إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

    السيرة الذاتيه للإمام الحسن العسكري عليه السلام

    هو الحادي عشر من الأئمة المعصومين عليهم السلام، وكنيته أبو محمد ولقبه العسكري نسبة إلى المحلة التي سكنها هو وأبوه بسامراء والتي كانت تسمى - العسكر - ولد بالمدينة يوم 14 ربيع الثاني وقيل 10 من ربيع الآخر من سنة 232 للهجرة. وتوفي يوم الجمعة 8 ربيع الأول سنة 260 للهجرة. ودفن إلى جنب أبيه في سامراء وكان عمره 28 سنة. وقد نص عليه أبوه بالإمامة وكان عليه السلام أفضل أهل زمانه بعد أبيه لاجتماع صفات الأفضلية فيه، كريماً سخياً ما قصده ذو حاجة ورجع خائباً. وكان على جانب كبير من العبادة. انتقل الإمام الحسن العسكري مع أبيه الإمام علي الهادي إلى سامراء بعد أن استدعاه الخليفه المتوكل العباسي إليها. وعاش مع أبيه في سامراء 20 سنة حيث استلم بعدها الإمامه الفعلية وله من العمر 22 سنة. وذلك بعد وفاة أبيه سنة 254هـ. استمرت إمامته إلى سنة 260 هـ، أي ست سنوات. عايش خلالها ضعف السلطة العباسية وسيطرة الأتراك على مقاليد الحكم. وهذا الأمر لم يمنع من تزايد سياسة الضغط العباسي بحقه حيث تردد إلى سجونهم عدّة مرات وخضع للرقابة المشدّدة وأخيراً محاولة البطش به بعيداً عن أعين الناس والتي باءت بالفشل. وبالرغم من كل ذلك فإن الإمام الحسن العسكري استطاع أن يجهض كل هذه المحاولات مما أكسبه احتراماً خاصاً لدى أتباع السلطة بحيث كانوا يتحولون من خلال قربهم له إلى أناس ثقات وموالين وحرصاء على سلامته. بل استطاع أن يفرض احترامه على الجميع مثل عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير العباسي الذي ينسب إليه أنه قال بحقه: "لو زالت الخلافة عن بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه". أراد الإمام الحسن العسكري من خلال مواقفه الحذرة المحترسة في علاقته بالحكم أن يفوّت على الحكم العباسي مخططه القاضي بدمج أئمة أهل البيت وصهرهم في بوتقة الجهاز الحاكم وإخضاعهم للمراقبة الدائمة والإقامة الجبرية التي تهدف إلى عزلهم عن قواعدهم ومواليهم. فكان الإمام العسكري كوالده مكرهاً على مواصلة السلطة من خلال الحضور إلى بلاط الخليفة كل يوم اثنين وخميس. وقد استغل الإمام الحسن العسكري هذه السياسة لإيهام السلطة بعدم الخروج على سياستها. ليدفع عن أصحابه الضغط والملاحقات التي كانوا يتعرضون لها من قبل الدولة العباسية. ولكن من دون أن يعطي السلطة الغطاء الشرعي الذي يكرّس شرعيتها ويبرّر سياستها، كما يظهر ذلك واضحاً من خلال موقفه من ثورة الزنج التي اندلعت نتيجة ظلم السلطة وانغماسها في حياة الترف. وبفعل الفقر الشديد في أوساط الطبقات المستضعفة، وكانت بزعامة رجل ادّعى الانتساب إلى أهل البيت، وقد أربكت هذه الثورة السلطة وكلفتها الكثير من الجهد للقضاء عليها، فكان موقفه تجاه هذه الثورة موقف الرفض ولكنه اثر السكوت وعدم إدانة تصرفاتها لكي لا تعتبر الإدانة تأييداً ضمنياً للدولة. وفعلاً انشغلت السلطة عن مراقبته بإخماد ثورة الزنج. مما سمح له أن يمارس دوره الرسالي التوجيهي والإرشادي. فكان يشجع أصحابه على إصدار الكتب والرسائل بالموضوعات الدينية الحيوية، وكان يطلّع عليها وينقحها. كما تصدى للرد على كتب المشككين وإبطالها. ويُروى أنه اتصل بالفيلسوف الكندي الذي شرع بكتابة كتاب حول متناقضات القرآن. فأقنعه بخطئه. مما جعل الكندي يحرق الكتاب ويتوب. وعمل على إمداد وتدعيم قواعده ومواليه بكل مقومات الصمود والوعي فكان يمدّهم بالمال اللازم لحل مشاكلهم، ويتتبع أخبارهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية، ويزودهم بالتوجيهات والإرشادات الضرورية مما أدّى إلى تماسكهم والتفافهم حول نهج أهل البيت والتماسهم كافة الطرق للاتصال به رغم الرقابة الصارمة التي أحاطت به من قبل السلطة، ويُروى أن محمد بن علي السمري كان يحمل الرسائل والأسئلة والأموال في جرّة السمن بصفته بائعاً ويدخل بها على الحسن ليرجع بالأجوبة والتوجيهات وبذلك استطاع الحسن أن يكسر الطوق العباسي من حوله ويوصل أطروحة الإسلام الأصيل إلى قواعده الشعبية ويجهض محاولات السلطة ويسقط أهدافها. نشأ وتربّى في ظلّ أبيه الذي فاق أهل عصره علماً وزهداً وتقوىً وجهاداً . وصحب أباه اثنين أو ثلاثاً وعشرين سنة وتلقّى خلالها ميراث الإمامة والنبوّة فكان كآبائه الكرام علماً وعملاً وقيادةً وجهاداً وإصلاحاً لاُمّة جدّه محمد - صلى الله عليه وآله - . وقد ظهر أمر إمامته في عصر أبيه الهادي - عليه السلام - وتأكّد لدى الخاصة من أصحاب الإمام الهادي والعامة من المسلمين أنه الإمام المفترض الطاعة بعد أبيه - عليه السلام - . تولّى مهامّ الإمامة بعد أبيه واستمرّت إمامته نحواً من ست سنوات ، مارس فيها مسؤولياته الكبرى في أحرج الظروف وأصعب الأيّام على أهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحكّام العباسيون وهم أحرص من غيرهم على استمرار حكمهم أن المهدي من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومن ولد علي ومن ولد الحسين - عليه السلام - فكانوا يترصّدون أمره وينتظرون أيّامه كغيرهم ، لا ليسلّموا له مقالد الحكم بل ليقضوا على آخر أمل للمستضعفين . لقد كان الإمام الحسن العسكري - عليه السلام - استاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره ، وكان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحبّ والولاء كما كانت تهفو الى أبيه وجدّه اللذين عُرف كل منهما بابن الرض - عليهما السلام - ، كل هذا رغم معاداة السلطة لأهل البيت - عليهم السلام - وملاحقتها لهم ولشيعتهم . وقد فرضت السلطة العباسيّة الاقامة الجبرية على الإمام الحسن العسكريّ - عليه السلام - وأجبرته على الحضور في يومين من كل اسبوع في دار الخلافة العباسية. وقد وُصِفَ حُضور الناس يوم ركوبه الى دار الخلافة بأن الشارع كان يغصّ بالدوابّ والبغال والحمير، بحيث لا يكون لأحد موضع مشي ولا يستطيع أحد أن يدخل بينهم فاذا جاء الإمام هدأت الأصوات وتوسّد له الطريق حين دخوله وحين خروجه . لقد كان جادّاً في العبادة طيلة حياته ولا سيّما حين كان في السجن حيث وكل به رجلان من الأشرار ، فاستطاع أن يحدث تغييراً أساسياً في سلوكهما وصارا من العبادة والصلاة الى أمر عظيم ، وكان اذا نظر إليهما ارتعدت فرائصهما وداخلهما ما لا يملكان . وقد لاحقت السلطة العباسية الإمام العسكري - عليه السلام - وأحاطته بالرقابة وأحصت عليه كلّ تحرّكاته لتشلّ نشاطه العلمي والسياسي وتحول بينه وبين ممارسة دوره القيادي في أوساط الاُمة . ومن هنا كان الإمام مهتمّاً كآبائه - عليهم السلام - بالعمل السرّي غاية الاهتمام بالاضافة الى إحكامه لجهاز الوكلاء ليكون قادراً على أداء دوره القيادي بشكل تام وفي ظل تلك الظروف العصيبة حتى استطاع أن يقضي على محاولات الإبادة لِنهج أهل البيت - عليهم السلام - لقد خاض الإمام الحسن العسكري - عليه السلام - كآبائه الكرام - عليهم السلام - ملحمة الكفاح السياسي لمواجهة الظلم والارهاب والتلاعب بالسلطة ومقدرات الاُمة ومصالحها فحافظ على اُصول الشريعة والقيم الرسالية ، ومهّد بذلك خير تمهيد لعصر الغيبة الذي أخبر النبي - صلى الله عليه وآله - والأئمة من أهل بيته - عليهم السلام - عن حتميّته وضرورته . وقد زخرت مدرسة أهل البيت - عليهم السلام - في عصر الإمام العسكري بالعلم والدعوة الى خطّ أهل البيت والدفاع عن الشريعة الإسلامية من خلال كوكبة أصحاب الإمام ورواة حديثه وطلاّب مدرسته . وكان الإمام الحسن العسكري - عليه السلام - ـ بالرغم من حراجة ظروفه السياسية جادّاً في الدفاع عن الشريعة ومحاربة البدع وهداية المترددين والشاكّين وجذبهم الى حضيرة الدين . وعاصر الإمام - عليه السلام - مدة إمامته القصيرة جدّاً كلاً من المعتز والمهتدي والمعتمد العباسي ولاقى منهم أشدّ العنت والتضييق والملاحقة والارهاب ، كما تعرّض للاعتقال عدّة مرّات . وازداد غيض المعتمد من إجماع الاُمة سنّة وشيعة على تعظيم الإمام - عليه السلام - وتبجيله وتقديمه بالفضل على جميع العلويين والعباسيين في الوقت الذي كان المعتمد خليفةً غير مرغوب فيه لدى الاُمّة . فأجمع رأيه على الفتك بالإمام واغتياله فدسّ له السمّ . وقضى نحبه صابراً شهيداً محتسباً ، وعمره دون الثلاثين عاماً . فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد في سبيل رسالة ربّه ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً .
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    #2
    رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

    علمه - عليه السلام – بالآجال

    خبر هلاك المعتز

    محمد بن يعقوب : عن علي بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال : كتب أبو محمد - عليه السلام - إلى أبى القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوما : - ألزم بيتك حتى يحدث الحادث - ، فلما قتل بريحة كتب إليه : قد حدث الحادث فما تأمرني ؟ فكتب ليس هذا الحادث، هو الحادث الاخر فكان من أمر المعتز ما كان . مقتل ابن داوودمحمد بن يعقوب : عن علي بن محمد ، قال : كتب - يعنى أبا محمد - إلى رجل آخر : يقتل ابن محمد بن داود عبد الله قبل قتله بعشرة أيام ، فلما كان في اليوم العاشر قتل .

     المائتي دينار

    محمد بن يعقوب : عن إسحاق قال : حدثني إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله ابن عباس بن عبد المطلب قال : قعدت لأبي محمد - عليه السلام - على ظهر الطريق ، فلما مر بي شكوت إليه الجاجة وحلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقه ولا غداء ولا عشاء ، قال : فقال : - تحلف بالله كاذبا ! وقد دفنت مائتي دينار ، وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية ، أعطه يا غلام ما معك - فأعطاني غلامه مائة دينار ، ثم أقبل على فقال لي : - إنك تحرمها أحوج ما تكون إليه - يعنى الدنانير التي دفنت ، وصدق - عليه السلام - وكان كما قال ، دفنت مائتي دينار وقلت : يكون ظهرا وكهفا لنا ، فاضطررت ضرورة شديدة إلى شئ انفقه ، وانغلقت على أبواب الرزق ، فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فاخذها وهرب ، فما قدرت منها على شئ . 

    نفوق الفرس

    محمد بن يعقوب : باسناده السابق ، عن إسحاق قال : حدثني علي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي قال : كان لي فرس وكنت به معجبا أكثر ذكره في المحال ، فدخلت على أبى محمد - عليه السلام - يوما فقال لي : - ما فعل فرسك ؟ - فقلت : هو عندي وهو على بابك ، وعنه نزلت ، فقال لي : - استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر ولا توخر ذلك - ودخل علينا داخل وانقطع الكلام ، فقمت متفكرا ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر ، فقال : ما أدرى ما أقول في هذا ، وشححت به ونفست على الناس ببيعه ، وأمسينا فاتانا السائس وقد صلينا العتمة فقال : يا مولاي نفق فرسك ، فاغتممت وعلمت أنه عنى هذا بذلك القول . [ قال : ] ثم دخلت على أبى محمد - عليه السلام - بعد أيام وأنا أقول في نفسي : ليته أخلف علي دابة إذ كنت اغتممت بقوله ، فلما جلست قال : - نعم نخلف عليك دابة ، يا غلام أعطه برذوني الكميت، هذا خير من فرسك وأوطا وأطول عمر - . 

    خبر هلاك المهتدي العباسي

    محمد بن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني محمد بن الحسن بن شمون قال : حدثني أحمد بن محمد قال : كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - حين أخذ المهتدى في قتل الموالي : يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا ، فقد بلغني أنه يتهددك ويقول : والله لأجلينهم عن جديد الأرض ، فوقع أبو محمد - عليه السلام - بخطه : - ذلك أقصر لعمره ، عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمر به - فكان كما قال - عليه السلام - .

     خبر أجل أحد الموالين

    ابن بابويه: قال سعد : فلما كان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وكهلان من أهل أرضنا ، فانتصب أحمد بن إسحاق بين يديه قائما وقال : يا بن رسول الله قد دنت الرحلة واشتدت المحنة ونحن نسأل الله أن يصلى على محمد المصطفى جدك وعلى المرتضى أبيك وعلى سيدة النساء أمك وعلى سيدي شباب أهل الجنة عمك وأبيك ، وعلى الأئمة الطاهرين من بعدهما آبائك ، وأن يصلى عليك وعلى ولدك ، ونرغب إلى الله تعالى أن يعلى كعبك ويكبت عدوك ، ولا جعل الله هذا آخر عهدنا من لقائك . قال : فلما قال هذه الكلمة استعبر مولانا - عليه السلام - حتى استهلت دموعه وتقاطرت عبراته ، ثم قال : - يا بن إسحاق لا تكلف في دعائك شططا فإنك ملاق الله في صدرك هذ - ، فخر أحمد مغشيا عليه ، فلما أفاق قال : سألتك بالله وبحرمة جدك إلا شرفتني بخرقة أجعلها كفنا ، فادخل مولانا - عليه السلام - يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهما فقال : خذها ولا تنفق على نفسك غيرها ، فإنك لم تعدم ما سالت ، و إن الله تبارك وتعالى لا يضيع أجر المحسنين . قال سعد : فلما صرنا بعد منصرفنا من حضرة مولانا - عليه السلام - من حلوان على ثلاثة فراسخ حم أحمد بن إسحاق وثارت عليه علة صعبة أيس من حياته فيها ، فلما وردنا حلوان ونزلنا في بعض الخانات دعا أحمد بن إسحاق برجل من أهل بلده كان قاطنا بها ، ثم قال : تفرقوا عنى هذه الليلة واتركوني وحدي ، فانصرفنا عنه ورجع كل واحد منا إلى مرقده . قال سعد : فلما حان أن ينكشف الليل عن الصبح أصابتني فكرة ففتحت عيني فإذا أنا بكافور الخادم : - خادم مولانا أبى محمد - عليه السلام - وهو يقول : أحسن الله بالخير عزاكم وجبر بالمحبوب رزيتكم ، قد فرغنا من غسل صاحبكم ومن تكفينه ، فقوموا لدفنه فإنه من أكرمكم محلا عند سيدكم ، ثم غاب عن أعيننا ، فاجتمعنا على رأسه بالبكاء والعويل حتى قضينا حقه ، وفرغنا من أمره - رحمه الله - . 

