السلام عليك يا بقية الله في أرضه
***
فمن يوم الجمعة ولأجل القيامة الصغرى حدثت تلك الآلام والأحزان
وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. ٤٦ وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ٤٧ فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا:«إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». ٤٨ وَلِلْوَقْتِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلأَهَا خَّلاً وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. ٤٩ وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَقَالُوا:«اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ!». ٥٠ فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. / انجيل يوحنا .***
فمن يوم الجمعة ولأجل القيامة الصغرى حدثت تلك الآلام والأحزان
# و الحقيقة أن ترجمة الكلمات التي قالها هكذا: [ يا علي يا علي لماذا أنزلتني] ، والنصارى يترجمونها هكذا [ إلهي، إلهي لماذا تركتني] كما تبيّن لك من النص السابق من الإنجيل. والإنزال أو الإلقاء في الأرض من السماء قريب من الترك.
ولم يقل هذا [ الوَصيّ] هذه الكلمات جهلاً منه بسبب الإنزال، أو اعتراضاً على أمر الله سبحانه وتعالى، بل هي سؤال يستبطن جوابه، وجَّهَهُ إلى الناس: أي افهموا واعرفوا لماذا نزلتُ ولماذا صُلبتُ، ولماذا قُتلتُ، لكي لا تفشلوا في الامتحان مرة أخرى، إذا أُعيد نفس السؤال، فإذا رأيتم الرومان [ أو أشباههم ] يحتلون الأرض، وعلماء اليهود [ أو أشباههم ] يداهنونهم، فسأكون في تلك الأرض فهذه سنّة الله التي تتكرر، فخذوا عبرتكم وانصروني إذا جئتُ ولا تشاركوا مرة أخرى في صلبي وقتلي.
كان يريد أن يقول في جواب السؤال البيَّن لكل عاقل نقيّ الفطرة:
صُلبتُ وتحملتُ العذاب وإهانات علماء اليهود،
{ وقُتلتُ لأجل القيامة الصُغرى، قيامة الإمام المهدي (ع)، ودولة الحقّ والعدل الإلهيّ على هذه الأرض }
احمد الحسن . كتابه الحواري الثالث عشر .