السلام عليك يا بقية الله في أرضه
***
١)- أما المنهج الثالث - فهو ما طرحناه - وهو أن الزمان لا يخلو من الحجّة و لا يصح أن يغيب الحجّة ما لم يُنصّب من ينوب عنه، وفي حال غاب ولم يُنصّب من ينوب عنه علناً فتكون الأمة ككل مقصرةً ومنحرفةً عن الحقّ وليس فيها القابل للمنهج الإلهي الصحيح، وفي هذا الحال تُقام الحجّة بتعيين الرسول أو النائب ولكن لا يُطلب منه الإعلان والتواصل مع الناس لعدم وجود القابل له وفي هذا الحال تكون الأمة المؤمنة بخلفاء الله في زمانِ فترة (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). ويكون حال أفرادها أنهم مُرجَون لأمر الله (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) كحالِ الأحناف قبل بعث الرسول محمد (ص) وكحالِ الشيعة قبل بعث { المهدي الأول} المذكور في وصية الرسول محمد (ص). في كتاب الغيبة للنعماني عن شعيبِ بن أبي حمزةِ، قال:***
دخلتُ على أبي عبد اللهِ (ع) فقلتُ له:
أنتَ صاحبُ هذا الأمر؟ فقالَ: لا.
فقلتُ: فولدُك؟ فقالَ: لا.
فقلتُ: فولَدُ ولَدِك؟ فقالَ: لا.
قلتُ: فولَدُ ولَدِ ولَدِك؟ قالَ: لا.
قلتُ: فمن هو؟
قالَ: الذي يملأها عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، لعلى فترةٍ من الأئمةِ يأتي كما أنَّ النبيَّ (ص) بُعثَ على فترةٍ من الرسُل
فالخلاصة: أنه لا يوجد منهج ينزّه ساحة الله من التقصير وكذلك يتطابق مع آية إكمال الدين ولا يتعارض معها غير المنهج الذي طرحناه وهو أن الزمان لا يخلو من
• حجّةٍ ظاهرٍ متصلٍ بالأمةِ مباشرةً
• أو من خلال سفراء في حالِ وجود مانعٍ
• أو حجّةٍ غائبٍ غير متصلٍ بالناس وفي هذا الحال فالزمان هو زمان فترة لعدم وجود قابل والمؤمنون فيه مقصّرون وحالهم أنهم مُرجَون لأمر الله.
٢)_ وقد قُلت مراراً وتكراراً أن الله يُنصّب خليفته في أرضه والخليفة يُقدّم أدلّته على تنصيبه، وعلى الناس أن تَقبل تنصيبه. فإن رفضوا التنّصيب الإلهي فقد ضيّعوا حظهم وآخرتهم.
أما خليفة الله فلا يضره شيء، يجلس في بيته كما جلس علي، خمسة وعشرين سنة.
١)- احمد الحسن. مقتطعة من بحث آية إكمال الدين ١٩ مايو ٢٠١٥ م.
٢)- مقتطعة من برنامج الحقيقة كما هي.