إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

شبهة 70: زواج الرسول من زينب بنت جحش - من كتاب دفاعا عن الرسول ص

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    شبهة 70: زواج الرسول من زينب بنت جحش - من كتاب دفاعا عن الرسول ص



    شبهة 70: زواج الرسول من زينب بنت جحش

    كانت زينب بنت جحش بن رئاب زوجة لزيد بن حارثة، وبعد أن انفصلت من زيد تزوجها الرسول (صلى الله عليه وآله)، فأصبح هذا الزواج مثاراً للقيل والقال بين المشركين والمنافقين قديماً، واحتذى حذوهم المشككون بالرسول في أزماننا المتأخرة واعتبروه سبباً للطعن به وبرسالته، بحجة أنّ زيداً ابنه بالتبنّي فكيف تزوج زوجته!


    الجواب:

    1- من هو زيد بن حارثة؟

    زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي، ثاني المؤمنين بدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله) من الرجال بعد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، تبنّاه الرسول وربّاه وكان شديد المحبة له حتى إنه كان يُدعى "زيد بن محمد" لفترة طويلة إلى أن نزل قوله تعالى: "ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ" ( ).

    كان زيد أصابه السبا قبل بعثة الرسول وبيع في أحد أسواق العرب، فاشترته خديجة بن خويلد (عليها السلام) وهو ابن ثمان سنين ووهبته للرسول (صلى الله عليه وآله) قبل بعثته، فربّاه وأحسن إليه، ولما بلغ الخبر أهله جاء أبوه وعمه للرسول لأخذه ودفع فدائه فقالا له:

    (يا بن عبد الله يا بن عبد المطلب يا بن هاشم يا بن سيد قومه أنتم أهل الحرم وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه فإنا سنرفع لك في الفداء قال من هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل أنتم لغير ذلك قالوا ما هو قال دعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا قالا قد زدتنا على النصف وأحسنت قال فدعاه فقال هل تعرف هؤلاء قال نعم قال من هما قال هذا أبي وهذا عمي قال فإنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمكان الأب والام فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام) .


    وقد توهم بعض المشككين لما تصور بأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) خالف القرآن الكريم (وحاشاه) في مسألة التبنّي بقوله لوالد زيد: "وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحداً"؛ إذ فاتهم معرفة أنّ الحادثة كانت قبل بعثة الرسول أصلاً، وقبل أن يصدر توجيه من الله بإلغائها - لاحقاً - بقوله تعالى: "ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ" [الأحزاب: 5] الذي أسرع الرسول بتنفيذه وإخبار المسلمين به، وصار يُدعى "زيد بن حارثة" وكان قبل ذلك يقال: "زيد بن محمد"، فعن أي مخالفة يتحدث المشككون؟!

    (عن ابن عمر قال: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن) ( ).


    2- زواج زيد بن حارثة من زينب:

    وبخصوص زواجه من زينب بنت جحش، فقد تم بتدخل من الرسول (صلى الله عليه وآله) نفسه؛ لقرابتها النسبية من الرسول حيث إنّ زينب بنت عمّته أميمة بنت عبد المطلب، وكان أهلها يرجون أن يتزوج الرسول من ابنتهم، لكن الرسول فاجئهم بتوسطه في خطبتها لزيد .
    زينب من جهتها رفضت الزواج من زيد في أول الأمر؛ لأنها من بيت معروف وزيد عبد معتق والعادات والتقاليد آنذاك تأبى ذلك، إلا أنها رضيت به أخيراً نزولاً عند رغبة الرسول الذي أعطى بموقفه الإنساني هذا درساً لأتباعه في أنّ الشرف الحقيقي هو شرف الدين والخلق وليس النسب، وهو القائل: "أنكحت زيد بن حارثة زينب بنت جحش، وأنكحت المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ليعلموا أن أشرف الشرف الإسلام" .



    3- طلاق زيد بن حارثة لزينب:
    لم يدم زواج زيد بن حارثة بزينب، ولم يكن الانسجام بينهما موجوداً، ما أدى بالنتيجة إلى طلاقها منه، بالرغم من أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) تدخّل أكثر من مرة لمنع حصول الطلاق، وكان ينصح زيداً بالبقاء على زوجته وعدم الانفصال عنها، إذ قال له في إحدى المحاولات ما حكاه الله في كتابه: "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ" [الأحزاب: 37]. لكن زيداً بالنهاية قرر تطليق زوجته وحصل الانفصال بينهما.

    4- زواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من زينب:
    (روى ثابت عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وآله لزيد: اذهب فاذكرها علي، قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب أبشري قد أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله يذكرك، ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل عليها بغير إذن لقوله: "زوجناكها") ( ).
    5- قال المنافقون تعليقاً على زواج الرسول من زينب: "حرم محمد نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه" ( ). وهو نفسه كلام المشككين ومن لف لفهم اليوم.
    وجوابنا لهم ما أجابهم به القرآن الكريم قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، إذ قال تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" [الأحزاب: 40]، وقال: "ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه" [الأحزاب: 5].
    (روي عن ابن عمر قال: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله") .
    فزيد ليس ابناً حقيقياً للرسول حتى يحرم عليه الزواج من زينب.

