بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين وصلي على محمد وال محمد الائمه والمهدين وسلم تسليما كثيرا
حياة الإمام الحسين (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج 1 - ص 125 - 126
التواضع : وجبل الإمام الحسين ( ع ) على التواضع ومجافاة الأنانية والكبرياء ، وقد ورث هذه الظاهرة من جده الرسول ( ص ) الذي أقام أصول الفضائل ومعالي الأخلاق في الأرض ، وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من سمو أخلاقه وتواضعه نلمع إلى بعضها : 1 - انه اجتاز على مساكين يأكلون في ( الصفة ) فدعوه إلى الغداء فنزل عن راحلته ، وتغذى معهم ، ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني ، فلبوا كلامه وخفوا معه إلى منزله ، فقال ( ع ) لزوجه الرباب : اخرجي ما كنت تتدخرين ، فأخرجت ما عندها من نقود فناولها لهم ( 1 ) . 2 - مر على فقراء يأكلون كسرا من أموال الصدقة ، فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم ، فجلس معهم ، وقال : لولا أنه صدقة لأكلت معهم ثم دعاهم إلى منزله ، فأطعمهم ، وكساهم ، وأمر لهم بدراهم ( 2 ) . لقد اقتدى ( ع ) في ذلك بجده الرسول ( ص ) وسار على هديه فقد كان - فيما يقول المؤرخون - يخالط الفقراء ويجالسهم ، ويفيض عليهم ببره واحسانه ، حتى لا يتبيغ بالفقير فقره ، ولا يبطر الغنى ثراؤه . 3 - وجرت مشادة بين الحسين وأخيه محمد بن الحنفية ، فانصرف محمد إلى داره وكتب إليه رسالة جاء فيها " أما بعد : فان لك شرفا ‹ صفحة 126 › لا أبلغه ، وفضلا لا أدركه ، أبونا علي لا أفضلك فيه ولا تفضلني ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وأمك فاطمة بنت رسول الله ( ص ) ولو كان ملء الأرض مثل أمي ما وفين بأمك ، فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك وسر إلي ، وترضيني ، وإياك أن أكون سابقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني . . . " . ولما قرأ الحسين رسالة أخيه سارع إليه وترضاه ( 1 ) وكان ذلك من معالي أخلاقه وسمو ذاته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 125 › ( 1 ) تاريخ ابن عساكر 13 / 54 . ( 2 ) أعيان الشيعة 4 / 110 . ‹ هامش ص 126 › ( 1 ) نهاية الإرب 3 / 260 ، الف باء 1 / 467 .
حياة الإمام الحسين (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج 1 - ص 125 - 126
التواضع : وجبل الإمام الحسين ( ع ) على التواضع ومجافاة الأنانية والكبرياء ، وقد ورث هذه الظاهرة من جده الرسول ( ص ) الذي أقام أصول الفضائل ومعالي الأخلاق في الأرض ، وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من سمو أخلاقه وتواضعه نلمع إلى بعضها : 1 - انه اجتاز على مساكين يأكلون في ( الصفة ) فدعوه إلى الغداء فنزل عن راحلته ، وتغذى معهم ، ثم قال لهم : قد أجبتكم فأجيبوني ، فلبوا كلامه وخفوا معه إلى منزله ، فقال ( ع ) لزوجه الرباب : اخرجي ما كنت تتدخرين ، فأخرجت ما عندها من نقود فناولها لهم ( 1 ) . 2 - مر على فقراء يأكلون كسرا من أموال الصدقة ، فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم ، فجلس معهم ، وقال : لولا أنه صدقة لأكلت معهم ثم دعاهم إلى منزله ، فأطعمهم ، وكساهم ، وأمر لهم بدراهم ( 2 ) . لقد اقتدى ( ع ) في ذلك بجده الرسول ( ص ) وسار على هديه فقد كان - فيما يقول المؤرخون - يخالط الفقراء ويجالسهم ، ويفيض عليهم ببره واحسانه ، حتى لا يتبيغ بالفقير فقره ، ولا يبطر الغنى ثراؤه . 3 - وجرت مشادة بين الحسين وأخيه محمد بن الحنفية ، فانصرف محمد إلى داره وكتب إليه رسالة جاء فيها " أما بعد : فان لك شرفا ‹ صفحة 126 › لا أبلغه ، وفضلا لا أدركه ، أبونا علي لا أفضلك فيه ولا تفضلني ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وأمك فاطمة بنت رسول الله ( ص ) ولو كان ملء الأرض مثل أمي ما وفين بأمك ، فإذا قرأت رقعتي هذه فالبس رداءك ونعليك وسر إلي ، وترضيني ، وإياك أن أكون سابقك إلى الفضل الذي أنت أولى به مني . . . " . ولما قرأ الحسين رسالة أخيه سارع إليه وترضاه ( 1 ) وكان ذلك من معالي أخلاقه وسمو ذاته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 125 › ( 1 ) تاريخ ابن عساكر 13 / 54 . ( 2 ) أعيان الشيعة 4 / 110 . ‹ هامش ص 126 › ( 1 ) نهاية الإرب 3 / 260 ، الف باء 1 / 467 .