إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

رسالة في رواية - كتاب الله وسنتي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • التسليم 10313
    عضو نشيط
    • 13-08-2011
    • 227

    رسالة في رواية - كتاب الله وسنتي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
    من المعلوم أن الرسول محمداً خيرة خلق الله، وقد جاء بالشريعة الكاملة إلى يوم الدين، التي لا يوجد فيها ثغرة لإبليس وجنده إن طُبقت كما يريد الله تعالى.
    ومن المعلوم أيضاً أن الرسول محمداً قد صح عنه أنه قال: (كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولية عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته...) ( ).
    ولا يخفى أن راعي الأمة الصالح الحكيم الرحيم هو رسول الله محمد ، وكل راع كما يحرص على حماية رعيته في حياته ووجوده بينهم، يكون حرصه أشد عندما يهم بالغياب عنهم، بمعنى أنه لابد أن يضع لهم ما يضمن سلامتهم وهدايتهم وعدم تفرقهم وتناحرهم، فإن أهمل ذلك كان مُضيِّعاً لرعيته مُقصِّراً في أداء مسؤوليته.
    والرسول محمد سيد الخلق، وحاشاه أن يكون مُقصِّراً أو مُضيِّعاً لرعيته، فلم يترك أمته هملاً بلا راع ولا قيِّم ليحفظهم من الضياع والاختلاف والفتن وليقيم الحجة على الجميع، بل نص في مناسبات عديدة على سبيل الخلاص والهداية للأمة من بعد وفاته ، وأحد تلك النصوص ما أكد عليه في حجة الوداع وعند غدير خم ، حيث صرح بأن تركته وخلافته في أمته في شيئين اثنين لا غير (كتاب الله) و (عترته أهل بيته)، وأكد على ضرورة التمسك بهما، وإنهما لا يفترقان إلى يوم القيامة.
    وللأسف الشديد أصرَّ أكثر أبناء العامة (أهل السنة) على تغييب هذا النص والحق الـمُعطى من الله تعالى لعترة المصطفى ، ولم يكتفوا بذلك بل راموا استبداله بنص آخر يهدف إلى استبدال كلمة (عترتي) بـ (سنتي)، لغايات مذهبية وتعصبية لا تمت إلى الصواب بصلة، حتى يغفل الناس عن العترة ودورهم، والتأمل في هذا الحديث الشريف الذي قاله الرسول محمد في آخر أيام حياته وهو ينظر بعين الرحمة والعطف على أمته التي يراها ستبقى بدونه، والأعداء يحيطونها من كل جانب، بل تغلغل المنافقون إلى داخل الأمة، وهم يتربصون بالمسلمين الدوائر.
    فتجد الناس تلهج بقولهم قال الرسول : (إني تركت فيكم كتاب الله وسنتي...)، غافلين أو متغافلين عن أن الصحيح أن الرسول قال في حجة الوداع وفي غدير خم: (إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي...)، والغرض من تحريف هذا القول أو إخفائه وغض النظر عنه، هو لكي يُزوى حق العترة ودورهم ومقامهم في خلافة الرسول ، عن عامة الناس ويبقى في طيات الكتب، ويُروَّج للبديل وإن كان هزيلاً لا قيمة له في ميزان القوم ! كما يقول الشاعر:
    وعين الرضا عن كل عيب كليلة * * * كما أن عين السخط تبدي المساويا
    فنحن عندما نصِّر على لفظ (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، ليس لأننا نرفض سنة الرسول محمد - والعياذ بالله - بل لا دين عندنا سوى كتاب الله وسنة رسوله وقد اتبعنا الرسول حتى في كيفية أخذ السنة ومن أين نأخذها، كما أن الذين روّجوا للفظ (كتاب الله وسنتي) ليس لأنهم حريصون على إتباع السنة، بل لإخفاء فضل العترة - أهل البيت - ومصادرة حقهم في خلافة الرسول وإضفاء الخلافة الشرعية على غيرهم بدون دليل ولا برهان، فلا يخفى أن عترة المصطفى هم معدن السنة، وأعلم الأمة بها، وهم حفظتها والأدلاء عليها، وكما يقال: (أهل البيت أدرى بما فيه)، وليس الآن محل تفصيل ذلك.
    وما أريد أن أقوله في هذه الرسالة، هو دعوة صادقة لكل المسلمين أن يتدبروا كلامي بعين الإنصاف والتجرد عن كل تعصب لا أكثر، وما أنا إلا ناقل للحقائق والبراهين، ومن الكتب المعتبرة لأبناء العامة (أهل السنة)، فالقراءة والإطلاع وحدها لا تكفي لمعرفة الحقيقة، إذا كان الإنسان يحمل حكماً مسبقاً، أو كان يرى بعين قد اُستدِل عليها ستار التعصب وعدم الإنصاف، لكي لا يكون القارئ مصداقاً لقول الشاعر:
    ومن يكن ذا فم مر مريض * * * يجد مراً به الماء الزلالا
    وليكن همّنا هو إثبات نص قول الرسول في حجة الوداع، وكذلك عند غدير خم وغيرها من المواقف، بدون تحريف أو تبديل، فهل قال: (كتاب الله وسنتي) أم قال: (كتاب الله وعترتي) ؟
    ولنجعل الدليل العلمي والأخلاقي أمامنا لنستضيء به، لا أن نجعله خلفنا فنتيه في صحراء الجهل والفتن - والعياذ بالله - ولنتناسى تراثنا ولنقبل على الحق والحقيقة بصدور رحبة مهما كانت النتائج، فمن وجد الله لا يهمه إن ضيَّع كلَّ ما سواه، كما يقول سبط الرسول، الحسين  في مناجاته: (ماذا وجد من فقدك، وماذا فقد من وجدك ؟).
    وبما أن العامة (أهل السنة) يعتمدون في الأخذ بالأحاديث على صحة الإسناد، وتتبع أحوال الرواة، وما قاله أئمة الجرح والتعديل فيهم، فسنلزمهم بذلك، وسنحاسب كل من الرواية التي بلفظ (كتاب الله وسنتي) والرواية التي بلفظ (كتاب الله وعترتي) بهذا المنهج، لنرى ما هي الرواية الصحيحة والمعتمدة ؟
    الشيخ ناظم العقيلي / مقدمة كتاب ( رسالة في رواية - كتاب الله وسنتي )
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