إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تحميل كتاب لا شيء بالصدفة لـ أحمد خيري العمري

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • نجمة الجدي
    مدير متابعة وتنشيط
    • 25-09-2008
    • 5278

    تحميل كتاب لا شيء بالصدفة لـ أحمد خيري العمري







    كتاب لا شيء بالصدفة
    للكاتب أحمد خيري العمري
    من قسم : العلوم الإسلامية عدد الصفحات : 520
    سنة النشر : 2021 حجم الكتاب : 9.7 ميجا
    قيِّم هذا الكتاب

    تحميل كتاب لا شيء بالصدفة pdf "بين ملحدين يستخدمون نظرية التطور كرأس حربة لنشر فكرهم، وأن العلم يقول: إن كل شيء جاء صدفة، كل شيء عبث.
    وبين بعض الدعاة منطلقون من حرصهم على الدين، يحاربون الإلحاد من خلال محاربة نظرية التطور.
    بين هؤلاء وأولئك، ثمَّة طريق ثالث يتعامل مع النظرية دون أحكام مسبقة، يحاول أن يجد مساحات تفاهم خالية من الصدام.
    يمكننا أن نجد من خلاله في نظرية التطور طريقة لفهم سنن وآليات الله عز وجل في خلقه.
    ويمكننا أن نقول في نهاية المطاف: سبحان الله! لا شيء بالصدفة





    اقتباس من الكتاب

    نأتي هنا إلى السؤال "الأكبر!".
    كيف تقبل بأن يكون جدك قردًا؟
    الشمبانزي ابن عمك؟
    طيب والنسناس؟ ما قرابته بكم؟
    هذا نوع من الأسئلة التي تطرح كثيرًا من قبل الجمهور المستهزئ أو المستنكر للنظرية، رغم أن السؤال نفسه يحتوي على مغالطة؛ إذ إن مسألة الجد أو السلف أمر لا علاقة لها بقبولك أو رفضك للأمر، لكن هذا أمر آخر.
    الرد المعتاد هو: نظرية التطور لا تقول هذا.
    ورغم أنها لا تقول هذا بشكل مباشر فعلًا، لكن هذا يعتمد كثيرًا على تعريفنا وفهمنا لكلمة "قرد".
    فإذا كان المقصود بالقرد هو القرد الذي نعرفه حاليًّا، فهي بالتأكيد لا تقول ذلك.
    لكن لا يمكن إنكار أن النظرية تقول إن النوع الإنساني ينتمي تصنيفيًّا إلى "عائلة" من الرئيسيات Primates تسمى بالـ Hominidae (الأناسي) أو Great apes (القردة العليا)، وهي العائلة التي تضم أربعة أجناس (السعالي Orangutan، والغوريلا الغربية، والغربية الشرقية، وأخيرا أشباه البشر Homoالتي انحدر منها الإنسان العاقل).

    إذن هي ضمن عائلة واحدة. صحيح أن "الانفصال" بين هذه الأجناس بدأ قبل 13 مليون سنة، ثم حصلت قطيعة نهائية قبل 4 ملايين سنة.. إلا أن "شرف العيلة الإنسانية" لا يقبل هذه القرابة.

    السؤال إذن يمتلك البعض من الوجاهة.

    نعم.. لو نظرنا إلى الإنسان من الناحية البيولوجية البحتة، فالسؤال يحمل وجهة نظر.

    لكننا في خضم الاستهزاء والاستنكار والرد عليه بأجوبة توفر الإحراج على الرد وتنقله إلى المستهزئ، في خضم كل ذلك ننسى أننا لسنا مجرد بيولوجيا... السلالة الإنسانية أعمق وأعقد وأكثر روعة من أن تختصر فقط بالبيولوجيا.. لسنا مجرد جينات.. لسنا مجرد أعضاء داخلية ودماغ متفوق وشبكة عصبية متقدمة ووظائف فسيولوجية متناغمة.. نحن كل ذلك بالتأكيد.. لكن ليس هذا ما يجعلنا بشرًا.. نحن كل هذا كتحصيل حاصل... لكن ما يجعلنا بشرًا هو شيء آخر.. لا علاقة له بالبيولوجيا..

    الحضارة المادية تركز فقط على الجزء البيولوجي من التطور الإنساني فلا ترى سواه –على الأقل فيما يتعلق بهذه الفترة من التطور الإنساني- لكن ما شأننا نحن؟
    لماذا نختلف على "الجزء المادي" وننزعج إذا أشير إلى "التشابه" بيننا وبين بقية المخلوقات، في الوقت الذي نؤمن فيه أن ما يميزنا عنهم ليس فقط تفوقنا البيولوجي، بل فسحة أخرى.. سماء أخرى، نحويها في أعماقنا.. لا قبل لهم بها.

    ***
    سأبسط الأمر أكثر:
    تخيل أن يطرح عليك سؤال: هل التراب جدك؟
    أو: هل هذا الرمل هناك ابن عمك؟
    وبركة الطين هذه، أو تلك الحصاة، ما قرابتها بك؟

    السؤال غريب.