    خبر وفاة الإمام عليه السلام والإمام من بعده

    ابن بابويه : قال : حدثنا أبو الأديان قال : كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - صلوات الله عليهم - وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت عليه في علته التي توفى فيها - صلوات الله عليه - فكتب معي كتبا و قال : - إمض بها إلى المدائن ، فإنك ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل - . قال أبو الأديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ - قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي - ، فقلت : زدني ، فقال : - من يصلى على فهو القائم بعدي - ، فقلت : زدني ، فقال : - من أخبرك بما في الهميان فهو القائم بعدي - ، ثم منعتني هيبته أن أساله عما في الهميان . وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ، ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي - عليه السلام - ، فإذا أنا بالواعية في داره - وإذا به على المغتسل - ، وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه ، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الامام فقد بطلت الإمامة ، لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور ، فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شئ ، ثم خرج عقيد فقال : يا سيدي قد كفن أخوك فقم للصلاة عليه ، فدخل جعفر بن علي ليصلى والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة . فلما صرنا بالدار إذا نحن بالحسن بن علي - صلوات الله عليه - على نعشه مكفنا ، فتقدم جعفر بن علي ليصلى على أخيه ، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة ، بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجذب رداء جعفر ابن علي وقال : - يا عم تأخر فانا أحق بالصلاة على أبى - ، فتأخر جعفر وقد أربد وجهه واصفر . فتقدم الصبي فصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه - عليهما السلام - ، ثم قال : - يا بصرى هات جوابات الكتب التي معك - ، فدفعتها إليه فقلت في نفسي هذه اثنتان بقي الهميان ، ثم خرجت إلى جعفر بن علي و هو يزفر ، فقال له حاجز الوشا : يا سيدي من الصبي لنقيم عليه الحجة ؟ فقال : والله ما رايته قط ولا أعرفه ، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي - صلوات الله عليه - فعرفوا موته فقالوا : فمن نعزي ؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي ، فسلموا عليه وعزوه وهنوه وقالوا : إن معنا كتبا ومالا ، فتقول : ممن الكتب ؟ وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول : يريدون منا أن نعلم الغيب . قال : فخرج الخادم فقال : معكم كتب فلان وفلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية ، فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا : الذي وجه بك لأجل ذلك هو الامام . فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك ، فوجه المعتمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية و طالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حملا بها لتغطي حال الصبي ، فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي ، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجاة وخروج صاحب الزنج بالبصرة ، فشغلوا بذلك عن الجارية ، فخرجت عن أيديهم ، والحمد لله رب العالمين لا شريك له . 

    هلاك المهتدي

    ابن شهرآشوب: قال : في غيبة أبى جعفر الطوسي : قال أبو هاشم الجعفري : كنت محبوسا مع الحسن العسكري - عليه السلام - في حبس المهتدى بن الواثق ، فقال لي : - في هذه الليلة يبتر الله عمره - ، فلما أصبحنا شغب الأتراك وقتل المهتدى وولى المعتمد مكانه .

     هلاك المهتدي بعد 5 أيام

    ابن شهرآشوب: قال : كتب محمد بن الحسن بن شمون البصري يسال أبا محمد - عليه السلام - عن الحال ، وقد اشتدت على الموالي من محمد المهتدى ، فكتب إليه : - عد من يومك خمسة أيام ، فإنه يقتل في اليوم السادس من بعد هوان يلاقيه - ، فكان كما قال : وفي رواية أحمد بن محمد : أنه وقع - عليه السلام - بخطه : - ذاك : أقصر لعمره ، عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمر به - . 

    قصه أنوش النصراني

    الحضيني في هدايته: باسناده ، عن أبي جعفر أحمد القصير البصري قال : حضرنا عند سيدنا أبى محمد - عليه السلام - بالعسكر ، فدخل عليه خادم من دار السلطان جليل القدر ، فقال له : أمير المؤمنين يقرا عليك السلام ويقول لك : كاتبنا أنوش النصراني يريد أن يطهر ابنين له ، وقد سألنا مسألتك أن تركب إلى داره وتدعو لابنيه بالسلامة والبقاء ، فأحب أن تركب وأن تفعل ذلك ، فإنا لم نجشمك هذا العناء إلا لأنه قال : نحن نتبرك بدعاء بقايا النبوة والرسالة . فقال مولانا - عليه السلام - : - الحمد لله الذي جعل النصراني أعرف بحقنا من المسلمين - ثم قال : - أسرجوا لن - ، فركب حتى وردنا أنوش ، فخرج إليه مكشوف الرأس حافي القدمين وحوله القسيسون والشمامسة والرهبان ، وعلى صدره الإنجيل ، فتلقاه على باب داره وقال له : يا سيدنا أتوسل إليك بهذا الكتاب الذي أنت أعرف به منا إلا غفرت لي ذنبي في عنائك ، وحق المسيح عيسى بن مريم وما جاء به من الإنجيل من عند الله ما سالت أمير المؤمنين مسألتك هذا إلا لأنا وجدناكم في هذا الإنجيل مثل المسيح عيسى بن مريم - عليهما السلام - عند الله ، فقال مولانا - عليه السلام - : - الحمد لله - ودخل على فرسه والغلامان على منصة ، وقد قام الناس على أقدامهم ، فقال - عليه السلام - : - أما ابنك هذا فباق عليك وأما الاخر فمأخوذ عنك بعد ثلاثة أيام ، وهذا الباقي يسلم ويحسن إسلامه ويتولانا أهل البيت - . فقال أنوش : والله يا سيدي إن قولك الحق ولقد سهل على موت ابني هذا لما عرفتني أن الاخر يسلم ويتولاكم أهل البيت ، فقال له بعض القسيسين : ما لك لا تسلم ؟ فقال له أنوش : أنا مسلم ومولانا يعلم ذلك ، فقال مولانا - عليه السلام - : - صدق ولولا أن يقول الناس إنا أخبرناك بوفاة ابنك ولم يكن كما أخبرناك لسألنا الله بقائه عليك - ، فقال أنوش : لا أريد يا سيدي إلا ما تريد . قال أبو جعفر أحمد القصير : مات والله ذلك الابن بعد ثلاثة أيام وأسلم الاخر بعد سنة ولزم الباب معنا إلى وفاة سيدنا أبى محمد - عليه السلام - .  

    Comment

    • راية اليماني
      مشرف
      • 05-04-2013
      • 3021

      #3
      رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

      علمه - عليه السلام – بما في النفس


      هذا أمر قد جرينا عليه

      محمد بن يعقوب : عن علي بن محمد ، عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردي ، عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى ابن جعفر قال : ضاق بنا الامر ، فقال لي أبى : امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل : يعنى أبا محمد - عليه السلام - ، فإنه قد وصف عنه سماحة ، فقلت : تعرفه ؟ فقال : ما أعرفه ولا رايته قط ، قال : فقصدناه فقال لي أبى وهو في طريقه : ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم : مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدقيق ومائة - درهم - للنفقة . فقلت في نفسي : ليته أمر لي بثلاث مائة درهم : مائة أشتري بها حمارا ومائة للنفقة ومائة للكسوة وأخرج إلى الجبل ، قال : فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال : يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه ، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي : - يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت ؟ - فقال : يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال . فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه ، فناول أبى صرة فقال : هذه خمسمائة درهم : مائتان للكسوة ومائتان للدقيق ومائة للنفقة ، و أعطاني صرة فقال : هذه ثلاث مائة درهم : اجعل مائة في ثمن حمار و مائة للكسوة ومائة للنفقة ، ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء ، فصار إلى سوراء وتزوج بامرأة ، فدخله اليوم ألف دينار ، ومع هذا يقول بالوقف ، فقال محمد بن إبراهيم : فقلت له : ويك أتريد أمرا أبين من هذا ؟ ! قال : فقال : هذا أمر قد جرينا عليه .

      معنى الوليجة

      عنه : عن علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله ، عن إسحاق بن محمد النخعي قال : حدثني سفيان بن محمد الضبعي قال : كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله عن الوليجة ، وهو قول الله تعالى : - ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة - فقلت في نفسي - لافى الكتاف - : من ترى المؤمنين هيهنا ؟ فرجع الجواب - الوليجة الذي يقام دون ولى الامر ، وحدثتك نفسك عن المؤمنين : من هم في هذا الموضع ؟ فهم الأئمة الذين يؤمنون على الله فيجيز أمانهم - .

      دواء للحمى

      محمد بن يعقوب : باسناده السابق ، عن إسحاق قال : حدثني الحسن بن ظريف قال : اختلج في صدري مسالتان أردت الكتاب فيهما إلى أبى محمد - عليه السلام - ، فكتبت أساله عن القائم - عليه السلام - إذا قام بما يقضى ، وأين مجلسه الذي يقضى فيه بين الناس ؟ وأردت أن أساله عن شئ لحمى الربع فأغفلت خبر الحمى ، فجاء الجواب : - سالت عن القائم وإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود - عليه السلام - لا يسال البينة ، وكنت أردت أن تسال لحمى الربع فأنسيت ، فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم ، فإنه يبرأ بإذن الله إن شاء الله : - يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم - فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد - عليه السلام - فأفاق .

      أحدا أحدا فردا

      ابن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني محمد بن الربيع الشائي قال : ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز ، ثم قدمت سر من رأى وقد علق بقلبي شئ من مقالته ، فانى لجالس على باب أحمد بن الخضيب ، إذ أقبل أبو محمد - عليه السلام - من دار العامة يوم الموكب ، فنظر إلى وأشار بسبابته أحدا أحدا فردا فسقطت مغشيا على .

      الماء والدابه

      ابن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني محمد بن القاسم أبو العيناء الهاشمي مولى عبد الصمد بن علي عتاقة قال : كنت أدخل على أبى محمد - عليه السلام - فاعطش وأنا عنده ، فأجله أن أدعو بالماء ، فيقول : - يا غلام اسقه - وربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك ، فيقول : - يا غلام دابته - .

      سهم المرأة المسكينة

      أبو عبد الله بن عياش : بهذا الاسناد ، عن أبي هاشم قال : سئل الفهفكي أبا محمد - عليه السلام - ما بال المرأة المسكينة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين ؟ فقال : إن المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة إنما ذلك على الرجال . فقلت في نفسي : قد كان قيل لي : إن ابن أبي العوجاء سال أبا عبد الله - عليه السلام - عن هذه المسالة ، فاجابه بمثل هذا الجواب ، فاقبل أبو محمد - عليه السلام - على فقال : - نعم هذه مسالة ابن أبي العوجاء ، والجواب منا واحد إذا كان معنى المسالة واحدا ، جرى لاخرنا ما جرى لأولنا ، و أولنا وآخرنا في العلم والامر سواء ، ولرسول الله و أمير المؤمنين - صلوات الله عليهما - فضلهم - .

      دعاء من الإمام العسكري عليه السلام

      أبو عبد الله بن عياش : بهذا الاسناد ، عن أبي هاشم قال : كتب إليه : يعنى أبا محمد - عليه السلام - بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاءا فكتب إليه : ادع بهذا الدعاء : - يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صل على محمد وآل محمد ، و أوسع لي في رزقي ، ومد لي في عمري ، وامنن على برحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل به غيري - . قال : أبو هاشم : فقلت في نفسي : اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك ، فاقبل على أبو محمد - عليه السلام - فقال : - أنت في حزبه وفي زمرته ، إذ كنت بالله مؤمنا ولرسوله مصدقا وبأوليائه عارفا ولهم تابعا ، - فأبشر - ثم أبشر - .

      باب المعروف

      أبو عبد الله بن عياش : بهذا الاسناد قال : سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول : - إن في الجنة لبابا يقال له - المعروف - لا يدخله إلا أهل المعروف - ، فحمدت الله في نفسي وفرحت مما أتكلفه من حوائج الناس ، فنظر إلى أبو محمد - عليه السلام - وقال : - نعم ، قد علمت ما أنت عليه ، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك - .

      فهل بعد الحق إلا الضلال

      أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : حدثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى المعروف بابن الخياط القمي قال : حدثني أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش قال : حدثني أبو القاسم علي بن حبشي بن قوني الكوفي - رضي الله عنه - قال : حدثني العباس بن محمد بن أبي الخطاب قال : خرج بعض بنى البقاح إلى سر من رأى في رفقة يلتمسون الدلالة ، فلما بلغوا بين الحائطين سألوا الاذن فلم يؤذن لهم ، فأقاموا إلى يوم الخميس ، فركب أبو محمد - عليه السلام - ، فقال أحد القوم لصاحبه : إن كان إماما فإنه يرفع القلنسوة عن رأسه ، قال : فرفعها بيده ثم وضعها ، وكانت سنة . فقال بعض بنى البقاح : بينه وبين صاحب له يناجيه : لئن رفعها ثانية لأنظر إلى رأسه هل عليه الإكليل الذي كنت أراه على رأس أبيه الماضي - عليه السلام - مستديرا كدارة القمر ، قال : فرفعها أبو محمد - عليه السلام - ثانية وصاح إلى الرجل القائل ذلك : هلم فانظر ، فهل بعد الحق إلا الضلال ، فانى تصرفون فتيقنوا بالدلالة وانصرفوا غير مرتابين بحمد الله ومنه .

      هذا لله وهذا لكم

      أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : أخبرني أبو الحسين محمد هارون بن موسى بن أحمد قال : حدثنا أبي - رضي الله عنه - قال : حدثنا محمد بن همام قال : حدثني جعفر بن محمد قال : حدثني محمد بن جعفر قال : حدثني أبو نعيم قال : وجهت المفوضة كامل بن إبراهيم المزني إلى أبى محمد الحسن بن علي - عليه السلام - يباحثون أمره . قال كامل بن إبراهيم : فقلت في نفسي : أساله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي ، فلما دخلت على سيدي أبى محمد - عليه السلام - نظرت إلى ثياب بيضاء ناعمة عليه ، فقلت في نفسي : ولى الله و حجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان وينهاها عن لبس مثله . فقال - عليه السلام - متبسما : يا كامل بن إبراهيم - وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن - فقال : - يا كامل هذا لله عز وجل وهذا لكم - ، فخجلت .

