الثقافة وتطور التعاون البشري - روبرت بويد و بيتر ريتشرسون

[نجمة الجدي]

الثقافة وتطور التعاون البشري - روبرت بويد و بيتر ريتشرسون

نبذة مختصرة
حجم التعاون البشري هو لغز تطوري. تشير جميع الأدلة المتاحة إلى أن مجتمعات أسلافنا من العصر البليوسيني كانت مثل مجتمعات الرئيسيات الاجتماعية الأخرى ، وهذا يعني أن علم النفس البشري قد تغير بطرق تدعم مجتمعات أكبر وأكثر تعاونًا تميز الإنسان الحديث.


في هذه الورقة ، نجادل في أن التكيف الثقافي هو عامل رئيسي في هذه التغييرات.

على مدى المليون سنة الماضية أو نحو ذلك ، طور الناس القدرة على التعلم من بعضهم البعض ، مما خلق إمكانية التطور الثقافي التراكمي.

يؤدي التكيف الثقافي السريع أيضًا إلى اختلافات مستمرة بين المجموعات الاجتماعية المحلية ، ومن ثم تؤدي المنافسة بين المجموعات إلى انتشار السلوكيات التي تعزز قدرتها التنافسية.

بعد ذلك ، في مثل هذه البيئات الاجتماعية التعاونية المتطورة ثقافيًا ، فضل الانتقاء الطبيعي داخل المجموعات الجينات التي أدت إلى ظهور دوافع جديدة أكثر دعمًا للمجتمع.

الأنظمة الأخلاقية التي تفرضها أنظمة العقوبات والمكافآت زادت من النجاح الإنجابي للأفراد الذين عملوا بشكل جيد في مثل هذه البيئات ، وهذا بدوره أدى إلى تطور دوافع أخرى مثل التعاطف والمشاعر الاجتماعية مثل العار.

المقدمة
يتعاون البشر على نطاق أوسع من معظم الثدييات الأخرى.

بين الثدييات الاجتماعية ، يقتصر التعاون بشكل أساسي على الأقارب.

هناك تقسيم ضئيل للعمل ، ولا تجارة ولا صراع واسع النطاق.

يقتصر الاتصال على ذخيرة صغيرة من إشارات التحقق الذاتي.

يجب على المرضى والمعوقين تدبير أمورهم بأنفسهم.

يأخذ القوي من الضعيف دون خوف من عقوبات طرف ثالث.

عدّل هوبز ليأخذ في الحسبان المحسوبية ، وصورته للمجتمع ليست بعيدة جدًا بالنسبة لمعظم الأنواع الأخرى.

في تناقض صارخ ، حتى في مجتمعات البحث عن المؤن ، يتعاون الناس بانتظام مع العديد من الأفراد غير المرتبطين.

تقسيم العمل والتجارة والصراعات واسعة النطاق هي السمات البارزة لمعظم المجتمعات البشرية المعروفة.

تتيح اللغة البشرية التواصل المنخفض التكلفة والصادق بشكل عام مع التعقيد غير المحدود تقريبًا.

غالبًا ما تتم رعاية المرضى والمعوقين ، ويتم تنظيم الحياة الاجتماعية من خلال أنظمة أخلاقية مشتركة تحدد حقوق وواجبات الأفراد التي يتم فرضها ، وإن كان ذلك بشكل غير كامل ، من خلال عقوبات طرف ثالث.

حجم التعاون البشري هو لغز تطوري.

تشير جميع الأدلة المتاحة إلى أن مجتمعات أسلافنا من العصر البليوسيني كانت مثل مجتمعات الرئيسيات الاجتماعية الأخرى (المصدر فولي و جامبل 2009).

في وقت ما خلال المليوني سنة الماضية ، حدثت تغييرات مهمة في علم النفس البشري التي تدعم مجتمعات أكبر وأكثر تعاونًا.

بالنظر إلى حجم التغييرات وتعقيدها ، فإن الفرضية الأكثر منطقية هي أنها كانت نتاجًا للانتقاء الطبيعي.

ومع ذلك ، فإن التعاون المحدود الذي شوهد في الثدييات الأخرى يناسب نظرية التطور المتلقاة بشكل أكثر راحة مما يفعله التعاون البشري على نطاق واسع بين غير الأقارب.

هناك شيء ما يجعل جنسنا البشري مختلفًا ، وفي هذه الورقة نجادل في أن شيئًا ما هو التكيف الثقافي.

