتصوّر قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيّد الشهداء..
وفتح الرسول عينيه التي تألق بريقهما كومض القدر وقال وعيناه على جثمان عمّه:
' لن اصاب بمثلك أبدا..
وما وقفت موقفا قط أغيظ اليّ من موقفي هذا..'.
ثم التفت الى أصحابه وقال:
' لولا أن تحزن صفيّة _أخت حمزة_ ويكون سنّه من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير.. ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم..'
فصاح أصحاب الرسول:
' والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم، مثلة لم يمثلها أحد من العرب..!!'
ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة، يكرّمه مرة أخرى بأن يجعل من مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة الى الأبد، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا..
وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من القاء وعيده السالف حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة:
(ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بالمهتدين.
وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.
واصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون.
ان الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون..)
وكان نزول هذه الآيات، في هذا الموظن، خير تكريم لحمزة الذي وقع أجره على الله.
. بعض ما قيل في رثاء حمزة بن عبد المطلب :
قال عبد الله بن رواحة t:
بكت عيني وحق لها بكاها *** وما يغني البكاء والعويـل
على أسد الإله غداة قالـوا *** أحـمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعًا *** هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يَعْلَى لك الأركان هدت *** وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان *** يخالطها نعيـم لا يـزول
هكذا رحل أسد الله عن الدنيا – ليس شهيداً فحسب بل سيداً للشهداء فسلام عليه ناصرا لدين الله ورسوله ومستشهدا دون محمد ص