إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

شبهة خطأ الرسول ص في بعض الأمور للدكتور علاء السالم

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya howa
    مشرف
    • 08-05-2011
    • 1106

    شبهة خطأ الرسول ص في بعض الأمور للدكتور علاء السالم

    #محمد_رسول_الله

    شبهة: خطأ الرسول في بعض الأمور

    روى بعض المسلمين في كتبهم وصحاحهم روايات يظهر منها خطأ الرسول في بعض نصائحه للمسلمين الخاصة بأمور دنياهم، مثل ما رواه مسلم النيسابوري في صحيحه:
    (عن عائشة وعن ثابت عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصاً فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم) صحيح مسلم: 7 / 95.

    ولم يكتفِ مسلم بذكر الروايات، وإنما وضع باباً في كتابه أسماه: "وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي" يقصد بذلك الرسول! والعجيب أنّ الروايات المذكورة في الباب ثلاثة فقط، وجميعها تخص مسألة واحدة فقط وهي تلقيح النخيل لا غير.

    وأيضاً: روى بعض المؤرخين وأصحاب السير أنّ الرسول لما خرج إلى معركة بدر عسكر بجيشه في موضع معين، فأشار عليه الحباب بن منذر بن الجموح أن يتخذ موضعاً آخر يعتقد أنه أفضل من ناحية عسكرية، فقبل الرسول مشورته.

    وعموماً، المشككون من جهتهم لما اطلعوا على هذه الروايات وما شابهها حكموا بأنّ الرسول يخطأ وغير معصوم.

    الجواب:
    بالرغم من ندرة مثل هذه الحوادث (المشار لها في الشبهة) طيلة حياة الرسول الطويلة والمملوءة بالأحداث والمواقف التي لا يشك منصف في صواب تصرف الرسول فيها والحكمة التي تنطوي عليها، لكن المشككين يصرّون على اعتبارها ناقضة لعصمة الرسول، وهو كلام باطل كما سنرى الآن.

    أولاً:
    على فرض صحة حادثة تلقيح النخيل - وهو فرض غير صحيح طبعاً كما سيتضح - فإنّ أقصى ما فيها أنّ الخطأ ممكن صدوره من المعصوم فيما يتعلق بأمور الدنيا، وهذا لا يطعن بالعصمة بمعنى الاعتصام بالله عن جميع محارم الله (وهو معنى العصمة الذي عرفناه سابقاً)، والرسول - إن صح صدور ذلك النصح منه - لم يُخرج الناس من حق وهدى أو يدخلهم في باطل وضلال يعاقبهم الله عليه.

    ثانياً:
    لا يمكن - عقلاً - قبول حصول الحادثة أصلاً؛ لأن مسألة تأبير النخل "تلقيحه" واضحة وضوح الشمس وغير خفية على أبسط رجل عربي يعيش في شبه الجزيرة العربية، فما بالك برجل عربي بحجم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي يشهد بفطنته وحكمته وحنكته العدو والصديق، وهو رجل دولة ودين من الطراز الأول!
    لا يُعقل لقائد دولة إلهي مثل الرسول الكريم - الذي استطاع بناء دولة في ظل أكثر الظروف تعقيداً - أن يتسبّب بخسارة أهم عصب اقتصادي لشعبه، حيث كانت الزراعة وحصاد ثمر النخيل هو ما يقتات عليه الكثير من المسلمين آنذاك.

    ثالثاً:
    ليس للحادثة عين ولا أثر في روايات أوصياء الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)؛ القناة الشرعية الوحيدة التي تصف الحق والصحيح من سيرة الرسول والناطقة باسمه لا غير، وبالتالي فنحن غير ملزمين بروايات تسيء للرسول يرويها غيرهم، ونعتقد أنّ الغرض منها واضح لمن يبحث عن الحقيقة ويهمّه معرفتها، فقط ألفت إلى أنّ المعتقدين بصحة الحادثة (وأنّ الرسول ممكن أن يخطأ في أمور الناس الدنيوية وبالتالي فهم غير ملزمين بطاعته من ناحيتها)، يعتقدون كذلك بأنّ خلافة الرسول من بعده شأن سياسي دنيوي يعود إلى الناس أيضاً.

    رابعاً:
    أما حادثة مشورة الحباب بن منذر، فهي لا تدل على خطأ الرسول في اختيار الموضع أو جهله (وحاشاه) بأساليب الحروب وقيادتها، وإلا كيف استطاع مجابهة أعتى طغاة العرب بما لديهم من قادة ومخططين ومختصين بالشؤون القتالية والعسكرية؟ كيف أفشل كل مخططاتهم التي أرادت وأد الإسلام واستئصاله من الجذور، وبالنهاية انتصاره عليهم نصراً مؤزراً؟

    الحادثة - وخصوصاً قبول الرسول بالمشورة - تدل على أنّ الرسول كان يأخذ بمشورة أصحابه ولا يتفرّد برأيه في الأمور التي تتطلب مشورة ويسمح فيها بتقديم المشورة، مثل مسائل الحروب والقتال، فكون الرسول إماماً ورسولاً وقائداً إلهياً لا يعني أنه (وحاشاه) دكتاتور يتفرد بالرأي واتخاذ القرارات بحيث لا يحق لأحد أن يقدم أي رأي أو مقترح يعتقد صاحبه أنّ فيه فائدة وصلاحاً عاماً، وأكرّر: (في الأمور التي يُسمح فيها بتقديم النصح والمشورة).

    هل يعتقد المشككون أنّ الرسول - حتى تسلم عصمته من الخدش بنظرهم - ينبغي له أن يُعرض عن كل رأي يقدّم له، ويتجاهل كل نصيحة ومشورة تقدم له؟! ولو فعل ذلك (وحاشاه) هل يسلم من اتهامهم له بالدكتاتورية والتسلط وعدم قبول النصح والمشورة حتى من قبل أصحابه المخلصين فضلاً عن سائر الناس؟ هل يسلم من قولهم بأنّ ذلك لا يناسب القائد الذي يطرح نفسه قائداً ومصلحاً إلهياً لعموم الناس! وهكذا، نجد أنّ المسألة (عند المشككين) لا تستهدف بحثاً علمياً عن الحقيقة إطلاقاً، وإنما تستهدف الطعن بالرسول كيفما كان.
    .
    .
    من كتاب "دفاع عن الرسول" .......... كتاب يهدف الى الدفاع عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله واجابة ما يثار عليه من شبهات، يقوم معهد الدراسات العليا حالياً بالاعداد له والكتابة فيه، وينشر ان شاء الله فور الانتهاء منه.


    #محمد_رسول_الله شبهة: خطأ الرسول في بعض الأمور روى بعض المسلمين في كتبهم وصحاحهم روايات يظهر منها خطأ الرسول في بعض نصائحه للمسلمين الخاصة بأمور...
    نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