تستند هذه الفرضية إلى ثلاث ادعاءات:

(1) على مدى المليون سنة الماضية أو نحو ذلك ، طور الناس القدرة على التعلم من بعضهم البعض ، مما خلق إمكانية التطور التراكمي غير الجيني.

تم تفضيل هذه القدرات من خلال الانتقاء الطبيعي العادي في المناخات المتغيرة بسرعة في العصر البليستوسيني الأوسط والعليا ، لأن التطور الثقافي التراكمي يسمح للبشر بالتطور ثقافيًا تكيفات عالية الدقة مع البيئات المحلية بسرعة نسبيًا مقارنة بالتطور الجيني.

(2) كما أدى التكيف الثقافي السريع إلى زيادة كبيرة في التباين الوراثي بين المجموعات.

يمكن لأنظمة المعاملة بالمثل والسمعة أن تحقق الاستقرار لمجموعة واسعة من السلوكيات التي تتراوح من الحقد القاسي إلى التعاون الاجتماعي الإيجابي. يمكن أن يؤدي التكيف الثقافي السريع بعد ذلك إلى اختلافات مستمرة بين المجموعات الاجتماعية المحلية ، ومن ثم تؤدي المنافسة بين المجموعات إلى انتشار السلوكيات التي تعزز القدرة التنافسية للمجموعات.

(3) بعد ذلك ، في مثل هذه البيئات الاجتماعية التعاونية المتطورة ثقافيًا ، فضل الاختيار الاجتماعي داخل المجموعات الجينات التي أدت إلى ظهور دوافع جديدة أكثر دعمًا للمجتمع. الأنظمة الأخلاقية التي تفرضها أنظمة العقوبات والمكافآت زادت من النجاح الإنجابي للأفراد الذين عملوا بشكل جيد في مثل هذه البيئات ، وهذا بدوره أدى إلى تطور دوافع أخرى مثل التعاطف والمشاعر الاجتماعية مثل العار.

في الجزء المتبقي من هذه الورقة ، نشرح المنطق الكامن وراء كل من هذه الادعاءات ، ورسم الدليل التجريبي الذي يدعمها.


2. تسمح الثقافة بالتكيف المحلي السريع
الآن ، إذا اخترع رجل واحد في قبيلة ، أكثر حكمة من الآخرين ، فخًا أو سلاحًا جديدًا ، أو وسائل أخرى للهجوم أو الدفاع ، فإن أبسط مصلحة ذاتية ، دون مساعدة من قوة تفكير كبيرة ، ستدفع الآخر. أعضاء لتقليده. وهكذا يستفيد الجميع.

(تشارلز داروين ، أصل الإنسان 1871 ، ص 155)
تحتل الأنواع البشرية مجموعة واسعة من الموائل ، وتستخدم نطاقًا أكبر بكثير من الموارد ، وتعيش في أنظمة اجتماعية أكثر تنوعًا من أي نوع حيواني آخر. نحن نشكل إشعاعًا تكيفيًا حقيقيًا ، وإن كان دون أي نوع حقيقي. للأفضل أو للأسوأ ، فإن قدرتنا على تحويل المادة والطاقة إلى أشخاص في كل موطن أرضي تقريبًا جعلتنا الأنواع المهيمنة على الأرض.

تشرح معظم تفسيرات التطور البشري نجاحنا البيئي كنتيجة للقدرات المعرفية الفائقة (على سبيل المثال توبي و ديفور 1987).

في حين أنه من المحتمل أن يكون البشر أكثر ذكاءً من الحيوانات الأخرى ، إلا أننا لا نعتقد أن هذا هو أهم سبب لنجاحنا. فكر فيما يجب أن يعرفه الناس للبقاء على قيد الحياة والازدهار في موطن واحد فقط حيث ازدهر الباحثون عن الطعام ، وهو القطب الشمالي لأمريكا الشمالية. عليهم أن يعرفوا كيفية صنع العشرات من الأدوات الأساسية - قوارب الكاياك ، والملابس الدافئة ، وحراب التبديل ، والمصابيح الزيتية ، والملاجئ المبنية من الجلد والثلج ، والنظارات الواقية لمنع العمى الثلجي ، وزلاجات الكلاب والأدوات اللازمة لصنع هذه الأدوات. يجب عليهم أيضًا معرفة كيفية استخدام كل هذه الأشياء ، وأين ومتى يصطادون ويجمعون ، وما الذي يبحثون عنه ، وكيفية معالجته إذا نجحت ، وما إلى ذلك. ثم عليهم أن يقرروا كيفية تنظيم مجتمعهم: كيفية تنظيم تبادل الموارد ، وكيفية تنظيم الزواج ، وحل النزاعات وما إلى ذلك. إذا كان الذكاء الفردي هو المفتاح ، يمكن للأفراد إنشاء كل هذه المعرفة بأنفسهم.