      إذا كانت لك حاجة فلا تستحى

      السيد المرتضى : عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري - رض - قال : كنت عند أبي محمد - عليه السلام - وكنت في ضيق وأردت أن أطلب منه شيئا فاستحيت ، فلما صرت إلى منزلي وجه إلى بمائة دينار وكتب إلى : - إذا كانت لك حاجة فلا تستحى ولا تحتشم ، واطلبها فإنك ترى ما تحب إن شاء الله تعالى - .محمد بن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق ، عن أبي هاشم قال : كنت مضيقا فأردت أن أطلب منه : يعنى أبا محمد - عليه السلام - دنانير في الكتاب ، فاستحييت ، فلما صرت إلى منزلي وجه إلى بمائة دينار وكتب إلى : - إذا كانت لك حاجة فلا تستحى ولا تحتشم واطلبها ، فإنك ترى ما تحب إن شاء الله - . ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال : حدثني أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر قالا : حدثنا أبو هاشم قال : كنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي ، فاستحييت ، فلما صرت إلى منزلي وجه مائة دينار وكتب إلى : - إذا كانت لك حاجة فلا تستحى ولا تحتشم و اطلبها ، فإنك ترى ما تحب - . قال : وكان أبو هاشم حبس مع أبي محمد - عليه السلام - ، كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنه ثمان وخمسين و مائتين .هل يحتلم الإمام؟السيد المرتضى : عن بعض أصحابه - عليه السلام - قال : كتبت إليه - عليه السلام - : هل يحتلم الامام ؟ وقلت في نفسي بعد نفود الكتاب : الاحتلام شيطنة وقد أعاذ الله أولياءه من ذلك ، فوقع - صلوات الله عليه - : - حال - الأئمة في النوم مثل حالهم في اليقظة ، لا يغير النوم شيئا منهم ، وقد أعاذ الله أولياءه من زلة الشيطان كما حدثتك نفسك - ، قال الله تعالى : - إن عبادي ليس لك عليهم سلطان - .محمد بن يعقوب : باسناده، عن إسحاق ، عن الأقرع قال : كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله عن الامام هل يحتلم ؟ وقلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب : الاحتلام شيطنة وقد أعاذ الله تبارك وتعالى أولياءه من ذلك ، فورد الجواب : - حال الأئمة في المنام حالهم في اليقظة ، لا يغير النوم منهم شيئا ، وقد أعاذ الله أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك - .

      المنافق والقلنسوة

      السيد المرتضى : عن علي بن محمد بن الحسن قال : خرج السلطان يريد البصرة ، فخرج أبو محمد - عليه السلام - يشيعه ، فنظرنا إليه ماضيا معه - وكنا جماعة من شيعته - ، فجلسنا بين الحائطين ننتظر رجوعه ، فلما رجع - عليه السلام - وقف علينا ، ثم مد يده إلى قلنسوته فاخذها عن رأسه وأمسكها بيده ، وأمر بيده الأخرى على رأسه وضحك في وجه رجل منافق ، فقال الرجل مبادرا : أشهد أنك حجة الله وخيرته ، فسألناه ما شأنك ؟ فقال : كنت شاكا فيه وقلت في نفسي : إن رجع وأخذ في الطريق قلنسوته عن رأسه قلت بإمامته .

      الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا

      الكشي : عن أبي على أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال : حدثني إسحاق بن محمد بن أبان البصري قال : حدثني محمد بن الحسن بن شمون أنه قال : كتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أشكوا إليه الفقر ، ثم قلت في نفسي : أليس قال أبو عبد الله - عليه السلام - : - الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا ، والقتل معنا خير من الحياة مع عدون - ، فرجع الجواب : - إن الله عز وجل يمحص أوليائنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر ، وقد يعفو عن كثير ، وهو كما حدثتك نفسك : الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا ، ونحن كهف لمن التجأ إلينا ونور لمن استحضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا ، من أحبنا كان معنا في السنام الاعلى ومن انحرف عنا فإلى النار - . قال : قال أبو عبد الله - عليه السلام - : - تشهدون على عدوكم بالنار ولا تشهدون لوليكم بالجنة ! ما يمنعكم من ذلك إلا الضعف - . وقال محمد بن الحسن : لقيت من علة عيني شدة ، فكتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أساله أن يدعو لي ، فلما نفذ الكتاب قلت في نفسي : ليتني كنت سألته أن يصف لي كحلا أكحلها ، فوقع بخطه : - يدعو لي بسلامتها إذ كانت إحديهما ذاهبة - ، وكتب بعده : - أردت أن أصف لك كحلا عليك بصبر مع الإثمد وكافورا وتوتيا ، فإنه يجلو ما فيها من الغشا وييبس الرطوبة - ، قال : فاستعملت ما أمرني به فصحت والحمد لله . 

      الكتمان أو القتل

      الراوندي : قال : روى عن محمد بن عبد العزيز البلخي قال : أصبحت يوما فجلست في شارع الغنم ، فإذا بابى محمد - عليه السلام - قد أقبل من منزله يريد دار العامة ، فقلت في نفسي : إن صحت يا أيها الناس هذا حجة الله عليكم فاعرفوه يقتلوني ؟ فلما دنا منى أوما إلى بإصبعه السبابة على فيه أن اسكت ! ، ورايته تلك الليلة يقول : - إنما هو الكتمان أو القتل ، فاتق الله على نفسك - . القرآن أهو مخلوق أم غير مخلوقالراوندي وغيره : قال الراوندي : قال أبو هاشم : قلت في نفسي : أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمد - عليه السلام - في القران ، أهو مخلوق أم غير مخلوق ؟ والقرآن سوى الله ، فاقبل على فقال : - أما بلغك ما روى عن أبي عبد الله - عليه السلام - لما نزلت - قل هو الله أحد - خلق لها أربعة آلاف جناح ، فما كانت تمر بملا من الملائكة إلا خشعوا لها ، وقال : هذه نسبة الرب تبارك وتعالى - . 

      يغفر الذنوب جميعا

      الراوندي : قال : قال أبو هاشم : سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول : - إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا لا يخطر على بال العباد ، حتى يقول أهل الشرك - والله ربنا ما كنا مشركين - ، فذكرت في نفسي حديثا حدثني به رجل من أصحابنا من أهل مكة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قر - إن الله يغفر الذنوب جميع - ، فقال الرجل : ومن أشرك ؟ فأنكرت ذلك وتنمرت الرجل ، وأنا أقول في نفسي ، إذ أقبل على فقال : - إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - بئسما قال ذلك الرجل وبئسما روى ! - . لله الامرالراوندي : قال : قال أبو هاشم : سال محمد بن صالح الأرمني أبا محمد - عليه السلام - عن قوله تعالى : - لله الامر من قبل ومن بعد - فقال - عليه السلام - : - له الامر من قبل أن يأمر به وله الامر من بعد أن يأمر به بما يشاء - ، فقلت في نفسي : هذا قول الله : - ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين - ، فاقبل على فقال : - هو كما أسررت في نفسك - ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين - قلت : أشهد أنك حجة الله وابن حجته في خلقه . 

      صياغة الخاتم

      الراوندي : قال : قال أبو هاشم : ما دخلت قط على أبى الحسن وأبى محمد - عليهما السلام - إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا ، فدخلت على أبى محمد - عليه السلام - وأنا أريد أن أساله ما أصوغ به خاتما أتبرك به ، فجلست وانسيت ما جئت له ، فلما أردت النهوض رمى إلى بخاتم وقال : - أردت فضة فأعطيناك خاتما ، وربحت الفص والكراء هناك الله - . ابن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبى محمد - عليه السلام - يوما وأنا أريد أن أساله ما أصوغ به خاتما أتبرك به ، فجلست وانسيت ما جئت له ، فلما ودعته ونهضت رمى إلى بالخاتم فقال : - أردت فضة فعطيناك خاتما ، فربحت الفص والكراء هناك الله يا أبا هاشم - ، فقلت : يا سيدي أشهد أنك ولى الله وإمامي الذي أدين الله بطاته ، فقال : - غفر الله لك يا أبا هاشم - . ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال : حدثني أحمد بن محمد بن يحيى ، عن عبد الله بن جعفر قال : دخلت على أبى محمد - عليه السلام - وأنا أريد أن أساله فصا أصوغ به خاتما أتبرك به ، فجلست وانسيت ما جئت له ، فلما ودعته ونهضت رمى إلى بخاتم فقال : - أردت فضة فأعطيناك خاتما ، وربحت الفص والكراء هناك الله يا أبا هاشم - ، فتعجبت من ذلك فقلت : يا سيدي إنك ولى الله و إمامي الذي أدين الله بفضله وطاعته ، فقال : - غفر الله لك يا أبا هاشم - . 

      عظم شان آل محمد - صلى الله عليه وآله

      الراوندي : قال : قال أبو هاشم : أنه سأله عن قوله تعالى : - ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق الخيرات - قال - عليه السلام - : كلهم من آل محمد - صلى الله عليه وآله - ، - الظالم لنفسه - : الذي لا يقر بالامام و - المقتصد - : العارف بالامام و - السابق بالخيرات - : الامام ، فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد - صلى الله عليه وآله - وبكيت ، فنظر إلى وقال : - الامر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شان آل محمد - صلى الله عليه وآله - ، فاحمد الله أن جعلك متمسكا بحبلهم ، تدعى يوم القيامة بهم ، إذا دعى كل أناس بامامهم إنك على خير - . 

      حدود الربا

      الراوندي : قال : قال أبو هاشم : دخل الحجاج بن سفيان العبدي على أبى محمد - عليه السلام - فسأله عن المبايعة ، فقال له : ربما بايعت الناس فواضعتهم المواضعة إلى الأصل . قال : - لا باس ، الدينار بالدينارين ، إن منها خرزة - ، فقلت في نفسي : هذا شبه ما يفعله المربيون ، فالتفت إلى فقال : - إنما الربا الحرام ما قصد به - إلى - الحرام ، فإذا جاوز حدود الربا وزوى عنه فلا باس ، الدينار بالدينارين يدا بيد ، ويكره أن لا يكون بينهما شئ يوقع عليه البيع - . الامر أعجب مما عجبت منهثاقب المناقب : عن أبي هاشم قال : كنت عنده فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله تعالى : - وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم - الآية قال : - ثبتوا المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ومن رازقة - ، قال أبو هاشم : فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليه من جزيل ما حمله ، فاقبل أبو محمد - عليه السلام - على وقال : - الامر أعجب مما عجبت منه ، يا أبا هاشم وأعظم ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله ومن أنكرهم أنكر الله ، ولا يكون مؤمن حتى يكون بولايتهم مصدقا وبمعرفتهم موقن - . 

      يمحو الله ما يشاء

      ثاقب المناقب : عن أبي هاشم قال : سال محمد بن صالح الأرمني أبا محمد - عليه السلام - عن قول الله : - يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب - فقال - عليه السلام - : - هل يمحو إلا ما كان وهل يثبت إلا ما لم يكن ؟ - فقلت في نفسي : هذا خلاف قول هشام إنه لا يعلم بالشئ حتى يكون ، فنظر إلى أبو محمد - عليه السلام - وقال : - تعالى الجبار العالم بالأشياء قبل كونها ، الخالق إذ لا مخلوق ، والرب إذ لا مربوب ، والقادر قبل المقدور عليه - فقلت : أشهد أنك حجة الله ووليه بقسط ، وأنك على منهاج أمير المؤمنين - عليه السلام - . الراوندي : قال : قال أبو هاشم : سأله محمد ابن صالح الأرمني عن قوله تعالى - يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب - فقال : - هل يمحو إلا ما كان ؟ وهل يثبت إلا ما لم يكن ؟ - فقلت في نفسي : هذا خلاف قول هشام بن الحكم : إنه لا يعلم بالشئ حتى يكون ، فنظر إلى فقال : - تعالى الجبار الحاكم العالم بالأشياء قبل كونه - ، قلت : أشهد أنك حجة الله . ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شئثاقب المناقب : عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول : - من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل : ليتني لا أواخذ إلا بهذ - ، فقلت في نفسي : إن هذا لهو الدقيق ، وقد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شئ ، فاقبل - عليه السلام - على وقال : - صدقت يا أبا هاشم نعم ما حدثتك به نفسك ، فان الاشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء ، ومن دبيب الذر على الشبح الأسود . أبو عبد الله بن عياش : بهذا الاسناد ، عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمد - عليه السلام - يقول : - من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أو اخذ إلا بهذ - ، فقلت في نفسي : إن هذا لهو الدقيق وقد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسية كل شئ ، فاقبل على أبو محمد - عليه السلام - فقال : - صدقت يا أبا هاشم الزم ما حدثتك به نفسك ، فان الاشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الأسود - . ابن عم ينازعه في الإمامةثاقب المناقب : عن يحيى بن المرزبان قال : التقيت مع رجل فأخبرني أنه كان له ابن عم ينازعه في الإمامة والقول في أبى محمد - عليه السلام - وغيره ، فقلت : لا أقول به إلا إذا أرى منه علامة ، فوردت العسكر في حاجة ، فاقبل أبو محمد - عليه السلام - فقلت في نفسي متعنتا : إن مد يده إلى رأسه وكشفه ثم نظر إلى ورده قلت به فلما حاذاني مد يده إلى رأسه والقلنسوة فكشفها ، ثم برق عينيه في ثم ردها وقال : - يا يحيى ما فعل ابن عمك الذي ينازعك في الإمامة ؟ - فقلت : خلفته صالحا ، فقال : لا تنازعه ثم مضى . رد على ابن عمك مالهثاقب المناقب : عن ابن الفرات قال : كان لي على ابن عم لي عشرة آلاف درهم ، فكتبت إلى أبى محمد - عليه السلام - أشكو إليه وأساله الدعاء ، وقلت في نفسي : لا أبالي أن يذهب مالي بعد أن أهلكه الله تعالى قال : فكتب إلى : - إن يوسف - عليه السلام - شكا إلى ربه السجن فأوحى الله إليه : أنت اخترت لنفسك ذلك حيث قلت : - رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه - ولو سألتني أن أعافيك لعافيتك ، إن ابن عمك لراد عليك مالك ، وهو ميت بعد جمعة - . قال : فرد على ابن عمى مالي ، فقلت : ما بدا لك في رده وقد منعتني إياه ؟ قال : رأيت أبا محمد - عليه السلام - في المنام فقال لي : - إن أجلك قد دنا ، فرد على ابن عمك ماله - . 

      العشرون دينار

      ثاقب المناقب : قال أبو القاسم بن إبراهيم بن محمد المعروف بابن الحربي قال : خرج أبى من المدينة فأردت قصده ، ولم أعلم في أي طريق أخذ ، فقلت : ليس إلا الحسن بن علي - عليهما السلام - ، فقصدته بسر من رأى وقد دنوت من بابه وهو مغلق ، فقعدت انتظارا لداخل أو خارج ، فسمعت قرع الباب وكلام جارية من خلف الباب . فقالت : يا بن إبراهيم بن محمد إن مولاي يقرئك السلام - ومعها صرة فيها عشرون دينارا - ويقول : - هذه بلغتك إلى أبيك - فأخذت الصرة وقصدت الجبل ، وظفرت بابى بطبرستان ، وكان بقي من الدنانير دينار واحد ، فدفعته إليه وقلت : هذا ما أنفذه إليك مولاك ، وذكرت له القصة . 

      بل عباد مكرمون

      ابن شهرآشوب : عن إدريس بن زياد الكفرتوثائى قال : كنت أقول فيهم قولا عظيما ، فخرجت إلى العسكر للقاء أبى محمد - عليه السلام - ، فقدمت وعلى أثر السفر ووعثاؤه ، فألقيت نفسي على دكان حمام فذهب بي النوم ، فما انتبهت إلا بمقرعة أبى محمد - عليه السلام - قد قرعني بها حتى استيقظت فعرفته - عليه السلام - ، فقمت قائما اقبل قدمه وفخذه ، وهو راكب والغلمان من حوله ، فكان أول ما تلقاني به أن قال : يا إدريس - بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون - فقلت : حسبي يا مولاي وإنما جئت أسألك عن هذا ، قال : فتركني ومضى .

       أكل البطيخ

      ابن شهرآشوب : عن محمد بن صالح الخثعمي قال : عزمت أن أسال في كتابي إلى أبى محمد - عليه السلام - عن أكل البطيخ على الريق وعن صاحب الزنج فنسيت ، فورد على جوابه : - لا تأكل البطيخ على الريق فإنه يورث الفالج ، وصاحب الزنج ليس منا أهل البيت - .

