السلام عليك يا بقية الله في أرضه
***
*وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ****
السيد احمد الحسن : * قال رجل لأبي عبد الله (ع) : بلغني أنّ العامة يقرؤون هذه الآية هكذا : [ تَكلمهم ]
أي تجرحهم فقال (ع) : [ كَلمهم الله في نار جهنم ما نزلت إلاّ تُكلّمهم من الكلام ] .
* وعن الرضا (ع) في قوله تعالى : * أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ * قال (ع) [ عليّ عليه السلام ] فالدابة في هذه الآية إنسان ، وتوجد روايات بيّنت أنه علي بن أبي طالب (ع) ، وهذا في الرجعة ، فعلي (ع) هو دابة الأرض في الرجعة يُكلّم الناس ، ويُبيّن المؤمن من الكافر بآيات الله سبحانه .
وقبل الرجعة قيام القائم (ع ) ، وأيضاً له [ دابة تُكلّم الناس ] ، وتُبيّن لهم ضعف إيمانهم بآيات الله الحقّة في ملكوت السماوات ، لأنهم قصروا نظرهم على هذه الأرض ، وعلى المادة وهي مبلغهم من العلم لا يعدونها إلى سواها .
*ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى * ٣٠ النجم .
قال تعالى : *وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ * ، فالقول الذي يقع هو خروج القائم (ع ) وهو القيامة الصغرى.
* أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُون *َ.
والدابة : هو المهدي الأول الذي يقوم قبل القائم (ع) ويُكلّم الناس ويُبكّتَهم ، ويُبيّن لهم كفرهم بآيات الله الملكوتية [ الرؤيا والكشف ] وركونهم إلى المادة والشهوات ، و إعراضهم عن ملكوت السموات .
قال تعالى: * سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * ٥٣ فصلت .
ورد في الروايات عنهم (ع ) : [ أنه الحقّ ] أي : قيام القائم
والآيات التي يرونها في الآفاق ، وفي أنفسهم هي كما ورد عنهم عليهم السلام ، في الآفاق : [ الفتن والقذف من السماء ] وفي أنفسهم : [ المسخ ] .
وأيضاً الآيات في الآفاق الملكوتية أي في آفاق السماوات
وفي أنفسهم بـــ [ الرؤيا والكشف ]
فيريهم الله آياته الملكوتية حتّى يتبيّن لهم أنه الحقّ ، أي خروج القائم ، وإنّ الذي يُكلّمهم هو :[ المهدي الأول من المهديين الإثني عشر ].
وهذه الآيات هي من علامات التي تُرافق المهدي الأول ، وتُبيّن للناس أنه الحقّ من ربهم .
فهذه الآيات في الآفاق وفي الأنفس التي تتكلّم عنها دابة الأرض ، وتُبكّت الناس ، وعند الرسول (ص) وعند آل بيته عليهم السلام .
احمد الحسن . كتابه المتشابهات ج / مقتطعة من السؤال ١٤٥.