    كمؤمنين نؤمن أنه عز وجل خلقنا من تراب... لكن كونك "من تراب" لا يعني أن "التراب جدك".. ولا يعني أن لك أي قرابة "عائلية" بالطين أو بالرمل أو الحصاة... "التراب" المادة الأصلية التي خلق الله النوع الإنساني منها.. لكن علاقتك بها تنتهي هنا، ولم يعد لها معنى إلا في إطار قدرة الله عز وجل وتذكيرنا بتواضع أصلنا..
    كل تشابهاتنا مع المخلوقات الأخرى، لا تجعل منا "مثلهم".

    وليست اختلافاتنا البيولوجية فقط هي ما يميزنا عنهم..

    كل "البيولوجيا" في جهة، والشيء الآخر الذي يميزنا كبشر، في جهة أخرى.. مختلفة تمامًا... بل يمكن القول إنه بُعد آخر تمامًا.. كل البيولوجيا في أبعاد المادة المعروفة.. وما يجعل منا بشرًا في بعد آخر...
    إنها تلك الروح التي نفخها عز وجل..

    (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ. فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر 28-29).
    (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (ص 71-72)
    مررنا بمراحل، وبعد أن "سوّانا" عز وجل... فقط بعد ذلك.. نفخ فينا من روحه... وصرنا نستحق تلك المكانة وذلك التكريم.. وسجدت الملائكة.

    كل ما قبل ذلك، مجرد "مواد"، مجرد "بيولوجيا"... كل شيء قبل النفخة لا يعنينا إلا من ناحية "مواد التكوين" التي قد نشترك فيها مع سوانا.. لكننا بدأنا مع تلك النفخة التي غيرت كل شيء.. مع هذا "البعد الروحي" الذي يجهله كثيرون –رغم أنهم قد يعيشون من خلاله-، هذا البعد الذي يمنح الإنسان إنسانيته، وليس عدد الجينات أو حجم الدماغ.. أو أي تفصيل بيولوجي، دون أن يقلل ذلك من أهمية البيولوجيا.. لكنها لا تصنع الإنسان.. البيولوجيا وحدها مثل "هيكل طائرة" بلا محرك ولا وقود ولا قائد..
    النفخة هي التي تمنح هذه الطائرة حقيقتها..

    نتذكر هنا هناك قول عالم الأحياء الشهير دوبنزنسكي: ليس هناك شيء في البيولوجيا له معنى دون نظرية التطور...
    والمقولة منطقية حسب نظرة الكثير من العلماء.. نظرية التطور تلم أجزاء علوم البيولوجيا بعضها ببعض..
    لكن اسمحوا لي أن أقول أيضًا: ليس هناك أي معنى لنظرية التطور، دون الإيمان بوجود الخالق المبدع سبحانه وتعالى..
    ****

    ما هي هذه النفخة؟
    لا نعرف. هل هي هذه الثورة العقلية التي مر بها الهومو سابيانز الإنسان العاقل وميزته عن الجميع؟ هل هي قدرته على اللغة وعلى التفكير التجريدي؟
    هل هي كل ذلك وأشياء أخرى كثيرة..
    لا نعرف التفاصيل...

    لكننا كمؤمنين نؤمن أنها حدثت، وأن العلم يصادق على حدوث شيء ما غير مفهوم التفاصيل الذي حدث للإنسان العاقل.. ولا نطالب العلم بشيء، بل لن يُحدِث فرقًا إن وجد لنا العلم هذه التفاصيل أو لم يجد...
    نحن نؤمن بالنفخة لأننا ببساطة نجدها تضيء في أعماقنا... هي التي تجعلنا نخشع.. نتعبد.. نبدع.. هي التي تجعلنا نقدر الجمال... ونبدع الجمال.. ونشهق عندما نجده في غير المتوقع.. الروح التي تجعلنا نتضرع له عز وجل.. وتجعل قلوبنا تهتز في آية من آياته.. ونسبح له عندما نسمع صوتًا عذبًا يقول كل همساتنا السرية... أو عندما نقرأ ما يجعلنا نقشعر..
    بدأنا من هناك.. من تلك الروح.. لا نحتاج لها تفسيرًا كما لا تحتاج السمكة إلى معرفة أنها في الماء.. نحن نعيش فيها...
    سلفنا الإنساني هو آدم، وكل ما قبله مجرد بيولوجيا ومواد تكوين... صلصال على شكل أعضاء بيولوجية.. من الروح بدأ تاريخنا الإنساني...
    والقرد ليس ابن عمي حقًّا، إلا إذا كانت تلك الحصاة بنت عمك...
    وهي ليست كذلك.
    ***
    من كتاب " لا شيء بالصدفة"

    لتحميل الكتاب https://www.aseeralkotb.com/books/16388
    Last edited by نجمة الجدي; 08-05-2021, 06:54.
    قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