       خبر القلنسوه

      الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته : باسناده عن محمد بن ميمون الخراساني قال : قدمت من خراسان أريد سر من رأى للقاء مولاي أبى محمد الحسن - عليه السلام - ، فصادفت بغلته - صلوات الله عليه - ، وكانت الاخبار عندنا صحيحة أن الحجة والامام من بعده سيدنا محمد المهدى - عليه أفضل الصلاة والسلام - ، فصرت إلى إخواننا المجاورين له ، فقلت لهم : أريد الوصول إلى أبى محمد - عليه السلام - ، فقالوا : هذا يوم ركوبه إلى دار المعتز ، فقلت : أقف له في الطريق فلست أخلوا من دلالة بمشيئة الله وعونه ، ففاتني وهو ماض ، فوقفت على ظهر دابتي حتى رجع - وكان يوما شديد الحر - ، فتلقيته فأشار إلى بطرفه ، فتأخرت وصرت وراءه ، وقلت في نفسي : اللهم إنك تعلم أنى أؤمن وأقر بأنه حجتك على خلقك وأن مهدينا من صلبه ، فسهل لي دلالة منه تقربها عيني وينشرح بها صدري ، فانثنى إلى وقال لي : - يا محمد بن ميمون قد أجيبت دعوتك - ، فقلت : لا إله إلا الله قد علم سيدي ما ناجيت ربى به في نفسي ، ثم قلت طمعا في الزيادة - وقد صرت معه إلى الدار ، ودخلت وتركت بين يديه إلى الدهليز ، فوقفت وهو راكب ووقفت بين يديه وقلت - : إن كان يعلم ما في نفسي فيأخذ القلنسوة من رأسه ، قال : فمد يده فاخذها وردها ، فوسوست لي نفسي لعله اتفاق ، وأنه حميت عليه القلنسوة فاخذها ووجد حر الشمس فردها ، فإن كان أخذها لعلمه بما في نفسي فليأخذها ثانية ويضعها على قربوس سرجه ، فاخذها فوضعها على القربوس ، فقلت : فليردها ، فردها على رأسه ، فقلت : لا إله إلا الله أيكون هذا الاتفاق مرتين ، اللهم إن كان هو الحق فليأخذها ثالثة فيضعها على قربوس سرجه فيردها مسرعا ، فاخذها ووضعها على القربوس وردها مسرعا على رأسه ، وصاح : - يا محمد بن ميمون إلى كم ؟ - فقلت : حسبي يا مولاي . 

      قصة سرقة النبي يوسف عليه السلام

      الراوندي : قال : روى سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن داود بن القاسم الجعفري قال : سال أبا محمد - عليه السلام - عن قوله تعالى : - إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل - رجل من أهل قم ، وأنا عنده حاضر ، فقال - عليه السلام - : - ما سرق يوسف ، إنما كان ليعقوب منطقة ورثها من إبراهيم - عليه السلام - وكانت تلك المنطقة لا يسرقها أحد إلا استعبد ، وكان إذا سرقها إنسان نزل جبرئيل - عليه السلام - فأخبره بذلك ، فأخذت منه ، واخذ عبدا ، وإن المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق بن إبراهيم ، وكانت سمية أم إسحاق ، وإن سارة هذه أحبت يوسف وأرادت أن تتخذه ولدا لنفسها ، وإنها أخذت المنطقة فربطتها على وسطه ، ثم سدلت عليه سرباله ، ثم قالت ليعقوب : إن المنطقة قد سرقت ، فاتاه جبرئيل - عليه السلام - فقال : يا يعقوب إن المنطقة مع يوسف ، ولم يخبره بخبر ما صنعت سارة لما أراد الله . فقام يعقوب إلى يوسف ففتشه - وهو يومئذ غلام يافع - واستخرج المنطقة ، فقالت سارة بنت إسحاق : منى سرقها يوسف فانا أحق به ، فقال لها يعقوب : فإنه عبدك على أن لا تبيعيه ولا تهبيه . قالت : فانا أقبله على أن لا تأخذه منى وأعتقه الساعة . فأعطاها إياه فاعتقته ، فلذلك قال إخوة يوسف : - إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل - - . قال أبو هاشم : فجعلت أجيل هذا في نفسي وافكر فيه وأتعجب من هذا الامر مع قرب يعقوب من يوسف ، وحزن يعقوب عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم والمسافة قريبة ! فاقبل على أبو محمد - عليه السلام - فقال : - يا أبا هاشم تعوذ بالله مما جرى في نفسك من ذلك ، فان الله - تعالى - لو شاء أن يرفع الساتر من الأعلى ما بين يعقوب ويوسف حتى كانا يتراءيان فعل ، ولكن له أجل هو بالغه ، ومعلوم ينتهى إليه كل ما كان من ذلك ، فالخيار من الله لأوليائه - . 

      Comment

      • راية اليماني
        مشرف
        • 05-04-2013
        • 3021

        #4
        رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

        أوقات الصلوات وصفات الشيعة

        الحضيني في هدايته: باسناده ، عن عيسى بن مهدي الجوهري قال : خرجت أنا والحسين بن غياث ، والحسن بن مسعود والحسين بن إبراهيم وأحمد بن حسان ، وطالب بن إبراهيم بن حاتم ، والحسن بن محمد بن سعيد ، ومحمد بن أحمد بن الخضيب من جنبلاء إلى سر من رأى في سنة سبع وخمسين ومائتين ، فعدنا من المدائن إلى كربلاء ، فزرنا أبا عبد الله عليه السلام في ليلة النصف من شعبان ، فتلقتنا إخواننا المجاورين لسيدنا أبى الحسن وأبى محمد عليهما السلام بسر من رأى ، وكنا خرجنا للتهنئة بمولد المهدى عليه السلام ، فبشرنا إخواننا بان المولود كان قبل طلوع الفجر يوم الجمعة ، فقضينا زيارتنا ودخلنا بغداد ، فزرنا أبا الحسن موسى وأبا جعفر الجواد محمد بن علي عليهم السلام ، وصعدنا إلى سر من رأى . فلما دخلنا على سيدنا أبى محمد الحسن عليه السلام بدانا بالتهنئة قبل أن نبدأه بالسلام ، فجهرنا بالبكاء بين يديه ونحن نيف وسبعون رجلا من أهل السواد ، فقال : إن البكاء من السرور من نعم الله مثل الشكر لها ، فطيبوا نفسا وقرو عينا ، فوالله إنكم لعلى دين الله الذي جاءت به الملائكة والكتب ، وإنكم كما قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله : إياكم أن تزهدوا في فقراء الشيعة ، فان لفقيرهم المحسن المتقى عند الله يوم القيامة شفاعة يدخل فيها مثل ربيعة ومضر ، فإذا كان هذا من فضل الله عليكم وعلينا فيكم فأي شئ بقي لكم ؟ فقلنا بأجمعنا : الحمد لله والشكر لكم يا ساداتنا ، فبكم بلغنا هذه المنزلة فقال : بلغتموها بالله وبطاعتكم له واجتهادكم في عبادته وموالاتكم أوليائه ومعاداتكم أعدائه . فقال عيسى بن مهدي الجوهري : فاردنا الكلام والمسألة ، فقال لنا قبل السؤال : فيكم من أضمر مسألتي عن ولدى المهدى عليه السلام وأين هو وقد استودعته لله كما استودعت أم موسى عليه السلام ابنها ، حيث قذفته في التابوت فالقته في اليم إلى أن رده الله إليه ، فقالت طائفة منا : أي والله يا سيدنا لقد كانت هذه المسالة في أنفسنا ، قال عليه السلام : وفيكم من أضمر مسألتي عن الاختلاف بينكم وبين أعداء الله وأعدائنا من أهل القبلة والاسلام ، فانى منبئكم بذلك فافهموه ، فقالت طائفة أخرى : والله يا سيدنا لقد أضمرنا ذلك . فقال : إن الله عز وجل أوحى إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله إني خصصتك وعليا وحججي منه إلى يوم القيامة وشيعتكم بعشر خصال : صلاة إحدى وخمسين ، وتعفير الجبين ، والتختم باليمين ، والاذان والإقامة مثنى مثنى ، وحى على خير العمل ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في السورتين ، والقنوت في ثاني كل ركعتين ، وصلاة العصر والشمس بيضاء نقية ، وصلاة الفجر مغلسة ، وخضاب الرأس واللحية بالوسمة . فخلفنا من أخذ حقنا وحزبه الضالون ، فجعلوا صلاة التراويح في شهر رمضان عوضا من صلاة الخمسين في كل يوم وليلة ، وكتف أيديهم على صدورهم في الصلاة وضامن تعفير الجبين ، والتختم باليسار عوضا عن التختم باليمين ، والإقامة فرادى خلافا على مثنى ، والصلاة خير من النوم خلافا على حي على خير العمل ، والاخفات في بسم الله الرحمن الرحيم في السورتين خلافا على الجهر ، وآمين بعد ولا الضالين عوضا عن القنوت ، وصلاة العصر والشمس صفراء كشحم البقر الأصفر خلافا على بيضاء نقية ، وصلاة الفجر عند تماحق النجوم خلافا على صلاتها مغلسة ، وهجر الخضاب والنهى عنه خلافا على الامر به واستعماله ، فقال أكثرنا : فرجت همنا يا سيدنا قال عليه السلام : نعم ، وفي أنفسكم ما لم تسألوا عنه وأنا أنبئكم عنه : وهو التكبير على الميت ، كيف يكون كبرنا خمسا وكبر غيرنا أربعا ؟ فقلنا : نعم يا سيدنا هذا مما أردنا أن نسأل عنه . فقال عليه السلام : أول من صلى عليه من المسلمين عمنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ، فإنه قتل قلق رسول الله صلى الله عليه وآله وحزن وعدم صبره وعزاوه على عمه حمزة ، فقال وكان قوله حقا : لأقتلن بكل شعرة من عمى حمزة سبعين رجلا من مشركي قريش ، فأوحى الله إليه وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ، وإنما أحب الله جل اسمه أن يجعل ذلك سنة في المسلمين ، لأنه لو قتل بكل شعرة من عمه حمزة سبعين رجلا من المشركين ما كان في قتله حرج ، وأراد دفنه وأحب أن يلقى الله مضرجا بدمائه ، وكان قد أمر الله أن تغسل موتى المؤمنين و المسلمين ، فدفنه بثيابه ، فكان سنة في المسلمين أن لا يغسل شهيدهم ، وأمره الله أن يكبر عليه خمس وسبعين تكبيرة ويستغفر له ما بين كل تكبرتين منها ، فأوحى الله إليه إني قد فضلت حمزة بسبعين تكبيرة لعظمه عندي وبكرامته على ، ولك يا محمد فضل على المسلمين وكبر خمس تكبيرات على كل مؤمن ومؤمنة ، فانى أفرض عليك وعلى أمتك خمس صلوات في كل يوم وليلة والخمس تكبيرات عن خمس صلوات الميت في يومه وليلته أزوده ثوابها وأثبت له أجره فقام رجل منا وقال : يا سيدنا فمن صلى الأربعة ؟ فقال : ماكبرها تيمي ولا عدوى ولا ثالثهما من بنى أمية ولا ابن هند لعنهم الله ، وأول من كبرها وسنها فيهم طريد رسول الله صلى الله عليه وآله فان طريده مروان بن الحكم ، لان معاوية وصى ابنه يزيد لعنهم الله بأشياء كثيرة ، منها أن قال له: إني خائف عليك يا يزيد من أربعة : عمر بن عثمان ومروان بن الحكم و عبد الله بن الزبير والحسين بن علي عليهما السلام ، ويلك يا يزيد منه . فاما مروان فإذا مت وجهزتموني ووضعتموني على نعشي للصلاة ، فسيقولون لك تقدم فصل على أبيك ، فقل : ما كنت لأعصي أمره أمرني أن لا يصلى عليه إلا شيخ بنى أمية وهو عمى مروان بن الحكم ، فقدمه وتقدم إلى ثقات موالينا يحملوا سلاحا مجردا تحت أثوابهم ، فإذا تقدم للصلاة وكبر أربع تكبيرات واشتغل بدعاء الخامسة فقبل أن يسلم فيقتلوه ، فإنك تراح منه وهو أعظمهم عليك ، فنم الخبر إلى مروان فأسرها في نفسه ، وتوفى معاوية وحمل إلى سريره جعل للصلاة . فقالوا ليزيد : تقدم ، فقال لهم : ما وصاه أبوه معاوية ، فقدموا مروان ، فكبر أربعا وخرج عن الصلاة قبل الدعاء الخامسة ، فاشتغل الناس إلى أن كبروا الخامسة وأفلت مروان بن الحكم لعنه الله ، وسنوا وبقى أن التكبير على الميت أربع تكبيرات لئلا يكون مروان مبدع ، فقال قائل منها : يا سيدنا فهل يجوز لنا أن نكبر أربعا تقية ؟ فقال عليه السلام : هي خمس لا تقية فيها : وإنا لا نتقي في التكبير خمسا على الميت والتعقيب في دبر كل صلاة وتربيع القبور وترك المسح على الخفين وشرب المسكر فقام ابن الخليل القيسي فقال : يا سيدنا الصلوات الخمس أوقاتها سنة من رسول الله صلى الله عليه وآله أو منزلة في كتاب الله تعالى ؟ فقال عليه السلام : يرحمك الله ما استن رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ما أمره الله به ، فاما أوقات الصلاة فهي عندنا أهل البيت كما فرض الله على رسوله ، وهي إحدى وخمسون ركعة في ستة أوقات أبينها لكم في كتاب الله عز وجل في قوله : وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ، وطرفاه صلاة الفجر وصلاة العصر ، والزلف من الليل ما بين العشائين ، وقوله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء بين صلاة الفجر وحد صلاة الظهر وبين صلاة العشاء الآخرة ، لأنه لا يضع ثيابه للنوم إلا بعدها إلى أن قال ثم قال تعالى : أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل فأكد بيان الوقت وصلاة العشاء من أنها في غسق الليل وهي سواده ، فهذه أوقات الصلوات الخمس ، ثم أمر بصلاة الوقت السادس وهو صلاة الليل ، فقال عز وجل : يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيل ، وبين النصف في الزيادة فقال عز وجل : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه إلى آخر الآية ، فأنزل تبارك وتعالى فرض الوقت السادس مثل الأوقات الخمسة ، ولولا ثمان ركعات من صلاة الليل لما تمت إحدى وخمسون ركعة ، فضججنا بين يديه عليه السلام بالشكر والحمد على ما هدانا إليه، فقال عليه السلام : زيدوا في الشكر تزدادوا في النعم . قال الحسين بن حمدان : لقيت هؤلاء النيف وا لسبعون رجلا وسألتهم عما حدثني به عيسى بن مهدي الجوهري ، فحدثوني به جميعا ، ولقيت بالعسكر مولى لأبي جعفر الثاني عليه السلام ، ولقيت الريان مولى الرضا عليه السلام وكل يروى ما روته الرجال . 

        Comment

        • راية اليماني
          مشرف
          • 05-04-2013
          • 3021

          #5
          رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

          في الإمام المهدي (ع)
          اشتياق حكيمة للإمام المهدي(ع)

          الشيخ أبو جعفر الطوسي في الغيبة : قال : أخبرني ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار محمد بن الحسن القمي ، عن أبي عبد الله المطهري ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليه السلام في حديث ميلاد القائم عليه السلام قال : فلما كان بعد ثلاث من ميلاد القائم عليه السلام اشتقت إلى ولى الله ، فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها فلم أر أثرا ولا سمعت ذكرا فكرهت أن أسال ، فدخلت على أبى محمد عليه السلام فاستحييت أن أبداه بالسؤال ، فبدأني فقال : هو يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى يأذن الله له ، وإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فاخبري الثقات منهم ، وليكن عندك وعندهم مكتوما ، فان ولى الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده ، فلا يراه أحد حتى يقدم له جبرئيل عليه السلام فرسه ليقضى الله أمرا كان مفعولا .

