إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

خطبة الإمام الصادق (ع) في صفة النبي الأعظم (ص)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • راية اليماني
    مشرف
    • 05-04-2013
    • 3021

    خطبة الإمام الصادق (ع) في صفة النبي الأعظم (ص)

    خطبة الإمام الصادق (ع) في صفة النبي الأعظم (ص)

    قال ( عليه السلام ) : ( ... فلم يمنع ربّنا لحلمه وأناته وعطفه ، ما كان من عظيم جرمهم وقبيح أفعالهم ، أن انتجب لهم أحبّ أنبيائه إليه ، وأكرمهم عليه ، محمّد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في حومة العزّ مولده ، وفي دومة الكرم محتده ، غير مشوب حسَبه ، ولا ممزوج نسَبه ، ولا مجهول عند أهل العلم صفته .

    بشّرت به الأنبياء في كتبها ، ونطقت به العلماء بنعتها ، وتأمّلته الحكماء بوصفها ، مهذّب لا يدانى ، هاشمي لا يوازى ، أبطحي لا يسامى ، شيمته الحياء ، وطبيعته السخاء ، مجبول على اوقار النبوَّة وأخلاقها ، مطبوع على أوصاف الرسالة وأحلامها ، إلى أن انتهت به أسباب مقادير الله إلى أوقاتها ، وجرى بأمر الله القضاء فيه إلى نهاياتها ، أدّى محتوم قضاء الله إلى غاياتها ، يبشّر به كلّ أُمّة من بعدها .

    ويدفعه كلّ أب إلى أب ، من ظهر إلى ظهر ، لم يخلط في عنصره سفاح ، ولم ينجّسه في ولادته نكاح ، من لدن آدم إِلى أبيه عبد الله ، في خير فرقة ، واكرم سبط ، وأمنع رهط ، وأكلأ حمل ، وأودع حجر ، اصطفاه الله وارتضاه واجتباه ، وآتاه من العلم مفاتيحه ، ومن الحِكم ينابيعه ، ابتعثه رحمةً للعباد ، وربيعاً للبلاد .

    وأنزل الله إليه الكتاب ، فيه البيان والتبيان ، قرآناً عربيّاً غير ذي عوج لعلّهم يتّقون ، قد بيّنه للناس ونهجه بعلم قد فصّله ،ودين قد أوضحه ، وفرائض قد أوجبها ، وحدود حدّها للناس وبيّنها ، وأُمور قد كشفها لخلقه وأعلنها ، فيها دلالة إلى النجاة ، ومعالم تدعو إلى هداة .

    فبلّغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما أُرسل به ، وصدع بما أُمر به ، وأدَّى ممّا حمّل من أثقال النبوّة ، وصبر لربّه ، وجاهد في سبيله ، ونصح لأُمّته ، ودعاهم إلى النجاة ، وحثّهم على الذكر ، ودلّهم على سبيل الهدى ، بمناهج ودواع أسّس للعباد أساسها ، ومنازل رفع لهم أعلامها ، كي لا يضلّوا من بعده ، وكان بهم رؤوفاً رحيماً ) .
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