بينما نحن حيوانات ذكية إلى حد ما ، لا يمكننا القيام بذلك لأننا لسنا قريبين من الذكاء بدرجة كافية. الكاياك هو كائن شديد التعقيد وله العديد من السمات المختلفة. يعني تصميم فكرة جيدة العثور على مجموعة نادرة للغاية من السمات التي تنتج قاربًا مفيدًا. ينمو عدد مجموعات السمات هندسيًا مع زيادة عدد الأبعاد ، وينفجر بسرعة إلى عدد هائل. ستكون المشكلة أسهل بكثير إذا كان لدينا وحدة قوارب الكاياك التي قيدت المشكلة ، لذلك سيكون لدينا خيارات أقل لتقييمها (توبي وكوسمايد 1992 ، ص 104-108).

ومع ذلك ، فإن البيئات تتغير بسرعة كبيرة جدًا وهي متغيرة جدًا من الناحية المكانية بحيث لا يمكن اختيارها لتشكيل سيكولوجية سكان القطب الشمالي بهذه الطريقة. يجب أن يفعل نفس علم نفس التعلم لجميع المعارف والمؤسسات والتقنيات الأخرى اللازمة للبقاء في القطب الشمالي. كما يتعين عليها أيضًا القيام بذلك بالنسبة لزوارق لحاء البتولا ، وطوافات القصب ، والزوارق المخبأة ، ومحركات الأرانب ، وبنادق النفخ ، وتبادل الهكسارو ، وعدد لا يحصى من التكنولوجيا والمعرفة والمؤسسات الاجتماعية الرائعة والمتخصصة والخاصة بالبيئة التي طورها البشر ثقافيًا. آليات التعلم والاستدلال لدينا ببساطة لا ترقى إلى مستوى المهمة.

يمكن للباحثين في القطب الشمالي أن يصنعوا ويفعلوا كل الأشياء الأخرى التي يحتاجونها لأنهم يستطيعون الاستفادة من مجموعة كبيرة من المعلومات المفيدة المتاحة في سلوك وتعاليم الناس الآخرين في مجتمعاتهم. المعلومات الواردة في هذه المجموعة قابلة للتكيف لأن الجمع بين آليات التعلم المحدودة والناقصة مع انتقال الثقافة يمكن أن يؤدي إلى تكيف تراكمي سريع نسبيًا. حتى لو قام معظم الأفراد بتقليد معظم الوقت ، سيحاول بعض الأشخاص تحسين ما تعلموه. التحسينات الصغيرة نسبيًا أسهل من التحسينات الكبيرة ، لذا فإن معظم الابتكارات الناجحة ستؤدي إلى تغييرات صغيرة. هذه المحاولات المتواضعة للتحسين تعطي السلوكيات دفعة في اتجاه تكيفي ، في المتوسط. يحافظ النقل الثقافي على التنبيهات ، ويعرض التقاليد المعدلة لجولة أخرى من التنبيه. بسرعة كبيرة وفقًا لمعايير التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي ، تولد العديد من التنبيهات الصغيرة تكيفات جديدة. يقترح الكثير من العمل النظري أن هذه الصورة النوعية للتكيف الثقافي التراكمي مقنعة (بويد وريتشرسون 1996 ، ) - يتيح الجمع بين التعلم والانتقال الاجتماعي للسكان البشر في بيئات متغيرة بسرعة. تعزز الثقافة الإبداع الفردي بالطريقة التي تخيلها داروين. تنتشر قصاصات البصيرة الفردية والحظ على نطاق واسع للآخرين ، ويعاد دمجها مع قصاصات أخرى ، وتشكل الأساس لابتكارات إضافية ، وكل ذلك بسرعة إلى حد ما.

لقد افترضنا ( بويد ورتشرسون 2005) أن القدرات النفسية التي تسمح للبشر بالتعلم من الآخرين قد تطورت خلال العصر البليستوسيني الأوسط استجابةً لتباين مناخي سريع وعالي السعة.


منذ منتصف العصر الميوسيني ، انخفض متوسط درجة حرارة الأرض عدة درجات وزاد اتساع تقلبات درجات الحرارة بشكل كبير (لامب 1977 ؛ بارتريدج وآخرون 1995 ؛ برادلي 1999 ؛ كرونين 1999). تشير البيانات عالية الدقة إلى أن فترة هذه التقلبات قد انخفضت خلال الـ 400000 سنة الماضية أو نحو ذلك ، وأنه خلال الفترتين الجليدية الأخيرين حدثت تغيرات كبيرة في درجة حرارة العالم على مدى عقود قليلة. يبدو من المعقول أن القدرات التي تسمح بالتكيف الثقافي ستكون مفضلة بقوة في عالم فوضوي سريع التغير.