           الأرض لا تخلو من حجة

          السيد المرتضى : عن أحمد بن إسحاق بن مصقلة قال : دخلت على أبى محمد عليه السلام فقال لي : يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب ؟ قلت : لما ورد الكتاب بخبر مولد سيدنا عليه السلام لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق ، قال عليه السلام : أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى . 

          قضاء الإمام المهدي(ع)

          محمد بن يعقوب : باسناده السابق ، عن إسحاق قال : حدثني الحسن بن ظريف قال : اختلج في صدري مسالتان أردت الكتاب فيهما إلى أبى محمد عليه السلام ، فكتبت أساله عن القائم عليه السلام إذا قام بما يقضى ، وأين مجلسه الذي يقضى فيه بين الناس ؟ وأردت أن أساله عن شئ لحمى الربع فأغفلت خبر الحمى ، فجاء الجواب : سالت عن القائم وإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه السلام لا يسال البينة ، وكنت أردت أن تسال لحمى الربع فأنسيت ، فاكتب في ورقة وعلقه على المحموم ، فإنه يبرأ بإذن الله إن شاء الله : يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد عليه السلام فأفاق . هدم المنار والمقاصير في المساجدأبو عبد الله بن عياش : قال : وحدثنا أحمد بن محمد ابن يحيى قال : حدثنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا أبو هاشم قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فقال : إذا خرج القائم أمر بهدم المنار والمقاصير التي في المساجد ، فقلت في نفسي : لأي معنى هذا ؟ قال : فاقبل على وقال : معنى هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي ولا حجة .

           إخباره بالليلة التي ولد فيها ابنه القائم عليهما السلام

          أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله قال : حدثني محمد بن إسماعيل الحسنى  ، عن حكيمة ابنة محمد بن علي الرضا عليهما السلام أنها قالت : قال لي الحسن بن علي العسكري عليه السلام ذات ليلة أو ذات يوم : أحب أن تجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنه يحدث في هذه الليلة أمر ، فقلت : وما هو ؟ قال : إن القائم من آل محمد عليهم السلام يولد في هذه الليلة . 

          إخباره عليه السلام بأم القائم عليه السلام

          أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون قال : حدثني أبي رضي الله عنه قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن أبي نعيم  ، عن محمد بن القاسم العلوي قال : دخلنا جماعة من العلوية على حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى عليهم السلام ، فقالت : جئتم تسألوني عن ميلاد ولى الله ؟ قلنا : بلى والله . قالت : كان عندي البارحة وأخبرني بذلك ، وإنه كانت عندي صبية يقال لها نرجس ، وكنت أربيها من بين الجواري لا يلي تربيتها غيري ، إذ دخل أبو محمد عليه السلام على ذات يوم فبقي يلح النظر إليها ، فقلت : يا سيدي هل لك فيها من حاجة ؟ فقال : إنا معاشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة ، ولكنا ننظر تعجبا إن المولود الكريم على الله يكون منها .
          ورواه في الغيبة قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا محمد بن عبد الله الطهوي ، وذكر الحديث بتغير بعض الألفاظ .

            علمه عليه السلام بليلة مولد القائم عليه السلام ابنه وعلمه عليه السلام بما في النفس

          الشيخ الطوسي في الغيبة : قال : أخبرني ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار محمد بن الحسن القمي ، عن أبي عبد الله المطهري ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا عليه السلام قالت : بعث إلى أبو محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال : يا عمة إجعلي الليلة إفطارك عندي فان الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي . قالت حكيمة : فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي على ، وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبى محمد عليه السلام وهو جالس في صحن داره ، وجواريه حوله ، فقلت : جعلت فداك يا سيدي ! الخلف ممن هو ؟ قال : من سوسن ، فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن . قالت حكيمة : فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة ، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد ، فغفوت غفوة  ثم استيقظت ، فلم أزل متفكرة  فيما وعدني أبو محمد عليه السلام من أمر ولى الله عليه السلام ، فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة ، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر ، فوثبت سوسن فزعة وخرجت فزعة وأسبغت الوضوء ، ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر ، فوقع في قلبي أن الفجر قد قرب ، فقمت لأنظر فإذا بالفجر الأول قد طلع ، فتداخل قلبي الشك من وعد أبى محمد عليه السلام ، فناداني من حجرته لا تشكي فإنك بالامر الساعة قد رايته إن شاء الله تعالى . قالت حكيمة : فاستحييت من أبى محمد عليه السلام ومما وقع في قلبي ، ورجعت إلى البيت وأنا خجلة ، وسيأتي هذا الحديث بطوله وما في معنى ذلك من الأحاديث في ميلاد القائم عليه السلام في الباب الثاني عشر إن شاء الله تعالى .

           خبر أم القائم عليه السلام

          ابن بابويه : باسناده عن محمد بن بحر الشيباني في حديث طويل يذكر فيه خبر أم القائم عليه السلام عن بشر بن سليمان وقد أرسله أبو الحسن الثالث علي بن محمد الهادي عليه السلام إلى شرائها وذكر الحديث إلى أن قال بشر بن سليمان النخاس : فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن عليه السلام في أمر الجارية ، فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا ، وقالت لعمر بن يزيد النخاس : بعني من صاحب هذا الكتاب ، وحلفت بالمحرجة المغلظة إنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها ، فما زلت أشاحه في ثمنها حتى استقر الامر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي عليه السلام من الدنانير في الشنسفة  الصفراء ، فاستوفاه منى وتسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة ، وانصرفت بها إلى حجرتي التي كنت آوى إليها ببغداد ، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها عليه السلام من جيبها وهي تلثمه وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها . فقلت تعجبا منها : أتلثمين كتابا ولا تعرفين صاحبه ؟ قالت : أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني وفرغ لي قلبك ، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم ، وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصى المسيح شمعون ، أنبئك العجب العجيب ، إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة ، فجمع في قصره من نسل الحواريين ومن القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ، ومن ذوي الاخطار سبعمائة رجل ، وجمع من أمراء الأجناد  وقواد العساكر ونقباء الجيوش   وملوك العشائر أربعة آلاف ، وأبرز هو من  بهو   ملكه عرشا مصنوعا من أنواع الجواهر إلى صحن القصر ، فرفعه فوق أربعين مرقاة ، فلما صعد ابن أخيه وأحدقت به الصلبان وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجيل تسافلت الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض ، وتقوضت الأعمدة فانهارت إلى القرار ، وخر الصاعد من العرش مغشيا عليه ، فتغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم . فقال كبيرهم لجدي : أيها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني ، فتطير جدي من ذلك تطيرا  شديدا ، وقال : للأساقفة : أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان واحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لازوج منه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده ، فلما فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الأول ، وتفرق الناس وقام جدي قيصر مغتما ، فدخل قصره وأرخيت الستور ، فأريت في تلك الليلة كان المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا  فيه   منبرا يبارى  السماء علوا وارتفاعا في الموضع الذي كان جدي نصب فيه عرشه ، فدخل عليهم محمد صلى الله عليه وآله مع فتية وعدة من بنيه ، فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول له  : يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا ، وأومى بيده إلى أبى محمد صاحب هذا الكتاب ، فنظر المسيح إلى شمعون فقال له : قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله صلى الله عليه وآله قال : قد فعلت . فصعد ذلك المنبر وخطب محمد صلى الله عليه وآله وزوجني من ابنه  وشهد المسيح عليه السلام وشهد  بنو   محمد صلى الله عليه وآله والحواريون ، فلما استيقظت من نومي أشفقت أن أقص هذه الرويا على أبى وجدي مخافة القتل ، فكنت أسرها في نفسي ولا أبديها لهم ، وضرب بصدري بمحبة أبى محمد عليه السلام حتى امتنعت من الطعام والشراب ، وضعفت نفسي ودق شخصي ومرضت مرضا شديدا ، فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي . فلما برح به الياس قال : يا قرة عيني فهل تخطر ببالك شهوة فأزودكها في هذه الدنيا ؟ فقلت : يا جدي أرى أبواب الفرج على مغلقة ، فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومنيتهم  بالخلاص لرجوت أن يهب المسيح وأمه لي عافية وشفاء ، فلما فعل ذلك  جدي   تجلدت في إظهار الصحة في بدني وتناولت يسيرا من الطعام ، فسر  بذلك   جدي وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم ، فأريت  أيضا بعد أربع ليال كان سيدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف  وصيفة   من وصائف الجنان ، فتقول لي مريم : هذه سيدة النساء أم زوجك أبى محمد عليه السلام ، فأتعلق بها وأبكى وأشكو إليها امتناع أبى محمد من زيارتي . فقالت  لي   سيدة النساء عليها السلام : إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله جل ذكره وعلى مذهب النصارى ، وهذه أختي مريم تبرا إلى الله عز وجل من دينك ، فان ملت إلى رضا الله عز وجل ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبى محمد عليه السلام  إياك  فتقولي : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني سيدة النساء إلى صدرها وطيبت لي نفسي وقالت : الان توقعي زيارة أبى محمد عليه السلام إياك فانى منفذة إليك ، فانتبهت وأنا أقول : وا شوقاه إلى لقاء أبى محمد عليه السلام ، فلما كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمد عليه السلام في منامي ، فرأيته  كأني أقول له : جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك . قال : ما كان تأخيري عنك إلا لشركك وإذ أسلمت فانا زائرك  في   كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان ، فما قطع عنى زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية . قال بشر :  فقلت لها : وكشف وقعت في الأسارى ؟ فقالت : أخبرني أبو محمد عليه السلام ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيوشا إلى قتال المسلمين يوم كذا ثم يتبعهم ، فعليك باللحاق  بهم   متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا ، ففعلت ، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت ، وما شعر أحد باني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك ، وذلك باطلاعي إياك عليه ، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمى فأنكرته وقلت : نرجس ، فقال اسم الجواري . فقلت : العجب إنك رومية ولسانك عربي ؟ قال : بلغ من ولوع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف  إلى   ، فكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية حتى استمر عليها لساني واستقام . قال بشر : فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولانا أبى الحسن العسكري عليه السلام – فقال لها : كيف أراك الله عز الاسلام وذل النصرانية وشرف أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله ؟ قالت : كيف أصف لك يا بن رسول الله ما أنت أعلم به منى ؟ قال : فانى أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم ؟ أم بشرى لك  فيها   شرف الأبد ؟ قالت : بل البشرى ، قال عليه السلام : فأبشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، قالت : ممن ؟ قال عليه السلام ممن خطبك رسول الله صلى الله عليه وآله له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية ، قالت : من المسيح ووصيه ؟ قال : ممن زوجك المسيح ووصيه ، قالت : من ابنك أبى محمد ؟ قال : فهل تعرفينه ؟   قالت :   وهل خلوت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيدة النساء أمه . فقال أبو الحسن عليه السلام : يا كافور ادع لي أختي حكيمة ، فلما دخلت عليه قال عليه السلام لها : ها هي ، فاعتنقتها طويلا وسرت بها كثيرا ، فقال  لها   مولانا : يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبى محمد وأم القائم عليه السلام . ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه : قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني سنة خمس وثمانين وثلاثمائة قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن بحر الرهني الشيباني قال : وردت كربلاء سنة ست وثمانين ومائتين وزرت  قبر   غريب رسول الله صلى الله عليه وآله وساق الحديث بتمامه .   

          Comment

          • راية اليماني
            مشرف
            • 05-04-2013
            • 3021

            #6
            رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

            علمه - عليه السلام – بما يكون

            إخباره عليه السلام بما يكون

            محمد بن يعقوب : عن علي بن محمد ، عن أبي عبد الله ابن صالح ، عن أبيه ، عن أبي على المطهر : أنه كتب إليه سنة القادسية يعلمه انصراف الناس عن المضي إلى الحج ، وأنه يخاف العطش ، فكتب عليه السلام إمضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله فمضوا سالمين ، والحمد لله رب العالمين .
            علمه عليه السلام بما يكون

            محمد بن يعقوب : عن علي بن محمد ، عن علي بن الحسن بن الفضل اليماني قال : نزل بالجعفري من آل جعفر خلق لا قبل له بهم ، فكتب إلى أبى محمد عليه السلام يشكو ذلك ، فكتب إليه : تكفون لك إن شاء الله تعالى ، فخرج إليهم في نفر يسير والقوم يزيدون على عشرين ألفا وهو في أقل من ألف ، فاستباحهم .
            علمه عليه السلام بما يكون

            عنه : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني أبو هاشم الجعفري قال : شكوت إلى أبى محمد عليه السلام ضيق الحبس وكلب القيد ، فكتب إلى : أنت تصلى اليوم الظهر في منزلك ، فأخرجت في وقت الظهر ، فصيلت في منزلي كما قال عليه السلام .

            ورواه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال : حدثني أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر قالا : حدثنا أبو هاشم قال : شكوت إلى أبى محمد عليه السلام ضيق الحبس وثقل القيد ، فكتب إلى : تصلى اليوم الظهر في منزلك ، فأخرجت في وقت الظهر ، فصليت في منزلي كما قال عليه السلام .
            علمه عليه السلام بما يكون وبالغائب

            محمد بن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني محمد بن الحسن بن شمون قال : كتبت إلى أبى محمد عليه السلام أساله أن يدعو الله لي من وجع عيني ، وكانت إحدى عيني ذاهبة والأخرى على شرف ذهاب ، فكتب إلى : حبس الله عليك عينك فأفاقت الصحيحة ، ووقع في آخر الكتاب : آجرك الله وأحسن ثوابك ، فاغتممت لذلك ولم أعرف في أهلي أحدا مات ، فلما كان بعد أيام جاءتني وفاة ابني طيب فعلمت أن التعزية له .
            علمه عليه السلام بما يكون

            ابن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني عمر ابن أبي مسلم قال : قدم علينا بسر من رأى رجل من أهل مصر يقال له : سيف بن الليث ، يتظلم إلى المهتدى في ضيعة له قد غصبها إياه شفيع الخادم وأخرجه منها ، فأشرنا عليه أن يكتب إلى أبى محمد عليه السلام يسأله تسهيل أمرها ، فكتب إليه أبو محمد : لا باس عليك ضيعتك ترد عليك ، فلا تتقدم إلى السلطان والق الوكيل الذي في يده الضعية و خوفه بالسلطان الأعظم ، الله رب العالمين ، فلقيه فقال له الوكيل الذي في يده : قد كتب إلى عند خروجك من مصر أن أطلبك وأرد الضيعة عليك ، فردها عليه بحكم القاضي ابن أبي الشوارب وشهادة الشهود ، ولم يحتج إلى أن يتقدم إلى المهتدى ، فصارت الضيعة له وفي يده ، ولم يكن لها خبر بعد ذلك .
            علمه عليه السلام بما يكون

            ابن يعقوب : عن علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا قال : كتب محمد بن حجر إلى أبى محمد عليه السلام يشكو عبد العزيز بن دلف ويزيد بن عبد الله ، فكتب إليه : أما عبد العزيز فقد كفيته ، وأما يزيد فان لك وله مقاما بين يدي الله فمات عبد العزيز وقتل يزيد بن عبد الله محمد بن حجر .
            علمه عليه السلام بما يكون

            قال أبو جعفر : أردت التزويج والتمتع بالعراق ، فاتيت الحسن بن علي السراج عليه السلام ، فقال لي : يا بن جرير عزمك أن تتمتع ، فتمتع بجارية ناصبة معقبه تفيدك مائة دينار ، فقلت : لا أريدها ، فقال : قد قضيت لك بتلك ، فاتيت بغداد وتزوجت بها ، فاعقبت وأخذت منها مالا ثم رجعت ، فقال : يا بن جرير كيف رأيت آيات الامام .
            علمه عليه السلام بما يكون

            أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : قال المعلى ابن محمد : أخبرني محمد بن عبد الله قال : لما امر سعيد بحمل أبى محمد عليه السلام إلى الكوفة كتب أبو الهيثم إليه : جعلت فداك بلغنا خبر أقلقنا ، وبلغ منا كل مبلغ ، فكتب : بعد ثلاث يأتيكم الفرج فقتل الزبير يوم الثالث .

