إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

هذا هو المُصْلِحْ الحقيقي وَالْقُدْوَة الحقيقي فِي الاصلاح

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3320

    هذا هو المُصْلِحْ الحقيقي وَالْقُدْوَة الحقيقي فِي الاصلاح

    السلام عليك يا بقية الله في أرضه
    ***

    المُصْلِحْ الحقيقي
    وَالْقُدْوَة الحقيقي فِي الاصلاح

    السيد احمد الحسن : ما نسمعه اليوم من الحكم بسجن بعض الأشخاص الذين ينشر بعضهم فيديويات تافهة أو لا أخلاقية أو كما تسميها الحكومة العراقية "مستوى هابط" يحكم عليهم بالسجن، بالحقيقة هذا الحكم بالسجن على هؤلاء هو جريمة ولا علاقة له بالعدالة أو الإصلاح، وأنا مضطّر للكلام عن هذا الموضوع لتعليم وتعريف الناس بالإصلاح الحقيقي وطرقه والتي ليس منها الانتقام والمبالغة في العقوبة والسجن والتنكّيل والإهانة، فإصلاح المجتمع أو المفسدين في المجتمع بعيد كل البعد عن هذه التصرفات التي يمكن وصفها بأنها ردود أفعال انتقامية ومُبالغ بها لا تصدر من شخص عاقل متزن فضلا عن أنه يدّعي تمثيل العدالة وإجراءها بين الناس كبعض القضاة في العراق.

    ونحن في أيام ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر، فلنمرّ على سلوكه الإصلاحي والأخلاقي مع الفسقة والمفسدين والذين ينشرون الفسق والرذيلة في المجتمع، ولعل أبرز قضية هي قضية بشر الحافي أو ما عرف بعد ذلك بشيخ بشر الحافي، وقد رواها العلامة الحلي رحمه الله في منهاج الكرامة عن سلفه، وسأقصها كما أعرفها وهو الصحيح: وبشر هو شخص ثري ومن كبار تجار بغداد في العصر العباسي وله علاقات مع الخلفاء والوزراء وغيرهم، فكان يقيم حفلات الغناء وشرب الخمر والرقص والتعري في قصره، باختصار كان بيته عبارة عن ملهى للأثرياء ورجال السلطة ومكان لنشر الفساد والرذيلة، يعني هؤلاء الذين ينشرون المحتوى الهابط، كما يوصفون والذين يحكم عليهم نظام الحكم الحالي في العراق وبعض القضاة بالسجن سنتين أو أكثر أو أقل، لا يمثلون شيئا أمام بشر أو ما كان يفعله من نشر للفساد والرذيلة. عموماً… مرت الأيام والأشهر والسنين وهذا حال بشر وبيته. وفي يوم خلال فترة إطلاق سراح موسى بن جعفر - وطبعا سألني أيضا بعض الأحبة هل أطلق سراح موسى بن جعفر؟
    نعم أطلقه هارون في فترة وأبقاه في بغداد طبعاً لأن هارون رأى رؤيا منذرة في وقتها فأطلقه فترة من الزمن وبقي في بغداد - عموماً…
    أثناء سير الإمام في بغداد مرّ من أمام قصر بشر وكان ملهى بشر يضج بالفساد والصوت يسمعه المارة، وفي هذه الأثناء خرجت جارية من الباب فسألها الإمام عليه السلام: "لمن هذه الدار؟"فقالت: "لسيدي".
    قال لها الإمام: "سيدك هذا حر أم عبد؟"
    قالت: "بل حر."
    قال: "صدقتِ، لو كان عبداً لله لاستحى من الله."
    ومضى الإمام في طريقه، وكان الإمام يعرف من هو بشر ومكانته عند السلطة الحاكمة ويعرف أن القصر عائد لبشر.
    المهم… عادت الجارية وقصّت لبشر ما جرى، ووصفت المتكلم لبشر فعرف أنه الإمام موسى عليه السلام الذي سجنه هارون وتضيق عليه السلطة العباسية. وقال: هذا والله موسى بن جعفر!
    فخرج بشر حافياً يركض في الطريق العام لعلّه يلحق الإمام موسى بن جعفر، ولم يلحق بشر الإمام بوقتها لكن كلمة الإمام غيرت بشر، فتحول من شخص فاسق مفسد ناشر للفساد إلى عابد صالح مخلص وولي من أولياء الله سبحانه، ولما توفي بشر خرج أهل بغداد لتشييعه، سنتهم وشيعتهم، وضجت بغداد في يوم وفاته من الفجر حتى المساء.
    لم يرفع الإمام موسى بن جعفر سوطاً، ولم يسجن أو يعاقب بشر بل حتى لم يصف بشراً بكلمة يمكن أن تزعجه هذا هو المصلح الحقيقي، والقدوة الحقيقي في الإصلاح، أما السجن المبالغ به والعقوبات الانتقامية فهي غالباً سلوك الطغاة وقضاتهم المُسَيسين وهو سلوك عبثي وظالم ومؤشر على الطغيان لا أكثر وعاقبته وخيمة، وعند الصباح يحمد القوم السُرى الذين أخلصوا لله وتركوا الظلم والطغيان وتبرؤوا منه.

    السلام عليكم أيها الأحبة وعظم الله أجوركم بذكرى فقد راهب بني هاشم وباب الحوائج سيدنا ومولانا الإمام موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه.
    والحمد لله رب العالمين.

    السيد احمد الحسن. بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع) صفحته الشريفة ١٨ فبراير /٢٠٢٣
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