السلام عليك يا بقية الله في أرضه
***
***
أوصاف أصحاب المهدي (ع) في القرآن:
{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً}
{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً}
١)- روى الحر العاملي في الوسائل: [عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى صَاحِبِ الزَّمَانِ (ع) إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي يُقَرِّعُونِي بِالْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ آبَائِكَ (ع) أَنَّهُمْ قَالُوا : خُدَّامُنَا وَقُوَّامُنَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ
فَكَتَبَ (ع): وَيْحَكُمْ مَا تَقْرَءُونَ ! مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً }
فَنَحْنُ وَاللَّهِ الْقُرَى الَّتِي بَارَكَ فِيهَا، وَأَنْتُمُ الْقُرَى الظَّاهِرَةُ}[١] .
٢)- وَرَوَاهُ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ "إِكْمَالِ الدِّينِ" عَنْ أَبِيهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ مِثْلَهُ . وَرَوَاهُ أَيْضاً بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ (ع) مِثْلَهُ .
٣)- وعن أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الطَّبْرِسِيُّ فِي كِتَابِ الْإِحْتِجَاجِ: عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ:
[.. فنَحْنُ الْقُرَى الَّتِي بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ (عز وجل) لِمَنْ أَقَرَّ بِفَضْلِنَا حَيْثُ أَمَرَهُمُ اللَّهُ أَنْ يَأْتُونَا، فَقَالَ:
{وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً }
وَالْقُرَى الظَّاهِرَةُ الرُّسُلُ وَالنَّقَلَة عَنَّا إِلَى شِيعَتِنَا، وَفُقَهَاءُ شِيعَتِنَا إِلَى شِيعَتِنَا، وَقَوْلُهُ: {وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ} :
فَالسَّيْرُ مَثَلٌ لِلْعِلْمِ :[ سِيرُ بِهِ لَيَالِيَ وَأَيَّاما ]ً، مَثَل لِمَا يَسِيرُ بِهِ مِنَ الْعِلْمِ فِي اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ عَنَّا إِلَيْهِمْ، فِي الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْفَرَائِضِ والأحكام، آمِنِينَ فِيهَا إِذَا أَخَذُوا منه، آمِنِينَ مِنَ الشَّكِّ وَالضَّلَالِ، وَالنُّقْلَةِ إِلَى الْحَرَامِ مِنَ الْحَلَالِ؛ لأنّهُمْ أَخَذُوا الْعِلْمَ ممَّنْ وَجَبَ لَهُمْ أَخْذِهِمْ إياه عَنْهُمُ بالمعرفة؛ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ مِيرَاثِ الْعِلْمِ مِنْ آدَمَ إِلَى حَيْثُ انْتَهَوْا، ذُرِّيَّةٌ مُصَطفَّاةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، فَلَمْ يَنْتَهِ الِاصْطِفَاءُ إِلَيْكُمْ ، بَلْ إِلَيْنَا انْتَهَى، وَنَحْنُ تِلْكَ الذُّرِّيَّةُ لَا أَنْتَ وَلَا أَشْبَاهُكَ يَا حَسَنُ] .[٣].
٤)- وفي الاحتجاج: [عن أبي حمزة الثمالي: قال دخل قاضٍ من قضاة الكوفة على علي بن الحسين (ع)، فقال له: جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله (عز وجل): {وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }
قال له: ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق ؟
قال:يقولون إنّها مكة.
فقال:وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة ؟
قال: فما هو ؟
قال:إنّما عنى الرجال.
قال: وأين ذلك في كتاب الله ؟
فقال: أ وما تسمع إلى قوله تعالى:{ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ﴾، وقال:{وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ }، وقال: {واسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها} ؟ فليسأل القرية أو الرجال أو العير،قال: وتلا (ع) آيات في هذا المعنى.
قال : جعلت فداك فمن هم ؟
قال (ع):نحن هم، وقوله:{ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ}، قال:آمنين من الزيغ][٤].
السيد احمد الحسن : ليس المراد في هذه الآية إلاّ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، كما أنّ المراد من قوله تعالى: ﴿ وَكَأَيِنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً ﴾.
الناس الذين في القرية، لا الجدران.
إذن، فالله يقول جعلنا بينكم أيّها المؤمنون وبين القرى المباركة قرى ظاهرة.
والقرى المباركة: هم محمد وآل محمد (ص).
أمّا القرى الظاهرة: فهم خاصة أولياء الله الذين يكونون حجّة على الناس.
وأصحاب القائم المهدي (ع) هم خير مصداق للقرى الظاهرة.
قال أمير المؤمنين (ع) فيهم: (ألاَ بأبي وأمي هم من عدّة أسماؤهم في السماء معروفة، وفي الأرض مجهولة) .
[١]. يُقَرِّعُونِي : قَرَّعَ فلانًا: أَوجعه باللَّوْم والعِتاب.
[٢]. وَالنَّقَلَةُ : بفتح النون : الجمع ناقلون .
[٣]. النُّقْلَةُ : بضم النون : نميمة؛ وشاية، نقل الحديث على وجه الإفساد والوقيعة بين الناس.
[٤] .الزيغ : الميل عن الحق.
احمد الحسن .مقتطعة من كتابه النبوة الخاتمة.