            علمه عليه السلام بما يكون

            أبو جعفر الطبري : قال : قال علي بن محمد الصيمري : دخلت على أبى أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وبين يديه رقعة ، قال : هذه رقعة أبى محمد عليه السلام فيها : إني نازلت الله عز وجل في هذا الطاغي يعنى الزبير بن جعفر وهو أخذه بعد ثلاث ، فلما كان اليوم الثالث قتل .

            علمه عليه السلام بما يكون

            أبو جعفر الطبري : قال : قال علي بن محمد الصيمري : كتب إلى أبو محمد عليه السلام : فتنة تظلكم ، فكونوا على أهبة منها قال : فلما كان بعد ثلاثة أيام وقع بين بني هاشم ما وقع ، وكانت لهم هنة لها شان ، فكتبت إليه : أهذه هي ؟ فكتب لا ولكن غير هذه فاحترسوا فلما كان بعد ثلاثة أيام كان من أمر المعتز ما كان .

            علمه عليه السلام بما يكون

            السيد المرتضى : عن أبي هاشم قدس الله روحه قال : شكوت إلى أبى محمد عليه السلام ضيق الحبس وشدة القيد ، فكتب إلى : أنت تصلى اليوم في منزلك صلاة الظهر ، فصليت في منزلي كما قال عليه السلام ، فأطلقت في وقتي .

            علمه عليه السلام بما في الأرحام

            السيد المرتضى : عن جعفر بن محمد القلانسي قال : كتب محمد أخي إلى أبى محمد عليه السلام وامرأته حامل : يسأله الدعاء بخلاصها وأن يرزقه الله ذكرا ، وسأله أن يسميه ، فكتب إليه : ونعم الاسم محمد و عبد الرحمن ، فولدت له اثنين توأمين ، فسمى أحدهما محمدا والاخر عبد الرحمن .

            علمه عليه السلام بما يكون

            السيد المرتضى : عن إسحاق بن محمد بن النخعي قال : حدثني محمد بن درياب الرقاشي قال : كتبت إلى أبى محمد عليه السلام أساله عن المشكاة وأن يدعو لامرأتي فإنها حامل ، وأن يرزقني الله منها ولدا ذكرا ، فوقع عليه السلام : المشكاة قلب محمد صلى الله عليه وآله ، وكتب في آخر الكتاب أعظم الله أجرك وأخلف عليك ، فولدت ولدا ميتا ، وحملت بعد ، فولدت غلاما .

            علمه عليه السلام بما يكون

            السيد المرتضى : قال : روى أنه عليه السلام لما حبسه المعتمد وحبس جعفرا أخاه معه ، وكان المعتمد قد سلمهما في يد علي بن جرين ، وكان المعتمد يسال عليا عن أخباره في كل وقت ، فيخبره أنه يصوم النهار ويقوم الليل ، فسأله يوما من الأيام عن خبره ، فأخبره بمثل ذلك ، فقال المعتمد : إمض يا علي الساعة إليه اقرأه منى السلام وقل : انصرف إلى منزلك مصاحبا . قال علي بن جرين : فجئت إلى باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا ، فدخلت إليه عليه السلام فوجدته جالسا قد لبس طيلسانه وخفه وشاشيته ، ولما رآني نهض ، فاديت إليه الرسالة فجاء وركب ، فلما استوى على الحمار وقف ، فقلت : ما وقوفك يا سيدي ؟ فقال : حتى يخرج جعفر ، فقلت له : إنما أمرني باطلاقك دونه ، فقال لي : ارجع إليه وقل له خرجنا من دار واحدة جميعا ، وإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك مالا خفاء به عليك ، فمضى وعاد وقال له : يقول لك : قد أطلقت جعفرا ، فخلى سبيله ومضى معه إلى داره .

            علمه عليه السلام بما يكون

            السيد المرتضى : قال : أمر أبو محمد عليه السلام والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومائتين ، وعرفها ما يناله في سنة ستين ، ثم سلم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إلى القائم الصاحب عليه السلام ، وخرجت أم أبى محمد عليه السلام إلى مكة ، وقبض أبو محمد عليه السلام في شهر ربيع الاخر سنة ستين ومائتين ، ودفن بسر من رأى إلى جانب أبيه أبى الحسن صلوات الله عليهما ، وكان من مولده إلى وقت مضيه صلوات الله عليه تسع وعشرون سنة .

            استجابة دعائه وعلمه عليه السلام بما يكون

            في كتاب الرجال للنجاشي : قال : قال أبو محمد هارون بن موسى : قال أبو علي محمد بن همام : كتب أبى إلى أبى محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام يعرفه أنه ما صح له حمل بولد ، ويعرفه أن له حملا ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه وسلامته ، وأن يجعله ذكرا نجيبا من مواليهم ، فوقع عليه السلام على رأس الرقعة بخط يده : قد فعل الله ذلك وصح الحمل ذكرا . قال هارون بن موسى : أراني أبو علي بن همام الرقعة والخط وكان محققا .

            علمه عليه السلام بما يكون

            عنه : قال : حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي ، عن آدم بن محمد البلخي ، عن علي بن الحسين بن هارون الدقاق ، عن جعفر بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن مالك الأشتر ، عن يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبى محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو جالس على دكان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل ، فقلت له : يا سيدي من صاحب هذا الامر ؟ فقال : ارفع الستر ، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبينين أبيض الوجه ، درى المقلتين شثن الكفين ، معطوف الركبتين ، في خده الأيمن خال وفي رأسه ذوابة ، فجلس على فخذ أبى محمد عليه السلام ثم قال لي : هذا هو صاحبكم ، ثم وثب ، فقال له : يا بنى ادخل إلى الوقت المعلوم ، فدخل البيت وأنا أنظر إليه ، ثم قال لي : يا يعقوب انظر من في البيت ، فدخلت فما رأيت أحدا .

            علمه عليه السلام بما يكون

            الراوندي : قال : روى أبو سليمان داود بن عبد الله قال : حدثنا المالكي ، عن ابن الفرات ، قال : كنت بالعسكر قاعدا مفكرا في الشارع ، وكنت أشتهي الولد شهوة شديدة ، فاقبل أبو محمد عليه السلام فارسا . فقلت ترى أنى ارزق ولدا ؟ فقال : برأسه نعم . فقلت : ذكرا ؟ فقال برأسه : لا . فرزقت ابنة .

            علمه عليه السلام بما يكون وبالغائب

            الراوندي : عن عمر بن أبي مسلم قال : كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا ويبلغني عنه ما أكره ، وكان ملاصقا لداري ، فكتبت إلى أبى محمد عليه السلام أساله الدعاء بالفرج منه ، فرجع الجواب : الفرج قريب ، يقدم عليك مال من ناحية فارس ، وكان لي بفارس ابن عم تاجر لم يكن له وارث غيري ، فجائني ماله بعد ما مات بأيام يسيرة . ووقع في الكتاب : استغفر الله وتب إليه مما تكلمت به ، وذلك أنى كنت يوما مع جماعة من النصاب ، فذكروا آل أبي طالب حتى ذكروا مولاي ، فخضت معهم لتضعيفهم أمره ، فتركت الجلوس مع القوم ، وعلمت أنه أراد ذلك .

            علمه عليه السلام بما يكون وبالغائب

            الراوندي : قال : روى عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عيسى بن صبيح قال : دخل الحسن العسكري عليه السلام علينا الحبس ، وكنت به عارفا ، فقال لي : لك خمس وستون سنة وشهر ويومان ، وكان معي كتاب دعاء وعليه تاريخ مولدي ، وإني نظرت فيه فكان كما قال ، ثم قال : هل رزقت من ولد ؟ قلت : لا ، فقال : اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا ، فنعم العضد الولد . ثم تمثل عليه السلام وقال : من كان ذا عضد يدرك ظلامته إن الذليل الذي ليست له عضد فقلت له : ألك ولد ؟ قال : إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا فاما الان فلا . ثم تمثل وقال : لعلك يوما أن تراني كأنما بنى حوالي الأسود اللوابد فان تميما قبل أن يلد الحصى أقام زمانا وهو في الناس واحد

            علمه عليه السلام بالآجال وبما يكون وإتيانه عليه السلام الرجل في النوم

            ابن شهرآشوب : عن محمد بن موسى قال : شكوت إلى أبى محمد عليه السلام مطل غريم لي ، فكتب إلى : عن قريب يموت ، ولا يموت حتى يسلم إليك مالك عنده ، فما شعرت إلا وقد دق على الباب ومعه مالي ، وجعل يقول : اجعلني في حل مماطلتك ، فسألته عن موجبه ؟ فقال : إني رأيت أبا محمد عليه السلام في منامي وهو يقول لي : إدفع إلى محمد بن موسى ماله عندك ، فان أجلك قد حضر ، وأساله أن يجعلك في حل من مطلك .

            علمه عليه السلام بما يكون

            وروى أن يحيى بن قتيبة الأشعري عن أبي على المطهري : أنه كتب إليه من القادسية يعلمه انصراف الناس عن المضي إلى الحج ، وأنه يخاف العطش إن مضى ، فكتب عليه السلام : امضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله ، فمضوا فلم يجدوا عطشا . الثامن عشر ومائة : علمه عليه السلام بالآجال والانتقام له عليه السلام
             
            عنه : قال محمد بن بلبل : تقدم المعتز إلى سعيد الحاجب أن اخرج أبا محمد إلى الكوفة ، ثم اضرب عنقه في الطريق ، فجاء توقيعه عليه السلام الينا : الذي سمعتموه تكفونه ، فخلع المعتز بعد ثلاث وقتل .

            علمه عليه السلام بما يكون

            وروى أن يحيى بن قتيبة الأشعري قال : خرج أبو محمد عليه السلام في جنازة أبى الحسن عليه السلام ، وقميصه مشقوق ، فكتب إليه أبو عون الأبرش في ذلك ، فقال عليه السلام : يا أحمق ما أنت وذاك ؟ قد شق موسى على هارون ثم قال بعد كلام : وإنك لا تموت حتى تكفر ويتغير عقلك ، فما مات حتى حجبه ابنه عن الناس ، وحبسوه في منزله في ذهاب العقل عما كان عليه .

            علمه عليه السلام بما يكون

            الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته : عن محمد بن عبد الحميد البزاز وأبى الحسن محمد بن يحيى ومحمد بن ميمون الخراساني والحسين ابن مسعود الفزاري : أن أبا محمد عليه السلام كان يقول لنا بعد أبي الحسن عليه السلام : الله الله أن يظهر لكم أخي جعفر على شر ، فوالله ما مثلي ومثله إلا مثل هابيل وقابيل ابني آدم ، حيث حسد قابيل هابيل على ما أعطاه الله من فضله فقتله ، ولو تهيا لجعفر قتلى لفعل ، ولكن الله غالب على أمره . والحديث طويل يأتي بتمامه في الحادي والسبعين من معاجز القائم عليه السلام .

            Comment

            • راية اليماني
              مشرف
              • 05-04-2013
              • 3021

              #7
              رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

              كراماته عليه السلام مع الحيوانات

              خبر البغل

              محمد بن يعقوب : عن علي بن محمد ، عن أبي على محمد بن علي بن إبراهيم قال : حدثني أحمد بن الحارث القزويني قال : كنت مع أبي بسر من رأى وكن أبى يتعاطى البيطرة في مربط أبى محمد عليه السلام ، قال : وكان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا و كبرا ، وكان يمنع ظهره واللجام والسرج ، وقد كان جمع عليه الراضة ، فلم يمكن لهم حيلة في ركوبه ، قال : فقال له بعض ندمائه : يا أمير المؤمنين ألا تبعث إلى الحسن بن الرضا احتى يجى ، فاما أن يركبه و إما أن يقتله فتستريح منه . قال : فبعث إلى أبى محمد ومضى معه أبى ، فقال أبى : لما دخل أبو محمد الدار كنت معه ، فنظر أبو محمد إلى البغل واقفا في صحن الدار ، فعدل إليه فوضع يده على كفله ، قال : فنظرت إلى البغل وقد عرق حتى سال العرق منه ، ثم صار إلى المستعين فسلم عليه ، فرحب به وقرب ، فقال : يا أبا محمد ألجم هذا البغل ، فقال أبو محمد لأبي : ألجمه يا غلام ، فقال المستعين : ألجمه أنت ، فوضع طيلسانه ثم قام فألجمه ، ثم رجع إلى مجلسه وقعد . فقال له : يا أبا محمد أسرجه ، فقال لأبي : يا غلام أسرجه ، فقال : أسرجه أنت ، فقام ثانية فاسرجه ورجع ، فقال له : ترى أن تركبه ؟ فقال : نعم فركبه من غير أن يمتنع عليه ، ثم ركضه في الدار ، ثم حمله على الهملجة فمشى أحسن مشى يكون ، ثم رجع فنزل ، فقال له المستعين : يا أبا محمد كيف رايته ؟ فقال له : يا أمير المؤمنين ما رأيت مثله حسنا وفراهة ، وما يصلح أن يكون مثله إلا لأمير المؤمنين قال فقال : يا أبا محمد فان أمير المؤمنين قد حملك عليه ، فقال أبو محمد لأبي : يا غلام خذه فاخذه أبى فقاده .

              عدم إيذاء السباع له عليه السلام

              ابن يعقوب : علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا قال : سلم أبو محمد عليه السلام إلى نحرير فكان يضيق عليه ويؤذيه ، قال : فقالت له امرأته : ويلك اتق الله لا تدرى من في منزلك ، وعرفته صلاحه وقالت : إني أخاف عليك منه ، فقال : لأرمينه بين السباع ، ثم فعل ذلك به ، فرأى عليه السلام قائما يصلى وهي حوله .
              كلام الذئب

              أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه : قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : رأيت الحسن بن علي السراج عليه السلام يكلم الذئب ، فقلت له : أيها الامام الصالح سل هذا الذئب عن أخ لي بطبرستان خلفته وأشتهي أن أراه ، فقال لي : إذا اشتهيت أن تراه فانظر إلى شجرة دارك بسر من رأى .

              الغيبوبة في الأرض وإخراج الحوت

              قال أبو جعفر : قلت للحسن بن علي عليهما السلام : أرني معجزة خصوصية لك احدث بها عنك ، فقال : يا بن جرير لعلك ترتد ! فحلفت له ثلاثا ، فرأيته غاب في الأرض تحت مصلاه ، ثم رجع ومعه حوت عظيم ، فقال : جئتك به من البحر السابع فاخذته معي إلى مدينة السلام وأطعمت جماعة من أصحابنا .