    هذه مجريات حادثة زواج الرسول (صلى الله ليه وآله) من زينب باختصار، ولم نلحظ فيها غير المواقف التي تؤكد عظيم أخلاقه، وأما ما يذكره المشككون من أقاويل تمس خلق الرسول كقولهم إنه كان يشتهيها ويحبها قبل انفصالها عن زوجها وما شابه ذلك، فهو باطل ومرفوض، وبعض ما يلمح لذلك من المنقولات مكذوب ومختلق على الرسول قطعاً؛ للطعن به وبشخصيته المقدسة.

    يبقى أنّ بعضهم ربما يفهم ذلك من الآية: "وتخفي في نفسك ما الله مبديه" بتصور أنّ الرسول (وحاشاه) كان يخفي عن زيد رغبته وهواه بزوجته زينب، والحقيقة إنّ هذا الفهم مغلوط وخاطئ تماماً، وقد أوضح أوصياء محمد (عليهم السلام) المعنى الصحيح للآية وهو بعيد كل البعد عن هوس المشككين.
    (روي عن عليّ بن الحسين عليه السلام: إنّ الذي أخفاه في نفسه هو أنّ اللَّه سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه. فقال: لم قلت أمسك عليك زوجك، وقد أعلمتك أنّها ستكون من أزواجك) .


    وأيضاً: سأل المأمون الإمام الرضا (عليه السلام) عن معنى قول الله عز وجل: "إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"، فقال الرضا عليه السلام:

    (إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده، فرأى امرأته تغتسل فقال لها: "سبحان الذي خلقك" وإنما أراد بذلك تنزيه الله عن قول من زعم: أن الملائكة بنات الله، فقال الله عز وجل: "أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولاً عظيماً" فقال النبي صلى الله عليه وآله لما رآها تغتسل: "سبحان الذي خلقك" أن يتخذ ولداً يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجئ رسول الله صلى الله عليه وآله، وقوله لها سبحان الذي خلقك، فلم يعلم زيد ما أراد بذلك وظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إن امرأتي في خلقها سوء، وإني أريد طلاقها .فقال له النبي: "أمسك عليك زوجك واتق الله" وقد كان الله عرفه عدد أزواجه وأن تلك المرأة منهن، فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد، وخشي الناس أن يقولوا: أن محمدا يقول لمولاه أن امرأتك ستكون لي زوجة، فيعيبوه بذلك، فأنزل الله عز وجل: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه" يعني: بالإسلام "وأنعمت عليه" يعني: بالعتق "أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه". ثم إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها الله عز وجل من نبيه محمد صلى الله عليه وآله، وأنزل بذلك قرآنا فقال عز وجل: "فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا" ثم علم عز وجل أن المنافقين سيعيبوه بتزويجها فأنزل الله: "ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له") ( ).



    واضح أنّ معنى الآية هو أنّ الله سبحانه عرّف رسوله وأطلعه على عدد أزواجه وأنّ منهن زينب بنت جحش وهي لا زالت تحت زيد، وأنّ الأمر عند الله تام ومنتهي "وكان أمر الله مفعولاً"، ولكن الرسول لشدة حيائه أخفى تلك المعلومة عن زيد، ولم يكتمها عنه فحسب وإنما طلب منه أن يتقي الله ويمسك زوجه ولا يطلقها، فعاتبه ربه الكريم على ذلك "وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه". وأين هذا مما فهمه المشككون والملحدون؟!!


    (قال علقمة: فقلت للصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور، وقد ضاقت بذلك صدورنا. فقال (عليه السلام): يا علقمة، إن رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، فكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه (عليهم السلام)؟

    ألم ينسبوا يوسف (عليه السلام) إلى أنه هم بالزنا؟ ألم ينسبوا أيوب (عليه السلام) إلى أنه ابتلى بذنوبه؟

    ألم ينسبوا داود (عليه السلام) إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها؟

    وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها؟

    ألم ينسبوا موسى (عليه السلام) إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا، وكان عند الله وجيها؟

    ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرة طلبة الدنيا؟ ألم ينسبوا مريم بنت عمران (عليهما السلام) إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف؟



    ألم ينسبوا نبينا محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى أنه شاعر مجنون؟ ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه؟

    ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء؟

    حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبيه (صلى الله عليه وآله) من الخيانة، وأنزل بذلك في كتابه: "وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة"، ألم ينسبوه إلى أنه (صلى الله عليه وآله) ينطق عن الهوى في ابن عمه علي (عليه السلام)؟

    حتى كذبهم الله عز وجل، فقال سبحانه: "وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى"، ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله: إنه رسول من الله إليهم؟ حتى أنزل الله عز وجل عليه: "ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا"، ولقد قال يوما: عرج بي البارحة إلى السماء فقيل: والله ما فارق فراشه طول ليلته) .

    من كتاب دفاعا عن الرسول - علاء السالم
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