Culture and the evolution of human cooperation
Robert Boyd1,* and Peter J. Richerson2

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2781880/

يتبع

[نجمة الجدي]

رد: الثقافة وتطور التعاون البشري - روبرت بويد و بيتر ريتشرسون

3. اختيار مجموعة إمكانيات التكيف الثقافي السريع
يجب ألا ننسى أنه على الرغم من أن المستوى العالي من الأخلاق لا يعطي سوى ميزة طفيفة أو معدومة لكل فرد رجل وأطفاله على الرجال الآخرين من نفس القبيلة ، إلا أن الزيادة في عدد الرجال الموهوبين و إن التقدم في مستوى الأخلاق سيعطي بالتأكيد ميزة هائلة لقبيلة على أخرى ... في جميع الأوقات في جميع أنحاء العالم حلت القبائل محل القبائل الأخرى ؛ وبما أن الأخلاق هي أحد العناصر المهمة في نجاحهم ، فإن معيار الأخلاق وعدد الرجال الموهوبين سوف يميلون في كل مكان إلى الارتفاع والزيادة.

(تشارلز داروين ، أصل الإنسان 1871 ، ص 159)
في هذه الورقة ، نستخدم كلمة تعاون للإشارة إلى السلوك المكلف الذي يقوم به فرد واحد والذي يزيد من أرباح الآخرين. فرص التعاون موجودة في كل مكان في الحياة الاجتماعية. يزيد تبادل العمل وتقسيمه من كفاءة العمليات الإنتاجية لجميع الأسباب التي قدمها آدم سميث في ثروة الأمم. ومع ذلك ، في جميع المعاملات باستثناء أبسطها ، يواجه الأفراد تكلفة الآن مقابل ميزة لاحقًا وبالتالي يكونون عرضة للمنشقين الذين يستفيدون ولكن لا ينتجون العائد. تؤدي المراقبة أو الجهد والجودة غير الكاملين أيضًا إلى ظهور فرص للركوب المجاني. إن احتمالية نشوب نزاع على الأرض والغذاء والموارد الأخرى موجودة في كل مكان. في مثل هذه النزاعات ، تهزم المجموعات الأكثر تعاونًا المجموعات الأصغر الأقل تعاونًا. ومع ذلك ، فإن تضحية كل محارب تفيد كل فرد في المجموعة سواء ذهبوا أيضًا إلى الحرب أم لا ، وبالتالي يمكن للمنشقين جني ثمار النصر دون المخاطرة بجلودهم. يوفر الاتصال الصادق منخفض التكلفة العديد من الفوائد - حيث يتم تسهيل التنسيق بشكل كبير ، ويمكن استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ، وتجنب المخاطر ؛ القائمة طويلة. ومع ذلك ، بمجرد أن يعتمد الأفراد على إشارات الآخرين ، يكون الباب مفتوحًا للكذابين والفنانين المتحمسين وغيرهم. يمكن أن توفر المرافق الرأسمالية مثل الطرق والتحصينات وأنظمة الري فوائد ضخمة. ومع ذلك ، غالبًا ما تتدفق الفوائد على الجميع ، سواء ساهموا في البناء أم لا.

ومع ذلك ، وبغض النظر عن البشر ، فإن عددًا قليلاً فقط من الأصناف الأخرى ، وأبرزها الحشرات الاجتماعية ، تجعل التعاون حجر الزاوية في تكيفها. تلك التي تفعل هي نجاحات تطورية مذهلة. وقد قدر ، على سبيل المثال ، أن النمل الأبيض يمثل نصف الكتلة الحيوية الحيوانية في المناطق المدارية ، وأن الكتلة الحيوية البشرية تفوق تلك الموجودة في جميع الفقاريات الأرضية الأخرى مجتمعة. ومع ذلك ، لا يتطور السلوك التعاوني عادة لأنه عرضة للاستغلال. حتى لو استفاد الجميع من خلال التصرف بشكل تعاوني ، فإن الاختيار عادة ما يكون في صالح الأفراد الذين يأخذون الفوائد دون دفع التكلفة ، ونتيجة لذلك ، تظل الفائدة الهائلة التي يمكن توليدها للجميع من خلال التعاون غير مستغلة.