              هدوء الدواب وسكونها

              أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : أخبرني أبو الحسن محمد بن هارون بن موسى قال : حدثني أبي ره قال : كنت في دهليز لأبي على محمد بن همام على دكة وصفها ، إذ مر بنا شيخ كبير عليه دراعة ، فسلم على أبى على محمد بن همام ، فرد عليه السلام ومضى ، فقال لي : تدرى من هذا ؟ فقلت : لا ، فقال : شاكري لمولانا أبى محمد الحسن بن علي عليه السلام ، أفتشتهي أن تسمع من أحاديثه عنه شيئا ؟ قلت : نعم ، فقال لي : أمعك شئ تعطيه ؟ فقلت : معي درهمان صحيحان ، فقال : هما يكفيانه فادعه ، فمضيت خلفه فلحقته بموضع كذا ، فقلت : أبو علي يقول لك : تنشط للمسير إلينا ؟ فقال : نعم ، فجاء إلى أبى على محمد بن همام فجلس إليه ، فغمزني أبو علي أن أسلم إليه الدرهمين ، فسلمتهما إليه ، فقال لي : ما يحتاج إلى هذا ، ثم أخذهما فقال له أبو علي : يا أبا عبد الله محمد حدثنا عن أبي محمد عليه السلام فقال : كان أستاذي صالحا من بين العلويين لم أر قط مثله ، وكان يركب بسرج صفته بزيون مسكى وأزرق ، وكان يركب إلى دار الخلافة بسر من رأى في كل اثنين وخميس . قال أبو عبد الله محمد الشاكري وكان يوم النوبة : يحضر من الناس شئ عظيم ويغص الشوارع بالدواب والبغال والحمير والضجة ، فلا يكون لاحد موضع يمشى فيه ولا يدخلا أحد بينهم ، قال : فإذا جاء أستاذي سكنت الضجة وهذا صهيل الخيل ونشيج البغال ونهاق الحمير ، قال : وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لا يحتاج أن يتوقى من الدواب تحفه ليزحمها ، ثم يدخل هناك فيجلس في مرتبته التي جعلت له ، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا : هاتوا دابة أبى محمد عليه السلام ، فسكن صياح الناس وصهيل الخيل ، وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضى . وقال الشاكري : واستدعاه يوما الخليفة ، فشق ذلك عليه وخاف أن يكون قد سعى به إليه بعض من يحسده من العلويين والهاشميين على مرتبته ، فركب ومضى إليه ، فلما حصل في الدار قيل له : إن الخليفة قد قام ، ولكن إجلس في مرتبتك أو انصرف : قال : فانصرف وجاء إلى سوق الدواب وفيها من الضجة والمصادمة واختلاف الناس شئ كثير . قال : فلما دخل إليها سكنت الضجة بدخوله وهدات الدواب ، قال : وجلس إلى نخاس كان يشترى له الدواب ، قال : فجئ له بفرس كبوس لا يقدر أحد أن يدنو منه ، قال : فباعوه إياه بوكس ، فقال لي : يا محمد قم فاطرح السرج عليه قال : فقمت وعلمت أنه لا يقول لي ما يؤذيني ، فحللت الحزام وطرحت السرج عليه فهذا ولم يتحرك ، وجئت لأمضي به فجاء النخاس فقال : ليس يباع ، فقال لي : سلمه إليه فجاء النخاس ليأخذه ، فالتفت إليه الفرس التفاتة فهرب منه منهزما . قال : وركب ومضينا فلحقنا النخاس فقال : صاحبه يقول : أشفقت من أن يرده ، فإن كان قد علم ما فيه من العبس فليشتره . فقال له أستاذي : قد علمت فقال : قد بعتك ، فقال لي : خذه فاخذته وجئت به إلى الإصطبل ، فما تحرك ولا آذاني ببركة أستاذي ، فلما نزل جاء إليه فاخذه باذنه اليمنى فرقاه ثم أخذ باذنه اليسرى فرقاه . قال : فوالله لقد كنت أطرح الشعير فافرقه بين يديه ، فلا يتحرك ، هذا ببركة أستاذي . قال أبو محمد : قال أبو علي بن همام : هذا الفرس يقال له الصوول يزحم بصاحبه حتى يرجم به الحيطان ويقوم على رجليه و يلطم صاحبه . قال محمد الشاكري : كان أستاذي أصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ، ما كان يشرب هذا النبيذ ، وكان يجلس في المحراب و يسجد ، فأنام وأنتبه وأنام وانتبه وهو ساجد ، وكان قليل الاكل ، كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله ، فيأكل منه الواحدة والثنتين ويقول : شل هذا يا محمد إلى صبيانكم ، فأقول : هذا كله ؟ فيقول : خذه كله ، فما رأيت قط أشهى منه .

              إعظام الحيوانات لقبورهم

              قال الراوندي : ومن معجزاته عليه السلام أن قبور الخلفاء من بنى العباس بسر من رأى عليها من ذرق الخفافيش والطيور مالا يحصى فيه وينقى منها كل يوم ، ومن الغد تعود القبور مملوءة ذرقا ، ولا يرى على رأس قبة العسكريين ولا على بابها ذرق طير فضلا على قبورهم ، إلهاما للحيوانات إجلالا لهم صلوات الله عليهم أجمعين .

              سلامته عليه السلام من السباع واستجابة دعائه

              ابن شهرآشوب : قال : روى أنه عليه السلام سلم إلى نحرير ، وكان يضيق عليه ، فقالت له امرأته : اتق الله فانى أخاف عليك منه ، قال : والله لأرمينه بين السباع ، ثم استأذن في ذلك فاذن له ، فرمى به إليها ولم يشكو في أكلها إياه ، فنظروا إلى الموضع فوجدوه قائما يصلى ، فأمره باخراجه إلى داره .
               
              وروى أن يحيى بن قتيبة الأشعري أتاه بعد ثلاث مع الأستاذ ، فوجداه يصلى والأسود حوله ، فدخل الأستاذ الغيل ، فمزقوه وأكلوه ، وانصرف يحيى في قومه إلى المعتمد ، فدخل المعتمد على العسكري عليه السلام وتضرع إليه وسال أن يدعو له بالبقاء عشرين سنة في الخلافة ، فقال عليه السلام : مد الله في عمرك فأجيب وتوفى بعد عشرين سنة .

              Comment

              • راية اليماني
                مشرف
                • 05-04-2013
                • 3021

                #8
                رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

                علمه عليه السلام بالغائب

                علمه عليه السلام بالغائب
                ابن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني عمر ابن أبي مسلم قال : وحدثني سيف بن الليث هذا قال : خلفت ابنا لي عليلا بمصر عند خروجي عنها وابنا لي آخر أسن منه كان وصيي وقيمي على عيالي وفى ضياعي ، فكتبت إلى أبى محمد عليه السلام أساله الدعاء لابني العليل : فكتب إلى : قد عوفي ابنك المعتل ومات الكبير وصيك وقيمك ، فاحمد الله ولا تجزع فيحبط أجرك فورد على الخبر أن ابني قد عوفي من علته ومات الكبير يوم ورد على جواب أبى محمد عليه السلام .

                علمه عليه السلام بالغائب
                ابن يعقوب : باسناده ، عن إسحاق قال : حدثني يحيى بن التستري من قرية سما قير قال : كان لأبي محمد عليه السلام وكيل قد اتخذ معه في الدار حجرة يكون معه فيها خادم أبيض ، فأراد الوكيل الخادم على نفسه ، فأبى إلا أن يأتيه بنبيذ ، فاحتال له بنبيذ ، ثم أدخله عليه وبينه وبين أبى محمد عليه السلام ثلاثة أبواب مغلقة . قال : فحدثني الوكيل قال : إني لمنتبه إذا أنا بالأبواب تفتح حتى جاء بنفسه ، فوقف على باب الحجرة ثم قال : يا هؤلاء اتقوا الله خافوا الله ، فلما أصبحنا أمر ببيع الخادم وإخراجي من الدار .

                علمه عليه السلام بالغائب
                أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : قال : قال المعلى ابن محمد : أخبرني محمد بن عبد الله قال : فقد غلام صغير لأبي الحسن عليه السلام فلم يوجد ، فقال : اطلبوه في البركة ، فطلب فوجد في بركة في الدار ميتا .

                علمه عليه السلام بما في النفس وبالغائب
                ابن بابويه : قال : حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال : حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال : حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال : حدثنا أحمد بن مسرور ، عن سعد بن عبد الله القمي في حديث له مع أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام وأحمد بن إسحاق الوكيل في حديث الصرر التي أظهر القائم عليه السلام الحلال والحرام منها ، وقال أبو محمد عليه السلام : صدقت يا بنى ثم قال : يا أحمد بن إسحاق احملها بأجمعها لتردها أو توصي بردها على أربابها فلا حاجة لنا في شئ منها ، واتنا بثوب العجوز . قال أحمد : وكان ذلك الثوب في حقيبة لي فنسيته ، فلما انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلى مولانا أبو محمد عليه السلام فقال : ما جاء بك يا سعد ؟ . فقلت : شوقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا . قال : والمسائل التي أردت أن تسال عنها ؟ قلت : على حالها يا مولاي ، قال : فسل قرة عيني ، وأوما إلى الغلام : يعنى القائم عليه السلام ، ثم ساق الحديث بالمسائل والجواب عنها ، وقد تهيا سعد أربعين مسالة ليسأل عنها إلى أن قال سعد في الحديث : ثم قام مولانا الحسن بن علي الهادي عليه السلام للصلاة مع الغلام ، فانصرفت عنهما وطلبت أثر أحمد بن إسحاق فاستقبلني باكيا ، فقلت : ما أبطاك وأبكاك ؟ قال : قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي إحضاره ، قلت : لا عليك فأخبره ، فدخل عليه مسرعا وانصرف من عنده متبسما وهو يصلى على محمد وآل محمد ، فقلت : ما الخبر ؟ قال : وجدت الثوب مبسوطا تحت قدمي مولانا عليه السلام يصلى عليه . قال سعد : فحمدنا الله عز وجل على ذلك وجعلنا نختلف بعد ذلك اليوم إلى منزل مولانا الحسن بن علي عليه السلام أياما ، فلا نرى الغلام بين يديه .

                علمه عليه السلام بما في النفس وبالغائب
                ابن بابويه : عن علي بن عبد الله الوراق ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال : دخلت على أبى محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام وأنا أريد أن أساله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدءا : يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة الله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث وبه يخرج نبات الأرض . قال : فقلت له : يا بن رسول الله فمن الخليفة والامام بعدك ؟ فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت ، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال : يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنه سمى رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيه ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر عليه السلام ، و مثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله تعالى على القول بإمامته ووفق للدعاء بتعجيل فرجه . قال أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي ؟ فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح قال : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق . قال أحمد بن إسحاق : فخرجت مسرورا فرحا ، فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له : يا بن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به على فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين ؟ فقال : طول الغيبة يا أحمد ، فقلت له : يا بن رسول الله وإن غيبته لتطول ؟ قال : إي وربى حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به ، فلا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل عهده بولايتنا ، وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه . يا أحمد بن إسحاق : هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله و غيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غدا في عليين .

                علمه عليه السلام بالغائب
                ابن بابويه : باسناده ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال : حدثني معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيوب بن نوح ، و محمد بن عثمان العمرى رضي الله عنه قالوا : عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ابنه ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا ، فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم ، أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا ، قالوا : فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد صلوات الله عليه .

                علمه عليه السلام بالغائب
                الراوندي : عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال : صحبت أبا محمد عليه السلام من دار العامة إلى منزله . فلما صار إلى الدار وأردت الانصراف قال : أمهل فدخل ، ثم أذن لي ، فدخلت فأعطاني مائة دينار وقال : اصرفها في ثمن جارية فان جاريتك فلانة ماتت . وكنت خرجت من المنزل وعهدي بما أنشط ما كانت ، فمضيت فإذا الغلام قال : ماتت جاريتك فلانة الساعة ! قلت : ما حالها ؟ قال : شربت ماء ، فشرقت ، فماتت .

                علمه عليه السلام بالغائب
                ثاقب المناقب والراوندي : قالا : روى أبو سليمان قال : حدثنا أبو القاسم بن أبي حليس قال : كنت أزور العسكر في شعبان في أوله ، ثم أزور الحسين عليه السلام في النصف ، فلما كان في سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان ، وظننت أنى لا أزوره في شعبان ، فلما دخل شعبان قلت : لا أدع زيارة كنت أزورها ، وخرجت إلى العسكر ، وكنت إذا وافيت العسكر اعلمهم برقعة أو رسالة . فلما كان في هذه المرة قلت : أجعلها زيارة خالصة لا أخلطها بغيرها ، وقلت لصاحب المنزل : أحب أن لا تعلمهم بقدومي ، فلما أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين وهو يبتسم متعجبا ويقول : بعث إلى بهذين الدينارين وقيل لي : ادفعهما إلى الحليسي وقل له : من كان في طاعة الله كان الله في حاجته .

                علمه عليه السلام بما في النفس وبالغائب
                الراوندي : قال : روى عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال : دخلت يوما على أبى محمد عليه السلام وإني جالس عنده ، إذ ذكرت منديلا كان معي فيه خمسون دينارا ، فقلقت لها وما تكلمت بشئ ولا أظهرت ما خطر ببالي ، فقال أبو محمد عليه السلام : لا باس هي مع أخيك الكبير ، سقطت منك حين نهضت فاخذها وهي محفوظة معه إن شاء الله فاتيت المنزل فردها إلى أخي .

                علمه عليه السلام بما في النفس وبالغائب
                الراوندي : قال : روى عن أبي بكر الفهفكي قال : أردت الخروج من سر من رأى لبعض الأمور وقد طال مقامي بها ، فغدوت يوم الموكب وجلست في شارع أبى قطيعة بن داود ، إذ طلع أبو محمد عليه السلام يريد دار العامة ، فلما رايته قلت في نفسي : أقول له : يا سيدي إن كان الخروج عن سر من رأى خيرا لي ، فاظهر التبسم في وجهي ، فلما دنا منى تبسم تبسما بينا جيدا ، فخرجت من يومى ، فأخبرني أصحابنا أن غريما لك له عندك مال ، قد يطلبك فلم يجدك ، ولو ظفر بك لهتكك ، وذلك أن ماله لم يكن عندي شاهد .

                علمه عليه السلام بالغائب
                الراوندي : روى الحجاج بن يوسف العبدي قال : خلفت ابني بالبصرة عليلا وكتبت إلى أبى محمد عليه السلام أساله الدعاء لابني . فكتب الجواب : رحم الله ابنك إنه كان مؤمنا . قال الحجاج : فورد على كتاب من البصرة أن ابنك مات في ذلك اليوم الذي كتب إلى أبو محمد عليه السلام بموته .

                علمه عليه السلام بالغائب
                ابن شهرآشوب : عن أبي هاشم الجعفري ، عن داود ابن الأسود خادم أبى محمد عليه السلام قال : دعاني سيدي أبو محمد عليه السلام فدفع إلى خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف ، فقال : صر بهذه الخشبة إلى العمرى فمضيت ، فلما صرت إلى بعض الطريق عرض لي سقاء معه بغل ، فزاحمني البغل على الطريق ، فناداني السقاء ضح عن البغل ، فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت بها البغل فانشقت ، فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب ، فبادرت سريعا فرددت الخشبة إلى كمي ، فجعل السقاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي ، فلما دنوت من الدار راجعا استقبلني عيسى الخادم عند الباب الثاني فقال : يقول لك مولاي أعزه الله : لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب ؟ فقلت له : يا سيدي لم أعلم بما في رجل الباب ، فقال : ولم احتجت أن تعمل عملا وتحتاج أن تعتذر منه ، إياك بعدها أن تعود إلى مثلها ؟ وإذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التي أمرت بها ، وإياك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرفه من أنت فانا ببلد سوء ومصر سوء ، وامض في طريقك ، فان أخبارك وأحوالك ترد إلينا فاعلم ذلك .

                علمه عليه السلام بالغائب
                ابن شهرآشوب : عن حمزة بن محمد السروري قال : أملقت وعزمت على الخروج إلى يحيى بن محمد ابن عمى بحران وكتبت إلى أبى محمد عليه السلام أساله أن يدعو لي ، فجاء الجواب : لا تبرح فان الله يكشف ما بك ، وابن عمك قد مات ، وكان كما قال ، ووصلت إلى تركته .

                علمه عليه السلام بما في النفس
                أحدا أحد
                ابن شهرآشوب : عن محمد بن الربيع الشيباني قال : ناظرت رجلا من الثنوية ، فقويت في نفسي حجته هذا وانا بالأهواز ، ثم قدمت سامراء ، فحين رأيت أبا محمد عليه السلام أومى بسبابته أحدا فوحده فخررت مغشيا على .

                علمه عليه السلام بالكتاب بغير مداد وعلمه عليه السلام بالغائب
                عنه : عن محمد بن عياش قال : تذاكرنا آيات الامام ، فقال : ناصبي : إن أجاب عن كتاب أكتبه بلا مداد علمت أنه حق ، فكتبنا مسائل وكتب الرجل بلا مداد على ورق وجعل في الكتب وبعثنا إليه ، فأجاب عن مسائلنا وكتب على ورقة اسمه واسم أبويه ، فدهش الرجل ، فلما أفاق اعتقد الحق .

                علمه عليه السلام بالغائب
                الحضيني في هدايته : قال : حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى الخرقي ببغداد في الجانب الشرقي قال : كان أبى بزازا من أهل الكرخ ، وكان يحمل المتاع إلى سر من رأى ويبيع بها ويعود ، فلما نشأت وصرت رجلا جهز لي متاعا وأمرني بحمله إلى سر من رأى ، وضمن إلى غلمانا كانوا لنا ، وكتب لي كتبا إلى أصدقاء له بزازين إلى سر من رأى
                وقال : انظر إلى صاحب هذا الكتاب من هو ؟ فاطعه كطاعتك لي وقف عند أمره ولا تخالفه ، واعمل بما يرسمه لك ، وأكد على في ذلك ، وخرجت إلى سر من رأى . فلما وصلت إليها صرت إلى البزازين ، فأوصلت كتب أبى إليهم ، فدفعوا إلى حانوتا ، وأمرني الرجل الذي أمرني أبى بطاعته أن أحمل المتاع من السفينة إلى الحانوت ، ففعلت ذلك ولم أكن دخلت سر من رأى قبل ذلك ، فانا وغلماني أميز المتاع من السفينة إلى الحانوت ونعينه ، حتى جاءني خادم
                فقال لي : يا أبا الحسن محمد بن يحيى الخرقي أجب مولاي ، فرأيته خادما جليلا ،
                فقلت له : وما علمك بكنيتي واسمى ونسبي ؟ وما دخلت هذه المدينة إلا في يومى هذا ، وما يريد مولاك منى ؟
                قال : قم عافاك الله معي ولا تخالف ، فما ها هنا شئ تخافه ولا تحذره ، فذكرت قول أبى وما أمرني به من مشاورة ذلك الرجل والعمل بما يرسمه ، وكان جارى بجانب حانوتي ، فقمت إليه وقتلت له : يا سيدي جاءني خادم جليل وسماني بكنيتي وكناني وقال : أجب مولاي ، فوثب الرجل من حانوته إليه فلما رآه قبل يده
                وقال : يا بنى أسرع معه ولا تخالف ما تؤمر به واقبل كلما يقال لك .
                فقلت في نفسي : هذا من خدم السلطان أو وزير أو أمير ،
                فقلت للرجل : أنا شعث الشعر ومتاعي مختلط ولا أدرى ما يراد منى ،
                فقال لي : اسكت يا بنى وامض مع الخادم وكلما يقول لك فقل : نعم ، فمضيت مع الخادم وأنا خائف وجل حتى انتهى بي إلى باب عظيم ، ودخل بي من دهليز إلى دهليز ومن دار إلى دار تخيل لي أنها الجنة ، حتى انتهيت إلى شخص جالس على بساط أخضر ، فلما رايته انتفضت وداخلني منه رهبة وهيبة ، والخادم يقول لي : ادن ، حتى قربت منه فأشار إلى بالجلوس ، فجلست وما أملك عقلي ، فأمهلني حتى سكنت بعض السكون ،
                ثم قال : احمل إلينا رحمك الله حبرتين في متاعك ولم أكن والله علمت أن معي حبرا ولا وقفت عليها ، فكرهت أن أقول ليس معي حبر فأخالف ما أوصاني به الرجل ، وخفت أن أقول نعم فاكذب ، فتحيرت وأنا ساكت .
                فقال لي : قم يا محمد إلى حانوتك فعد ستة أسفاط من متاعك وخذ السفط السابع ، فافتحه واعزل الثوب الأول الذي تلقاه من أوله ، وخذ الثوب الثاني الذي في طيه ، وفيها رقعة بشراء الحبرة وما رسم ذلك الربح وهو في العشرة اثنان والثمن اثنان وعشرون دينارا وأحد عشر قيراطا وحبة ، وانشر الرزمة العظمى في متاعك فعد منها ثلاثة أثواب ، وخذ الرابع فافتحه فإنك تجد حبرة في طيها رقعة الثمن تسعة عشر دينارا وعشر قيراط وحبتان ، والربح في العشرة اثنان
                فقلت : نعم ولا علم لي بذلك ، فوقعت عند قيامي بين يديه فمشيت القهقرى ولم أول ظهري إجلالا له وإعظاما وأنا لا أعرفه .
                فقال لي الخادم ونحن في الطريق : طوبى لك لقد أسعدك الله بقدومك ، فلم أجبه غير قولي ، نعم وصرت إلى حانوتي ودعوت بالرجل فقصصت عليه قصتي وما قال لي ، فبكى ووضع خده على الأرض
                وقال : قولك يا مولاي حق وعلمه من علم الله ، وقفز إلى السفط والرزمة فاستخرج الحبرتين فأخرج الرقعتين فوجدنا رأس المال والربح وموضعهما في طي الثوبين كما قال عليه السلام ،
                فقلت : أي شئ يا عم هذا الانسان كاهن أو حاسب أو مخدوم ؟ فبكى
                وقال : يا بنى لم تخاطب بما خوطبت به إلا أن لك عند الله منزلة ، وستعلم من هو ؟
                فقلت : يا عم مالي قلب أرجع به إليه
                قال : ارجع ، فرجعت فسكن ما في قلبي وقوى نفسي ومشيى وأنا معجب من نفسي إلى أن قربت من الدار .
                فقال لي : أنا منتظرك إلى أن تخرج ،
                فقلت : يا عم أعتذر إليه
                وأقول : لا علم لي بالحبرتين ،
                فقال لي : لابل تفعل كما قال لك ، فدخلت فوضعت الحبرتين بين يديه ،
                فقال لي : إجلس فجلست وأنا لا أطيق النظر إليه إعظاما واجلالا ،
                فقال للخادم : خذ الحبرتين فاخذهما ودخل وضرب بيده إلى البساط فلم أر عليه شيئا ، فقبض قبضة وقال : هذا ثمن حبرتيك وربحهما إمض راشدا ، فإذا جاءك رسولنا فلا تتأخر عنا فاخذتها في طرف ملاءتى فإذا هي دنانير . فخرجت فإذا الرجل واقف ،
                فقال : هات حدثني ، فأخذت بيده
                وقلت له : يا عم الله الله في فما أطيق أحدثك ما رأيت ،
                فقال لي : قل ،
                فقلت له : ضرب بيده إلى البساط وليس عليه شئ ، فقبض قبضة من دنانير فأعطانيها وقال لي : هذه ثمن حبرتيك وربحهما ، فوزناها وحسبنا الربح فكان رأس المال الذي ذكره ، والربح لا يزيد حبة ولا ينقص حبة ،
                فقال : يا بنى تعرفه ؟
                فقلت : لا يا عم ،
                فقال لي : هذا مولانا أبو محمد الحسن بن علي حجة الله على جميع الخلق .
                 

                Comment

                • راية اليماني
                  مشرف
                  • 05-04-2013
                  • 3021

                  #9
                  رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

                  علمه عليه السلام بالمال والمدخر

                  علمه عليه السلام بما ادخر وعلمه عليه السلام بالغائب وعلمه بحال الانسان

                  أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال : حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثني أبو هاشم داود بن القاسم قال : كنت في الحبس المعروف بحبس حسيس في الجوسق الأحمر وأنا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد ابن إبراهيم العمرى وفلان وفلان ، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن عليه السلام وأخوه جعفر فحففنا به ، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول : إنه علوي قال :
                  فالتفت أبو محمد عليه السلام فقال : لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم ، وأومى إلى الجمحي أن يخرج فخرج ،
                  فقال أبو محمد عليه السلام : هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، فان في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ، فقام بعضهم ففتش ثيابه ، فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة . وقد كان الحسن عليه السلام يصوم ، فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة ، وكنت أصوم معه ، فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بي والله أحد ، ثم جئت فجلست معه ، فقال لغلامه : أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر ، فتبسمت ،
                  فقال : ما يضحكك يا أبا هاشم ؟ إذا أردت القوة فكل اللحم فان الكعك لا قوة فيه ،
                  فقلت : صدق الله ورسوله وأنتم ،  فأكلت
                  فقال لي : أفطر ثلاثا فان المنة لا ترجع إذا نهكها الصوم في أقل من ثلاث . فلما كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرج عنه جاءه الغلام
                  فقال : يا سيدي أحمل فطورك ؟
                  فقال : احمل وما أحسبنا نأكل منه ، فحمل الطعام الظهر وأطلق عنه عند العصر وهو صائم ، فقال : كلوا هناكم الله .

                  علمه عليه السلام بالمدخر

                  الراوندي : عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت في الحبس مع جماعة ، فحبس أبو محمد عليه السلام وأخوه جعفر ، فخففنا له ، وقبلت وجه الحسن وأجلسته على مضربة كانت عندي ، وجلس جعفر قريبا منه ،
                  فقال جعفر : واشيطناه بأعلى صوته يعنى جارية له
                  فزجره أبو محمد عليه السلام وقال له : اسكت ، وإنهم رأوا فيه أثر السكر . وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبس رجل جمحى يدعى أنه علوي ،
                  فالتفت أبو محمد عليه السلام وقال : لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج الله عنكم ، وأوما إلى الجمحي ، فخرج ،
                  فقال أبو محمد عليه السلام : هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، فان في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ، فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمه ، ويعلمه بانا نريد أن نثقب الحبس ونهرب .

                  Comment

                  • راية اليماني
                    مشرف
                    • 05-04-2013
                    • 3021

                    #10
                    رد: الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) و أقواله الذهبية

                    نزول المطر و إخراج خيرات الأرض

                    اخراجه عليه السلام الدنانير من الأرض

                    محمد بن يعقوب : عن علي ، عن أبي أحمد بن راشد ، عن أبي هاشم الجعفري قال : شكوت إلى أبى محمد عليه السلام الحاجة ، فحك بسوطه الأرض قال : وأحسبه غطاه بمنديل وأخرج خمسمائة دينار ، فقال : يا أبا هاشم خذ وأعذرنا .

                    العين التي في داره ينبع منها عسلا ولبنا

                    أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : أن أبا محمد عليه السلام قد أخرج في داره عينا تنبع منها عسلا ولبنا ، فكنا نشرب منه ونتزود .

                    إنزال المطر ورفعه

                    قال أبو جعفر الطبري : دخل على الحسن بن علي عليهما السلام قوم من سواد العراق يشكون إليه قلة الأمطار ، فكتب لهم كتابا فامطروا ، ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الأرض فامسك المطر .

                    جعل ورق الاس دراهم

                    قال أبو جعفر : رأيت الحسن بن علي عليه السلام يأخذ الاس فيجعله ورقا .

                    اللؤلؤ الذي ينزل به بيده عليه السلام

                    قال أبو جعفر : رأيت الحسن بن علي عليه السلام يرفع طرفه نحو السماء ويمد يده ، فيردها مملوة لولوا .

                    إخراج الروضات والبساتين

                    السيد المرتضى : قال : روى أن أحد أصحابه صار إليه وهو في الحبس وخلا به ، فقال له : أنت حجة الله في أرضه وقد حبست في خان الصعاليك ، فأشار بيده وقال عليه السلام : انظر فإذا حواليه روضات وبساتين وأنهار جارية ، فتعجب الرجل ، فقال عليه السلام : حيث ما كنا هكذا لسنا في خان الصعاليك .

                    خبر الراهب في الاستسقاء

                    ثاقب المناقب والراوندي : قالا : روى عن علي بن الحسن بن سابور قال : قحط الناس بسر من رأى في زمن الحسن الأخير عليه السلام ، فامر الخليفة الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المصلى يستسقون ويدعون فما سقوا ، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء ومعه النصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب ، فلما مد يده هطلت السماء بالمطر ، وخرج في اليوم الثاني فهطلت السماء بالمطر ، فشك أكثر الناس وتعجبوا وصبوا إلى دين النصرانية ، فانفذ الخليفة إلى الحسن عليه السلام : وكان محبوسا ، فاستخرجه من حبسه وقال : إلحق أمة جدك فقد هلكت . فقال له : إني خارج في الغد ، ومزيل الشك إن شاء الله ، فخرج الجاثليق في يوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الحسن عليه السلام في نفر من أصحابه ، فلما بصر بالراهب وقد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين إصبعيه ، ففعل وأخذ من بين سبابته والوسطى عظما أسود ، فاخذه الحسن عليه السلام بيده ثم قال له : استسق الان فاستسقى ، وكانت السماء متغيمة فتقشعت وطلعت الشمس بيضاء ، فقال الخليفة : ما هذا العظم يا أبا محمد ؟ قال عليه السلام : هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله ، فوقع في يده هذا العظم ، وما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر .

                    علمه عليه السلام بما في النفس والسبائك التي أخرجها من الأرض

                    ثاقب المناقب : عن أبي هاشم الجعفري قال : ركب أبو محمد عليه السلام يوما إلى الصحراء فركبت معه ، فبينا نسير وهو قدامي وأنا خلفه ، إذ عرض لي فكر في دين كان على ، فجعلت أفكر في أي وجه يكون قضاؤه ، فالتفت إلى وقال : الله يقضيه ، ثم انحنى على قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الأرض وقال : يا أبا هاشم إنزل فخذ واكتم ، فنزلت وإذا سبيكة ذهب ، قال : فوضعتها في خفى وسرنا ، فعرض لي الفكر فقلت : إن كان فيها تمام الدين وإلا فانى ارضى صاحبه بها ، ويجب أن ننظر الان في وجه نفقة الشتاء وما نحتاج إليه من كسوة وغيرها ، فالتفت إلى ثم انحنى ثانية وخط بسوطه خطة مثل الأولى ، ثم قال : إنزل فخذ واكتم فنزلت فإذا سبيكة مثل الأول إلا أنها فضة ، فجعلتها في خفى الاخر وسرنا يسيرا ، ثم انصرف إلى منزله وانصرفت إلى منزلي ، فجلست وحسبت ذلك الدين وعرفت مبلغه ، ثم وزنت سبيكة الذهب فخرجت بقسط ذلك الدين ، ما زادت ولا نقصت .

                    علمه عليه السلام بما ينزل من المطر

                    عنه : عن علي بن أحمد بن حماد قال : خرج أبو محمد عليه السلام في يوم مصيف راكبا ، وعليه تجفاف وممطر ، فتكلموا في ذلك ، فلما انصرفوا من مقصدهم امطروا في طريقهم وابتلوا سواه .

                    Comment

                    Working...
                    X
                    😀
                    🥰
                    🤢
                    😎
                    😡
                    👍
                    👎